توفير الألعاب للأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

عضو جديد
توفير الألعاب السهلة المنال، هل هي متوفرة لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية

هناك الكثير من الدراسات والبحوث نشرت حول أهمية الألعاب الالكترونية من حيث فوائدها، ومن حيث مضارها، ولكن الكثير من الباحثين أجمعوا على أهميتها في تحقيق فوائد جمّة، منها المساعدة على التركيز، وتحسين الذاكرة، وسرعة البديهة والابداع.
وإذا ما أدركنا أهمية هذه الفوائد، نصل إلى قناعة أكيدة حول أهميتها للأطفال وللأشخاص ذوي الاعاقة في كل ما ذكر، وأضيف أيضاً إلى أهميتها في التنسيق بين الرؤية والفعل، بين الصوت والفعل، بين التفاعل والاندماج، وكل ذلك ينصب في تحقيق الغاية التعليمية كحقيبة تربوية جديدة ومن خلال برنامج تربوي فردي.
إن الألعاب بكافة تصنيفاتها تتيح للأطفال ذوي الاعاقة خوض المغامرات الشيقة وتفتح عقولهم لرسم معالم لأماكن لم يكونوا يحلمون بها، يبدأ الطفل أو الشخص ذوي الاعاقة بتخيل أشياء وأشياء ويغوص في أعماق أفكاره، فهي من وجهة نظري شخصياً أصنفها ضمن ألعاب المهارات والتنمية وبداية صوغ الأفكار.
إن السعي للفوز، المنافسة، للتحدي، حب الاستطلاع، التخيل والتصور وغيرها من عناصر الجذب والتشويق والإثارة تكون بداية تعليمية مكملة لإجراءات تدريبية أخرى تصب جميعها في نفس الاطار والغاية. وناهيك عن ذلك أن انغماس الطفل ذوي الإعاقة بالألعاب المثيرة تعزز درجة الانتباه اللازمة لممارسة هذه الألعاب والتي تصرف انتباه اللاعب عن الإحساس بالألم وخاصةً للأشخاص الذين يعانون من الاعاقات المركبة والمصاحبة للألم.
اللاعبون من ذوي الإعاقة بحاجة إلى الكثير من الموارد والمعلومات حول توفر الألعاب وحول كيفية اتقان مثل تلك الألعاب، حول أدلة الاستخدام بما يتناسب معهم وطبيعة إعاقتهم، فما هي التقنيات الموجودة من حيث البرمجيات وتوفر الألعاب وأدوات التكنولوجيا المساعدة لتمكين اللاعبين ومن جميع فئات الإعاقات للإندماج والتواصل مع تلك التقنيات ضمن العصر الرقمي، وخاصة إذا علمنا أن إحدى استراتيجيات التعليم العلاجي الحديثة يتم استخدامها مع الأطفال ذوي الاعاقات من خلال الألعاب لعلاج الاضطرابات لديهم وإكسابهم مهارات جديدة فضلاً عن سلوكيات مرغوبة إجتماعياً.

علينا أن ندرس معاً كيفية توفير الألعاب للأشخاص ذوي الاعاقة وتأمين الخيارات الفعالة من حيث التكلفة وخاصة لأدوات التكنولوجيا لمساعدة من أجل استخدامها، وكل ذلك يساعد هذا في تمكين اللاعبين من ذوي الاعاقة في التمتع الكامل والتسلية والتعلم والتشارك في المباريات التنافسية وخاصةً في حال توفر ألعاب المشاركة على مواقع الانترنت.
الحصول على الترفيه والتسلية هام جداً، لذلك نأمل العمل على توفير مثل هذه الألعاب وأن تكون مبرمجة، و أؤكد على اللغة العربية ودعم المحتوى الرقمي العربي، وأن تكون أيضاً سهلة الوصول لتشمل كافة فئات الأشخاص ذوي الاعاقة في منازلهم وإن لم يكن وهي الأشمل مراكز التعليم والتكنولوجيا المساعدة في بلداننا العربية.
ومن خلال اطلاعي وزياراتي لبعض من هذه المراكز نرى أنها محدودة جداً قياساً لما هو متوفر في بلدان غربية أخرى، الكثير من الأشخاص ذي الاعاقة غير قادرين على تأمين المال الكافي لشراء مثل هذه المعدات والتي تشكل بالنسبة لنا في المنطقة العربية إحدى أكبر التحديات "التكلفة العالية لأدوات التكنولوجا المساعدة".
وكما أشرت أعلاه، إن أهمية التفاعل بين الإنسان والحاسوب، وألعاب الفيديو بكافة أنواعها " التعليمية والمسلية، وإعادة التأهيل والصحة" وغيرها يجب أن تكون متوفرة على أجهزة الكمبيوتر وفي متناول جميع المستخدمين من الأنواع المختلفة من الإعاقات.
ويجب تصميم الألعاب بشكل عام لتشمل أربع فئات من الاعاقات وهي:
- الإعاقات الحركية وبكافة أشكالها
- الإعاقات البصرية
- الإعاقات المعرفية بكافة أشكالها بما في ذلك عسر القراءة
- الإعاقات السمعية– اللفظية
تقسم الألعاب للأشخاص ذوي الاعاقة إلى ثلاث فئات:
ألعاب الفيديو
بعض ألعاب الفيديو السائدة تكون متوفرة للعب من قبل اللاعبين من ذوي الاعاقة، وقد تشمل هذه الألعاب العديد من الأمثلة، ان كان ألعاب تعليمية أو ترفيهية أو حتى ألعاب السيارت والقتال، وهي عادة ماتكون هذه الألعاب ممتعة للغاية بسبب توفر البنية والبيئة المفتوحة في اللعبة من حيث تقديم التغذية المرتدة السمعية والتفاعل الصوتي والتكيف مع العالم الافتراضي لهذه اللعبة.
الألعاب الصوتية
هي الألعاب التي تنحصر بالصوت فقط، وهذه الألعاب ليست محددة لفئة خاصة من الاعاقات وإنما بإمكانها أن تتوجه لكافة فئات الاعاقة دون الاعاقات السمعية بشكل محدود، إن استخدام مثل هذه الألعاب والتحفيز ضمن مباريات صوتية لها تأثير كبير على التفاعل والتسلية والمرح.
وبرمجة هذه الألعاب تكون عادةَ سهلة، وإمكانية توفيرها أسهل أيضاً كونها ألعاب بسيطة جدا بالمقارنة مع الألعاب التفاعلية السائدة في هذه الأيام.
ومن خلال مقالتي هذه أتوجه إلى المبرمجين العرب ومطوري الألعاب أن تكون البداية من هذه النقطة والتي لا تستغرق وقتاً طويلاً ،لتسهيل برمجة وتوفير مثل هذه الألعاب وبالصوت العربي، ومن ثم العمل مستقبلاً على تطوير ألعاب الفيديو لكافة فئات الأطفال والأشخاص ذوي الاعاقة في المنطقة العربية.
الألعاب التفاعلية القابلة للتعديل
بعض المبرمجين ومطوري الألعاب للأشخاص ذوي الاعاقة يوفرون في بعض الأحيان إمكانية التعديل على الألعاب من قبل اللاعبين أنفسهم للتكيف والتفاعل مع اللعبة ووفق ما يناسبهم وتناسب إعاقتهم، ومثل هذا النوع من الألعاب يحتاج إلى خبرات متقدمة وتنسيق شامل بين مبرمجي الألعاب والأخصائيين التربوين العاملين في بحوث الاعاقة.
أنواع الألعاب حسب طبيعة الاعاقة
ألعاب الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية
وإذا ما قمنا بإجراء مسح لأنواع الألعاب المتوفرة والتي تخدم الأشخاص ذوي الاعاقة، نلاحظ أنها متوفرة بكثرة للأشخاص من ذوي الاعاقة الجسدية.
وعادة ما تستخدم هذه الألعاب معدات خاصة وواجهات الكترونية على شكل شاشات مع توفر وحدات التحكم بالفم والعين من خلال التنفس أو التتبع أو باستخدام خيارات أخرى مثل النظارة الالكترونية، وإلى جانب ذلك توفر أدوات التحكم هذه لتستخدم أيضاً كواجهات بديلة، من خلال كرة التعقب أو لوحة المفاتيح والتي تتيح توفير أزرار كبيرة ومجمعة تسهل عملية الاستخدام واللعب لهؤلاء الأشخاص.
ألعاب الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية
بشكل عام يمكن تصنيف الإعاقة البصرية كما هو معروف للجميع إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي: كف البصر، ضعف في الرؤية، وعدم تمييز الألوان.
وتعتمد الألعاب بشكل عام لهذه الفئات على الألعاب المستندة على النصوص والأصوات المرافقة لألعاب الفيديو، وكما هو معروف أن النص سهل القراءة من قبل اللاعبين عبر برامج متعددة منها قارئ الشاشة والاملاء الصوتي ومحركات نطق النصوص.
ألعاب الأشخاص ذوي الإعاقة المعرفية (الذهنية والتعليمية)
ألعاب الكمبيوتر لمثل هذه الفئات تعتمد على استخدام أسلوب الإدراك البصري، فهي ألعاب مسلية ومفيدة في آن واحد، وخاصةً إذا كانت مدروسة بعناية من حيث التسلسل التعليمي وتناسق الألوان ومقاطع الفيديو المرافقة لهذه الألعاب، واللعبة أحياناً قد تكون درس نموذجي تعليمي– ترفيهي تناسب تعلم هذه الفئات وفق مستوى قدراتهم وإمكانياتهم وبالسرعة المطلوبة، فضلاً عن إمكانية إعادة اللعبة إلى المقدمة أو مراجعتها لأكثر من مرة, كيفما شاء ووقت ما يشاء مع تحديد اختيار العناصر التي يرغبها اللاعب دون غيرها وتربيتها وإعادة ترتيبتها حسب رغبته.
وبالتالي تصميم الألعاب لمثل هذه الفئات يجب أن تتسم بأسلوب تفاعلي يستجيب الطفل اللاعب بفاعلية لما يراه وبنفس الوقت يعتمد على تشغيل أكثر من حاسة واحدة في ذات الوقت مما يجعل منه أسلوباً متعدد الحواس، وكلما اشتركت أكثر من حاسة في تلك اللعبة كان من الأسهل على اللاعب أن يستوعبها وأن يستدعيها وأن يتذكرها.
ومن هنا أتوجه إلى المبرمجين العرب أيضاً أن يأخذوا بعين الاعتبار برمجة تلك الألعاب وخاصة للأطفال من ذوي الاعاقة التعليمية- الذهنية بالاعتماد على أسلوب اللعب التدريجي، خطوة– خطوة وفق تسلسل زمني بتقديم أحجية أو متاهة أو مغامرة بسيطة في كل مرة ليتمكنوا من إجادتها والانتقال إلى المستوى الأعلى، وأن تتضمن اللعبة أيضاً عنصر التنافس ويرتبط مضمونها بالمحتوى الذي نريده كهدف ترفيهي وتعليمي بآن واحد.
ألعاب الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية
بشكل عام الأشخاص أو الأطفال من ذوي الاعاقة السمعية ليس لديهم مشكلة في تناول الألعاب التي يتم استخدامها من قبل الأطفال أو الأشخاص من غير ذوي الاعاقة.
ولكن تصميم الألعاب لمثل هذه الفئة يجب أن يتوجه لتحديد الكثير من الفوائد وأهما على سبيل المثال المهارات الاجتماعية والاختلاط مع الأطفال الآخرين ومن حولهم.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، من المهم أيضاً أن تصمم الألعاب لتعلم مهارات التواصل غير اللفظي وكيفية إدماجهم في المواقف الاجتماعية المختلفة.

الألعاب الرياضية على الكمبيوتر مثل كرة القدم، كرة الطائرة والبولينج، والتنس، و السلة والبيسبول نماذج لألعاب جيدة، إضافة إلى لعبة الشطرنج والتي أعتبرها من الألعاب المبدعة والمبتكرة للأشخاص ذوي الاعاقة السمعية في اتقانها على شاشة الكمبيوتر وخارجها.
ويوجد الكثير من البرامج والتحليلات والمنافسات لألعاب الشطرنج تساهم في إعداد الأشخاص ذوي الاعاقة كأبطال عالميين والانتقال من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي.
من خلال هذه المقالة ولتحقيق الفائدة المرجوة، أطرح مجموعة من الأسئلة للنقاش، لإيجاد صيغة عمل مشتركة مع المعنيين بشؤون الاعاقة، لتكون نواة إلى إعداد خطة عمل وطنية-اقليمية في المنطقة العربية، هدفها تحديد الأهداف وتصنيف الألعاب ذات الفائدة للأشخاص والأطفال من ذوي الإعاقة وحسب فئاتهم وفق خطة مدروسة، علمية، تنموية، تعليمية، تناسب البيئة العربية.
على أن تشمل هذه الخطة ومن خلال النقاش النقاط التالية:
- مراكز الألعاب المتطورة ومراكز التكنولوجيا المساعدة أغلبها محصور ضمن البلدان الغنية وفي المدن الرئيسية على وجه التحديد، ماذا عن الدول الفقيرة والنامية، وكيف نستطيع بناء مثل هذه المراكز وتوفيرها لكافة الأشخاص ذوي الإعاقة؟
- إحدى التحديات الكبيرة أن تكنولوجيا الألعاب وأدوات التكنولوجيا المساعدة غالية الثمن ولا يمكن لأي شخص من ذوي الإعاقة أن يقتنيها، وبالتالي: ما هو دور الحكومات والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني في حل هذه المعضلة لتشمل ترفيه وتعليم كافة الأشخاص ذوي الاعاقة في المناطق الفقيرة والنائية في البلدان النامية؟
- مئات الآلاف من مراكز التليسنتر منتشرة في أجزاء كبيرة في العالم وخاصة في المناطق النائية،ما هو دور التليسنتر في الترويج للألعاب المجانية وتوفير الحد الأدنى من أدوات التكنولوجيا المساعدة لتسهيل وصول الألعاب السهلة المنال للأشخاص ذوي الاعاقة.
- هل التوجه إلى البرامج والألعاب المفتوحة المصدر والمجانية تحل جزءاً من المشكلة؟
- هل يمكن العمل على تضمين مبادرة "كود دوت أورغ" في خلق منصة ألعاب للأطفال ذوي الاعاقة، كونها مبادرة عالمية يشارك بها الملايين من الأطفال وفي كل أنحاء العالم.

أرجو أن نلقى الاستجابة والردود حول هذه الأسئلة! وشكراً

المهندس نبيل عيد
المنسق الاقليمي لمؤسسة التليسنتر
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
 
رد: توفير الألعاب للأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية

الله يعطيك العافيه
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى