طفل عفيف: سأرفض الدعوة

[السميري]

طفل عفيف: سأرفض الدعوة


ليس من مهمتي كمواطن أو ككاتب، أن أذهب إلى دور الأيتام أو محاضن المعاقين والعجزة، مثلما يدعوني مسؤول هيئة حقوق الإنسان بالأمس، كي أتعرف على الفوارق ما بين الواقع وبين الكتابة. ومثلما قلت له بالأمس، وبلغة واضحة لا تحتمل مزيدا من الكلمات: الذي يذهب لهذه الدور وهذه المحاضن هو النظام الصارم الذي يراقب أداء كل مسؤول وموظف بهذه الدور، وهو ذات النظام الذي يقبضون بموجبه رواتبهم آخر الشهر وهؤلاء لا يقومون بمهام تطوعية أو خيرية. هؤلاء يقبضون ثمن ما يعملون من أجله. هؤلاء يجب أن يحاسبوا على السؤال البسيط لهذه الميزانية الضخمة التي لم تتسع لسيدة سعودية رؤوم فوصلنا حد البكاء لصدمة هذا الوافد وهو يحشو فم هذا المعاق الشريف وكأنه يحشو فوهة كيس من التبن.
وأرجو من مسؤول حقوق الإنسان ذات رجائي من مسؤول الشؤون الاجتماعية ألا يتعبوا أنفسهم بمحاولة إقناع كل من يكتب عن هذه الفضيحة بعدم تهويل الأمر أو كذبة التبرير بالتسرع. هذا الطفل السعودي المسلم الشريف أهم لدي من كل كباري وأنفاق البلد المتعثرة وأغلى عندي من كل قضايا الفساد ولو اجتمعت ملايينها المنهوبة. هذا الطفل الضحية هو دموع عائلتي الصغيرة عليه ونحن نمسح عيوننا الحمراء بعد أن شاهدناه ونحن نلوم أنفسنا على هذه القصة النفسية المؤلمة. سأقول ما لم أقله وما لن يقوله كاتب من بعد: إن رمي هذا الطفل الضحية في العراء أمام بوابة أحد المساجد أرحم له ألف مرة من كذبة الحياة التعيسة في دار لا يحترم العاملون بها إنسانية الإنسان.
سأقول إن الشؤون الاجتماعية لم تعذب بإهمالها مجرد – مواطن معاق – بل عذبت بلدا بأكمله وهي تبكي ملايين الأعين عليه. سأقول لكم إنني معكم على الرهان بعد ستة أشهر من اليوم أن مسؤولا واحدا لن يحاسب وأن نصف مسؤول لن يسأل أو حتى ينقل وإذا ما أردتم أن ندخل الرهان فأعطوني قائمة بأسماء مسؤولي – مركز الكارثة – الفضيحة وتعالوا معا لنقرأها بعد ستة أشهر. أما أن يدعوني، أي مسؤول كان، لزيارة هذه الدور فهي دعوة مرفوضة من الآن لأنني أرفض أن أكون جزءا من حملة التسويف والتبرير وكان حريا به أن يذهب بدعوته إلى طوابير المسؤولين الذين يقبضون أثمان وظائفهم آخر الشهر وكان الأحوط له أن يطلب من كبار الدوائر المسؤولة كشفا بجداول زياراتهم الميمونة.
علي سعد الموسى 2012-02-12 11:42 PM