( وأّذنْ فِي النّاس بالْحجّ يَأتُوكَ رجَالاً )

رجآوي

عضو لامع


الحمد لله الذي بعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين وقدوة للعاملين،
وحجة على العباد أجمعين، وجعل دينه مبنياً على تحقيق العبادة لله رب العالمين
ميسراً سمحاً سهلاً لا حرج فيه ولا مشقة ولا تضييق ولا تعسير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي القدير،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير, صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

فإن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة العظيمة، فرضه الله على القادرين مرةً في العمر،
وجعل الله للمسلمين فيه منافع دينية ودنيوية كثيرة, وينبغي للمسلم قبل الشروع فيه الاستعداد له بكل ما يلزم ومن ذلك معرفة صفته,
وكيفية القيام به على أكمل وجه, حتى يؤدي مناسكه كما أحب الله وأراد, ويرجع هو من حجه وقد نال مرامه,
ولهذا فنبين بعون الله في هذه السطور بعض ما يتعلق بالحج من الشروط والأركان والواجبات
كما شرع الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- ونسأل الله أن ينفع المسلمين بها.. آمين.

تعريف الحج

والحج معناه: قصد مكة لعمل مخصوص في زمن مخصوص, أو: هو التعبد لله بقصد البيت الحرام للقيام بشعائر الحج
ولو مرة واحدة في العمر لمن استطاع إلى ذلك سبيل3. وأما الحكمة من الحج والعمرة فهي تطهير النفس من آثار الذنوب
لتصبح أهلاً لكرامة الله تعالى في الدار الآخرة؛
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ

أدلة أفضلية الحج

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة, قال تعالى: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)1.
وهو فريضة اللّه على عباده مرة في العمر؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- (الْحَجُّ مَرَّةٌ فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ

شروط الحج:

يشترط لوجوب الحج الشروط الآتية:

1- الإسلام. 2- العقل. 3- البلوغ. 4- الاستطاعة، وهي وجود الزاد والراحلة الصالحين لمثله. 5-كمال الحرية.
6- وتزيد المرأة شرطاً سادساً وهو المَحْرَمُ؛ فإن حجَّت بدون محرم أثِمت وحجها صحيح.

أركان الحج:

للحج أربعة أركان إذا سقط ركن منها بطل الحج, وهي:

1- الإحرام 2- الطواف 3- السعي 4-الوقوف بعرفة.



واجبات الحج:

واجبات الحج سبعة وهي:

1- الإحرام من الميقات. 2- الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً. 3- المبيت ليلة النحر بمزدلفة إلى بعد منتصف الليل.



4- المبيت بمنى في ليالي التشريق. 5- رمي الجمار مرتباً.

6- الحلق أو التقصير. 7- طواف الوداع.


محظورات الإحرام:

وهي الأعمال الممنوعة التي لو فعلها الحاج أو المعتمر وجب عليه فيها فدية، أو صيام، أو إطعام,
ومحظورات الإحرام هي:

1- حلق الشعر من أي جزءٍ من بدنه.

2- تقليم الأظفار.

3- تغطية الرأس، وتغطية الوجه من الأنثى إلا إذا مر بها رجال أجانب.

4- لبس الذكر للمخيط, وهو ما يخاط على حجم العضو، كالثوب والسروال ونحوهما.

5- الطيب.

6- قتل الصيد البري المأكول.

7- عقد النكاح.

8- الجماع، فإن كان قبل التحلل الأول فسد نسكهما، ويجب في ذلك بدنة ويمضيان فيه ويقضيان من العام المقبل،
وإن كان بعد التحلل الأول فلا يفسد به النسك لكن يجب في ذلك شاة.

9- مباشرة الرجل المرأة فيما دون الفرج, فإن أنزل فعليه بدنة, وإن لم ينزل فعليه شاة ولا يفسد حجه في كلا الحالين.









أ‌- زمانية: وهي أشهر الحج شوال وذو القعدة، وذو الحجة.
ب‌- مكانية: وهي التي يحرم منها من أراد الحج أو العمرة, وهي خمسة:




1- ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة.


2- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر ومن حاذاها أو مر بها.


3- يلملم: وهو ميقات أهل اليمن ومن بحذائها أو مرَّ بها.


4- قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد والطائف ومن مر به، وهو المشهور الآن ب "السيل الكبير"


5- ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق وخراسان ووسط وشمال نجد ومن حاذاها أو مر بها.


هذه المواقيت لأهلها ولمن مر عليها من غيرهم ممن أراد الحج أو العمرة, ومن كان دون المواقيت فميقاته
من حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة, ومَن أراد الحج من أهل مكة أحرم منها،
ومن أراد العمرة من أهل مكة أحرم من الحلّ وهو خارج الحرم من جميع الجهات.


أنواع الأنساك


الأنساك ثلاثة أنواع : تمتع – إفراد – قران


فالتمتع : أن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج ( وأشهر الحج هي شوال وذو القعدة وذو الحجة.
انظر الشرح الممتع 7/62 ) فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر من شعره وتحلل من إحرامه ،
فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله. فالمتمتع يأتي بعمرة كاملة وحج كامل .


والإفراد : أن يحرم بالحج وحده فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى للحج ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه
بل يبقى محرما حتى يحل بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد ، وإن أخر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس .


والقران : أن يُحرم بالعمرة والحج جميعاً أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يُدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها.


( وذلك بأن ينوي أن طوافه وسعيه عن حجه وعمرته ) .


وعمل القارن كعمل المفرد سواء إلا أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه .


وأفضل هذه الأنواع الثلاثة التمتع ، وهو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم به أصحابه وحثهم عليه ،
حتى لو أحرم الإنسان قارناً أو مفرداً فإنه يتأكد عليه أن يقلب إحرامه إلى عمرة ثم يتحلل ليصير متمتعاً
ولو كان ذلك بعد أن طاف للقدوم وسعى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف وسعى عام حجة الوداع
ومعه أصحابه أمر كل من ليس معه هدي أن يقلب إحرامه إلى عمرة ويقصر ويتحل وقال
: لولا أنِّي سقت الهدي لفعلت الذي أمرتكم به .



أ‌- زمانية: وهي أشهر الحج شوال وذو القعدة، وذو الحجة.
ب‌- مكانية: وهي التي يحرم منها من أراد الحج أو العمرة, وهي خمسة:




1- ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة.


2- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر ومن حاذاها أو مر بها.


3- يلملم: وهو ميقات أهل اليمن ومن بحذائها أو مرَّ بها.


4- قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد والطائف ومن مر به، وهو المشهور الآن ب "السيل الكبير"


5- ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق وخراسان ووسط وشمال نجد ومن حاذاها أو مر بها.


هذه المواقيت لأهلها ولمن مر عليها من غيرهم ممن أراد الحج أو العمرة, ومن كان دون المواقيت فميقاته
من حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة, ومَن أراد الحج من أهل مكة أحرم منها،
ومن أراد العمرة من أهل مكة أحرم من الحلّ وهو خارج الحرم من جميع الجهات.


أنواع الأنساك


الأنساك ثلاثة أنواع : تمتع – إفراد – قران


فالتمتع : أن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج ( وأشهر الحج هي شوال وذو القعدة وذو الحجة.
انظر الشرح الممتع 7/62 ) فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر من شعره وتحلل من إحرامه ،
فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله. فالمتمتع يأتي بعمرة كاملة وحج كامل .


والإفراد : أن يحرم بالحج وحده فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى للحج ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه
بل يبقى محرما حتى يحل بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد ، وإن أخر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس .


والقران : أن يُحرم بالعمرة والحج جميعاً أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يُدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها.

( وذلك بأن ينوي أن طوافه وسعيه عن حجه وعمرته ) .


وعمل القارن كعمل المفرد سواء إلا أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه .


وأفضل هذه الأنواع الثلاثة التمتع ، وهو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم به أصحابه وحثهم عليه ،
حتى لو أحرم الإنسان قارناً أو مفرداً فإنه يتأكد عليه أن يقلب إحرامه إلى عمرة ثم يتحلل ليصير متمتعاً
ولو كان ذلك بعد أن طاف للقدوم وسعى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف وسعى عام حجة الوداع
ومعه أصحابه أمر كل من ليس معه هدي أن يقلب إحرامه إلى عمرة ويقصر ويتحل وقال
: لولا أنِّي سقت الهدي لفعلت الذي أمرتكم به .


المواقيت
المواقيت قسمان:




أ‌- زمانية: وهي أشهر الحج شوال وذو القعدة، وذو الحجة.
ب‌- مكانية: وهي التي يحرم منها من أراد الحج أو العمرة, وهي خمسة:




1- ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة.


2- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر ومن حاذاها أو مر بها.


3- يلملم: وهو ميقات أهل اليمن ومن بحذائها أو مرَّ بها.


4- قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد والطائف ومن مر به، وهو المشهور الآن ب "السيل الكبير"


5- ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق وخراسان ووسط وشمال نجد ومن حاذاها أو مر بها.


هذه المواقيت لأهلها ولمن مر عليها من غيرهم ممن أراد الحج أو العمرة, ومن كان دون المواقيت فميقاته
من حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة, ومَن أراد الحج من أهل مكة أحرم منها،
ومن أراد العمرة من أهل مكة أحرم من الحلّ وهو خارج الحرم من جميع الجهات.


أنواع الأنساك


الأنساك ثلاثة أنواع : تمتع – إفراد – قران


فالتمتع : أن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج ( وأشهر الحج هي شوال وذو القعدة وذو الحجة.
انظر الشرح الممتع 7/62 ) فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر من شعره وتحلل من إحرامه ،
فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله. فالمتمتع يأتي بعمرة كاملة وحج كامل .


والإفراد : أن يحرم بالحج وحده فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى للحج ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه
بل يبقى محرما حتى يحل بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد ، وإن أخر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس .


والقران : أن يُحرم بالعمرة والحج جميعاً أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يُدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها

( وذلك بأن ينوي أن طوافه وسعيه عن حجه وعمرته ) .


وعمل القارن كعمل المفرد سواء إلا أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه .


وأفضل هذه الأنواع الثلاثة التمتع ، وهو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم به أصحابه وحثهم عليه ،
حتى لو أحرم الإنسان قارناً أو مفرداً فإنه يتأكد عليه أن يقلب إحرامه إلى عمرة ثم يتحلل ليصير متمتعاً
ولو كان ذلك بعد أن طاف للقدوم وسعى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف وسعى عام حجة الوداع
ومعه أصحابه أمر كل من ليس معه هدي أن يقلب إحرامه إلى عمرة ويقصر ويتحل وقال
: لولا أنِّي سقت الهدي لفعلت الذي أمرتكم به

الشروع في أعمال الحج




الإحرام






الإحرام هو نية وتلبية.
و يكون من الميقات أو قبله بقليل زيادة في الاطمئنان.


فإذا أراد الحاج أن يحرم يستحب له أن:
يقص شعره أو يحلقه على حسب عادته من قبل.
يقص أظفاره ويزيل عانته.
يغتسل ويتوضأ.
يلبس إزاراً ورداءً أبيضين طاهرين والجديدان أفضل.
يتطيب ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهة.


ثم يحرم بعد فراغه من الصلاة أو بعد ركوبه دابته .


ثم إن كان متمتعاً قال : ;لبيك اللهم بعمرة; .


وإن كان قارناً قال : ;لبيك اللهم بحجة وعمرة; .


وإن كان مُفرداً قال : ;لبيك اللهم حجاً; .


ثم يقول : اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة .


ثم يلبي بما لبى النبي صلى الله عليه وسلم به وهو: ;لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ،
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك; ، وكان من تلبيته صلى الله عليه وسلم : ;لبيك إله الحق;
وكان ابن عمر يزيد في التلبية قوله : ;لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، والرغباء إليك والعمل; .
يرفع الرجل صوته بذلك ، وأما المرأة فتقول بقدر ما يسمع من بجنبها ، إلا أن يكون بجانبها رجل ليس من محارمها
فإنها تلبي سراً .


- وإذا كان من يريد الإحرام خائفا من عائق يعوقه عن إتمام نسكه ( كمرض أو عدو أو حبس أو غير ذلك )
فإنه ينبغي أن يشترط عند الإحرام فيقول : إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني -
أي منعني مانع عن إتمام نسكي من مرض أو تأخر أو غيرهما فإني أحل من إحرامي -
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ; أمر ضباعة بنت الزبير حين أرادت الإحرام وهي مريضة أن تشترط
وقال : إن لك على ربك ما استثنيت رواه البخاري (5089) ومسلم (1207)
فمتى اشترط وحصل له ما يمنعه من إتمام نسكه فإنه يحل من إحرامه ولا شيء عليه .


وأما من لا يخاف من عائق يعوقه عن إتمام نسكه فإنه لا ينبغي له أن يشترط لأن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يشترط ولم يأمر بالاشتراط كل أحد ، وإنما أمر به ضباعة بنت الزبير لوجود المرض بها .


وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصا عند تغير الأحوال والأزمان مثل
أن يعلو مرتفعا أو ينزل منخفضا أو يقبل الليل أو النهار وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة ويستعيذ برحمته من النار .


والتلبية مشروعة في العمرة من الإحرام إلى أن يبدأ في الطواف .


وفي الحج من الإحرام إلى أن يرمي جمرة العقبة يوم العيد .


الاغتسال لدخول مكة :


وينبغي إذا قرب من مكة أن يغتسل لدخولها إن تيسر له ذلك ،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل عند دخوله مكة . رواه مسلم (1259) .


ثم إذا دخل المسجد الحرام قدم رجله اليمنى وقال : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي
وافتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم،
ثم يتقدم إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف . . ..


ثم بعد الطواف وصلاة ركعتين يأتي المسعى فيسعى بين الصفا والمروة ،






أما المتمتع فيسعى للعمرة ، وأما المفرد والقارن فيسعيان للحج ، ولهما أن يؤخرا السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة .


الحلق أو التقصير


فإذا أتم المتمتع سعيه سبعة أشواط حلق رأسه إن كان رجلاً ، أو قصر من شعره ، ويجب أن يكون الحلق شاملا لجميع الرأس ،
وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس ، والحلق أفضل من التقصير لأن النبي صلى الله عليه وسلم :
دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة ; رواه مسلم (1303) .


إلا أن يكون وقت الحج قريبا بحيث لا يتسع لنبات شعر الرأس فإن الأفضل التقصير ليبقى له شعر يحلقه في الحج ،
بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم : أمر أصحابه في حجة الوداع أن يقصروا للعمرة؛
لأن قدومهم كان صباح اليوم الرابع من ذي الحجة . وأما المرأة فإنها تُقصِّر من شعرها بمقدار أنملة .


وبهذه الأعمال تمت العمرة للمتمتع ، ويتحلل بعدها إحلالا كاملا ، ويفعل كما يفعل المحلون من اللباس والطيب
وإتيان زوجته وغير ذلك .


وأما المفرد والقارن فإنها لا يحلقان ولا يقصران ولا يتحللان من إحرامهما ، بل يبقيان محرمان حتى يحلاً يوم العيد
بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير .


ثم إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة يحرم المتمتع بالحج ضُحَىً من مكانه الذي هو فيه من مكة ،
ويُستحب أن يفعل عند إحرامه بالحج ما فعل عند إحرامه بالعمرة من الغسل والطيب والصلاة فينوي الإحرام بالحج ويلبي ،
فيقول : ; لبيك اللهم حجاً


وإن كان خائفا من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال : وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني
وإن لم يكن خائفا من عائق لم يشترط . ويُستحب له الجهر بالتلبية إلى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد .


الذهاب إلى منى


ثم يخرج إلى منى فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا من غير جمع
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ; كان يقصر بمنى ولا يجمع ; والقصر : جعل الصلاة الرباعية ركعتين ,
ويقصر أهل مكة وغيرهم بمنى وعرفة ومزدلفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس في حجة الوداع
ومعه أهل مكة ولم يأمرهم بالإتمام ولو كان واجباً عليهم لأمرهم به كما أمرهم به عام الفتح . لكن حيث امتد عمران
مكة فشمل منى وصارت كأنها حي من أحيائها فإن أهل مكة لا يقصرون فيها . الذهاب إلى عرفة


فإذا طلعت الشمس يوم عرفة سار من منى إلى عرفة فنزل بنمرة إلى وقت الظهر (ونمرة مكان قبل عرفة مباشرة)





إن تيسر له وإلا فلا حرج لأن النزول بنمرة سنة وليس بواجب ، فإذا زالت الشمس (أي دخل وقت صلاة الظهر)
صلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين يجمع بينهما جمع تقديم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ليطول وقت الوقوف والدعاء .


ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ويدعو بما أحب رافعا يديه مستقبل القبلة
ولو كان جبل عرفات خلفه لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الجبل
وقال : ;وقفت ههنا وعرفة كلها موقف


وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العظيم
: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .


فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة
أو قراءة ما تيسر من الكتب المفيدة خصوصا فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته
ليقوي جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسنا , ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه
ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة .


- الذهاب إلى مزدلفة :





فإذا غربت الشمس سار إلى مزدلفة . .. فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين .


وإن كان يخشى أن لا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي في الطريق ، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل .


ويبيت بمزدلفة فإذا تبين الفجر صلى الفجر مبكرا بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام
( وهو موضع المسجد الموجود بمزدلفة ) فوحد الله وكبره ودعا بما أحب حتى يسفر جدا
(والإسفار هو ظهور ضوء النهار قبل طلوع الشمس) وإن لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه
لقول النبي صلى الله عليه وسلم وقفت ههنا وجمعٌ ( أي مزدلفة ) كلها موقف . ويكون حال الذكر والدعاء مستقبل القبلة رافعا يديه .


- الذهاب إلى منى :





فإذا أسفر جدا سار قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي محسر (وهو وادٍ بين مزدلفة ومنى)
فإذا وصل إلى منى رمى جمرة العقبة وهي الأخيرة مما يلي مكة ( فهي أقرب الجمرات إلى مكة )
بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى كل واحدة بقدر حبة الفول تقريبا يُكبر مع كل حصاة
(والسنة عند رمي جمرة العقبة أن يستقبل الجمرة ويجعل مكة عن يساره ، ومنى عن يمينه)
فإذا فرغ من الرمي ذبح هديه ثم حلق رأسه أو قَصَّر إن كان ذكرا , وأما المرأة فتقصر من شعرها بمقدار أنملة
(وبهذا يتحل المُحْرِم التحلل الأول ، فيحل له كل شيء إلا جماع زوجته) ثم ينزل إلى مكة فيطوف ويسعى للحج
( ثم يتحلل التحلل الثاني فيحل له كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام ).


والسنة أن يتطيب إذا أراد النزول إلى مكة للطواف بعد الرمي والحلق
لقول عائشة رضي الله عنها : كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت
رواه البخاري (1539) ومسلم (1189) .


ثم بعد الطواف والسعي يرجع إلى منى فيبيت بها ليلتي اليوم الحادي عشر والثاني عشر ويرمي الجمرات الثلاث في اليومين إذا زالت الشمس , والأفضل أن يذهب للرمي ماشيا وإن ركب فلا بأس فيرمي الجمرة الأولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ويكبر بعد كل حصاة ثم يتقدم قليلا ويدعو دعاء طويلا بما أحب فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء دعا بما يسهل عليه ولو قليلا ليحصل السنة .


ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبل القبلة رافعا يديه ويدعو دعاء طويلا إن تيسر له وإلا وقف بقدر ما يتيسر ولا ينبغي أن يترك الوقوف للدعاء لأنه سنة وكثير من الناس يهمله إما جهلا أو تهاونا وكلما أضيعت السنة كان فعلها ونشرها بين الناس أوكد لئلا تترك وتموت .


ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو بعدها .


فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر فإن شاء تعجل وخرج من منى ,
وإن شاء تأخر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق ,
والتأخر أفضل , ولا يجب إلا أن تغرب الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى ,
فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال من الغد ،
لكن لو غربت عليه الشمس بمنى في اليوم الثاني عشر بغير اختياره مثل أن يكون قد ارتحل وركب
ولكن تأخر بسبب زحام السيارات ونحوه فإنه لا يلزمه التأخر لأن تأخره إلى الغروب بغير اختياره .


فإذا أراد الخروج من مكة إلى بلده لم يخرج حتى يطوف للوداع
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا ينفر أحدٌ حتى يكون آخر عهده بالبيت رواه مسلم (1327) ،
وفي رواية : أُمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خُفف عن الحائض رواه البخاري (1755) ومسلم (1328) .


فالحائض والنفساء ليس عليهما طواف وداع ، ولا ينبغي لهما أن يقفا عند باب المسجد الحرام للوداع
لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم .


ويجعل طواف الوداع آخر عهده بالبيت إذا أراد أن يرتحل للسفر فإن بقي بعد الوداع
لانتظار رفقة أو تحميل رحله أو اشترى حاجة في طريقه فلا حرج عليه ولا يعيد الطواف
إلا أن ينوي تأجيل سفره مثل أن يريد السفر أول النهار فيطوف للوداع ثم يؤجل السفر
إلى آخر النهار مثلا فإنه يلزمه إعادة الطواف ليكون آخر عهده بالبيت .
وبذلك يكون تم الحج بأذن الله..
 
رد: ( وأّذنْ فِي النّاس بالْحجّ يَأتُوكَ رجَالاً )

جزاك الله خيرا
 
رد: ( وأّذنْ فِي النّاس بالْحجّ يَأتُوكَ رجَالاً )

[align=center]بارك الله فيك

877.gif
[/align]
 
رد: ( وأّذنْ فِي النّاس بالْحجّ يَأتُوكَ رجَالاً )

اسال الله ان يرزقنا حج بيته الحرام
جزيت عنا خيرا على الموضوع القيم
 
رد: ( وأّذنْ فِي النّاس بالْحجّ يَأتُوكَ رجَالاً )

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
الله يعطيكِ العافيه وجزاكِ الجنه
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى