يا أخا الشعر والقوافي

الصبر

عضو جديد
يا أخا الشعر والقوافي
شعر: د.عبد الرحمن بن صالح العشماوي
يا وزير التثّقيف والإعلامِ ... في بلادٍ تعزُّ بالإسلامِ
في بلادٍ يُرفْرفُ الحقُّ فيها ... رايةً زُيّنت بخير كلامِ
يا وزيراً في دولةٍ شرّفتها ... خدمةُ المسجدينِ بين الأنامِ
شأْنها قائمٌ بآي كتابٍ ... مُحكماتٍ ، وسنّةٍ والتزامِ
يا أخا الشّعر والقوافي تقبَّلْ ... من أخيكَ العتابَ بعد السّلامِ
وتقبَّلْ نصيحةً من وفيٍّ ... واحتمل ما أزفّهُ من مَلامِ
أنتَ في موقعِ خطيرٍ وأولى ... بك أن تقتفي طريقَ العِظامِ
كم مدحْتَ الرَّسولَ مدْحَ مُحِبٍّ ... بقوافٍ جميلةِ الإلهامِ
لكأنّي بها تزُفُّ نداءً ... وعلى ثغرها خُلُوفُ الصِّيام:
أعْظَمُ المدْح للرسولِ اتّباعٌ ... واقتداءٌ به ، وصِدْقُ احتكامِ
يا أخا الشّعر ما عرفتُك إلاّ ... بائنَ اللُّطْفِ ناطقاً بابتسامِ
قِفْ معي وِقْفَةَ التأمُّل نَسْألْ: ... كيف نَنْسَى تساقُطَ الأعوامِ؟
كيف ننسى حقيقةً مثلَ شمسٍ ... تتهاوى بها صُروحُ الظَّلامِ؟
كيف نَنْسى السؤالَ في يوم حَشْرٍ ... يوم تُنْسى وشائجُ الأرحامِ؟
لا أبٌ ينفع ابنه حين يشكو ... ما يلاقي ، ولا صديقٌ يحامي
كيف نرضى بما نرى من هُبوطٍ ... وانحرافٍ وعَثْرةٍ وانْهزامِ؟
يترامى الإعلامُ في كلِّ دَرْبٍ ...جملاً هائجاً بغيرِ خِطامِ
وجهُه لم يزلْ غريباً علينا ...كصريعٍ من طُولِ شُرْبِ المُدَامِ
كم رأينا مذيعةً ومذيعاً ...أسْرَفا في غرابةِ الهندامِ
حدَّثانا بلهجةٍ أثْقَلَتْها ...فأْفآتُ الأطفالِ قبْلَ الفِطامِ
تشتكي منهما الفصاحةُ شَكْوى ...منْ يُلاقي إساءَةً بانتظامِ
.أوَما يُمكن التطوّرُ إلاَّ ...بفتاةٍ مقرونةٍ بغلامِ ؟؟
أوَما عندنا موازينُ دينٍ ... وحياءٍ وعفّةٍ واحتشامِ
كم رأينا في الصُّحْفِ قولاً رديئاً ... حَظُّ إبليسَ منه حَظُّ التَّمامِ
كم قرأنا فيها أقاويلَ زُورٍ .. تضرب المصلحينَ (تحتَ الحِزامِ)
كم رأينا في مَعْرضِ الكُتْبِ مالا .. ترتضي مثلَهُ طِباعُ الكرامِ
كتب الكفر والرَّذيلةِ تحظى .. بقبولٍ في أرضنا واهتمامِ؟؟
كيف نُعطي كرامةً لكتابٍ .. مَفْعَمٍ بالضَّلالِ والأوْهامِ ؟
كيف نرضى،ودينُنا دينُ طُهْرٍ .. بتَبَنّي مُلَوَّثي الأقلامِ؟!
أيُّ وعْيٍ،بالله، يجعل هذا .. سائغاً عندنا ، وأيُّ نِظامِ؟!
يا وزيرَ الإعلامِ للحقِّ وجهٌ ... مُشْرِقٌ بالهدى ورُوحِ انسجامِ
أنتَ - يا ابنَ الكرامِ- أَبْعَدُ عندي ... عن طباعِ المُكَابِرِ المُتَعَامي
كُنْ مَعَ الله فهو خيرَ مُعينٍ ... حين تصفو قلوبُنا من قَتامِ
قُلْ معي - يا أخي - مقالاً لنحظى ... عند خلاّقِنا بأسمى مَقَامِ :
مرحباً مرحباً بعلمٍ وفكرٍ .. يدفعانِ الإنسانَ نَحْوَ التَّسامي
ثمّ بُعْداً من بعده ألْفُ بُعْدٍ ..لأديبٍ بوهمهِ مُسْتَهَامِ
نحنُ أولى بأن نكون مثالاَ .. لصفاءِ الأفكارِ والأفهامِ
عندنا مَنْهجٌ،به تتسامى .. -لو أردنا- رسالةُ الإعلامِ!
 
رد: يا أخا الشعر والقوافي

اللصان و حارس البستان
حامد خلف العُمري

يُحكى بأن حارساً قد كانا *** يحرسُ في بعض القرى بستانا
به ثمـــارٌ و به أزهــارُ *** من حسنها, عقل الفتى يحارُ
يشربُ من مياههِ الظمآنُ *** و يستظلُ المُتعب الوسنانُ
****
و ذات ليلٍ أبصر الأمينُ *** في وسَطِ البستانِ ما يشينُ
لصَّينِ قد عاثا به فسادا *** كفعلِ فأرٍ خرَّقَ البجادا(1)
يُحرِّقان النخل و الحبوبا *** و يغرسان الخمط و الخرنوبا (2)
****
فأفزع الحارسُ ما قد صارا *** فأطلق التحذير و الإنذارا
وفارق القعود و الجلوسا *** و دقَّ من ساعته الناقوسا
و ظنَّ أنَّ الناسَ يُهرعونا *** ليزجروا اللصين أو يأتونا
****
لكن أمراً آخراً قد حدثا *** إذ أكثر الناس أطال اللبثا
و خيرُهُمْ من قال ليت الناظرْ *** بدقَّهِ الناقوسَ لم يغامرْ
فربما قد سمع الأعداءُ *** أو اللصوصُ صوتَهُ فجاءوا
****
و قام يبكي أحد اللصينِ *** يقول يا حارسُ لا تؤذيني
ما كنتُ لصاً بل أنا خبيرُ *** أُشذِّبُ الأشجار ياضريرُ
و أنزعُ الشوك و أسقي الوردا *** و الزهرَ كيما للحبيب يُهدى
****
واجتمع اللصوصُ يهتفونا *** باسم رفيق الدرب يلهجونا
و يطلبون الفتحَ للبستانِ *** من غير إبطاءٍ و لا تواني
و الطردَ و الإبعادَ للحرُّاسِ *** و الكسرَ و التخريبَ للأجراسِ
****
و أعلنت جمعيةُ الحريةْ *** بيانها في هذه القضيةْ
و فيه أن الحارسَ الشريرا *** يحاربُ الإبداعَ و التطويرا
و يُعلي الأسوارَ و السدودا *** و يصنعُ الأصفادَ و القيودا

1) البجاد: الكساء
2) الخرنوب : شَجرٌ بَرِّي بَشِعٌ المذاق و له شَوكٌ .
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى