في البداية وقبل طرح ردود فعل الوالدين [ للإعاقة ]
يجب أن يفهم الوالدان أنها أرادة الله عزوجل في وجود هذا الطفل بهذه الحالة .
حيث يقول الحق تبارك وتعالى
المدى الواسع لردود الفعل :
تشير الأدبيات التربوية الخاصة إلى أن العملية الصعبة التي يواجهها أولياء الأمور في التكيف والتعايش مع إعاقات أطفالهم تتضمن جملة من المراحل المحددة المتسلسلة .
ولكن أولياء الأمور لا يشكلون مجموعة متجانسة ، ولذلك فإن تصويرهم جميعاً على أنهم يمرون بنفس السلسلة من المراحل يعكس تجاهلاً للفروق الواضحة في الأنماط الحياتية للأسرة .
صحيح أن أولياء الأمور يظهر لديهم مشاعر وردود فعل عامة مشتركة ، ولكنهم قد يمرون بمدى مختلفمن ردود الفعل في أوقات مختلفة .
وفيما يلي ردود الفعل التقليدية التي تحدث لدى أولياء الأمور الأطفال المعوقين وبعض العبارات التي يرددونها والأسئلة التي يطرحونها والتي قد تساعدنا على فهم ردود الفعل الموجودة لديهم :
الصدمــة :
لا أستطيع أن أصدق .
كنت أعرف أن لديه مشكلات ، ولكنني لم اعتقد انها بهذه الجدية .
ماذا سنفعل ؟ ( وغالباً ما يرافق ذلك الدموع ) .
غالباً ما يمثل تشخيص الإعاقة أو اكتشافها لدى الطفل أزمة حقيقية بالنسبة لوالديه . فهما يصابان بالصدمة ويشعران بالذعر . فمواجهة الإعاقة والحقائق المتصلة بها أمر بالغ الصعوبة ويشعر معظم أولياء الأمور أنهم لن يتمكنوا من تحمله والتعاطي معه أبداً . والصدمة قضية جسمية وعقلية أيضاً .
وقد وصفت إحدى الأمهات الصدمة التي مرت بها عندما اكتشفت أن طفلها معوق على النحو التالي :
[ إن الصدمة التي تمثلها ولادة طفل معوق لا تحدث دفعة واحدة . وهي أسوء في بعض الجوانب من وفاة الطفل لأن الوالدين يدركان تدريجياً أن الطفل المعوق لن يعيش حياة طبيعية بشكل كامل ] .
النكـــــــران
كيف يستطيع الطبيب أن يدّعي أن لدى ابنتي مشكلات ؟
انه لم يرها من قبل قط ، ولم يقض معها أكثر من ساعة .
لقد سمعت أن أحد المختصين في الإعاقة يعمل في أحد الأقسام في الجامعة . واعتقد انني سآخذ ابني له لأحصل على رأي ثاني ( المشكلة هي أن يستمر الوالدان في البحث عن رأي ثان بلا توقف ) .
لقد كان ابن الجيران يعاني من نفس المشكلة عندما كان في عمر ابني وها هو الآن بخير ولا يعاني من شيء .
لا يمكن أن تكون ديما معاقة عقلياً ، فهي تهجيء اسمها وتعرف عنوان منزلنا .
اننا نخطط لأن يصبح أحمد مثل أبيه في المستقبل فيدرس الفيزياء في الجامعة .
النكـــــــران رد فعل دفاعي يحدث تقليدياً لدى أولياء الأمور الأطفال المعوقين بعد الصدمة . فهم قد لا يعترفون بأن طفلهما معوق ، وقد يرفضان التشخيص عاطفياً مع أنهما يقبلانه عقلياً . وذلك رد فعل طبيعي للموقف الصعب الذي تمثله حالة الإعاقة ، فالناس لديهم نزعة نحو تجنب الحقيقة المؤلمة . إلى أن أولياء الأمور في مرحلة النكران ينتقلون من اختصاصي إلى آخر بحثاً عن تشخيص أكثر قبولاً ، أو يستخدمون طرقاً علاجية غير اعتيادية لا تتوفر معلومات علمية عن فاعليتها ، أو يتنبنون توقعات غير واقعية من أطفالهم أو يفرطون في حمايتهم . ويعتمد مدى النكران ، وشدته ، ومدته على طبيعة إعاقة الطفل فكلما كانت الإعاقة أشد وأكثر وضوحاً أصبح النكران أصعب واستمر لمدة أقصر .
الغضب والعدوانية
ان معلم الصف الأول التعيس أخفق في تعليم ابني القراءة .
انت المعلم وليس أنا . ويفترض أن تكون قادراً على تعليمها .
يشعر أولياء الأمور الأطفال المعوقين في بعض الأحيان بغضب شديد ويتصرفون مع الآخرين بطريقة عدائية . وقد يوجه أولياء الأمور غضبهم وعدوانيتهم نحو الأطباء ، أو الممرضات ، أو المعلمين ، أو حتى نحو بعضهم بعضاً .
والغضب المقصود هنا هو غضب ليس له أساس فعلي وليس الغضب الناجم عن أسباب حقيقية مثل عدم توفر البرامج الفعّالة أو تصرفات الآخرين أو أخطائهم .
الشعور بالذنب
لقد كان علينا إجراء الفحوصات الطبية اللازمة .
ما الخطأ الذي ارتكبته أثناء الحمل ؟
إن شعور والدي الطفل المعوق بالذنب بسبب الإعاقة قد يشكل عبئاً ثقيلاً جداً . فهو رد فعل عاطفي شديد للغاية وقد يرافقه إحساس بتحمل مسؤولية حدوث الإعاقة لدى الطفل .
وقد يشعر الوالدان أنهما فعلاً شيئاً ما أو انهما لم يفعلا اللازم بشأن طفلهما سواء قبل ولادته أو بعدها . وفي بعض الحالات يسقط أولياء الأمور أسباب الإعاقة على أشخاص آخرين ، أو قد يسقط أحدهما الأسباب على الآخر وذلك قد يقود إلى أزمة أسرية حقيقية .
ولكن الوالدين في هذه المرحلة لا يفقدان الأمل في إمكانية تحسين الطفل أو حتى [ شفائه ] .
الحداد والشعور بالأسى
لا يحق لمن هم مثلي أن يبتسموا .
كيف لي أن أنام أو أن أتناول الطعام ؟
يشعر أولياء الأمور بأن الإعاقة قد غيرت مجرى حياتهم وأنه لم يعد بمقدروهم أو من حقهم أن يبتسموا أو أن يستمتعوا بحياتهم . وهذا الإحساس بالتعاسة والشعور بالأسى ، وخيبة الأمل يرافقه الانطواء والبكاء ، وربما بعض الأعراض الجسمية مثل الأرق ، وفقدان الشهية ، وغير ذلك من الأعراض .
وفي الحالات الشديدة ، فإن الشعور بالأسى والحداد يشبه الحداد لوفاة شخص عزيز . ويشير باركس ( Parks , 1977 ) إلى أن ذلك يشكل استجابة طبيعية لفقدان الطفل الطبيعي الذي كانت الأسرة تنتظره وتتوقع قدومه . ويضيف شين وزملائه ( Chinn et al , 1978 ) أن والدي الطفل المعوق بحاجة إلى فترة وفرصة لتعزية بعضهما البعض بالطفل [ الطبيعي ] الذي مات في أحلامهما لكي يستطيعا قبول الطفل المعوق .
الاكتئاب
لا أريد أن أذهب الى اجتماع أولياء الأمور . وأنا لا أرغب حتى في التحدث عن الموضوع .
كلما فكرت بمستقبل ابنتي دينا ، أجهشت بالبكاء .
لقد سئمت من مشكلات ابني عصام ، ولن أذهب به الى أي مكان .
يستجيب بعض أولياء الأمور لإعاقة الطفل بالانسحاب ، وذلك الانسحاب قد يقود أحياناً إلى الاكتئاب . فبعد جهود حثيثة [ لمعالجة ] الطفل ومساعدته في التغلب على مشكلته ولكن بدون نتيجة تذكر ، وقد يحس أولياء الأمور باليأس وقد يفقدون الأمل ويفقدون الثقة بالبرامج المقدمة للأطفال المعوقين وبالقائمين عليها ، وفي بعض الحالات الشديدة ، قد يفرض أولياء الأمور قيوداً حقيقية على أنشطتهم الاجتماعية والعامة إلى درجة دفعت بالبعض إلى وصف ما يحدث لهم وكأنه عيش في معتقل نفسي ذاتي .
الأمل غير الواقعي
لقد تكلمت مؤخراً مع اختصاصي طب الأطفال ، وقد أبلغني أن مشكلة يوسف ستنتهي تماماً عندما يبلغ الخامسة عشره من عمره .
لقد رتبنا عدة مواعيد مع أفضل الاختصاصيين في البلد وسوف يطور هؤلاء الاختصاصيون برنامجاً تدريبياً خاصاً لابنتنا فاطمة .
لقد بدأنا بتقليل كمية السكر التي يتناولها ابننا زيد ، وأما الأطعمة المضاف إليها مواد اصطناعية فهي ممنوعة تماماً . نرجوا منكم أن تتأكدوا من التزامه بالحمية الغذائية في المدرسة .
بدلاً من الاستسلام لليأس والاكتئاب ، ينزع بعض أولياء الأمور إلى تبني آمال وأحلام غير قابلة للتحقيق فيكونون كمن يبني قصراً في الهواء . فالأمل يحدو هؤلاء أن يتخلص الطفل من الإعاقة بطريقة ما . ولذلك فهم يجربون معالجات ليس لها أي أساس علمي .
ومع أن من حق أولياء الأمور أن يحلموا وأن يكون لديهم أمل ، إلاّ أن القضية المهمة هي أن يتم توفير الخدمات اللازمة للطفل المعوق فلا يحرم منها استناداً على آمال وتمنيات غير واقعية .
الرفض والتجنب
أي نوع من الأطفال هذا ؟ أنه لا يجلب لك سوى المتاعب .
لقد دمرت حياتي تماماً بسبب هيثم . ولعلني لن أفعل شيئاً في سنوات التقاعد سوى العناية به .
افعل ما يحلو لك معها ، فأنا لست مهتماً بما تفعل ، وكل رجائي أن لا تزعجني بالمشكلات .
يزعجني أن يكون محمد موجوداً عندما يزورنا أصدقاء أخيه . فهم سيفكرون ان لدى عائلتنا مشكلة وقد يفقد أخوه أصدقائه جراء ذلك .
إن تشخيص الإعاقة لدى الطفل يحدث ردود فعل شديدة جداً لدى بعض أولياء الأمور إلى درجة أنهم يرفضون التعامل مع الطفل .
فقد يرفضون اللعب معه ، أو الأقتراب منه ، أو إطعامه ، وما إلى ذلك . وفي الحالات الشديدة ، قد يستجيب أولياء الأمور بعدوانية مع الطفل وقد لا يستطيعون قبوله . وكذلك فهم قد يتجاهلونه تماماً وقد يسئون معاملته .
وبالنسبة لبعض أولياء الأمور ، فإن هذه الاستجابات تنجم عن عجز الطفل وعدم قدرته على تعزيز ما يبذلونه من جهود في رعايته .
الحماية المفرطة ( الزائدة )
يشعر بعض أولياء الأمور بالنب بسبب رفضهم للطفل المعوق أو حرمانه وإساءة معاملته ، ويحاولون التعويض عن ذلك بالإفراط في حماية الطفل فيعملون كل شيء له حتى لو كان يستطيع عمل الشيء بمفرده . ويرى ( Challela , 1981 ) أن الحماية الزائدة ليست في مصلحة الطفل أبداً فهي تمنعه من فرص النمو والتطور وتدفعه إلى أن يسلك طريق الاعتمادية بدلاً من الاستقلالية .
القبول والتكيف
أرجوكم أن تتصلوا بي فوراً إذا تسبب لكم خالد بأية مشكلات تعتقدون ان باستطاعتي حلها .
قل لي ما الخدمات الاضافية التي تعتقد أنها ستكون مفيدة لحنان ، وسأرى ما أستطيع عمله لتوفيرها .
انني افهم طبيعة مشكلة عمر على الرغم من أنني لست متأكداً من سببها . وأهم شيء بالنسبة لنا أن نعمل معاً لمساعدته على التعلم .
انني أرغب في أن أتطوع للمساعدة في المدرسة . فذلك أقل ما ينبغي علي أن أعمله لمساعدتكم في الجهود التي تبذلونها من أجل طفلي .
على صعوبة المراحل التي يمر بها أولياء أمور الأطفال المعوقين في رحلة التعايش مع الإعاقة من فهم حاجات الطفل ومشكلاته ، فهم غالباً ما يقبلون الأمر الواقع ، ويقبلون الطفل على ما هو عليه في نهاية المطاف .
ولذلك فهم يشرعون في البحث عن البرامج التعليمية والتدريبية التي من شأنها مساعدته ودعمه ويبذلون جهوداً صادقة لتحقيق الأهداف المناسبة له بالتعاون مع الاختصاصيين .
ويرى كثيرون أن بلوغ أولياء الأمور مستوى من التكيف لا يعني أن الشعور بالأسى قد انتهى تماماً . فثمة مراحل انتقالية مختلفة يمر بها أولياء الأمور فيشعرون مجدداً بالحزن . ويطلق البعض على ذلك مصطلح [الأسى المزمن ] .
من كتاب / أولياء أمور الأطفال المعوقين
للاستاذ الدكتور / جمال الخطيب
__________________
يجب أن يفهم الوالدان أنها أرادة الله عزوجل في وجود هذا الطفل بهذه الحالة .
حيث يقول الحق تبارك وتعالى
المدى الواسع لردود الفعل :
تشير الأدبيات التربوية الخاصة إلى أن العملية الصعبة التي يواجهها أولياء الأمور في التكيف والتعايش مع إعاقات أطفالهم تتضمن جملة من المراحل المحددة المتسلسلة .
ولكن أولياء الأمور لا يشكلون مجموعة متجانسة ، ولذلك فإن تصويرهم جميعاً على أنهم يمرون بنفس السلسلة من المراحل يعكس تجاهلاً للفروق الواضحة في الأنماط الحياتية للأسرة .
صحيح أن أولياء الأمور يظهر لديهم مشاعر وردود فعل عامة مشتركة ، ولكنهم قد يمرون بمدى مختلفمن ردود الفعل في أوقات مختلفة .
وفيما يلي ردود الفعل التقليدية التي تحدث لدى أولياء الأمور الأطفال المعوقين وبعض العبارات التي يرددونها والأسئلة التي يطرحونها والتي قد تساعدنا على فهم ردود الفعل الموجودة لديهم :
الصدمــة :
لا أستطيع أن أصدق .
كنت أعرف أن لديه مشكلات ، ولكنني لم اعتقد انها بهذه الجدية .
ماذا سنفعل ؟ ( وغالباً ما يرافق ذلك الدموع ) .
غالباً ما يمثل تشخيص الإعاقة أو اكتشافها لدى الطفل أزمة حقيقية بالنسبة لوالديه . فهما يصابان بالصدمة ويشعران بالذعر . فمواجهة الإعاقة والحقائق المتصلة بها أمر بالغ الصعوبة ويشعر معظم أولياء الأمور أنهم لن يتمكنوا من تحمله والتعاطي معه أبداً . والصدمة قضية جسمية وعقلية أيضاً .
وقد وصفت إحدى الأمهات الصدمة التي مرت بها عندما اكتشفت أن طفلها معوق على النحو التالي :
[ إن الصدمة التي تمثلها ولادة طفل معوق لا تحدث دفعة واحدة . وهي أسوء في بعض الجوانب من وفاة الطفل لأن الوالدين يدركان تدريجياً أن الطفل المعوق لن يعيش حياة طبيعية بشكل كامل ] .
النكـــــــران
كيف يستطيع الطبيب أن يدّعي أن لدى ابنتي مشكلات ؟
انه لم يرها من قبل قط ، ولم يقض معها أكثر من ساعة .
لقد سمعت أن أحد المختصين في الإعاقة يعمل في أحد الأقسام في الجامعة . واعتقد انني سآخذ ابني له لأحصل على رأي ثاني ( المشكلة هي أن يستمر الوالدان في البحث عن رأي ثان بلا توقف ) .
لقد كان ابن الجيران يعاني من نفس المشكلة عندما كان في عمر ابني وها هو الآن بخير ولا يعاني من شيء .
لا يمكن أن تكون ديما معاقة عقلياً ، فهي تهجيء اسمها وتعرف عنوان منزلنا .
اننا نخطط لأن يصبح أحمد مثل أبيه في المستقبل فيدرس الفيزياء في الجامعة .
النكـــــــران رد فعل دفاعي يحدث تقليدياً لدى أولياء الأمور الأطفال المعوقين بعد الصدمة . فهم قد لا يعترفون بأن طفلهما معوق ، وقد يرفضان التشخيص عاطفياً مع أنهما يقبلانه عقلياً . وذلك رد فعل طبيعي للموقف الصعب الذي تمثله حالة الإعاقة ، فالناس لديهم نزعة نحو تجنب الحقيقة المؤلمة . إلى أن أولياء الأمور في مرحلة النكران ينتقلون من اختصاصي إلى آخر بحثاً عن تشخيص أكثر قبولاً ، أو يستخدمون طرقاً علاجية غير اعتيادية لا تتوفر معلومات علمية عن فاعليتها ، أو يتنبنون توقعات غير واقعية من أطفالهم أو يفرطون في حمايتهم . ويعتمد مدى النكران ، وشدته ، ومدته على طبيعة إعاقة الطفل فكلما كانت الإعاقة أشد وأكثر وضوحاً أصبح النكران أصعب واستمر لمدة أقصر .
الغضب والعدوانية
ان معلم الصف الأول التعيس أخفق في تعليم ابني القراءة .
انت المعلم وليس أنا . ويفترض أن تكون قادراً على تعليمها .
يشعر أولياء الأمور الأطفال المعوقين في بعض الأحيان بغضب شديد ويتصرفون مع الآخرين بطريقة عدائية . وقد يوجه أولياء الأمور غضبهم وعدوانيتهم نحو الأطباء ، أو الممرضات ، أو المعلمين ، أو حتى نحو بعضهم بعضاً .
والغضب المقصود هنا هو غضب ليس له أساس فعلي وليس الغضب الناجم عن أسباب حقيقية مثل عدم توفر البرامج الفعّالة أو تصرفات الآخرين أو أخطائهم .
الشعور بالذنب
لقد كان علينا إجراء الفحوصات الطبية اللازمة .
ما الخطأ الذي ارتكبته أثناء الحمل ؟
إن شعور والدي الطفل المعوق بالذنب بسبب الإعاقة قد يشكل عبئاً ثقيلاً جداً . فهو رد فعل عاطفي شديد للغاية وقد يرافقه إحساس بتحمل مسؤولية حدوث الإعاقة لدى الطفل .
وقد يشعر الوالدان أنهما فعلاً شيئاً ما أو انهما لم يفعلا اللازم بشأن طفلهما سواء قبل ولادته أو بعدها . وفي بعض الحالات يسقط أولياء الأمور أسباب الإعاقة على أشخاص آخرين ، أو قد يسقط أحدهما الأسباب على الآخر وذلك قد يقود إلى أزمة أسرية حقيقية .
ولكن الوالدين في هذه المرحلة لا يفقدان الأمل في إمكانية تحسين الطفل أو حتى [ شفائه ] .
الحداد والشعور بالأسى
لا يحق لمن هم مثلي أن يبتسموا .
كيف لي أن أنام أو أن أتناول الطعام ؟
يشعر أولياء الأمور بأن الإعاقة قد غيرت مجرى حياتهم وأنه لم يعد بمقدروهم أو من حقهم أن يبتسموا أو أن يستمتعوا بحياتهم . وهذا الإحساس بالتعاسة والشعور بالأسى ، وخيبة الأمل يرافقه الانطواء والبكاء ، وربما بعض الأعراض الجسمية مثل الأرق ، وفقدان الشهية ، وغير ذلك من الأعراض .
وفي الحالات الشديدة ، فإن الشعور بالأسى والحداد يشبه الحداد لوفاة شخص عزيز . ويشير باركس ( Parks , 1977 ) إلى أن ذلك يشكل استجابة طبيعية لفقدان الطفل الطبيعي الذي كانت الأسرة تنتظره وتتوقع قدومه . ويضيف شين وزملائه ( Chinn et al , 1978 ) أن والدي الطفل المعوق بحاجة إلى فترة وفرصة لتعزية بعضهما البعض بالطفل [ الطبيعي ] الذي مات في أحلامهما لكي يستطيعا قبول الطفل المعوق .
الاكتئاب
لا أريد أن أذهب الى اجتماع أولياء الأمور . وأنا لا أرغب حتى في التحدث عن الموضوع .
كلما فكرت بمستقبل ابنتي دينا ، أجهشت بالبكاء .
لقد سئمت من مشكلات ابني عصام ، ولن أذهب به الى أي مكان .
يستجيب بعض أولياء الأمور لإعاقة الطفل بالانسحاب ، وذلك الانسحاب قد يقود أحياناً إلى الاكتئاب . فبعد جهود حثيثة [ لمعالجة ] الطفل ومساعدته في التغلب على مشكلته ولكن بدون نتيجة تذكر ، وقد يحس أولياء الأمور باليأس وقد يفقدون الأمل ويفقدون الثقة بالبرامج المقدمة للأطفال المعوقين وبالقائمين عليها ، وفي بعض الحالات الشديدة ، قد يفرض أولياء الأمور قيوداً حقيقية على أنشطتهم الاجتماعية والعامة إلى درجة دفعت بالبعض إلى وصف ما يحدث لهم وكأنه عيش في معتقل نفسي ذاتي .
الأمل غير الواقعي
لقد تكلمت مؤخراً مع اختصاصي طب الأطفال ، وقد أبلغني أن مشكلة يوسف ستنتهي تماماً عندما يبلغ الخامسة عشره من عمره .
لقد رتبنا عدة مواعيد مع أفضل الاختصاصيين في البلد وسوف يطور هؤلاء الاختصاصيون برنامجاً تدريبياً خاصاً لابنتنا فاطمة .
لقد بدأنا بتقليل كمية السكر التي يتناولها ابننا زيد ، وأما الأطعمة المضاف إليها مواد اصطناعية فهي ممنوعة تماماً . نرجوا منكم أن تتأكدوا من التزامه بالحمية الغذائية في المدرسة .
بدلاً من الاستسلام لليأس والاكتئاب ، ينزع بعض أولياء الأمور إلى تبني آمال وأحلام غير قابلة للتحقيق فيكونون كمن يبني قصراً في الهواء . فالأمل يحدو هؤلاء أن يتخلص الطفل من الإعاقة بطريقة ما . ولذلك فهم يجربون معالجات ليس لها أي أساس علمي .
ومع أن من حق أولياء الأمور أن يحلموا وأن يكون لديهم أمل ، إلاّ أن القضية المهمة هي أن يتم توفير الخدمات اللازمة للطفل المعوق فلا يحرم منها استناداً على آمال وتمنيات غير واقعية .
الرفض والتجنب
أي نوع من الأطفال هذا ؟ أنه لا يجلب لك سوى المتاعب .
لقد دمرت حياتي تماماً بسبب هيثم . ولعلني لن أفعل شيئاً في سنوات التقاعد سوى العناية به .
افعل ما يحلو لك معها ، فأنا لست مهتماً بما تفعل ، وكل رجائي أن لا تزعجني بالمشكلات .
يزعجني أن يكون محمد موجوداً عندما يزورنا أصدقاء أخيه . فهم سيفكرون ان لدى عائلتنا مشكلة وقد يفقد أخوه أصدقائه جراء ذلك .
إن تشخيص الإعاقة لدى الطفل يحدث ردود فعل شديدة جداً لدى بعض أولياء الأمور إلى درجة أنهم يرفضون التعامل مع الطفل .
فقد يرفضون اللعب معه ، أو الأقتراب منه ، أو إطعامه ، وما إلى ذلك . وفي الحالات الشديدة ، قد يستجيب أولياء الأمور بعدوانية مع الطفل وقد لا يستطيعون قبوله . وكذلك فهم قد يتجاهلونه تماماً وقد يسئون معاملته .
وبالنسبة لبعض أولياء الأمور ، فإن هذه الاستجابات تنجم عن عجز الطفل وعدم قدرته على تعزيز ما يبذلونه من جهود في رعايته .
الحماية المفرطة ( الزائدة )
يشعر بعض أولياء الأمور بالنب بسبب رفضهم للطفل المعوق أو حرمانه وإساءة معاملته ، ويحاولون التعويض عن ذلك بالإفراط في حماية الطفل فيعملون كل شيء له حتى لو كان يستطيع عمل الشيء بمفرده . ويرى ( Challela , 1981 ) أن الحماية الزائدة ليست في مصلحة الطفل أبداً فهي تمنعه من فرص النمو والتطور وتدفعه إلى أن يسلك طريق الاعتمادية بدلاً من الاستقلالية .
القبول والتكيف
أرجوكم أن تتصلوا بي فوراً إذا تسبب لكم خالد بأية مشكلات تعتقدون ان باستطاعتي حلها .
قل لي ما الخدمات الاضافية التي تعتقد أنها ستكون مفيدة لحنان ، وسأرى ما أستطيع عمله لتوفيرها .
انني افهم طبيعة مشكلة عمر على الرغم من أنني لست متأكداً من سببها . وأهم شيء بالنسبة لنا أن نعمل معاً لمساعدته على التعلم .
انني أرغب في أن أتطوع للمساعدة في المدرسة . فذلك أقل ما ينبغي علي أن أعمله لمساعدتكم في الجهود التي تبذلونها من أجل طفلي .
على صعوبة المراحل التي يمر بها أولياء أمور الأطفال المعوقين في رحلة التعايش مع الإعاقة من فهم حاجات الطفل ومشكلاته ، فهم غالباً ما يقبلون الأمر الواقع ، ويقبلون الطفل على ما هو عليه في نهاية المطاف .
ولذلك فهم يشرعون في البحث عن البرامج التعليمية والتدريبية التي من شأنها مساعدته ودعمه ويبذلون جهوداً صادقة لتحقيق الأهداف المناسبة له بالتعاون مع الاختصاصيين .
ويرى كثيرون أن بلوغ أولياء الأمور مستوى من التكيف لا يعني أن الشعور بالأسى قد انتهى تماماً . فثمة مراحل انتقالية مختلفة يمر بها أولياء الأمور فيشعرون مجدداً بالحزن . ويطلق البعض على ذلك مصطلح [الأسى المزمن ] .
من كتاب / أولياء أمور الأطفال المعوقين
للاستاذ الدكتور / جمال الخطيب
__________________
تعليق