يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الراقي

عضو مشارك
[glow1=999999]يوسف وامرأة العزيز
درس في العفة للشباب‏ [/glow1]


796472465.jpg





شبابنا هم أبناؤنا وإخواننا وأحبابنا
كلنا يعلم ما يعانونه فيشبابهم من مشكلات تواجههم في حياتهم
ولعل مشكلةَ تأجج الشهوة في تلك الحقبة منالعمر وانتشار دواعيها مع قلة مصارفها الحلال

هي واحدة من أكبر هذه المشكلات بل وأهمها لدى إخواننا الشباب.


وإذا كانت العفة مطلبًا شرعيًا واجتماعيًا

ـ صيانة للدين وحفاظًا على المجتمع بحفظ أهم طبقة فيه ـ

فلا يخفى صعوبة هذا المطلب في مثل زماننا

زمان الفضائيات والدشوش والكليبات والشبكات العنكبوتية

والتي تتكاتف جميعًا

لعولمة النمط الثقافي والاجتماعي الأمريكي خاصة والغربي عامة


بـــمــا فــيه مــن

إباحية جنسية .. وهدم للمنظومة الأخلاقية .. ومغايرة للمفاهيم الإسلامية والشرقية.



وكـــــل هـــــــــذا

يجب أن لا يحملنا على اليأس والاستسلام والرضا بالواقع

بل على العكس

ينبغي أن يحث الهمم ويهيج على العمل لدرء الفتن وصيانة الشباب.


ويبقى الأمل في نفوسنا وحسن ظننا بشبابنا

بابًا ندخل منه لدعوتهم لمجابهة الشهوات وعدم الرضوخ لها والوقوع في أسرها.


[glow1=999999]قصة يوسف عليه السلام[/glow1]


796472465.jpg




إننا حين نتحدث عن مواجهة الشهوة لا نتحدث عن أمر معجز

يستحيل الحصول عليه
وإنما مطلب واقعي ممكن وإن كان صعبًا.


وقد قص علينا القرآن قصة من قصص الشباب مع الشهوة

ليتخذ شبابنا منهاقدوة وأسوة ودرسًا عمليًا في كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف

ويتعرف على الأسباب المعينة على الخلاص من ورطاتها.


إن الواقع الذي عاشه يوسف عليه السلام هو في الحقيقة
أشد من أي واقع يقابله شاب منا

فلقد تهيأت له كل أسباب الفاحشة ودواعيها

فالشباب والقوة والشهوة متوفرة

فقد كان في عنفوان شبابه

وهو يحتاج لتصريف شهوته وهو عزب ولا مصرف له حلال

وقد بذلت له ولم يسع إليها..
والمرأة جميلة .. هي زوجة العزيز

ومثله لا يتزوج إلا بأجمل النسـاء

ولا خوف من العقوبة !
فالمرأة هي الطالبة والراغبة وقد طلبت وأرادت بل وراودت
فكفته مؤنة التلميح أو التصريح بالرغبة.

وقد أغلقت الأبواب عليهما ليكونا في مأمن

ولترفع عنه حرج الخوف من الفضيحة.


ثم هو غريب في بلد لا يعرفهأحد فلا خوف من أن يفتضح

وهو - عليه السلام - خادم وهي سيدته فهو تحت سلطانها وقهرها

فيخاف إن لم يجبها أن يطوله أذاها.


لقد عانى عظم الفتنة وشدة الإغراء..

فالمرأة لا شك قد أعدت للأمر عدته
وبيتته بليل وخططت له




فدخلت وأغلقت الأبواب كل الأبواب وبدأت في المراودة
ومثل هذه لابد أنها تزينت بكل زينة وجمعت كل فتنة

فما ملك إلا الهرب
وأنقذه هذهالمرة وجود سيده لدى الباب
رغم أن ردة فعله كانت مخيبة للآمال !



تكـــــــــرر الإغـــــــراء


لقد تكرر الموقف لا شك مرات
وقد هددته وتوعدته وخوفته بالسجن
ورأى جرأتها على زوجها وقدرتها على تنفيذ أمرها
وإصرارها على تحصيل مبتغاها في قضاء وطرها

والإعلان بذلك أمام النسوة في وقاحة وعدم حياء أو خوف
مع أمنها مكر زوجها
فهو كأكثر رجال هذه الطبقة لا يمثل الطهر والشرف كبير قيمة لديهم
وهذا ظاهر من موقفه:

" يوسف أعرض عن هذا
واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين " يوسف:29.



لقد أعلنتها صريحة:
"ولقد راودته عن نفسه فاستعصم
ولئن لم يفعل ما آمروه ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين" يوسف:32.


فما وجد الصدّيق بعد كل هذا إلا أن يعتصم بالله
وأن يقدم رضًا الله على هوى النفس
بل ويرضى بالسجن

(وأرجـــــوأن نلاحــــــــــظ ذلك)

ترك اللذة والشهوة وآثر عليها السجن بما فيه
وهو لا يدري متى سيخرج منه ولعله لا يخرج أبدًا
لكنه كان أحب إليه من رغبة الشباب ولذة الحرام
فأطــلـقـها صريحة:

" رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه
وإلا تصرف عني كيدهنَّ أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين" يوسف:33.



إننا يا شباب نحتاج إلى استحضار هذا الموقف وأشباهه
لنتخذه أنموذجًا يحتذى ومثلاً يقتدى
ونتشبث بما تشبث به يوسف
لننجو منأغلال الشهوة وذل المعصية.



قـــــــواااارب النــــــجاة


لقد تمسك الصادق العفيف "يوسف" بأمور
كانت سببًا بعد توفيق الله وحفظه في عصمته وصيانته



ولو تمسك بها كل واحد منا
لبلغ بأمر الله بر الأمان كما بلغه يوسف عليه السلام


أولها / خوف الله ومراقبته


لقدكان في خلوة لا يراه من البشر أحد، والضغوط كلها عليه
ومداخل الشيطان كثيره فمابحث عن تبريرات ولا استسلم لوخز الشهوات
واستحضر في ذلك الموقف العظيم خـــــــوفه من الله تعالى ومراقبته له
وتعظيمه لحق الله تعالى فقال لما راودته بملء فيه :

معـــــــــــــاذالله
إنه لا يفــــــــلح الظالـــــــــمون


وما أجمل هذا الخوف وما أجل عاقبته التي أخبر بها نبينا صلى الله عليه وسلم
في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ومنهم:
" ...ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إنـــي أخـــــاف الله... ".



ثانيها / توفيق الله وحفظه لعــبده


فلما رأى الله تعالى منه صدقه وصبره
صرف عنه السوء وصرفه هو عن السوء
صيانة له وتكريما وجزاء على عفته

" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين" يوسف:24.

ثالثها / فـراره عن أسبـاب المعصيـة

فلما رأى منها ما رأى وخاف على نفسه
فـــــــر ّمنها وهرب إلى الباب يريد الخروج
وهي تمسك بتلابيبه وهو يشد نفسه وينازعها حتى قدت قميصه
من شدة جذبها له وشدة هربه منها.


وهـــــــذا الفـــــــرار
هو أعظم أسباب النجاة

فالفرار من الأسواق المختلطة
والفرار من المتنزهات
والفرار من الخلوة بالأجنبيات

وصيانة النظر عن رؤية المحرمات والعورات
والبعد عن مواقع الشهوة والعري في النت والفضائيات

كلها من أسباب الفرار بالدين من الفتن
وخلاصتها غض الأبصار عن الوقوع في حمى الأخطار.


[frame="2 75"]​

كل الحوادث مبدأهـــا من النظــر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة بلغت من قلب صاحبها *** كمبلغ السهم بين القــــــوس والوتر

يســــر مقلته ما ضــــــر مهجته *** لا مرحـــــبا بسرور جاء بالضرر

[/frame]​


ومــــــــن صــــــــدق الفـــــــرار

أن يفر الواحد منا من قرناء السوء الذين يذكرونه بالمعاصي
ويحدثونه عنها وعن سبلها ووسائلها
وكيفية الوصول إليها
بل ويمدونه بهاوييسرونها عليه

فهؤلاء معرفتهم في الدنيا عار
وفي الآخرة خزي وبوار .


ومـــــــــن أراد الســــــــلامة
فليلزم أهل التقى ومواطن الخير وأصحاب العبادة
كما قال العالم لقاتل المائة نفس:

"ودع أرضك هذه فإنها أرض سوء
واذهب إلى أرض كذا فإن فيها قوما يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم".


رابعها / الدعاء والالتجاء إلى الله


فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء
فهو سبحانه القادر أن يثبت قلبك ويصرف همم أهل السوء عنك

والتوفيق كله بيده
والخذلان أن يكلك إلى نفسك

وقد علم يوسف ذلك
فالتجأ إلى الحصن الحصين والركن الركين

" وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين
فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهنَّ إنه هو السميع العليم " يوسف:33، 34


فإذا أردت العصمة فاعــتــصــم بــربــك
ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم



خامسها / تهــويل خطــر المعـصية


فقد رأى الكريم ابن الكريم عليه السلام
أن الفاحشة أمر عظيم وخطب جليل وتجرؤ على حدود الله خطير
وتفكر في عقـــوبة الآخرة فهانت عليه عقوبة الدنيا
فاختار السجن ومرارته على أن يلغ في عرض لا يحل له أو أنيقضي وطرًا في غير محله
" قال رب السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه " يوسف:33 .



سادسها / الاعــتصـام بالإيـمـان


فالإيمان يصون أهله ويحمي أصحابه
ومن حفظ الله تعالى حفظه الله في دينه ودنياه وأهله وأخراه

وما عصم يوسف عليه السلام إلا الإيمان بربه وصدقه معه وإخلاصه له
وقد سجل الله له ذلك فقال: " إنه من عبادنا المخلصين " يـوسف:24.


الــــــــــزواج
أو الصــــــــوم


لقد عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم مشكلة الشهوة

عمليًا .. بدعوة القادرين على سرعة إعفاف النفس
وكذلك الآباء على سرعة تزويج أبنائهم لرفع الحرج عنهم
ودفع القلق وجلب الاستقرارالنفسي والاجتماعي

فإن دعت الظروف وامتنعت القدرة .. فاللجوء إلى الصوم
فإنه يقطع الشهوة ويحطم جموح النفس

"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج
فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".


تذكــــــــر
عاقــبة العــفــــــــــة


وهو معين للشاب على هجر الفاحشة ومقاومة الشهوة الجامحة
أن يتذكر عاقبةا لعفة الدنيوية والأخروية.

فأهل العفة هم أهل ثناء الله وفلاح الآخرة: " قد أفلح من تزكى " الأعلى:14.

" والذين هم لفروجهم حافظون.... أولئك هم الوارثون
الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون" المؤمنون:5.



وأهــل العــــفة
هم أهل المغــفـــرة والأجرالعظيم

" والحافظين فروجهم والحافظات
والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات
أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا "الأحزاب:35.



وأهــــل العــــفة
هــم أهـــل الجنة

"من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة".


ثم تذكر الإحساس بلذة الانتصار على النفس والشيطان
والتخلص من رقة المعصية ومذلة الذنب وكسرة النفس والقلب
وخوف عقوبة الآخرة.



وللأســــــــــــــــــرة
دور أيضًا


إننا ونحن ندعو شبابنا للعفة ومقاومة الشهوة
لا ينبغي أن نغفل دورنا كآباء وولاة أمور

بل الواجب على الوالدين تيسيـــرأســـباب العــــفـة للأبناء
ودفع غوائل الشهوة عنهم.

فغرس الإيمان
في القلوب بحسن التربية والتنشئة

و سد ذرائع الشهوة
بإخراج آلات اللهو والإغراء من البيوت

و العلاقة الأخوية و رابطة الصداقة مع أبنائنا
التي تحمي من قرناء السوء

و حسن الاستماع والإنصات لمشكلات الأبناء
مع البحث عن العلاج السليم دون التأنيب والاندفاع
مع فتح باب المصارحة لإيجاد أيسر الحلول من أقرب الطرق

كلها معــينات للأبناء
ولاتنسوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".


796472465.jpg



[glow1=999999]
نسأل الله أن يصرف عن شباب المسلمين
كل مكروه وسوء
والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
[/glow1]


 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

المـقـال لا أدري لميــن
لكــن الكلمـات كـلـمات نـاصحٌ أمـيــن



[glow1=666666]الـعــفــــــــة جـيـشٌ لا يـهــــزم[/glow1]


و الطـرح و تـلك الدروس و هذه الدرر
نـحـتـاج إلـيـهـا كـلـيـنــا
رجــــــــــال و حــــــــريم




954503085.jpg



هـــذا و أختــم باأتــم و أزكـى الـصلاو و التسليم
على النبي الكريم و آلهِ و صحبهِ أجمعين


عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



[glow1=666666]

" ومن يستعفف يُعفّه الله
ومن يستغن يُغنه الله
ومن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله
وما أعطِيَ أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر "

[/glow1]



متفق عليه



[glow1=666666]قــــــولـوا
( يـــــــاااارب )[/glow1]


زادكم الله صبراً و تقى
و ملأ جوانحكم ضياءاً و نقى

و فتح بصائركم لكل خير
و دفع عنكم كل شر و ضر

يومكم بشر






 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

يعطيك العافية
وبارك الله فيك
ويسلمووووووووو
كلمات روعه وجميلة والله
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

بارك الله فيك
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

عليه الصلاة والسلام
بسم الله ماشاء الله ....
هذا رائع جدااا
الله يعطيك العافية
جزاك الله خيرآ
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

الله يحييك
و اهلا و سهلا فيك
أختنا الذوق مناوي
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

بارك الله بكِ
أختنا المميزة أم أحمد
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

و إياك أخي الطيب حمزة
أسعد بتواجدك أخــــــوي
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

بارك الله بك
و بارك لكِ فجرالإسلام

شروق طيب أختي
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

بارك الله فيك ايها الراقي وشكرا على هذا الطرح المتميز والراقي
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

طرح راقي ايها الراقي
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

شكرا لك أختنا الطيبة العبق
زهرة الياسمين

شكرا لطيب عبورك
طبتِ
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

مرور و تواجد
قدره لك أختنا العصفورة

حياكِ أختي
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

نسأل الله الغنى بالدين

اخي الراقي

كلمات لو كل من قراءها حفضها وفهمها لما كان حال امتنا هكذا

كلمات بغايه الروعه

قد يكون الغالب يعرفها ولكن (فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين )

سلمت اخي على هذا النقل

جعله الله في موازين اعمالك ورفعك به لجنان الخلد

اللهم آمين
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

حفظك الله جالسة و قائـــمة
أختنا ألماسة

طبتِ على طيب ماعقبتي به
و جزاك الله كل خير على طيب الدعاء

رزقك ربي من كل خير
كل الشكــــــــر
 
رد: يوسف وامرأة العزيز .. درس في العفة للشباب‏

مــرورك طــيب أنيــق
أختـــي
محد يسلم من الإعاقة

طبتِ
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى