اشعارات

حدود شرعية للمعاقين !عبدالغني بن ناجي القش

حدود شرعية للمعاقين !


عبدالغني بن ناجي القش



فئة من فئات المجتمع ، و شريحة من شرائحه ، تستوجب العناية وتتوق إلى الاهتمام والرعاية كحق مشروع لها . تلكم هي شريحة المعاقين ، الذين يعيشون بيننا برغم ما يعانونه من تعقيدات الحياة ووعورة مسالكها .
ولأن هؤلاء بطبيعتهم البشرية قد يصدر منهم سلوك إجرامي ، كما وقع في العام الماضي حين ألقي القبض على 17 من الصم والبكم بتهمة المخدرات ، وكنت حينها أتساءل: ما الحكم المتوقع صدوره ؟ وهل لغة الإشارة لغة معتبرة شرعا ؟
ومن هنا كان لابد أن يستنبط أهل الفضل وذوو المكانة في العلم حدوداً مستمدة من الشرع المطهر لجرائم المعاقين.
وهذا ما سيحدث قريبا في المدينة المنورة حيث سيعقد ( وهذا سبق صحفي للجريدة تخصها به هذه الزاوية ) ندوة بعنوان
( الحدود الشرعية الخاصة بذوي الإعاقات ) وتنظمها جمعية الأطفال المعوقين ممثلة في مركز الأمير سلطان بتوجيهات ومتابعة من سمو رئيس مجلس إدارتها الأمير سلطان بن سلمان وبرعاية كريمة من لدن سمو أمير المدينة المحبوب الأمير عبدالعزيز بن ماجد آل سعود .
مع هذه الندوة التي يترقبها الكثيرون وبخاصة المعوقين والمهتمين بشؤون الإعاقة كانت هذه الرؤى:
* مثل هذه الندوات كان يفترض إقامتها منذ وقت مبكر ، ويبدو أن السبب عدم وجود لجنة شرعية تتبع لجمعية الأطفال المعوقين ، وانعقادها يعد خطوة تحسب للجمعية ولصاحب الفكرة ورئيس اللجنة العلمية الأخ الدكتور تركي بن عبدالله السكران ، الباحث في شؤون الإعاقة والذي سبق له أن قدم فكرة ندوة زواج المعوقين في العام الماضي ويشرف حاليا على حملة ( شارك في إسعاد ذوي الظروف الخاصة ) .
* يبدو واضحا المحاولة الجادة في الإحاطة بالجرائم التي يمكن للمعاق القيام بها ، ومن ثم إيجاد الحد الشرعي الذي يتناسب وذلك الجرم ، وهذا يكمن في محاور الندوة والتي تشتمل على ستة محاور :
- المحور الشرعي والتربوي والنفسي والاجتماعي ، والأسري ، والإعلامي . ولا شك أن إدراج المحور الإعلامي ينم عن فكر نير وإدراك لما يمثله الإعلام في عصرنا من مكانة .
* تأتي هذه الندوة بتميز آخر يتمثل في محاولة تقصي أسباب الجريمة عند المعاقين وكذلك الآثار السلبية على الفرد والمجتمع لتصل في النهاية إلى تقصي الأثر الايجابي لتطبيق الحدود الشرعية على المعاقين وبالتالي على المجتمع بعامة.
* مما يبعث على التفاؤل بنجاح باهر للندوة أمور عدة لعل من أهمها:
- انعقادها للمرة الأولى على مستوى العالم العربي حيث لا توجد حدود خاصة بجرائم المعاقين .
- تعدد محاورها وشموليتها مما يجعل المتابع يشعر بارتياح تام .
- كونها تعقد في مدينة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وبمؤازرة ودعم لا محدود من لدن سمو أميرها التي باتت بصماته واضحة في دعم كل عمل علمي وخيري يعقد في رحاب طيبة .
* موقف الإعلام من مثل هذه الندوات يفترض أن يكون أكثر ايجابية ، وبخاصة إذا كان العمل لم يسبق له نظير فحينئذ تتأكد عملية الإبراز وإظهار مثل هذا الجهد العلمي للعالم بأسره .
* دعم الأبحاث بتحكيمها ونشرها يسهم في إنجاح الندوة ويجعل منها نواة للعالم يبني عليها بعد ذلك كل ما يستجد في عالم الجريمة إذا كانت صادرة عن ذوي الإعاقات.
إن انعقاد هذه الندوة يعد انجازا تفخر به بلادنا ويندرج ضمن سلسلة من المفاخر التي تزدان . والمرجو أن يدعى لها خبراء ومختصون في هذا المجال بإسهام فاعل من الجامعات السعودية ليكون ذلك داعما لها ومعززا لعلميتها ، والدعوات للمولى أن تكلل المساعي بالتوفيق .
 

عودة
أعلى