ثقب الأبرة

مرهفة حس

عضو جديد




أتذكرون عائشة رضي الله عنها عندما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ..

هل مر عليك يوم أشد من يوم أحد؟

فأجابها:

لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؟

وذلك عندما خرج طالباً من ابن عبد ياليل بن كلال,, النصر والعون على إقامة دين الله وإيوائه للقيام برسالته الخالدة،

وشكى إليهم ما انتهكه منه قومه فلم يجيبوا طلبه و ردوا عليه بقبح ..

فخرج صلوات الله عليه ، مهموما هائما ..راجياً من الله العون ..

فلم يفطن بنفسه إلا وهو بقرن الثعالب (ميقات أهل نجد)..

فأحس النبي بأمر ما ..فرفع رأسه فإذا بسحابة قد أظلته فنظر فإذ فيها جبريل عليه السلام ..

فناداه وقال : إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك ..

وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ..

فسلم عليه ملك الجبال وقال له إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين؟




تفطن الرسول صلى الله عليه وسلم لمشكلته ونظر إليها من أفقها الواسع..

على الرغم من شدة مصابه وما لقيه منهم..

رد رداً لطيفاً يحمل معاني ثمينة ..

(بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً)..



كم تمر المشكلات وتعصف بنا حتى نكاد نتيقن أنه لا تفرج..

وبين ركام الهموم نحمل إبرة وننظر من ثقبها ومن أضيق زواياها..

نشاهد الحياة من حولنا وقد بدت سوداء ..ونتهم ذوينا ومن نصاحب بالقصور..

نتذمر من هذا وذاك..

نصنع من حياتنا بؤسا وضيقا وحزنا..

نبكي لفوات أمر ..ونسخط لحجب أمر..

لما لا ننظر إليها من جانب آخر وبزيد من إدراك المشكلة وتشخيصها إيجابا وسلبا؛

فالتشخيص نصف العلاج، والنصف الآخر توفير الحلول والبدائل والإمكانات.. لتحجيم المشكلة وحلها بإذن الله..

التفاؤل والدعاء والرضا بما يقدره الله في كل حال.. من أسمى ما يقدمه الإنسان لله ثم لنفسه..

 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى