اشعارات

زوجات يوصلن الأبناء للمدارس ويسددن فواتير الخدمات

زوجات يوصلن الأبناء للمدارس ويسددن فواتير الخدمات

"متى سأشعر بأنوثتي المسلوبة من قبل زوجي؟" هذا ما بدأت به مريم الجهني حديثها متذمرة، وهي التي تعمل كمعلمة في إحدى المدارس، وتضيف "أصبح الرجل في زمننا الحالي مجرد واجهة اجتماعية، فلا فائدة منه". وأكملت الجهني حديثها قائلة "لقد تنصل زوجي من كل مسؤولياته تجاه الأسرة والبيت، وترك لي الجمل بما حمل". وتردف "أصبحت أتفنن في لعب الدورين معا، دور الرجل والمرأة، حيث أقوم بتوفير كل حاجيات المنزل والأبناء".
وفي السياق ذاته تقول زميلتها في المدرسة منيرة القحطاني معلقة على ذلك بالمثل الشعبي المتعارف عليه "زوجك على ما تعوديه، وولدك على ما ربيتيه، مشيرة إلى أن الزوجة هي من تعود زوجها على الاتكالية والكسل.
وتضيف منيرة "عندما سافر زوجي السنة الماضية لأكثر من شهر في مهمة عمل، قمت بتحمل جميع المسؤوليات المنزلية من تربية، وطبخ، وتعليم، وتسوق، ومن ثم توصيل أبنائي لمدارسهم مع السائق، وفي بعض الأحيان إلى أماكن الترفيه، إضافة إلى تسديد فواتير الكهرباء، وكل ما يتعلق بصيانة البيت، وغيرها من المتطلبات التي لا تنتهي، وعند عودته لم أتوقف عن ذلك، بل ظللت على ما أنا عليه، فبالتدريج أصبح زوجي يتنصل من مسؤولياته، وشيئا فشيئا أصبح يعتمد علي كثيرا في الذهاب إلى السوق مع السائق؛ بحجة انشغاله، إلى أن جاءت اللحظة التي رفعت فيها يدي عن جميع ما كنت أقوم به ليعود زوجي كما كان بالسابق".
وفي هذا الصدد تذكر حسناء الشهراني (معلمة علم نفس) أن على الزوجة الموظفة أن تكون حاسمة في اتخاذ القرارات، ومن بينها توزيع المسؤوليات فيما بين الزوجين، فالرجل اللامسؤول إما أن يعاني من خلل في شخصيته، أو أنه نشأ على الاتكال، وعدم المسؤولية، فيلقي بالمسؤولية على عاتق الزوجة، وفي الوقت ذاته يحاسبها على أدنى تقصير يصدر منها".
وتبيّن الشهراني أن "بعض الزوجات في مجتمعنا يؤْمنّ بالأمثال الـشعبية الشرقية مثل "ظل راجل ولا ظل حيطة "، و"كوني له أمة"، فتضيف مسؤوليات الزوج إلى مسؤولياتها حفاظا على ظل الحيطة من الضياع".
وترى أن المرأة لن تشعر بقيمتها وأهميتها مع كثرة الأعباء التي تحملها على عاتقها، خصوصـا في مجتمع يهمش المرأة، ويقلل من قيمتها.
من جهته يرى مستشار الصحة النفسية والإرشاد السلوكي الدكتور عبد الله الحمود أن "العوامل البيئية، والسلوكية، والعاطفية، تلعب دورا كبيرا في عدم تحمل الأبناء للمسؤولية، وبالتالي يكبر الابن وتكبر معه اللامبالاة، فقد يكون قد تربى في بيئة اتكالية، أو يكون ذا شخصية ضعيفة، وربما تكون العلاقة العاطفية بين الزوج وزوجته غير قوية، أو أن سلوك الزوجة تسلطي ومنفر، أو أن تكون الزوجة عملية أكثر من اللازم، فتهمل زوجها وبيتها، وبالتالي يرمي الزوج كل شيء على زوجته، وكما يقال "يشتري دماغه".
ويضيف الدكتور الحمود "هناك بعض الرجال يبني حياته المادية على اعتماده على مرتب الزوجة، فتصبح هي العائل الوحيد للأسرة، بينما يتحجج هو بقلة مرتبه"، مشيرا إلى أن الزوجة هي من تسهم في صنع زوج اتكالي، من خلال عدم طلبها من الزوج القيام بواجباته تجاه بيته وأسرته، فتقوم هي بنفسها بعمل هذا الدور، مثل الخروج للسوق، أو أن تقوم بمتابعة صيانة البيت، ودفع للفواتير، وغيرها من المهام التي هي من مسؤوليات الرجل.

 

عودة
أعلى