وزارة الشؤون الاجتماعية أين ذهب المال الذي استقطع من ميزانية الدولة

السميري

عضو جديد
وزارة الشؤون الاجتماعية أين ذهب المال الذي استقطع من ميزانية الدولة

٢٠١٢/٢/١٥
تعذيب المعاقين في عفيف


في كثير من بلدان العالم، نعرف جميعاً ما الإجراء الطبيعي بعد فضيحة تشبه تلك التي انتشرت عبر تسجيل فيديو من مركز تأهيل عفيف، والذي يتخذ ضد المسؤول عن هذه الفضيحة وكل من تسبب فيها. لقد رأينا اثنين من العمال في المركز وهما يحوّلان عملية إطعام المعاقين المساكين إلى عملية تعذيب بكل ما تعنيه كلمة تعذيب، وشاهدنا الطريقة التي كان يصرخ بها ذلك الطفل المسكين من شدة الألم، عندما كان ذلك العامل المجرم يشد أذنه بتلك القسوة والإجرام.
جواب وزارة الشؤون الاجتماعية عجيب! فقد قالوا إن بعض حالات التخلف العقلي تحتاج لهذه الممارسة التي بالغ في تطبيقها العمال. فهذا الكلام غير صحيح، وحالات الإعاقة التي تحدثوا عنها، يتم فيها «لمس الأذن» للفت انتباه الذهن. وليس شدّها بتلك الوحشية الرهيبة. أما العامل الآخر الذي اعترف لدى شرطة عفيف بضربه لمريض آخر كفيف البصر، فلا أدري كيف سيجيب عنها الناطقون باسم الوزارة، – والله يستر – وعسى أن يبقى لدى الوزارة بقية احترام لعقولنا فلا تخرج علينا لتقول إن ضارب هذا المكفوف المسكين كان يهدف لإعادة حاسة البصر إليه!
إيقاف العمال الثلاثة أو الأربعة ومعاقبتهم وتسفيرهم ليس حلا لهذه الحادثة الآثمة. ومثل هذا الفعل ليس سوى محاولة فاشلة لامتصاص غضب الناس. فهؤلاء العمال ليسوا خصومنا، وإنما خصمنا من أتى بهم. خصمنا من ظهر عبر وسائل الإعلام ليقول إن الدولة تنفق على الفرد المعاق بسخاء وتتصدر معظم دول العالم في ذلك. ونحن ليس لدينا ذرة شك واحدة أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده هي الأكثر إنفاقاً على هذه الشريحة العزيزة على قلوبنا، ولو لم يجد الملك عبدالله وأخواه نايف وسلمان إلا أن ينفقوا على المعاق من مالهم الخاص لفعلوا. لكن السؤال الذي يوجه لوزارة الشؤون الاجتماعية هو: أين ذهب هذا المال الذي استقطع من ميزانية الدولة وخصّت به وزارتكم؟ ولماذا لم يذهب الحق إلى مستحقه؟ نحن لم نر هذا الإنفاق السخي الذي يتصدر ما تصرفه معظم دول العالم في صرخات الألم والأنين المبكي الذي صدر من ذلك الطفل المعاق في عفيف!
كان يفترض أن تقوم الوزارة بطرح مشروع صيانة خدمة تلك المراكز وما يلحق ذلك من تفاصيل، في مناقصة تتنافس عليها الشركات المؤهلة والمصنفة تصنيفاً عالياً، والتي تملك ترسانة من الموظفين المدربين تدريباً وافياً ممن يتحلون بالإخلاص في العمل والالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية والمهنية، بدلاً من توفير المال وإسناد هذه المهمة الدقيقة الحساسة لشركة رخيصة. ففي الغالب أن هذه الشركات تؤخر صرف رواتب العمال، ولذلك تصدر منهم تلك الأعمال الانتقامية بحسب ما تراه عقولهم المجرمة، فضاعت الأمانة.
في السيرة الذاتية «قدمي اليسرى» لكريستي براون (وهو روائي إيرلندي) حديث عن عالم الإعاقة وما فيها من أوجاع للقلب وأتراح، وحق له أن يشتكي، فالإعاقة قد تعزل الإنسان عزلة شعورية أليمة بحيث تقتله في اليوم الواحد مئات المرات. لكنه عندما تحدّث عن معاناته مع البشر، حصر معاناة ذي الاحتياجات الخاصة في أن الناس كانوا دائماً ينظرون له بعين «الشفقة « التي كانت تجرح فؤاده. أما ذوو الاحتياجات الخاصة عندنا فلم يصلهم هذا الترف، هم فقط يريدون من يحميهم من الضرب وشد الأذن والشعر! إن الحديث عن مشاعر الإنسان ذي الإعاقة عندنا أمر سابق لأوانه، فهو لم يصل للمرحلة التي يطالب بها ذلك الروائي، عندما يقول إنه لا يريد أن يكون الطفل الذي لا يراه الضيوف ولا يتكلم عنه أحد. إن أبناءنا وبناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة يريدون منا فقط ألا نثق ولا نأتمن عليهم إلا من يستحق الثقة وحمل الأمانة الغالية على القلب. وفي تصوري، إن أفضل من يمكن أن نثق فيه هنا على هؤلاء الأطفال العاجزين المساكين هن النساء السعوديات من ذوات الاستقامة والدين والخلق والرشد. لن نجد أحداً أكثر شفقة ورحمة من النساء السعوديات، فما بالك إن كانت مهمتهن هي رعاية هذه الشريحة؟ لِمَ لا يكون هناك دورات تأهيلية للسيدات السعوديات، حتى ممن لا يحملن شهادات على الإطلاق، لكي يقمن برعاية هؤلاء الأطفال؟ في تصوري، إنها فكرة ممتازة ستحد من عدد العاطلات عن العمل وتقلل عدد العمالة التي لا حاجة لها، وهؤلاء النسوة جديرات بأن تكون رواتبهن عالية بنفس شرف مهنتهن. ومال يصرف هاهنا ليس بهدر.




نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧٣) صفحة (١٨) بتاريخ (١٥-٠٢-٢٠١٢)
 
رد: وزارة الشؤون الاجتماعية أين ذهب المال الذي استقطع من ميزانية الدولة

رد: وزارة الشؤون الاجتماعية أين ذهب المال الذي استقطع من ميزانية الدولة

مقال في الصميم
الله يعطيك العافيه اخوي السميري
تقبل احترامي وتقديري


 
رد: وزارة الشؤون الاجتماعية أين ذهب المال الذي استقطع من ميزانية الدولة

رد: وزارة الشؤون الاجتماعية أين ذهب المال الذي استقطع من ميزانية الدولة

[align=center]طرح جميل واسئلة وجيهة

لكن اتمنى يكون عندهم رد مقنع لكل هذا واتمنى يكون ردود افعالهم فعل مو كلام وبس كالعاددة

يا كثر كلامها ومااسرع مبرراتهم عندهم مبرر لكل غلط لكن الله المستعان وربي على كل ظالم وكل شي

لك وقته وينتهي مو دايم الا وجهه كل من اخطا بحقنا ولا حرمنا من حقوقنا يجيه يوم يندم على كل شي سيء سواه

وربي معانا ان شاء الله [/align]
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى