: 0
: 14
تويت
[type=873074]
أظنه لا يمكن أبداً أن يكون للرسالة الإعلامية وجهان ، وجه باطن وآخر ظاهر ، ومن المتعب جداً لبس ثوبين لمناسبة واحدة .
ومما لا شك فيه أن إعلام الرسالة والقيم لابد وأن يساهم في قيادة الرأي العام نحو الخير والرقي والتميز وكل معاني الأفضلية في الأولى والأخرى ، ولأجل هذه الرسالة أنبرى بعض المهتمين ، فذاك ببرنامجه المُشَاهد ، وذاك بمقالته ، وذاك بقصته ، وذاك بتحليله ، وذاك بروايته ، وذاك بسيناريو يعده ، وذاك بإدارته وكل بما يستطيع تحت هذا العالم ، ما أوده تحديداً هو أي منتج إعلامي يكون مباشراً أمام الناس سواءً برنامج تلفزيوني بجميع أشكاله ، أو مقالة صحفية ، أو أي عمل إعلامي آخر .
وما يلاحظ هو حرص البعض على أداء الدور على الوجه المطلوب يجعله يبتعد_من حماسه_عن ملامسة الواقعية ، ونمط العيش العام ، فيطالب بمثاليات ، وأمور بعيدة النوال والإمكانية ، ويعنف بقوة على كل مخالف ، فربما هاجم أباً بسبب تهاونه في تربية أبنائه_وتجد الناقد أكبر ابن لديه لم يجاوز الفطام_وعدم أهلية الأب على تحمل مسئولية التربية ، ومرةً أخرى تجده يهاجم التخلف الحضاري الذي تعيشه المجتمعات العربية والمسلمة_وربما أبسط الأمور الحضارية لم يطبقها من الانضباط في قيادة المركبة_ ، وبالعموم تجده منتقداً للأخطاء ، وهذا ليس مشكلاً ، بل المشكل والخطير هو:
أولاً : أن يبتعد عن الموضوعية والاتزان أثناء الطرح ، ويروح بعيداً عن تصور ظروف الزمان والمكان .
ثانياً : الظهور للمشاهد _والظهور للمشاهد له متطلباته أدناها اللبس الحسن_وكأنه حاز الأحسن والأكمل فهو جاد مثابر حضاري مثقف يأبى الضيم والظلم _هكذا يظن المشاهد_.
ثالثاً : حينما يتأمل ما يطرحه وبين حياته الخاصة يجد هذا الإعلامي أن البون شاسع ، والبعد بين ما أرشد له وبين ما يطبقه ، فيجد نفسه بعيداً عن مطالبه ....وهنا تحدث _برأيي_المشكلة ، وهي :
والحل هل يكون بأن يخرج كل إعلامي ويبرز الأخطاء الواقع فيها ويترك الإرشاد للخير ؟
لا ليس بترك الطرح ، وعدم المساهمة في توجيه المشاهد والمستمع أو القارئ إلى معالي الأمور وجماليات الحيـاة ، ولكن يكون الإنسان موضوعياً وهادئ ، والبعد عن الوقوع في مصيدة التمظهر والذي عادة ما يحرق صاحبه فيجعله متلحفاً بكل ماهو مخالف لما لا يرى ، وهنا يعذب نفسه وأسرته ومن حوله ، ومن ثم يطالب بالمثاليات من وراء برنامج أو مقالة ...
وحتى لا تنفصم الشخصية فمن المهم أن يسعى الإنسان دائماً إلى إصلاح نفسه قدر الإمكان ، والسير بها نحو كل خير ، ولا يقعسه تباطؤه عن بعض الشيء إلى الإرشاد لبعض الأشياء ، ولكن الواقعية والهدوء والتصور للظروف مهم جدا.
لفتة شرعية :
قال صلى الله عليه وسلم ((إن من أحبكم إلي ، و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ، و المتشدقون ، و المتفيهقون ))، قالوا : يا رسول الله قد علمنا ” الثرثارون و المتشدقون ” فما ” المتفيهقون ؟ ” قال : ((المتكبرون))
الثرثرة في الكلام / الكثرة والترديد
المتفيهقون أي هم الذين يكثرون الكلام تكلفاً وخروجاً عن الحق
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} .
ويبدو لي أن المقت لم يرد في القرآن إلا في موضعين أو ثلاثة وفي الآية السابقة أحد هذه المواضع.
ولكن الحلم لم يخبو تماما، فقد بات الحلم يتجدد نحو أخر بمراجعة ما تم إنجازه في ... والابداع والسياسات الثقافية، والراى العام واخلاقيات العولمة، هذا فضلا عن تقديم ... وآيا كانت التجسيدات الخارجية للثقافة، فأنها في التحليل الأخير مخططات ... طاقة وجودية لا يمكن نعتها بنعوت التخلف او السمو او الرقى او غير ذلك
وهنا أظن أن المسئولية كبيرة ، والمهمة ثقيلة ، والحساب لها دقيق .
الله أسأل أن يرزقنا التوفيق للخير والإرشاد إليه ، وأن يهدينا ويهدي بنا ، ويصلحنا ويصلح بنا .
[/type]
ما يثير أحياناً الانفصام الحاد بين المشتغل في الإعلام و مضامينه المُقَدمة ، وبين حياته الاجتماعية ، وبين الطلة البهية التي يطل منها للعالم_أي كانت الوسيلة مقروءة أو مسموعة أو مرئية_وبين تفاصيل حياته البعيدة عن العدسة أو المقالة ، وبين حقيقة مطالبه و تطبيقاته العملية على مفاصل الحياة .
أظنه لا يمكن أبداً أن يكون للرسالة الإعلامية وجهان ، وجه باطن وآخر ظاهر ، ومن المتعب جداً لبس ثوبين لمناسبة واحدة .
ومما لا شك فيه أن إعلام الرسالة والقيم لابد وأن يساهم في قيادة الرأي العام نحو الخير والرقي والتميز وكل معاني الأفضلية في الأولى والأخرى ، ولأجل هذه الرسالة أنبرى بعض المهتمين ، فذاك ببرنامجه المُشَاهد ، وذاك بمقالته ، وذاك بقصته ، وذاك بتحليله ، وذاك بروايته ، وذاك بسيناريو يعده ، وذاك بإدارته وكل بما يستطيع تحت هذا العالم ، ما أوده تحديداً هو أي منتج إعلامي يكون مباشراً أمام الناس سواءً برنامج تلفزيوني بجميع أشكاله ، أو مقالة صحفية ، أو أي عمل إعلامي آخر .
وما يلاحظ هو حرص البعض على أداء الدور على الوجه المطلوب يجعله يبتعد_من حماسه_عن ملامسة الواقعية ، ونمط العيش العام ، فيطالب بمثاليات ، وأمور بعيدة النوال والإمكانية ، ويعنف بقوة على كل مخالف ، فربما هاجم أباً بسبب تهاونه في تربية أبنائه_وتجد الناقد أكبر ابن لديه لم يجاوز الفطام_وعدم أهلية الأب على تحمل مسئولية التربية ، ومرةً أخرى تجده يهاجم التخلف الحضاري الذي تعيشه المجتمعات العربية والمسلمة_وربما أبسط الأمور الحضارية لم يطبقها من الانضباط في قيادة المركبة_ ، وبالعموم تجده منتقداً للأخطاء ، وهذا ليس مشكلاً ، بل المشكل والخطير هو:
أولاً : أن يبتعد عن الموضوعية والاتزان أثناء الطرح ، ويروح بعيداً عن تصور ظروف الزمان والمكان .
ثانياً : الظهور للمشاهد _والظهور للمشاهد له متطلباته أدناها اللبس الحسن_وكأنه حاز الأحسن والأكمل فهو جاد مثابر حضاري مثقف يأبى الضيم والظلم _هكذا يظن المشاهد_.
ثالثاً : حينما يتأمل ما يطرحه وبين حياته الخاصة يجد هذا الإعلامي أن البون شاسع ، والبعد بين ما أرشد له وبين ما يطبقه ، فيجد نفسه بعيداً عن مطالبه ....وهنا تحدث _برأيي_المشكلة ، وهي :
انفصام بين المطالب والمطبق .
والحل هل يكون بأن يخرج كل إعلامي ويبرز الأخطاء الواقع فيها ويترك الإرشاد للخير ؟
لا ليس بترك الطرح ، وعدم المساهمة في توجيه المشاهد والمستمع أو القارئ إلى معالي الأمور وجماليات الحيـاة ، ولكن يكون الإنسان موضوعياً وهادئ ، والبعد عن الوقوع في مصيدة التمظهر والذي عادة ما يحرق صاحبه فيجعله متلحفاً بكل ماهو مخالف لما لا يرى ، وهنا يعذب نفسه وأسرته ومن حوله ، ومن ثم يطالب بالمثاليات من وراء برنامج أو مقالة ...
وحتى لا تنفصم الشخصية فمن المهم أن يسعى الإنسان دائماً إلى إصلاح نفسه قدر الإمكان ، والسير بها نحو كل خير ، ولا يقعسه تباطؤه عن بعض الشيء إلى الإرشاد لبعض الأشياء ، ولكن الواقعية والهدوء والتصور للظروف مهم جدا
لفتة شرعية :
قال صلى الله عليه وسلم ((إن من أحبكم إلي ، و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ، و المتشدقون ، و المتفيهقون ))، قالوا : يا رسول الله قد علمنا ” الثرثارون و المتشدقون ” فما ” المتفيهقون ؟ ” قال : ((المتكبرون))
الثرثرة في الكلام / الكثرة والترديد
المتفيهقون أي هم الذين يكثرون الكلام تكلفاً وخروجاً عن الحق
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} .
ويبدو لي أن المقت لم يرد في القرآن إلا في موضعين أو ثلاثة وفي الآية السابقة أحد هذه المواضع.
ولكن الحلم لم يخبو تماما، فقد بات الحلم يتجدد نحو أخر بمراجعة ما تم إنجازه في ... والابداع والسياسات الثقافية، والراى العام واخلاقيات العولمة، هذا فضلا عن تقديم ... وآيا كانت التجسيدات الخارجية للثقافة، فأنها في التحليل الأخير مخططات ... طاقة وجودية لا يمكن نعتها بنعوت التخلف او السمو او الرقى او غير ذلك
وهنا أظن أن المسئولية كبيرة ، والمهمة ثقيلة ، والحساب لها دقيق .
الله أسأل أن يرزقنا التوفيق للخير والإرشاد إليه ، وأن يهدينا ويهدي بنا ، ويصلحنا ويصلح بنا .
[/type]
تعليق