ولكن دمعي في الحوادث غالي‏

المغامر

عضو فعال
[align=center][/align]
الايام دول فلا تغتر بطول الامهال




--
أقول وقد ناحت بقربي حمامة


أقول وقد ناحت بقربي حمامة ... أيا جارتي هل تشعرين بحالي
معاذ الهوى ما ذقت طارقة الهوى ... ولا خطرت منك الهموم ببال
أتحمل محزون الفؤاد قوادم ... على غصن نائي المسافة عالي
أيا جارتا ما أنصف الدهربيننا ... تعالي أقاسمك الهموم تعالي
تعالي تري روحاً لدي ضعيفة ... تردد في جسم يعذب بالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة ... ويسكت محزون ويندب سالي
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة ... ولكن دمعي في الحوادث غالي


ومع نهاية الشطر الأخير ربطته بعجز البيت الرابع تعالي أقاسمك الهموم تعالي عشت حلم يقظة وظننت أني غططت في نوم عميق ودارت الأفكار في ذهني ولم تدر الأيام وكان المشهد التالي:
في صباح ذك اليوم استيقظت مبكرا
وللفجر في المسجد مصليا
صليت وعلى بيتي انقلبت
وبين كل خطوة وخطوة أمل يحدوني
مستبشرا بقدح الصبوح
وولجت الدار لأجد الصمت والهدوء
وبقدح الصبوح فارغا
مستندا إلى أخيه للغبوق
قلت : مهلا لعلي بشاذلية مع قدوع
من السكري أو الخِلاص
فنعم التمرة أحلي بها المرة
تذكرت أني ليس بي زكام ولو
كانت القهوة موجودة لفاح منها
الهان مع الزعفران
أو العويدي بعد الغلاء الفاحش للأول
منيت نفسي بفطور
وتمنيته أن يكون من صنع مَن في البيت
ساخنا على يد الشريكة
سبحانك ربي لك الحمد والشكر
حققت لي هذه الأمنية ولكن
على غير ما أريد فقد رأيت
كفا مخضبا ممسكا بيده العصا
عندها عرفت أن فطوري من نوع ثانٍ
من حسن حظي
نجوت بأعجوبة
خرجت للسيارة مهرولا
وحامدا لله أني لم أخلع زينة الصلاة
في غير عادة مني ولا تخطيط
وصلت للعمل قبل وقت الدوام
لقيت مديري المبجل
جاحظ العينان منتفخ الودجان
قلت لعله مغامرا
أو أنه بمثل فطوري قد تصبح
وأظنه كذلك فقد لبس نظارة
أخفت معالمه ومن دونها العمامة
فرحت لأننا
في الهم سوا
دنوت منه
لعلني أواسيه
صاح وارتعد
أزبد همهم تمتم
فقلت له تم تم
كثر رنين الجوال فعزمت على قفله
وقلت إذا رجعت أُعمله
نسيته وكانت الكارثة
مضى يوم الدوام وقلت
جاء الفرج سأرجع للمسكن عند السكن
وأعوض الفطور بالغداء
دخلت مسُلِما منحنحا ولا جوابا
خشيت خفت وتقدمت
مبتسما وجهت السؤال
هل الغداء جاهز ؟
وكان الجواب جاهز
أتقفل الجوال وتبحث عن الغداء
قلت نسيت
ولم تمهلني فقالت
هل أنت أعمى؟
ما قرأت ما على الباب؟
رجعت في وجل
وإذا بقائمة تطول مد النظر
ما بين زيت وبصل
ومطالب توحي بأن البيت خاوي
اعتذرت بأني لا أملك النقود
قالت أين راتبك
شرحت لها أني
في هذا الشهر اشتريت لها هدية
وقبله طلبت مني النزهة الترفيهية
وقبله كان عندك عرس لا تتركينه
وتحتاجين فستانا وشُرعة وزينة
قالت أتعيرني بما صرفت علي
وداعا فبيت أبي بي يرحب
كنت فيه في عز ودلال
وإذا مثلك لا يستطيع
فلا يرتبط بذات نسب
عندها استأسدت وبالحق صدحت قائلا
يا حواء ويحك ما دهاك
أما تعلمين أنك
لو كنت له أمة لكان لك عبدا
تعهديه بالرعاية في الصبح والعشية
وبالليل وعند الغسق
صلي معه ركعتين وناجيا رب السحر
ولا تكثري المطالب وارضي باليسير
تعهدي منه السرور وفي الفرح شاركيه
وإذا ما رايتيه منكدا فتظاهري معه بالنكد
افرحي لفرحه واحزني لحزنه
راعي من يرعاه
من فيما مضى قد رعاه
أمه أمك
وأبيه ترينه أبيك
لا تفشي له سرا
تعيشي معه في سلام
وفيما كنت في هذه الحالة
حنت علي يدا حانية
شعرت معها بالأمان
عرفت لمستها
لمسة تعودتها من زمان
فاستيقظت ولم أكن في منام
بل كان حلم في يقظة
مسبحا محوقلا
كتبه راجي عفو ربه / عواض بن مبارك الحارثي يوم الأحد 17/1/1431هـ المصادف، 03 كانون الثاني، 2010
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى