اشعارات

هل تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ؟

هل تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ؟


أكاد أجزم أنه في اللحظات التي فصلت بين قراءتك للعنوان و اتخاذك قرار القراءة ، أن الإجابة كانت لا ، أو صعب.

و لعلك كنت تتخيل أني سأقوم بشرح المثل الشهير الذي يقول ( قد تستطيع خداع بعض الناس بعض الوقت ، و لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت ) ، لأشرح عواقب الخداع و أذم المخادعين الفاشلين.

لكن في الحقيقة ما حدث هو أن هذا المثل قفز إلى ذهني البارحة ، و عندما فكرت فيه و كنت أعتبره من المسلمات أو الحكم الجميلة ، اكتشفت أنه غير صحيح بالمرة ، و أن عوامل هدمه تكمن بداخله.

كيف ؟

ركز معي

ماذا لو ... نجح أحد المخادعين في خداع كل الناس كل الوقت ، فهل كنت أنت أو قائل المثل ستعرفون أن هناك عملية خداع أصلاً ؟

قطعاً لا ... لأنكم ستكونون حينها ضمن المخدوعين.

إذن ، فإن قائل هذا المثل أو هذه الحكمة قالها بناءً ، على تجربته في انكشاف الكثير من محاولات الخداع ، و لكنه نسي أن كل هذه المحاولات المكشوفة لم تكن سوى المحاولات الفاشلة ، و قطعاً هناك محاولات خداع أخرى ناجحة و لكنه لم يعرف عنها شيئاً ... ببساطة لأنها ناجحة.

و كذلك الحكمة القائلة ( ليست هناك جريمة كاملة )

و التي توحي بأن المجرم لابد أن يقع في يد العدالة

و هذا غير صحيح ، لأن الجريمة الكاملة لابد أن تقدم للمحاكمة شخصاً آخر غير المجرم ، و لكنه في نظر الجميع سيكون المجرم الذي نال عقابه.

الجريمة الكاملة هي التي تجعلك تقول بثقة و راحة بال ( ليست هناك جريمة كاملة ) بينما المجرم يشاهدك و يبتسم.

كما أن هناك جرائم لم تنكشف أصلاً و لم يطلق عليها أصلاً لفظة ( جريمة ) و هي أيضاً جرائم كاملة.

لذلك فإن كمال الخداع أو كمال الجريمة لا يتحقق في حالة علمك به ، فجهلك بوجودها هو علامة كمالها.

و لكن هل يقف الأمر عند ذلك ؟

هذا يعني أن العدالة مستحيلة التحقيق.

هذا صحيح فالعدالة لا يمكن تحقيقها على الأرض

لذلك فإن وجود اليوم الآخر الذي تتحقق فيه العدالة المطلقة يصبح من الأمور الحتمية منطقياً.

و وجود يوم للحساب يستوجب حكم عدل عدالته مطلقة ، و علمه مطلق لا يمكن خداعه ، فتنكشف أمامه جميع الخدع و الجرائم

و عندها تتكشف الحقائق المطلقة لا النسبية التي ترتبط بمحدودية علم البشر و محدودية قدراتهم.

و هكذا فإن الإيمان بالله و اليوم الآخر من الأمور الفطرية البديهية للنفس التي تؤمن بتحقق العدالة المطلقة لا محالة.

و بدون هذا الإيمان لا تستقيم حياة الإنسان و لا تهدأ نفسه و لا يشعر بالرضا أبداً.
التخندق و المتخندقون
 
رد: هل تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ؟

(بصمة فتاة) ....بارك الله فيك... موضوع جميل واقعي مفيد وهادف ..... نعم ، لا تستطيع أن تخدع الناس دائماً إلا في حالة اكتمال أركان الجريمة ، وبهذا لا نعرف عنها أي لا نعرف أننا خدعنا ... أحسنت الطرع وفقك الله
 
رد: هل تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ؟

جزاكم الله خير
 
رد: هل تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ؟

جزاكم الله خير
 

عودة
أعلى