وقفات قبل أن تودع رمضان المبارك

وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك!

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد :

إن فراق شهر رمضان المبارك لَمِن أصعب الأمور على النفس المؤمنة، ولولا أن هذا الشهر يعود ويتكرّر لانصدعَت له قلوبهم صدعًا لا يلأم، ولكن عزاءهم أنه فراق بعد لقاء. إن شاء الله. والمهم على فراق هذا الشهر لأمرين:

الأول:
حزن على فراق تلك النفحات الربانية التي لا تتجلّى إلاّ في هذا الشهر المبارك. مع همّة جادة في الطاعة، والإقبال على المولى سبحانه وتعالى بأنواع من القربات والعبادات قلّما تجتمع في غيره.

الثاني:
خوف من عدم قبول تلك الأعمال الّتي جدوا فيها. وشمّروا لها سواعدهم، يدفعهم أمل في المولى الكريم أن يقبَل منهم ما قدّموه من قليل خدمتهم في مقابل كثير نعمه التي أنعم بها عليهم.

لهذا تذكّر بعض الوقفات وأنتَ تودّع هذا الشهر المبارك عسَى الله أن ينفعك بها وأن يجعلها ذُخرًا في صالح أعمالك إنه سميع قريب. تذكّر قبل أن تودع الشهر أن سلفنا الصالح عليهم من الله أزكى الرحمات قد جعلوا شهورهم كلّها رمضان؛ فما كان دخوله يزيدهم طاعة، وما كان خروجه ينقصهم إحسانًا، فهل نعقد العزم على أن نحوّل السنة كلّها إلى رمضان؟ قل: إن شاء الله. وتذكّر أنّك قد اعتدت في هذا الشهر الكريم على الكثير من الخير، وكففت عن كثير من الشر، ترى!! هل ستستمر على ما اعتدت عليه من محافظة على صلاة الجماعة وخصوصًا صلاة الفجر وملازمة لكتاب الله؟

وتذكّر يا مَن عرفت الله في رمضان أن ربّ رمضان هو ربّ رجب وشعبان. فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد آذن برحيل. ومَن كان يعبُد الله فإن الله دائم لا يحول. وتذكّر أنك قد عاهدتَ ربّك في هذا الشهر العظيم على التزام الطاعة، والإقلاع عن المعصية، وقد قال في محكم كتابه: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ × فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ × فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} التوبة: 75- .77 وتذكّر أن شهر رمضان وإن كان شهر التوبة والإقلاع فإن باب التوبة مفتوح طول العام، يقول الحق سبحانه: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} التوبة: .104وتذكّر أن شهر رمضان وإن كان فرصة للعبادة والتّقرّب إلى المولى سبحانه.

فإن فرصة العبادة باقية لم تنته بعد. ولئن كان الصيام من أخص خصائص هذا الشهر إلاّ أن الصيام سوف يبقى محبوبًا مطلوبًا في سائر شهور العام، بل هناك من الصيام ما هو كالمتمم لصيام رمضان، كصيام ستة أيام من شوال، وصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم أيام العشر. وشهر الله المحرم.

و الله ولي التوفيق و القادر عليه
 
رد: وقفات قبل أن تودع رمضان المبارك

جزاك الله خير
اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم
اللهم اعد علينا رمضان سنين عديده وازمنة مديده
 
رد: وقفات قبل أن تودع رمضان المبارك

جزاك الله خير
والله يتقبل منا شهر رمضان ويجعلنا والمسلمين من عتقائه من النار.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى