تفضيل الأهل لابن على آخر قد يهدم روابط الأسرة



تفضيل الأهل لابن على آخر قد يهدم روابط الأسرة أب وابنه
عمان / تناولت صحيفة الدستور الأردنية في تحقيق لها ظاهرة تفضيل الآباء لبعض أبنائهم عن البعض الآخر، فقد أشتكى أحد الطلبة وهو في المرحلة الابتدائية لمعلمته من تفضيل والديه ل أخيه الأكبر منه عليه، بعد أن سرد لها بعض الأحداث والمواقف التي تؤكد شعوره هذا والذي أصبح ينعكس سلبا على علاقته ب أخيه والذي -بحسب تعبيره- لم يعد يحبه.
هذا الموقف قد يترك تساؤلا عند الكثير منا حول حقيقة تفضيل الوالدين لابن دون الآخر، ف مثلا يفضلون ا لابن الأكبر أو الأصغر على أخوته أو يفضلون ا لابن عن البنت.
وهل سلوكيات وأخلاق الأبناء المتضادة من ابن إلى آخر هي التي تحرك مشاعر وعواطف الوالدين تجاه أبنائهم وبالتالي يحدث التفضيل؟، وهل تؤدي هذه المشاعر إلى كره الأخوة لبعضهم، وتزرع الحقد والغيرة بينهم حتى بعد أن يكبروا ويتجاوزوا هذه المرحلة، "الدستور" استطلعت رأي بعض الذين مروا ب هذه التجربة، واستخلصت رأي علم الاجتماع في الموضوع.
ولم يجد "إبراهيم" 22 عاما، أي حرج من الحديث عن تفضيل والديه وتحديدا والده ل أخيه الأصغر منه بسنة والذي يدرس معه في نفس الجامعة، مشيرا بأن إحساسه هذا ليس شخصيا خاصة وأن جميع أخوته يتذمرون ويشتكون من نفس الموضوع، لدرجة أن أخيه الأكبر طلب من والده وبكل صراحة أن يعدل في تعامله معنا وان يمنحنا بعض التميز الذي يحظى به أخي الأصغر.
وأشار إبراهيم إلى أن أخيه الـ"مفضل" يحصل على ضعف مصروفه اليومي، وب أنه يلجأ إليه في كثير من المرات من أجل أن يقرضه بعض المال عندما يحتاج إلى أمر ما في الجامعة، كما أوضح أن علاقته ب أخيه الأصغر لم تصل إلى درجة الكره، ولكنها بلا شك تختلف عن باقي أخوته والسبب هو أنه أصبح مغرورا ومتعاليا في سلوكه معهم ومع جميع أفراد الأسرة.
وفي نفس الإطار وفي اتجاه مختلف، تتحدث الطالبة "نعيمة" في المرحلة الإعدادية عن تفضيل والديها ل أخيها الأكبر، وأشارت إلى أنهما وحيدين بعد أن توفت أختهما الصغيرة قبل سنوات وهي في شهورها الأولى بسبب مرض.
وتشرح نعيمة الكثير من المواقف التي تؤكد حقيقة إحساسها بتفضيل والديها ل أخيها، حيث يفضلونه عنها في زيادة المصروف وفي اصطحابه معهم في معظم زياراتهم وكذلك في اهتمامهم به في الدراسة ومراجعة الدروس، إلى جانب أنهم يتركون له حرية اختيار شراء ملابسه بينما يفرضون عليها ما ترتديه وما تشتريه، وأضافت أنهم يسمحون له بحمل "الموبايل" واستخدامه ولا يسمحون لها بفعل ذلك.
وكذلك تحدث "أحمد" والبالغ من العمر 31 عاما وهو موظف عن تفضيل والديه منذ الطفولة لإخوانه عنه، حيث كان يشعر بالظلم و التفرقة في المعاملة لدرجة أنه وفي إحدى المرات سأل والدته أن كان بالفعل ابنهم كونهم يعاملونه معاملة سيئة، مشيرا إلى أنهم كانوا يعزون سبب هذه المعاملة ب أنه طفل "شقي وغير ملتزم وكسول" وغيرها من الصفات التي لا يراها والديه في إخوانه الذين كانوا هم أنفسهم يعلمونه "المشاكسة والشغب".
وعند طرح هذه الظاهرة التي يشتكي منها الكثير من الأبناء في التفرقة والتمييز في المعاملة من قبل والديهم بينهم وبين إخوانهم، أكد معظم الآباء والأمهات ممن وجهنا إليهم سؤالا حول حقيقة هذا الأمر، أنهم لا يفضلون ابنا عن آخر فهم جميعهم أبناؤهم، وإن كان بعض الأبناء يلاحظون هذا الشيء فانه يكون و على الأغلب من قبيل الصدفة.
فذكرت السيدة "ابتهال" ربة أسرة أنها لا تفضل ابن عن آخر من أبنائها، إلا أنها تولى ابنها الصغير اهتمام أكبر بسبب عدم مقدرته على الاعتماد على نفسه، وذكرت بان معاملتها واهتمامها بابنها الصغير هي مرحلة رافقت كل واحد من أبنائها عندما كانوا صغارا.
من جهة أخرى تحدثت "أم شادي" ربة أسرة عن حبها لجميع أبنائها وعدم تفريقها في المعاملة لأحد منهم، سواء أكان ولدا أو بنتا كبيرا أو صغيرا إلا أنه في كثير من الأحيان تكون عاطفة الأم أو الأب تجاه ابن معين أكثر من غيره ل أسباب خاصة، مثل أنه ا لابن الأصغر أو أنه يعاني من مرض، ودللت أم شادي كلامها بالقصة الشهيرة و التي سألوا فيها أعرابية عن أفضل أبنائها إليها فأجابت " الصغير حتى يكبر والغائب حتى يرجع والمريض حتى يشفى".
كذلك أكد "محمود عبد الله" رب أسرة عن حبه الشديد لكل أبنائه، وإن كان يقسوا قليلا على ا لابن الشقي وغير الملتزم بهدف التربية والتوعية، وهنا لا يجد "محمود" أن قسوته في التعامل مع أبنائه تعني التفرقة بينهم، مذكرا أنه نشأ في أسرة كان فيها الأخ المطيع الهادئ والذي كان يحبه ويفضله والداه، وكذلك الطفل الشقي المشاغب والذي كان كذلك يحبه والداه، وفي نفس الوقت يقسون عليه بتوجيهه وتعليمه إلا أن هذه القسوة لا تعني كرههم له.
وبدوره شدد الدكتور مجد الدين خمش أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية على أهمية معاملة الأبناء معاملة حسنة قائمة على العدل والمساواة بينهم في الجوانب النفسية والمادية والاجتماعية والعاطفية، مؤكدا أن هذا الأمر يعزز من استثمار الأبناء بشكل صحي في المستقبل.
وذكر د. خمش أن الاهتمام بجميع الأبناء وإشعارهم ب أنهم مرغوب فيهم وان تصرفاتهم وأقوالهم تقدر وأن أفكارهم لها أهمية بالنسبة لآبائهم يقوي لديهم مفهوم الذات كما تحدث د.خمش عن موضوع تقدير الذات والذي لا يعرفه كثير من الآباء والأمهات والذي يكسب الطفل مفهوما عن ذاته ايجابيا وغير مشوه يؤهله ل يكون إنسانا فعالا مع نفسه ومجتمعه في المستقبل.
ولم ينكر د. خمش أن هناك بعضا الآباء يميزون في التعامل بين أبنائهم، وذلك ل أسباب قد تعود لانجذابهم لطفل دون غيره كأن يكون جميل المظهر أو أنه مطيع وملتزم أكثر من أخواته أو أن يكون الذكر الوحيد بين أخواته البنات أو البنت الوحيدة بين إخوانها أو أن يكون الطفل الأصغر وجميعها أسباب لا تعطي الوالدين الحق في التمييز والتفضيل بين ابن وآخر.




المصدر: نسيجها


اضغط هنا للمزيد...
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى