زوجان معوقان يحققان معجزات

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

أم الغالين

عضو فعال

زوجان معوقان يحققان «معجزات»تذهل أهالي قرى الأحساء, قصة حقيقية تبعث السعادة في قلبك
لم يكن أهالي بلدة الرميلة (شرق الأحساء) يتوقعون على الاطلاق أن يصبح الأطفال الأشقاء الثلاثة فاطمة وزهرة وجواد «مضرباً» للمثل في البلدة، ليس لناحية تميزهم في الدراسة والأخلاق فحسب، بل لسلامة أبدانهم وشدة ذكائهم لأنهم أولاد أبوين معوقين.



فأهالي تلك البلدة الصغيرة، لا يزالون غير مصدقين حتى الآن قصة زواج عدنان محمد العلي من ابنة عمه حميدة و»غرامهما» بعضهما ببعض، ولا حمل الزوجة ثلاث مرات وإنجابها أطفالاً يتمتعون بهذا الذكاء واللياقة والأخلاق، وهم لا يتوانون عن اطلاق مفردة «معجزة» على كل ما «اخترقت» فيه هذه العائلة عادات المعوقين وظروف حياتهم المعروفة.



فحين ولد عدنان (الأب) لم يدم الفرح بمجيئه طويلاً اذ سرعان ما تحول ميلاده الى «كابوس أليم»، تبين أنه مصاب بشلل في المخ. وهذا ما أثر فيه مستقبلاً ليحمل ذكرى طفولة «بائسة». وهو لا يزال غير قادر على المشي المتزن، وغير قادر على الكلام أيضاً.


فهو حرم من ترديد أنشودة الصفوف الأولى التي حفظها أخوه وصار يرددها في وجهه وبالقرب من أذنيه، إلا أن الأرنب في الأنشودة لم يقفز من الورقة أمام مخيلة عدنان لأنه وفي ذاك الوقت بالتحديد، أصيب بالتخلف العقلي.


والتقارير الطبية التي نصت على أنه يعاني «حركات غير إرادية وغير منضبطة بالأطراف والجذع مع عدم القدرة على الكلام وضعف في الفهم مع تخلف عقلي ناتج من تلف المخ منذ الولادة»، لم يكن تشخيصها دقيقاً من الناحية العملية، وبالتحديد في «ضعف الفهم» عنده. فهذا المريض «المختل» في نظر الطب، كان من أشد الناس تطوراً وأكثرهم حباً للموضة والصرعة الحديثة. فلا يكاد يمر عام إلا وطالب بتغيير أثاث غرفته وملابسه، وإذا قابلته العائلة بالرفض انفجر محتجاً في حالة هستيرية شديدة حتى تلبى غايته.


وهو أيضاً لم يتوانَ عن طلب اقتناء سيارة، بعدما ولدت مشاهدته المستمرة للسيارات التي تمر أمامه شغفاً وحباً لهذه المركبة الغريبة، وتصميماً على قيادتها على رغم أن حالته الصحية والنفسية تجعل من الأمر «خيالياً لا بل مستحيلاً».


هذه الرغبة والتي ولدت قبل 12 عاماً لم تعجز عدنان الذي حقق حلمه وسط هالة من الغرابة في عيون من رأوه خلف المقود. إلا أن المشاهدين لم يعلموا بأنه لا يمسك إلا بجزء بسيط من المقود والباقي مسند إلى أخيه الأكبر.


ويقول أخوه علي، إن حالة عدنان ازدادت سوءاً فوق ما كانت عليه «لقد أصيب بعصبية متكررة من دون أن نعلم ماذا يريد، متناسين أنه رجل ومن الطبيعي أن يحتاج الى امرأة، ولاحظنا عليه في تلك الفترة (قبل 12 عاماً) حبه المفرط لمشاهدة الأفلام الهندية، وكان حين يتعطل التلفاز يصاب بالجنون المفرط ولا يهدئ إلا حين يعود التلفاز إلى حاله الطبيعية».
بعد أن ضاقت العائلة ذرعاً من عدنان وطلباته، فكرت في تزويجه. لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً لدى أي شخص في القرية، حتى بات الأمر «مستحيلاً». لكن الأقدار تدخلت ليرفض عدنان عرض الزواج إلا من ابنة عمه حميدة. إلا أن الخبر لم يكن «سعيداً» بل كان أشبه بـ «الصاعقة». فحميدة لم تكن صحتها «حميدة» لأنها تعاني صعوبة في النطق حتى أصبحت الآن عاجزة تماماً عن نطق كلمة واحدة، وفوق هذا فهي تعاني انحناء شديداً في العامود الفقري مع عجز يمنعها من التنقل أو المشي في سهولة وتحتاج الى من يعينها على ذلك. وهي تكبر عدنان بعامين،


إلا أن عدنان الذي عشق فتاة معاناته ضرب بكل هذه الأعذار عرض الحائط، وأصر وبشدة على الزواج منها. وما إن شاع الخبر في البلدة حتى حلت غيمة من التعجب في بعض الأحيان والرفض في حين آخر «كيف يتزوج عاجز من عاجزة؟ المفروض أن يرتبط بصحيحة لترعاه وتلبي مطالبه وتعتني به، ما الذي ستفعله حميدة له وماذا سيفعل لها؟».


كل هذه التساؤلات بقيت في أفواه من تشدقوا بها ورفضوا تحقيق «المعجزة» على رغم أن يوم زواجه كان «اسطورياً». فهو زف في عرس بهيج اكتظ بالمهنئين والمشاركين لما يتمتع به عدنان من شعبية في قريته. فهو يدعى «الحارس الأمين» لأنه لم يرَ طفلاً يتجول في الشارع في وقت الظهيرة أو الليل إلا ونهره وأعاده بأمان إلى منزله. وهذا يعلل ما لهذا الإنسان «المعاق جسدياً والسليم روحياً من قلب كبير»، على حد قول أهل بلدته.


بعد مضي عام على زواجهما جاء الخبر الصاعق الذي هز الرميلة بأسرها، «حميدة حامل». و»لكن كيف ؟»، هذا السؤال تردد حتى وصل صداه إلى القرى المجاورة، فعدنان وزوجته حققا «المعجزة» على رغم عجزهما واستحالة توافقهما جسدياً كأي زوجين «إلا أن قدرة الله جعلت لهذه المعجزة أن تقع». ولكن هذا الحمل لم يحمل النبأ السعيد بقدر ما حمل الخوف من أن تتكرر حالتهما في المولود القادم، إلى أن جاء وقت الولادة ودخلت حميدة إلى غرفة العمليات لتجري عملية قيصرية ستحمل المفاجأة الأخرى ويسجل العام 1415 هـ ولادة الطفلة الأولى فاطمة. إلا أن الأهل ترددوا في السؤال عنها مخافة أن يقول الطبيب إنها «معوقة» لكن الممرضة حملت إليهم طفلة جميلة تتمتع بكامل الصحة لتشيع الأفراح المختلطة بكل عناصر الدهشة والمفاجأة، فـ «المعجزة» الثانية تحققت.


فاطمة لم تكن عادية أيضاً فقد أصبحت من المتفوقات في دراستها وهي الآن تنظر إلى صورتها المعلقة أمام إدارة المدرسة على لوحة التقدير والشرف لتفوقها في الصف الخامس. فاطمة التي بدت خجولة على رغم ارتدائها زيها المحلي المحتشم لم يظهر منها إلا براءة الطفولة، قالت بصوت منخفض رداً على سؤال لـ «الحياة» عما قدمه اليها والداها لتصبح متفوقة: «قدما لي الحنان والعطف والتربية الصالحة ويكفي أنني أراهما أحسن أبوين في هذا العالم».


وبعد عامين من ولادة فاطمة جاءت زهرة بعملية قيصرية أخرى، واصطحبت معها خوفاً سرعان ما تلاشى حين كانت زهرة «وردة» في حديقة هذين المعوقين. وهي أيضاً ترتدي حجابها الصغير وتقول إنها ترتديه «لأن والدي لا يرضى أن أنزعه لأن ذلك حرام». والدها لم يقل هذه العبارة ولكن التربية الإسلامية التي فرضها الأب «الصارم» على رغم عجزه جعلت من ابنتيه نموذجاً للالتزام، ومضرب مثل في الحشمة والأدب في القرية. وزهرة أيضاً كأختها، متفوقة وهي الآن تنعم بالإجازة بعد حصولها على مركز مرموق من بين الأوائل في صفها الثالث الابتدائي.


وبعد أربع سنوات جاء الصغير جواد من دون خوف بعدما ترسخت الثقة في أذهان المشككين ليختم بذلك سلسلة متواصلة من التشكيل الأسري الناجح ليخضع جواد إلى تربية صارمة من جانب والده. على رغم أنه لم يتعدَ عامه الخامس إلا أنه ملازم لوالده مطيع له.
وفي ذات يوم من العام الماضي كاد اليأس يصب بإبريقه في بركة أحزان هذه العائلة حين خرج الطفل فاراً من بين يدي والده إلى الشارع إذ لم يستطع الوالد العاجز الوصول إلى ولده إلا بعد مدة كانت كافية لأن تجسد أمام عينيه منظراً كان في وقته «قاتلاً»، حين رأى ولده الصغير ممدداً والدم يخرج في غزارة من رأسه وأمامه سيارة والناس في ذهول وصدمة وهم يرون الطفل يحتضر.


والوالد الذي لم تسعفه الكلمات أصيب بتشنج عصبي كان منبعه الأبوة الحنونة لكن الله لم يرد لهذين الوالدين أن يفجعا بصغيرهما فرده إليهما سالماً بعد أيام من الغيبوبة لترجع الآمال تجري في طريقها والتي أنيطت بجواد الذي «سينتشل أبويه وأختيه حين يكبر من قاع المرض والفقر».


أما حميدة الأم فأصرت على أن تقوم بواجبها كاملاً، وطلبت من أختها أن تعلمها الطبخ. فكان لها ذلك، وخوفاً من أن يحدث مكروه بسبب الفرن استعانت العائلة بفرن كهربائي لتصبح حميدة بعد فترة وجيزة ربة بيت وأستاذة مطبخ «شاطرة». فهي تطبخ الأرز بطريقة ممتازة والمقبلات والحلويات بشهادة من تذوق طعامها لتحقق ما تبقى من معجزة هذه العائلة السعيدة. إلا أن عدنان كان له مطلب بسيط هو تأمين خادمة ترعى شؤون عائلته المريضة وأطفاله الصغار إلى أن تكبر الفتاتان
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

[align=center]قصة جدا رائعة رغم حالتمها الصحية
الا ان الاصرار وترك كلام الناس
مع قدرة الله عز وجل
توجت هذا الزواج باسرة موفقة و ناجحة
اسأل الله لهم صلاح الذرية ويعينهم ويوفقهم
يعطيك العافية اختي ام احمد
على هذه القصة الرائعة

[/align]
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

لااعاقه مع الاراده
والمعاق انساااان مهما كانت اعاقته
ام احمد ربي يسعدك ويسعد حميده وعدنان
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

رفع المعنويات وكسر الاعاقه يحقق اشياء كثيره .. دمتم بود
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
شرفتم متصفحي جميعا لكم كل التقدير والاحترام
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

الله يوفقهم ويتمم عليهم نعمه
وسهل لهم كل عسر
ويعطينا على قد نيتنا كما اعطاهم
ام احمد الله يعطيك الف عافيه
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
شرفتم متصفحي جميعا لكم كل التقدير والاحترام
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

مشآآآآآآآآآآآآآآآآآآء الله الله يوفقهم ويسعدهم في الدنيا والاخره آآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين:5:
 
رد: زوجان معوقان يحققان معجزات

[align=center]
شكرا لك اختي وقفة امل
[/align]
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى