زواج ذوي الإعاقة بين النظرية والتطبيق.

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

وحيد مشعل

عضو جديد
الأخوة والأخوات أعضاء هذا المنتدى الراقي والمدافع عن حقوقنا والهادف إلى الرقي بنا حيثما كنا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة قمت بتنزيل هذا الموضوع رداً على موضوع الأخت )الحنان كله( بعنوان )لم الخوف أو التردد من زواج الإعاقة(.
إخوتي الكرام:
لي في هذا الموضوع رأي مبني على التجربة أولاً وعلى المشاهدة والاختلاط بالمعاقين من جهة أخرى.
أنا معاق بصري ومتزوج من معاقة بصرياً. وعمر زواجنا الآن 9 أعوام وعندي منها 3 أطفال وهم غير معاقين بفضل الله وكرمه.
وقد عملت لفترة طويلة رئيساً للجنة العليا للدفاع عن حقوق المعاق في فلسطين وتعرضت لهذا الموضوع من قرب وعبر برامج إذاعية وتلفزيونية متعددة.
قد يكون الحل الأقرب للواقع والأكثر مرونة هو زواج المعاقين بالمعاقات لكن قطعاً هذا ليس هو الحل الأمثل.
وأظنكم تتفقون معي أن زواج المعاقين من المعاقات بالتأكيد سيسهم في ارتفاع وزيادة عدد المعاقين ضمن المجتمع. وهذا سينعكس سلباً من الناحية الاجتماعية والخدمية على أي مجتمع يتعرض للارتفاع في معدلات الإعاقة بين مواطنيه.
كما أنها تعتبر ظاهرة غير مقبولة من أبناء المجتمع من غير المعاقين وهي أيضاً أحد المؤشرات التي من خلالها يتم تصنيف الدول وترتيبها في المحافل الدولية والمجتمع الدولي.
ناهيكم عن العزلة التي قد يتعرض لها الزوجين المعاقين في حال زواجهما من الجيران والبيئة المحيطة. حيث أنه سيتم التعامل معهم على أنهم كائنات من كوكب آخر هبطوا على الأرض بطبق طائر!! ويبدء المحيط بالنظر إليهم إما بنظرات الشفقة والعطف والإحسان مما يصعب معه التعامل معهما بطريقة سوية من قبل الآخرين--- أو يتم التعامل معهم على أنهم يعيشيون ضمن منظومة خاصة بهم ويجب تركهم وشأنهم. هذا وقد تسهم ظاهرة الزيادة في اقتران المعاقين بالمعاقات إلى ازدياد حدة العدوانية وتوسيع الهوة بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من أبناء المجتمع الواحد...
هذا من جهة:
من جهة أخرى. ما هي أسباب وجود الأشخاص المعاقين في أي مجتمع؟
طبعاً أنا أؤمن بإرادة الله وأنها فوق كل شيء لكنني هنا أتناول الموضوع من ناحية ديموغرافية وفيزيائية واجتماعية بحتة.
1- أول اسباب وجود الاعاقة في اي مجتمع هو الزيادة الطبيعية في اعداد السكان وانتشار ظاهرة زواج الأقارب في مجتمعاتنا العربية تحديداً.
2- العوامل الوراثية وانتقال الأمراض والجينات من الآباء إلى الأبناء.
3- سوء الخدمات الصحية المقدمة مسبقاً وقلة الوعي لدى الكثير من الأمهات في السابق وعدم وجود الرعاية الصحية الكافية وانتشار الأخطاء الطبية من سوء تقدير الأم لحالة طفلها مرتفع الحرارة والذي قد يصيبه ارتفاع حرارته بالصمم أو العمى أو مشاكل ذهنية. إلى أخطاء يقع فيها الأطباء والممرضون من تطعيمات وإبر خاطئة وعلاجات قد تؤدي إلى حدوث إعاقة لدى الطفل حديث الولادة أو حالات الخلع الولادي وهناك الطبيعي منها وهناك الناتج من خطء طبي. مروراً بالجهل المتمثل بالتداوي المأثور من الجارة والقريبة والذي أيضاً أسهم سابقاً في احداث إعاقات لدى الأطفال. وصولاً إلى بعض العادات والموروثات الاجتماعية مثل زواج البنت من ابن عمها او قريبها لانه اولى بها من الغريب دون النظر إلى العوامل الوراثية والأمراض التي يحملانها والتي من شأنها إنجاب أطفال معاقين.
4- حوادث السير والحوادث العرضية.
وغالباً ما تكون الحوادث المرورية هي بين طرفين جاني ومجني عليه وحتى التي تقع من طرف واحد فغالباً ما يكون سببها استهتار السائق أو عدم اكتراثه بالسيارة او عدم تقديره للمخاطر أو عدم تعبه في ثمنها --- أي أن السبب المباشر والحقيقي هو خلل في المنظومة الاجتماعية والمفاهيم السائدة في المجتمع.
بالنظر إلى هذه الأسباب فإننا نجد ان كل المجتمع هو مسؤول عن وجود الأشخاص ذوي الاعاقة بين أفراده. فنحن لم نأتي من سطح القمر ولا من زحل. بل جئنا إما نتيجة لخطء طبي أو سوء تصرف أو سوء خدمة أو جهل أو عادات وتقاليد موروثة.
بالتالي فلا بد للمجتمع أن يتحمل كامل مسؤوليته تجاه الأشخاص ذوي الاعاقة وأن يتعامل معهم على هذا الأساس. أساس أنه هو سبب حدوث الاعاقة للمعاق وهذا الأمر يجعله ملزماً بالتعامل معنا بالحديث القائل: من أتلف شيء فعليه اصلاحه. وأنا هنا أتخذ من هذا الحديث قياساً. فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على ضرورة اصلاح ما نتلفه للآخرين ولأن المجتمع لا يملك إصلاح ما تسبب به من إعاقة لدى بعض افراده فإنه ملزم بالتعامل معهم على أساس التساوي في الحقوق والواجبات ويجب على المعاقين أيضاً أن يؤمنوا بضرورة أداء واجباتهم تجاه مجتمعاتهم ليتمكنوا من الحصول على حقوقهم.
أنا لا أقصد الإطالة وأعتذر عنها لكن الموضوع لا يحتمل الاختصار.
إخوتي الكرام:
تجربتي في الزواج من معاقة كانت ناجحة في بدايتها بنسبة كبيرة للغاية لكن حقيقة عندما كبر أولادنا ودخلوا إلى المدارس بدءنا نشعر بصعوبات جمة حيث أننا لا نستطيع المذاكرة لهم أو مساعدتهم في تعلم القراءة والكتابة السليمة أو متابعتهم المدرسية. وأنتم تعلمون أهمية وضرورة هذا الجانب في حياة الطفل. وليس لدى كل المعاقين القدرة لاحضار مربية أو معلمة لأولاده في البيت ليتجاوز هذه الخطوة. ما أريد الإشارة اليه هنا أن زواج المعاقين بالمعاقات ورغم نسبة نجاح لهذا الزواج إلى أن هناك مخاطر ومصاعب تحدق بهما في خضم الحياة الزوجية قد لا ينتبهان لها إلا بعد مرور السنين.
ولأن الحياة قد فطرها الله على أساس التكاملية في ما بين الناس فإنني أجد أن الأفضل هو زواج المعاقين بغير المعاقات والعكس أي أن يتزوج غير المعاقين من المعاقات ويجب أن نعمل على تغيير نظرة المجتمع تجاه الاعاقة وأن نثبت للجميع قدرتنا على التحدي والتعبير عن ذاتنا ووجودنا في منازلنا ومدارسنا وجامعاتنا ووظائفنا وأ‘مالنا وفي الشارع والجامع والمتجر الخ...
قد خلق الله في البشر صفات متفاوتة وقدرات وجعل الناس درجات لذلك تجد أن الرجل يكمل المرءة التي يقترن بها وهي أيضاً تكمل عنده جوانب نقص في شخصيته أو بيته أو مجتمعه. ما دامت هذه هي السنة في الحياة فهي أيضاً تنطبق على الأشخاص ذوي الاعاقة. فكل واحد منهم يحتاج لأن يكمل أحدهم النقص الموجود لديه وأيضاً أن يكمل هو النقص الموجود لدى الآخر لكي تستقيم الحياة.
هناك نماذج أراها ناجحة للغاية في زواج المعاقين من المعاقات وهي تحديدا؟ً في فئة الصم. حيث أن زواج الأصم من صماء يخلق نوعاً مختلفاً تماماً من التواصل الذي قد يتحقق مع غير الصم في حالة الزواج من الصم.
لكن هذا الأمر يعزز العزلة ويجعل هناك فجوة بينهم وبين باقي فئات المجتمع ونحن نرى أن الصم وكأنهم يعيشيون بعالم خاص مختلف تماماً عن عالمنا ونجدهم أكثر عدوانية تجاه الآخرين وهذه حقائق لمستها عن قرب...
الملخص:
أنا لست ضد زواج المعاقين من المعاقات بل إنني من الذين قاموا بالزواج من معاقة علماً أنني أقسم بالله لم يتم رفضي من قبل أي من غير المعاقات بل أنا الذي توجهت من تلقاء نفسي عند رغبتي بالزواج تجاه المعاقات لشعوري بحقهن في انشاء بيت ومعرفتي المسبقة بأنها ستفهمني أكثر من غيرها علماً ان في نسائنا الخير الكثير.
لكنني أريد أن أ،به إلى ضرورة أن يتم الاختيار على أساس سليم وصحي وأن يكون خالياً من العوامل الوراثية التي قد تسهم في زيادة عدد المعاقين في المجتمع، وأن يتم المواءمة بين الاعاقات في حالة الزواج ليكمل كل منا الآخر., كما أنني أأكد على ضرورة أن يقف المجتمع تجاهنا وقفة مختلفة وأن ينظر لنا بعين أخرى غير التي ينظر لنا بها الآن. فهو المتسبب بإعاقتنا وهو الملزم بالتعامل معنا لإننا نتاج طبيعي من نتاج هذا المجتمع ونحن قادرون ومنتجون ومبدعون لو أتيحت لنا الفرصة.
فلا يوجد هناك معاق، بل هناك مجتمع معيق.
وأعتذر لإطالتي.
دمتم بكل الخير...
 
رد: زواج ذوي الإعاقة بين النظرية والتطبيق.

زهرة الياسمين:
أشكركِ على مروركِ الكريم.
دمتِ بخير...
 
رد: زواج ذوي الإعاقة بين النظرية والتطبيق.

الفاضلة جنوبية حجازية:
أشكركِ على مروركِ الكريم.
دمتِ بكل الخير
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى