وقاية الشباب من الأنحراف

لحمد لله القائل ( المـال والبنون زيـنة الحياة الدنيا … ) والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. ). أما بعد :
فمن دواعي السرور أن أقدم ورقة العمل هذه بإسم الإدارة العامة للعلاقات العامة لوزارة الخارجية ،كمساهمة منها في العمل على تحصين زينة حياتنا وقرة عيوننا وثمرات أفئدتنا من خطر الانحراف ووحل الإجرام.
إننا عندما نتحدث عن الشباب إنما نتحدث عن ذخيرة الأمة وعدة الحاضر وأمل المستقبل ،وذلك أن فترة الشباب هي أخصب فترات العمر و أحفلها بالعمل والإنتاج ،إنها مرحلة التحصيل العلمي والاقتصادي ،وهي المرحلة التي تعتمد عليها الأمم في تكوين الجيوش وخوض المعارك وبناء الأوطان .. لذلك فإن الواجب الديني والقومي والوطني يفرض علينا رعاية شبابنا وحمايته من الإنحراف.
تعريف الإنحراف :
يعتبر الشاب منحرفاً إذا ارتكب جرماً يعاقب عليه القانون .. فإن أقدم الشاب على إرتكاب جريمة كالسرقة أو الإيذاء أو الإغتصاب أو أي فعل آخر معاقب عليه لإخلاله بسلامة المجتمع وأمنه فإنه يعتبر منحرفاً.
وهناك نوع أخر من الإنحراف قد لا يعتبر جريمة وهو الإنحراف الذي ينطوي على مجرد مظهر من مظاهر السلوك السيئ كعدم طاعة الوالدين والتشرد والهروب من المنـزل ومخالطة المعرضين للإنحراف والمشتبه بهم ،إلا أن مثل هذه الإنحرافات والتي يعتبر الشاب الموصوف بها معرضاً للإنحراف قد تتطور غالباً إلى الإنحراف خاصة إذا لم تعالج وتقاوم.
نظرة المجتمع للشاب المنحرف :
بذلك تدرك ان انحراف الشباب لا يرجع إلى نقص في طبيعتهم ولا إلى نزعة دفينة في نفوسهم الصغيرة ،إنما يرجع إلى عدة عوامل منها شظف العيش وسوء التوجيه وقلة الرعاية وتفكك الأسرة و انحلال الرابطة العائلية.
والشاب يواجه مشاكل متعددة تؤثر في حياته فينحرف عن جادته ،ويخرج عن قوانين المجتمع وسلوكياته ،وهنا تتفاوت نظرات أفراد المجتمع إليه كل حسب مفاهيمه وإختصاصاته على النحو التالي :
ينظر رجل الشرطة إلى الشاب المنحرف بأنه ذلك المنحرف الصغير الذي خالف القوانين وبالتالي لابد من وضعه بين يدي العدالة.
والاجتماعيون يعتبرونها ظاهرة اجتماعية تمثل الشذوذ عن قواعد السلوك المتعارف عليه وبالتالي يجب البحث عن دوافعه ودواعيه بقصد استئصاله.
في حين أن المعتدى عليه يرى السلوك في حدود الضرر اللاحق به فتكون رغبته مشحونة بحب الانتقام.
أما القانون فيعتبر الشخص البالغ من العمر 18 عاماً أهلاً للمساءلة الجنائية إذا أرتكب عملاً مخالفاً للقوانين والأعراف.
مشكلة إنحراف الشباب :
شهد العالم في عصوره المختلفه العديد من مظاهر الإنحراف وسعي جاهداً لأن يحقق حياة آمنة مستقرة ،وبذل العلماء في مختلف العلوم المتصلة بالإستقامة الإنسانية ما بذلوه من جهد وقدموا من الدراسات سواءً في القانون أو في علم النفس أو في علم الإجتماع والتربية
وإذا كان إنحراف الشباب آفة يعاني منها العالم أجمع فإنها من المشاكل التي وجدت في مجتمعنا اليمني ،وما الموضوع الرئيسي لهذه الندوة إلا خطوة في طريق تحصين الشباب من الإنحراف ودليل قوي على صحة الوجهة العلمية لحماية شبابنا من الوقوع في الإنحراف.
ولقد حالف القائمين على هذه الندوة التوفيق عندما إختاروا موضوع أهمية حماية الشباب من الانحراف ليكون ضمن أوراق العمل المقدمة ،ذلك أن مشكلة الإنحراف تعني فشل أبناء مجتمعنا في تربية وتوجيه وإصلاح أقرب الأقربين وأحب المحبوبين إلى قلوبهم وهم الأبناء فلذات الأكباد.
إن لمجتمعنا اليمني عادات جيدة وأخلاق حميده في جانب الحفاظ على الأبناء وحماية الشباب لكن ذلك لا يعني الركون والإتكاليه فهناك العديد من العوامل الداخليه والخارجية التي جعلت عدداً من شبابنا يتعاطى الجريمة ويجنح إلى الإنحراف .. فمن خلال عملنا في سلك الشرطة وجدنا من الشباب من إنخرط ضمن عصابات سرقات السيارات ومثلوا أمام المحاكم في سن لا تتجاوز العشرين عاماً ،كما أن هناك شباباً يحملون السلاح ويمارسون العنف ،أما مخالطة المشتبه بهم والهروب من المنازل ،وإمتهان التسول والفساد الأخلاقي فهي مظاهر إعتاد عليها الكثير من شبابنا الأمر الذي يستدعي من المجتمع وقفه جادة لحماية شبابنا وفلذات أكبادنا.
عوامل إنحراف الشباب
لا شك أن الإنحراف لدى الشباب لا يأتي من فراغ وإنما يرجع إلي أسباب متعددة إجتماعية وتربوية وإقتصادية .. إلخ ،وسوف نتطرق بشيئ من الإيجاز لبعض العوامل المؤدية إلى إنحراف الشباب ومن هذه العوامل ما يلي :
العوامل الوراثية :
من علماء الإجرام من يرى بأن عوامل الإنحراف ترجع إلى عوامل الوراثة والإستعدادات التي ولد الشخص مزوداً بجذورها الأولى .. فهناك من تكون ظروفه الأسريه والإجتماعية والإقتصادية جيدة لكنه ينـزح إلى الإنحراف والخروج عن المألوف .. غير أن هذه حالات قليلة ونادرة ،أما الأغلبية الساحقة فإنها محصلة للتفاعل بين هذه العوامل فالإنسان يولد بإستعداد معين والظروف البيئية هي التي تشكل هذا الإستعداد.
سوء التربية الأسرية :
تعتبر الأسرة أول وأهم وسط في عملية التنشئة ،وأسرة الشاب من خلال بيئتها الإجتماعية والنفسية وما تقدمه لأبنائها من فرص النمو الشامل ودورها في الضبط الإجتماعي والتربية السليمة كل ذلك يقي الشباب من الإنحراف ،ولما كانت الأسرة هي أول جماعة ذات تأثير مباشر على الفرد فإن تأثيرها السلبي يكون قوياً وعميقاً على شخصية الشاب وتوافقه النفسي والإجتماعي فسوء العلاقات الأسرية والخلافات فيها غياب دور الأب غالباً ما تنعكس سلباً على الأبناء الذين يتعلمون عن طريق محاكاة النماذج السلوكية أكثر مما يتعلمون عن طريق التلقين.
كما أن غياب الأب بصفة دائمة أو عدم قيامه بالدور المتوقع منه كأب أو سوء معاملته أو قسوته وتسلطه في معاملة أبنائه قد يكون سبباً من أسباب إنحرافهم نتيجة لمعاناتهم من الضغوط النفسية والإجتماعية.
إن الكثير من الآباء يقضون ساعات الليل والنهار بمعزل من أبنائهم دون أن يستشعروا المسئولية الملقاة على عواتقهم ولا ينتبهون إلا بعد أن ينخرط الأبناء في صفوف المنحرفين أو بعد أن تضبطهم الشرطة في جرائم معينه .. كما أن بعض الأباء يشجعون أبناءهم على الإنحراف ويقذفون في قلوبهم الحقد والكراهية وعدم إحترام القانون.
فشل المدرسة في عمل التنشئة الإجتماعية:
من العوامل المؤدية إلى إنحراف الشباب فشل مؤسسات التعليم في تربية النشء فالمدرسة تعد المتعلم اجتماعياً ومعرفياً للقيام بأدواره الاجتماعية المتوقعة منه فبالإضافة إلى الخبرات المعرفية والمهارات التي يكتسبها المتعلم من المدرسة يتعلم أيضاً مجموعة من القيم والاتجاهات والأنماط السلوكية وأساليب تحقيق الأهداف المشروعة اجتماعياً والتي تساعد على النجاح في الحياة.
وفشل المدرسة في أداء هذا الدور يؤدي بالمتعلم الى الفشل الذي يؤدي بدورة الى الإحباط والقلق وعدم القدرة على التحصيل وتحقيق الأهداف بالأساليب مما يعرض الشاب للانحرافات السلوكية والجنوح نحو الإجرام ويلاحظ أن كثرة الأعداد وكثافة التلاميذ في الفصول يضعف قدرة المدرسة على توجيه سلوك طلابها وتعويدهم على الالتزام وتمكينهم من التحصيل ، والشيء الذي لا يمكن إنكاره أن مدارسنا تعاني من قلة المدرسين وضعف تأهيلهم وانحطاط مستواهم العلمي والمهني وقلة المباني والملاعب وانحطاط معدلات النشاط الرياضي والاجتماعي والثقافي و الترويجـي وكل هذا يقلل من الدور الذي تلعبه المدرسة في تربية النشء.
أما إذا نظرنا إلى تعليمنا الجامعي لوجدنا انه وصل الى حد يصعب مع تحقيق رسالة الجامعات فى إعداد الأجيال الصاعدة إعدادا وطنياً وروحيا وخلقيا وعلميا واجتماعيا ومهنيا وقد يرجع ذلك الى عدة عوامل لا يتسع المجال لذكرها.
فالطالب الجامعي يعاني من الكثير من المشكلات كانتشار مبدأ الوساطات والمجاملات عند القبول وارتفاع الرسوم الدارسية واسعار الكتب وتشدد بعض الأساتذة وإهمال آخرين .. وباختصار فان وجود عناصر سيئة فى الأوساط المدرسية والجامعية يؤدي الى انحراف الكثير من التلاميذ يساعد على ذلك غياب الدور التوجيهي الذى يضطلع به المسجد كمؤسسة دينية تربوية.
عدم استغلال اوقات الفراغ:-
استغلال اوقات الفراغ فى الانشطة النافعة المرتبطة بميول الفرد واهتماماته من خلال الاسرة والمدرسة ووسائل الاعلام والاندية بانواعها ينمي لدى الفرد المواهب والهوايات ليحقق ذاتة من خلالها كما توجهه الى تقدير قيمة الوقت واهمية استغلاله وهذا بدوره يقلل من الفرص التي قد تدفع الى الانحراف كما تجنبه السلبية والكسل وعدم المبالاه لذا فان علماء النفس والتربية يقرون بان الشاب اذا اختلى بنفسة وقت فراغه ترد علية الافكار الحالمة والهواجس السارحة والتخيلات الجنسية المثيرة فلا يجد نفسة الى وقد تحركت شهوته وهاجت غريزتة امام هذه الموجه من التأملات والخواطر لايجد بداً من ممارسة بعض الانحرافات السلوكية والعادات المشينة.
الرفقة السيئة:
ان انتماء الشاب الى جماعة منحرفة سلوكياً عادة ماتعطى فرصة لمحاكاتهم فيما يقومون به من افعال يؤدي الى التاثير المباشر عليه وهنا يقوم بالسلوك الانحرافي من خلال التعلم وارتباطه مع المنحرفين من جماعات ورفاق وتحت تاثير الاصدقاء ولمجرد التقليد. فمرافقة ومخالطة قرناء السوء ورفقاء الشر يجعل الشباب يكتسبون الكثير من هذه الانحرافات فكما قال علية الصلاة والسلام ( المرء على دين خليلة فلينظر احدكم من يخالل) وكما قال الشاعر
( عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ** فكل قرين بالمقارن يقتدي)
الدور السلبي لوسائل الاعلام:
من عوامل انحراف الشباب التي تدفعهم الى الشقاوة وارتكاب الجريمة ما يشاهدونه فى وسائل الاعلام من روايات بوليسية وافلام خلاعية وما يقرأونه من مجلات ماجنة وقصص مثيرة تشجع على الانحراف والاجرام وتفسد اخلاق الكبار فكيف بالشباب والمراهقين . ان لوسائل الأعلام غزواً فكرياً وثقافياً يستهدف هز عقيدتة وزلزلة قيمه الدينية وروابطه الاخلاقية.
وامام هذا الموج المتلاطم من المد الاعلامي الاجنبي الذى لا يخضع لاية رقابة فان وسائلنا الاعلامية المحلية لاتقدم ما يخدم الاغراض الوطنية بقدر ماتقدم مايشعل نار العنف والقوة واحياناً مايثير الغرائز والشهوات التي تخدش الحياء ولاتنمي الذوق العام والاحترام الاجتماعي لدى الشباب.
ولايفوتنا الاشارة الى ان هناك طوفاناً رهيباً متمثلاً فى كتب الجنس التي يصدرها تجار الجنس ورواد الفاحشة بهدف الحصول على الثروة السهلة والجنس هو نقطة الضعف التي يمكن للشيطان ان يتسلق من خلالها ليخرب عقول الشباب ويعطل رسالتهم الاجتماعية السامية.
وسائل حماية الشباب من الانحراف
الشباب يمثلون اغلب السكان فى اكثر البلدان ويتميزون برقة الفؤاد وصفاء النفس وبراءة الضمير وهذا يضعنا امام مسئولية كبيرة فالشباب فى هذه المرحلة يجب ان يوجه لهم اهتمام خاص فى جميع المجالات التي تتظافر على تهيئتهم وتنشئتهم وتربيتهم وتقديم الخدمات لهم سواء كانت اجتماعية او صحية او تربوية اورياضية.
وبما ان فئة الشباب هي اكثر الفئات الاجتماعية تعرضا للانحراف فان مسئولية حمايتهم تقع على المجتمع باسره بدءا بالفرد ومروراً بالاسرة وانتهاء ببقية مؤسسات المجتمع رسيمة ام شعبية.. وسوف نتطرق لبعض الادوار التي يمكن القيام بها للمساهمة فى وقاية الشباب من الانحراف.
دور الفرد:
فيما يتعلق بدور الفرد الذي يكمن ان يلعبة حيال نفسه و أسرته ووطنه ومجتمعه فان الفرد مطالب بان يحصن نفسه من الانحراف والانخراط مع أرباب السوابق وعدم ارتياد الاماكن الموبوءة بالانحراف.
وعلى الفرد ان ينخرط فى الانشطة الاجتماعية والاقتصادية ويمارس الهوايات والانشطه الحره وتنظيم اوقات فراغه فيما يعود علية بالنفع العام.. وعليه ان يرسم برنامجاً لحياتة ويحدد اهدافة بتواضع ودون مبالغة وعلية ان يوازن بين امكاناته الحقيقية وقدارتة وبين اهدافه فلا يغالي فيها حتى لايفشل فى تحقيقها فيصاب بالاحباط الذي قد يكون بداية الانحراف.
ان على الفرد ان يعود نفسه بان تحقيق الرفعه والرقي لايتاتى بمجرد الاماني والاحلام والرغبات بل لابد من الكفاح والنضال والسهر والجد والاجتهاد والمثابرة واحترام النظام والقانون واحترام حقوق الغير ، وهذا ما يجب ان نرسخه فى اذهان شبابنا عن طريق مؤسسات المجتمع المختلفة.

دور الاسرة:
الاسرة هي المحضن الذى يرغب فيه الشاب والمفروض فى الاسرة انها المدرسة الاولي التي تزود الشاب اثناء فترات نموه بالثقافة الاجتماعية التي تؤهله للنضوج الاجتماعي .. فالتربية الصحيحة هي الوسيلة المثلى لاحداث اكبر قدر ممكن من الوقاية من الانحراف ، ومن هنا فان على الاسرة ان تقوي العلاقة الاسرية بين افرادها وتنوء بأبنائها عن الخلافات والصراعات .. وتنطوي الرعاية الاسرية على الرعاية المعاشية والصحية والتربوية ، فان نقص في الرعاية المعاشية يخل بمقومات معيشية الشاب مما يدفعة الى محاولة الحصول على مايعوزه ولو بوسائل غير مشروعه كالسرقه والاحتيال وماشبههما من جرائم الاعتداء على المال كما ان نقص الرعاية الصحية قد يؤثر على سلامة تكوينة الجسماني والنفسي والعقلي اما الرعاية التربوية فتحقق بالتعديل والتهذيب المتدرجة من خلال تنشئة الشاب على قيم خلقية قويمة.
ان على الاباء ان يحرصوا على اختيار رفقاء مامونين لابنائهم يعينونهم اذا صلحوا وينصحونهم اذا انحرفوا وان يناوابهم عن مخالطة المنحرفين عن ارتياد اماكن الشبه والفجور، فعلى الاباء تقع المسئولية الكبرى فى اعداد الشباب وتحصينهم ضد الانحراف ، وذلك ان خبرات الطفولة تترك بصمات فى الشخصية فيما بعد فعلى الاسرة ان تهتم بغرس القيم الدينية والخلقية السليمة مع الاعتدال فى تنظيم وتعليم ابنائها فلا افراط فى القسوه والشده والصد والحرمان ولا تفريط فى تربية الشاب على الديمقراطية والمناقشة والحوار والتوجية والارشاد والاشراف الدائم على سوكة ومناقشة مشكلاتة ، وعلى رب الاسرة ان يخصص جزءاً من وقته ليجلس مع ابنائة ويرشدهم وينصحهم ويبعدهم عن الانحراف.
دور المدرسة :
على لمدرسة أن تجعل من مناهجها مادة مشبعة لحاجات الطلاب النفسية والاجتماعية والمهنية بحيث تتفق هذه المواد مع ميلوهم وظروفهم وأن تكثر من الأنشطة والهوايات والصلات وان تتنوع المقررات الدراسية بحيث يأخذ منه الطالب ما يناسبه وبذلك تشغل أوقات الطالب كلها وتوجهه الوجهة الإيجابية التي تنمي شخصيته وتحميه من الفراغ وتمتص فائض طاقته وتشعره بذاته وبالثقة في نفسه.
وعلى المدرسة أن تغرس في التلميذ قيم العدل والطهر والصفاء والنقاء والعفة وتحمل المسئولية والإخاء والمساواة واحترام القانون والانتماء القوي للوطن وترسيخ قيم التسامح والتراحم والتعاطف والتضحية والإيثار وتفضيل الصالح العام على المصلحة الشخصية،كما أن القيام بهذا الدور ينطبق على كافة مؤسسات التعليم و التوجيه كالجامعة والمسجد والنوادي الرياضية والثقافية وبيئة العمل. الخ.
4 - دور وسائل الإعلام :
وسائل الإعلام من أخطر الوسائل المؤثرة في نفوس وعقول الشباب وتكمن هذه الخطورة في أن الإعلام يدخل البيوت في كل وقت وبدون استئذان (كما يقال ) وهذه الوسائل تهدم أكثر مما تبني.
فمن هنا لا بد أن يكون محتوى وسائلنا الإعلامية بما يتناسب مع مجتمعنا وبما ينبثق من عقيدتنا وتقاليد ديننا لكي نستطيع أن نحصن شبابنا من خطر الانحراف،ويجب أن يتخذ الإعلام سياسة واضحة من أجل خدمة الشباب وهناك بعض الحاجات التي يجب أن يوفرها الإعلام للشباب منها:
1 - ضرورة قيام وسائل الإعلام بدورها في توجيه الشباب توجيهاً سليماً من تعاليم ديننا الإسلامي ومبادئه السمحة.
2 - على أجهزة الإعلام أن تولي عناية هامة عند اختيار المواد الأجنبية حفاظاً على هويتنا ووقوفاً على وجه المد الإعلامي الذي يمكن أن يؤثر على ثقافة شبابنا.
3 - تزويد الشباب بالقدر الملائم من سائر العلوم الحديثة والتعرف على أسرارها الأمر الذي ييسر لهم فهم العالم من حولهم.
4 - ترسيخ وتعميق مبدأ الولاء الوطني في أذهان الشباب وحثهم على القيام بدورهم الاجتماعي المأمول.
5 - تطوير صفحات الرياضة والثقافة واختيار المواد النافعة وإضافة مواد ترفيهية تنمي رغبات الشباب الرغبة في المعرفة والاطلاع.
6 - تجنب المسلسلات الهابطة وغير الهادفة التي تؤدي الى ضياع وقت الشباب.
5 - دور الشرطة :
تعتبر الشرطة التجسيد الطبيعي لسلطة المجتمع المنبثقة منه لحمايته والدفاع المشروع عنه ضد الجريمة والانحراف والمساس بالأخلاق والآداب العامة،والشرطة سلطة إلزامية تقوم بواجبها كرقيب على السلوك العام في المجتمع فهي تسعى الى استتباب الأمن ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة ومكافحة الإجرام والانحراف،من هذا المنطلق فإن الشرطة تقوم بدور كبير في حماية الشباب ووقايتهم من الانحراف عن طريق الحفاظ على السلوك العام ومراقبة الأماكن الموبوءة بالانحراف وضبط مرتاديها من الإحداث أو الشباب أو الكبار وبذلك فإن الشرطة تفرض قيوداً معينة على جميع الخارجين على القانون سواء كانوا فئة الشباب أو من فئة عمريه أخرى.
فإذا كان عمر الشاب الثامنة عشره سنة فقد صار أهلاً للمساءلة الجزائية وعلى رجال الشرطة القيام بدورهم في ضبط كل شاب حاول الخروج عن الأنظمة والقوانين تمهيداً لتسليمة للجهات المختصة.
وبما أن الشرطة هي أول مؤسسة رامية يصلها الشاب المنحرف لذلك فقد بدأت السلطات الشرطية في العالم بإنشاء شرطة الأحداث التي تضع إجراءات معينة للتعامل مع الحدث منذ الوهلة الاولى يصل فيها الدوائر الشرطية أخذة في الاعتبار التعامل التربوي الإنساني حتى لا يصاب الحدث أو الشاب بصدمة نفسية تزيده تعقيداً أو اضطراباً فوجود شرطة خاصة بالأحداث تصب في اتجاه حماية الشباب من الانحراف ذلك أن الشاب إذا ما حفظنا عليه في سن الحداثة والمراهقة وكان يمنئ عن الانحراف أو التعرض له في هذه المرحلة كان ذلك حصناً له من أن ينحرف وهو في سن الشباب أو الكهولة.
6 - دور المجتمع :
على المجتمع تقع مسئولية إعداد أذهان الشباب وصقل شخصياتهم وتربيتهم على القيم والمبادئ التي يرتضيها المجتمع والتي تجعل منهم مواطنين صالحين.
إن المجتمع مطالب بأن يرعى عقول الشباب وفكرهم وأن يعدهم بالصورة المطلوبة ولا يدخر في ذلك جهداً أو مالاً وهناك الكثير من المظاهر و الإجراءات التي يجب على المجتمع القيام بها حتى نقي شبابنا من الانحراف ومنها:
1 - القضاء على كافة مظاهر الفساد الإداري والاجتماعي سواء كانت كبيرة أم صغيرة لأنها تؤثر في شخصية الشباب بحكم قلة خبرتهم الواقعية.
2 - بث روح الواقعية في أذهان الشباب وخاصة أصحاب الطموحات الكبيرة المصحوبة بالتهور.
3 - الحد من تزمت الآباء والأمهات والكبار عامة في تعاملهم مع الشباب وخاصة رجال الإدارة الذين ينظرون إلى الشباب نظرة علو وتكبر.
4 - إزالة مشاعر الفشل والإحباط لدى الشباب و إشعارهم بأهميتهم الاجتماعية ومنحهم حقوقهم المشروعة.
5 - مساعدة الشباب على تحقيق أهدافه وطموحة بطرق مشروعة حتى لا يتخذ من الانحراف وسيلة للظهور والنجاح
6 - تفعيل قانون الصحافة والمطبوعات ومراقبة وسائل الإعلام التي تدعو إلى العنف الجنسي وتثبيط الشباب عن القراءة النافعة وتغرس في نفوسهم الشعور بالتمرد وعدم الرضا وفقدان الثقة بالوطن وقادته.
7 - الحد من حالات الفشل الدراسي وتوسيع التعليم والثورة ضد الأمية حيث يجمع علماء النفس أن العنف والانحراف هما رد فعل الفشل والإحباط.
8 - غرس التعاليم الدينية في الأطفال منذ الصغر وبيان روح التسامح ومبادئ الرحمة والعدل و العفه والشرف والأمانة والبعد عن العنف والجريمة والانحراف.
9 - تشكيل لجان دائمة لدراسة مشكلات الشباب على أن تجمع هذه اللجان بين علماء دين ونفس وتربية واجتماع ورجال القانون وآباء وأمهات.
10 - العمل على القضاء على كافة مظاهر البطالة حتى لا يقع الشباب فريسة لها فيشعرون بالندم والسخط و يلجأ ون إلى الانحراف،وكذا العمل على الحد من الصراعات الأسرية وحالات لانفصال والتفكك الأسري.

المصادر :
1- مبحث الجريمة د./عبد الرحمن عيسوي
2- تربية الأولاد في الإسلام عبد الله ناصر علوان
3- مجلة الأمن والحياة العدد (4 ) يناير 83م
4- مجلة الأمن والحياة العدد (16) يناير 83م
5- مجلة الأمن والحياة العدد (26) يناير 83م

منقول
 
رد: وقاية الشباب من الأنحراف

اختى الفاضله:

طرح رائع واسلوب راقي .

جزاك الله كل خير علي هذا الموضوع الذي فعلا يهم الجميع.

تقبلي تحياتي وتقديري ..
 
رد: وقاية الشباب من الأنحراف

[align=center]
بارك الله فيك على طيب الطرح

وهذه مشكلة تحتاج إلى شد العزم و إلى تظافر الجهود

ونسال الله أن يصلح الحال والأحوال ، وأن يردنا إليه ردا جميلا ..
[/align]
 
رد: وقاية الشباب من الأنحراف

[frame="8 98"]
نسأل الله أن يحمي شبابنا من كل مكروه وينفع بهم البلاد والعباد ويقر عين والديهم أنه سميع مجيب
[/frame]
 
رد: وقاية الشباب من الأنحراف

جزيتم الخير ووفقكم لكل خير
 
رد: وقاية الشباب من الأنحراف

جزاكم الله خير
 
رد: وقاية الشباب من الأنحراف

جزاكم الله خير
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى