الناصح الصادق
عضو مشارك
أخواني وأخوتي الأحبة أو (الفئة الغالية) كما يحلو لي وللبعض تسميتهم ، وهم فعلاً أهل لذلك ، مع أن الجهات المسئولة لم تعمل على إبراز أبسط الحقائق الهامة بل والبالغة الأهميّة عن حقيقة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام ، وأعني بذلك قدراتهم الخارقة ، مواهبهم ، إمكاناتهم العقلية والفكرية .... إلخ إلا أنكم تظلّون بارعين مخترعين منتجين ومهمين في الحياة العامة ، حتى وإن أغفلنا حقوقكم!
قد وعدتكم قبل أيام قلائل ــ عبر أحد ردودي على أحد المواضيع ــ بأن أكتب موضوعاً مميّزاً عن فئة لها مكانة خاصة في قلبي ــ ويعلم الله ــ ، فقضيت ساعات لأكتب لكم هذا المقال ، سائلاً الله أن ينفع به وأن يفيد بعض الأخوة والأخوات في تغيير مابهم من عقد نفسية أو آلام أو أحلام مبعثرة ليستجمع أيّ منا قواه مرة أخرى ويتطلّع لعالم النجاح والفلاح والسعادة إن شاء الله ..... وليس لي من طلب لدى أي منكم سوى قراءة محتوى الموضوع بتمعّن ثم الدعاء لي في ظهر الغيب.
نعم ، في العالم كله ، منذ بداية فجر التاريخ الحجري والقديم وصدر الإسلام والراشدي والأموي والعباسي والعصر الحديث ، سواء في العالم العربي أو الإسلامي أو بقية دول العالم ، قرأنا روايات ووقائع وحقائق رواها التاريخ لنا أو نراها الآن مائلة أمام أعيينا ، عن أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المعاقين ، لم يكونوا فقط منتجون وبارعون وأذكياء لكسب قوتهم ، بل أنه باختراعاتهم وأعمالهم وابتكاراتهم ، وتأليفاتهم غيّروا وجه التاريخ بل والعالم كليّة! والكلام يطول ويمتد لمئات الصفحات فقط في ذكر ابتكارات ونتاج ذوي الاحتياجات الخاصة والتي غيّرت مجرى الحياة البشرية ، تخيّلوا!
إن الشخص المعاق ليس الكفيف وليس الأبكم وليس الأصم وليس من شلّت أطرافه العليا أو السفلى أو جميعها ، بل هو من لا يستطيع إنتاج أي شيء ذا فائدة تذكر في الحياة!
فكل شخص لديه قدرة كامنة وقوّة خارقة خابئة في ذاته إذا ما حرّكتها الظروف فسوف تحوّل هذا أو ذاك إلى آلة انتاج غزيز يسهم في بناء البشرية! تخيّلوا أن المسألة مسألة تهيئة ظروف فحسب.
الفرد السليم الذكي والمبدع يمكن ـ وبكل بساطة ـ أن يصبح بليداً بمعنى الكلمة إن لم تهيأ له الظروف من البيت والمدرسة ، تخيّلوا!! إنها حقيقة ، فما بالكم بذوي الاحتياجات الحاجة ونحن لم نوفر لهم أبسط الحقوق ومنها إيضاح ماهية الإعاقة ، وما يمكن للفرد أن يفعل ، وسرد قصص المشاهير الذي غيّروا وجه النتاريخ مع أنهم معاقون! إننا مقصرون في حقهم فحسب.
والآن ، أخي المبارك أختي المباركة!
اعلموا إن الله اختاركم وابتلاكم لأنه أحبكم ، واعلموا أن الله عادل يحب العدل ، وما أصابكم من تقص ما هو إلا لحكمة بالغة عنده وخير لكم بإذنه تعالى ... فتفاءلوا!
إن الظروف إذا ما تهيأت من حيث المواصلات ، والوعي ، والتثقيف للمجتمع تجاهكم ، وتوفر كافة الوسائل المساعدة ــ كما هو في الغرب ، حيث لا تشعر بأي فرق بين المعاق والسليم مطلقاً ــ إذا ما توفر ذلك ، وهذا ممكناً بفضل الله في السنوات القليلة القادمة ، فإنه يمكن تحويل وضعكم إلى وضع إبداع وإنجاز واختراع وإنتاج كبير ليس للوطم فحسب بل للبشرية سواء في اختراع أو ابتكار أو كتابة وتأليف .... إلخ.
فرجائي أن لا تياسوا! ولله الأمر من قبل ومن بعد وعلينا وعليكم سلام من الله ورحمة منه وبركاته.