الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل أنتِ.. "شخصية لا تُطاق"؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    هل أنتِ.. "شخصية لا تُطاق"؟

    هل أنتِ.. "شخصية لا تُطاق"؟
    إعداد: سناء ثابت
    ليس من السهل أن يكون الإنسان موجوداً طوال اليوم في بيت أو في مكتب، فيه شخصية تدعو تصرفاتها إلى العصبية والتوتر، لأنها تعاني وساوس لا مبرِّر لها، أو هوساً غير معقول بالتفاصيل، أو لتدخلها الزائد على حده في أمور الآخرين الشخصية، بدافع أنها تخاف عليهم من مكروه. فكيف نتصرف عندما نجد أنفسنا أمام مثل هذه الشخصيات التي يصعب التعامل معها؟ وكيف نتعايش مع تصرفات أصحابها المستفزة والخارجة عن إطار سيطرتنا؟
    «يمكننا القول إنَّ شخصاً ما لا يطاق أو يصعب التعامل معه، عندما تصبح بعض صفات شخصيته مبالَغاً فيها أو زائدة على المعقول أو غير مناسبة للمواقف التي يعيشها، وتسبب بالتالي معاناة له وللمحيطين به». هكذا يعرف عالما النفس الفرنسيان فرانسوا لولور وكريستوف أندريه في كتابهما «كيف تتعامل مع الشخصيات الصعبة؟»، الشخصيات التي يصعب تحملها، أو تلك التي يشكل التعامل معها معاناة حقيقية للمحيطين بها. فالاحتكاك اليومي مع هذه النماذج من البشر، الذين يشكلون تقريباً عشر أنواع البشر، يحول الحياة اليومية إلى جحيم حقيقي.
    لحسن الحظ، ثمة بعض الحلول لجعل علاقتك بهؤلاء الناس علاقة مستقرة وهادئة، منها اتّباع طرق معينة في المعاملة مع هذه الشخصيات، أو تشجيعها على اتّباع علاج نفسي خاص، إذا اقتضى الأمر.
    قلق مبالغ فيه
    مهما تكن درجة حبنا لأقربائنا أو أصدقائنا، ومهما تكن تصرفاتهم تجاهنا، تُعبِّر عن المودة والاهتمام، فإنها سرعان ما تتحول إلى سلوكيات مزعجة ومستفزة إذا زادت على حدّها. ألا يقول المثل «إنَّ الشيء ينقلب إلى ضدّه إذا زاد على حَدِّه؟». مروة شابة انتقلت لأول مرة إلى الجامعة في مدينة غير مدينتها الأصلية، وتركت بيت أهلها لأول مرة لتعيش في سكن الجامعة، وهذه تجربتها: «عندما التحقت بالجامعة لأول مرة، وانتقلت للعيش بعيداً من الأسرة، بدأت أمي، التي كانت دائماً تُبدي اهتماماً وخوفاً عليَّ، بالاتصال بي كل يوم، بل كانت تتصل عدة مرات في اليوم. تقول إنها قلقة عليّ وتخاف أن يصيبني مكروه، وتريد فقط أن تطمئن عليَّ، كانت تتصل بي في البيت، في الفصل، في الباص، في المحال، تتصل بي في كل مكان. ولما سئمت وبلغ السيل الزُّبَـى، أصبحت لا أرد على هاتفي النقال، لأن مكالماتها أصبحت شيئاً مزعجاً».
    والدة مروة هي نموذج حيٌّ عن الشخصيات القلقة، التي تشعر بالقلق طوال الوقت، بشأن الأخطار التي قد تواجه الإنسان في حياته اليومية. وهي باستمرار في حالة ترقُّب حصول حوادث سيئة للغاية لها أو لأحد أفراد أسرتها، حتى لو كان احتمال حدوثها ضعيفاً جداً. ويوضح فرانسوا لو لور وكريستوف أندريه في كتابهما: «كشفتْ دراسات كثيرة عن أن ربع آباء وأمهات الأشخاص، الذين يعانون اضطرابات القلق النفسي، يُعاني أيضاً مثل هذه الاضطرابات النفسية». وفي كثير من الأحيان، يكون المحيط أيضاً أحد أهم مُسبِّبات هذا الاضطراب، خاصة أن القلق المبالَغ فيه، هو «عرض من أعراض صراعات خفية، حصلت في اللاّوعي في مرحلة الطفولة المبكرة دون أن يتم علاجها».
    هوس
    سارة امرأة تعي تماماً أنها شخصية لا يمكن احتمالها، سواء أكان ذلك في البيت أم في العمل، وأنها مصابة بهوس النظام والترتيب تقول: «أعلم أنني إنسانة يصعب العيش أو العمل معها في مكان واحد، لكني أعجز تماماً عن منع نفسي من تفقُّد الأشياء، والتأكد في كل حين من أن ملفاتي مرتبة جيداً في مكانها، ومن أن السجادة الصغيرة في الحمام موضوعة بالتوازي مع الجدار، أو التحقق من أن أطفالي لم يدخلوا البيت، إلا بعد نزع أحذيتهم». طبعاً يشعر المحيطون بسارة، سواء في البيت أم في العمل بالضيق من هذه الصرامة الزائدة والترتيب المبالغ فيه، خصوصاً من غياب التلقائية في التعامل معها. مع ذلك، فيجب أن نعلم أن الأشخاص المصابين بهوس الترتيب أو بوسواس النظافة، مقتنعون تمام الاقتناع بأنهم يتصرفون على ذلك النحو لمصلحة من حولهم ولمصلحتهم هم شخصياً.
    ذهان هذائي
    الشيء نفسه ينطبق تقريباً على الأشخاص، الذين يعانون الذهان الهذائي، المعروف باسم «البارانويا». وهم أشخاص يشكّون في كل شيء وفي الجميع، ويؤوّلون بسوء نية كل أقوال وأفعال الآخرين. مثلاً، أن يكون لك في العمل رئيس يعاني البارانويا, فهذا أمر يحول عملك إلى جحيم. فالضغط العصبي الذي قد يمارسه تجاهك يصعب عليك تحمله، وقد يوصلك إلى الاكتئاب، إن كنت شخصية هشة. كل هذه التصرفات وغيرها (النرجسية والاكتئاب و غيرهما) من شأنها أن تسبب مشكلات على مستوى العلاقات الإنسانية. فعلى المرء أن يكيف تصرفاته على حسب «المزاج غير العادي» للشخص الذي أمامه.
    ما العمل؟
    لا ينبغي أن يكون تصرفنا مع الأشخاص ذوي الشخصيات المصابة بالقلق الزائد أو الوسواس أو الهوس، مشابهاً لتصرفنا مع الأشخاص العاديين. إذ يشدد مؤلفا كتاب «التعامل مع «الشخصيات الصعبة» على أن هؤلاء الأشخاص لم يختاروا أن يكونوا كذلك، ولم يختاروا مزاجهم وحالتهم النفسية، وأنهم لا يتصرفون على نحو يثير المشكلات بدافع المتعة، ولكن بدافع الخوف».
    وتؤكد خبيرة علم النفس فاني ناسباوم: «لا يكون أي تصرف من تصرفات هذا النوع من الناس مقصوداً، فهم لا يتصرفون كذلك من منطلق الشر، لكنهم يعانون فعلاً قلقاً عميقاً يوجد في داخلهم. وعلى الرغم من أنهم يتسببون في المعاناة للمحيطين بهم، إلاَّ أن ذلك ليس مقصوداً».
    إذا كانت تعيش في محيطكم شخصيات يصعب التعامل معها، فإن أول شيء عليكم القيام به، هو محاولة تفهمها. بعد ذلك، يمكنكم أن تتخذوا تجاههم سلوكيات «استراتيجية» بمعنى» إما أن نخضع لرغباتهم وأمزجتهم، وإما أن ندخل في حرب معهم، وإما أن نقدم بعض التنازلات. مثلاً: شيء من التعاطف أحياناً وشيء من المقاومة أحياناً أخرى. لكن هذا الحل لا ينجح مع الأشخاص، الذين يعانون «البارانويا» «حسب فاني ناسباوم». وفي هذه الحالة، كل ما عليك هو أن تبين أنك إنسان أهل للثقة، لكن من دون أن تدخل معهم في لعبتهم.
    حلول ناجعة
    يقرر الأشخاص ذوو الشخصيات الصعبة، الذين تم وصفهم مسبقاً، تلقِّي العلاج النفسي ويذهبون إلى المختص، إما لأنهم أدركوا أن تصرفاتهم «غير طبيعية» وإما لأنهم تلقوا نصائح من المحيطين بهم، توجههم بأن عليهم أن يتلقوا علاجاً نفسياً. ولكن في أغلب الأحيان، يكون المريض قد زار الطبيب النفسي لكي يُعالَج من مشكلة أُخرى تماماً، فيكتشف الطبيب النفسي المعالج بالصدفة، ومن خلال الغوص في أعماق المريض، أن هذا الأخير يعاني اضطرابات أُخرى في الشخصية.
    إن دور المحيطين بالمريض مهم جداً في تحسُّن وضعه، لأن التغيير غالباً ما يأتي عن طريقهم، لكن ينبغي الحذر، فلا يجب أن نضغط على هؤلاء الأشخاص، ذوي المزاج الحاد أو التصرفات المزعجة، فمن شأن ذلك أن يزعزع استقرارهم أو أن يجعلهم ينغلقون على أنفسهم. ويقترح فرانسوا لولور نوعين، غير يسيرين من العلاج النفسي، وهما التحليل النفسي والعلاج السلوكي.
    ومهما تكن نوعية العلاج المتبعة، فإن فاني ناسباوم تقول إن «ما يوجد في الأعماق يبقى دائماً موجوداً هناك، ومهما بلغ حجم التقدم الذي يحققه المريض مع العلاج، فإن شيئاً ما يبقَى دائماً في داخله لا ينكشف إلا في أوقات الأزمات. ومع ذلك فإنه يمكننا أن نساعد المريض على أن يعيش حياته بشكل أفضل حتى مع وجود الأعراض».
    وأخيراً، لكل منا عيوبه ومزاياه، لكن يبقى فقط أن نعرف كيف يراها الآخر، أي ربما نحن جميعاً شخصيات لا تطاق، في طريقة تعاملنا اليومية، لكن كل على طريقته الخاصة.

  • حجم الخط
    #2
    رد: هل أنتِ.. "شخصية لا تُطاق"؟

    بارك الله فيك موضوع قيم

    اللهم ارحم والدي واغفر لة واعف عنة .. اللهم اوسع مدخلة وانس وحشتة وتقبلة واسكنة فسيح جناتة




    بصمة فتاة سابقا

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: هل أنتِ.. "شخصية لا تُطاق"؟

      جزاك اله خيرا

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X