ثمار الاستغفار

الفجر البعيد

عضو جديد
ثمار الاستغفار:
ذُكر في نصوص الشرع من الثمار للاستغفار شيءٌ عظيم، فمن ذلك:

تفريج الهموم

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب» رواه أبوداود، وصححه العلاَّمة أحمد محمد شاكر رحمه الله.
والملازمة –كما قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله- لا تتحقق إلا بأمرين:
الإكثار، والاستمرار. فمن أكثر في وقت دون وقت لم يلزم، ومن أدام منه بإقلال لم يلزمه.
والضيق قد يُفضي إلى الهمِّ وقد يكون بدونه، ولهذا كان الاستغفار مخرجا من كل ضيق، منجياً من كل هم.

سعة الرزق:

قال تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح/10-12].
وقال: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود/3].
وقال عن هود عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} [هود/52].

تحقيق المغفرة:

قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سوءً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء/110].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ» رواه مسلم.
أي: ما دمت تذنب وتستغفر فإني أغفر لك.
وقال تعالى في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عَنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي» رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ. قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي» رواه أحمد.
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ» رواه أبو داود.

أمان من العذاب:

قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال/33].
قال أبو موسى: "كان لنا أمانان، ذهب أحدهما-وهو كون الرسول صلى الله عليه وسلم فينا- وبقي الاستغفار معنا، فإن ذهب هلكنا".

أمان من النار:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار» رواه البخاري ومسلم، وقوله: «وأكثرن الاستغفار» عند مسلم.
ولولا أنَّ الاستغفار يعصم منها لما أرشدهن النبي صلى الله عليه وسلم إليه.

مجلبة لرحمة الله:

قال صالح عليه السلام لقومه: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل/46].

الفرح به في المحشر:

وفيه حديثان:
الأول:
عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار» رواه البيهقي.
والثاني: عن عبد بن بسر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «طوبى لمن وَجد في صحيفته استغفاراً كثيراً» رواه ابن ماجة.
قال ابن حجر رحمه الله: "وطوبى في الأصل شجرة في الجنة تقدم تفسيرها في صفة الجنة في بدء الخلق، وتطلق ويراد بها الخير، أو الجنة، أو أقصى الأمنية. وقيل: هي من الطيب، أي: طاب عيشكم" [فتح الباري: 7/450].
الرِّفْعة في الجنة:
قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ» رواه أحمد وابن ماجة.

سؤالان في باب الاستغفار

الأول:
كيف نوفق بين هاتين الآيتين: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء/48 و116]، و{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر/53]؟ ففي الآية الأول بيان أن الله يغفر كل شيء سوى الشرك، وفي الثانية لا استثناء.
ولا إشكال؛ فإن الله يغفر كل ذنب تيب منه، أما إذا لقي الإنسان ربه بالشرك فإنه الشرك لا يغفر.
والثاني:
ما المراد من هذا الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم» رواه مسلم؟
والجواب: أنَّ المراد أنه لا نجاة من الذنوب مهما حرص الإنسان، فإننا بشر، والخطأ من طبيعتنا، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الترمذي وابن ماجة. فإذا أخطأنا فنجاتنا باستغفارنا.
ولا ينبغي أن يفهم أحد من الحديث حضاً على العصيان! قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف/28].


 
رد: ثمار الاستغفار

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
الله يعطيكِ العافيه وجزاكِ الجنه
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 
رد: ثمار الاستغفار

استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم

كتب الله لك الأجر والثواب
 
رد: ثمار الاستغفار

بارك الله فيك
 
رد: ثمار الاستغفار

[grade="00bfff ff6347 008000 4b0082"]
الله يجزاك خير ووفقك لما يحبه ويرضاه
[/grade]​
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى