تربية النفس

[align=center]إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان، لم يخلقه عبثاً دون هدف يسعى إليه،
بل وضع له المنهج الرباني الذي يسير على هداه ويقتدي به، وأرسل له الرسل هداة ومهتدين يخرجونه من الظلام إلى النور،
ورزقنا بالقرآن الكريم الذي يوضح لنا من خلاله القوانين التي يجب اتباعها لنفوز بالجنتين جنة الدنيا، وجنة الآخرة.

فجنة الدنيا نجدها في طمأنينة القلب، والرضا بقضاء الله وقدره، وأن نعلم أن الخير كله من عند الله سبحانه وتعالى، وأن الشر هو من صنع أيدينا نحن.

فالله سبحانه وتعالى يضع المؤمن في الابتلاءات، ليكفر بها سيئاته أو لتكون اختباراً له هل يصبر أم لا ، لأن الله سبحانه وتعالى يريد هذا العبد نظيفاً خالياً من المعاصي، فيعود لله سبحانه وتعالى نقياً كالطفل الوليد.

فالله سبحانه وتعالي رزقنا الصلاة راحةً للنفس وكشفاً الكرب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وجعلت قرة عيني في الصلاة ]، فالمؤمن حينما يتجه بالصلاة لله عز وجل يترك خلفه كل الأمور الدنيوية، بحلوها ومرها، ويقف بين يدي الله سبحانه وتعالي ليجدد العهد الذي بينه وبين ربه، ويحمد الله على ما رزقه من النعم، ويرجو رحمة الله عز وجل.

ويقول الكاتب الكبير محمد قطب في هذا : " إنه حينما يدخل في الصلاة فإذا هو كائن عجيب لا يشبهه شيء من خلق الله كله، كائن يقف بجسمه على الأرض وروحه تسبح في السماء، كائن قادر في عجزه وطاقته المحدودة الفانية – أن يقوم بالمعجزة أن يقبس من الروح الخالقة أن يحطم السدود والحواجز أن تنفسح روحه فتشمل الحياة أن ينفسح كيانه فيتذوق الخلد ويتذوق حقيقة الوجود"(2).

وهذه الصلة بالله سبحانه وتعالى تكون في اليوم الواحد خمس مرات، موزعة على اليوم والليلة، بحيث يكون العبد على صلة دائمة طوال اليوم بالله سبحانه وتعالى.

قال تعالى: "يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين" (3) ففي هذه الآية الكريمة يخبرنا الله عز وجل أنه مع الصابرين، وأي نعمة يكون بها المؤمن من تصريح من الله سبحانه وتعالى أنه معه عند الكرب والابتلاء في حالة صبره واحتسابه للأجر والثواب عند الله في الآخرة.

كما أن الله سبحانه وتعالى رزقنا من الصلوات الأخرى ما يجعلنا نلجأ لله عز وجل عند الكرب مثل صلاة الحاجة و صلاة الاستسقاء و صلاة الخسوف، كما رزقنا بصلاة التهجد لمن أراد أن يستزيد،

وبعد كل هذه الصلوات نجد العبد المؤمن يخرج للناس بقلب طاهر لا يحقد ولا يغش، ولا يضع بصره على محرم، ويقابل الناس بوجه بشوش منير، متوكل على الله عز وجل في كل أمره، جعلنا الله وإياكم من الذين رضي الله عنهم في الدنيا والآخرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ[/align]
 
[align=center]يدل القران الكريم على أن الله تعالى هو من يتولى قيادة الإنسان نحو مراتب الكمال، والفضيلة، وذلك عبر جملة توجيهات ومواعظ سميت بالبصائر: "قد جائكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه" (2).

فإذا أراد الله بعبد خيراً بصّره بعيوب نفسه، ومن كملت له بصيرته لم تخفَ عليه عيوبه، وإذا عرف عيوبه أمكنه علاجها.

ولمعرفة عيوب النفس سبيلان:

الأوّل:

أن يطلب ذلك بالجد والاجتهاد والإخلاص في طاعته.. ومراقبة نفسه على مستوى القول والفعل والسلوك، ويمد يد الرجاء إلى الله تعالى، والنتيجة هي الإهداء: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبيلنا" (1).

الثاني:

مراقبة أقوال وأفعال الاخرين ليقف على السي‏ء منها، فيلحظه في نفسه ليجتنبه، ذلك أنّ طباع الناس متقاربة، فيتفقد نفسه ويطهرها على كل ما يراه مذموماً في غيره.

ورد عن أمير المؤمنين ?: "العاقل من أتعظ بغيره".
[/align]
 
جزاك الله خير على الموضوع اللي يبروز من ذهب
شكرا لك وليت الاعضاء يتفاعلون
 

اعضاء يشاهدون الموضوع (المجموع: 0, الاعضاء: 0, زوار: 0)

من قرأ الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

اعضاء قاموا بالرد في الموضوع (مجموع الاعضاء: 3)

عودة
أعلى