الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إني أتألم وأتعلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    إني أتألم وأتعلم





    إني أتألم وأتعلم

    همستْ إليَّ بصوتٍ حزين: وماذا بعد الألَم إلاَّ الصَّمت والتَّرقُّب؟!


    لِلحظات أخذني فِكْرُها الشَّارد إلى عالم البحْثِ والتقصِّي عن أسبابٍ تَجعلنا نفقد الأمل، وكأنَّني جُرِّدتُ من قدرتي على أن أكبح جِماح هذا المارد السَّاكن في نظراتِها، وهي تتأمَّلُني تنتظر الخلاصَ ولو بكلمة، يأس قاتل كشَّر عن أنيابٍ كلُّها خوفٌ وقلق كي ينهش ما تبقَّى لديْها من أمل.

    بداخلي استِعْراض جميل لكمٍّ هائل من النَّصائح، من كتاب الله وسنَّة رسولِه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - تتردَّد على طرف شفتي، لا أجرُؤُ على أن أرفع صوتي بها, شيءٌ ما يقرعني وينبري يسأل:
    الآن تُبْدين النَّصائح فإذا ما انتابَك همٌّ وضعْتِ اليدَ تَحتَ الخدّ، تسندين بها رأسًا مُثْقلا بالهموم والأحزان، تُنصتين إلى نبْضٍ مُثْخن بالجراح مستَسْلِمة تنتظرينَ أن تمرَّ الأزمة بدون سعْيٍ منك ولا جهد.

    كم مرَّةٍ طوَّحت بك الأماني شرقًا وغربًا، وإذا ما صُدمتِ بالواقع عُدْتِ خاوية الوفاض تَبكين على الأطلال!

    لَم يطرأ على بالِك يومًا أن تترُكي لدموعِك العنان، ولرُوحك الحرّيَّة في أن تسبح في أنوار ربَّانيَّة، تأخُذين طاقتك على الصَّبر من بعض السَّجدات، وبعض من الدّموع المسْكوبة في محراب العبوديَّة, لو أنَّك تفعلين فتتحرَّرين من القيود!

    كم أسهرتِ ليلَك بالبعد عن الله، وأضجرْتِ نَهارَك بالتملُّص من الواقع والاستِغْراق في الأحلام التي تهدم ولا تبني, لا مناص من أن تعْترفي الآن أنَّه شتَّان بين العلم والعمل!

    وكأنَّني أنظر إلى عطشان يرتجي من السَّراب أن يروي غُلَّته، وينعش قلبه بماء عذب زلال، كيف للماء أن يصل فاهُ وهو مقيد اليديْن؟!

    يا أخيَّة:
    كم فتح سؤالُك من آفاق للتدبُّر والتَّأمُّل! كم جعلني أتعرَّف أكثرَ على خبايا نفسي وسراديبها المغْلقة، فيها روغان وفرار من الحقيقة, حقيقة أنَّنا لا نستغلّ هذه النعم الَّتي منَّ بها الله علينا.

    هذا العِلْم الغزير الَّذي فتحت أبوابُه عليْنا صوتًا وصورة، متى نستفيد منْه ونشمُّ عبيرَه؟ أم سيظلُّ حبيسَ الكتُب سجين الصُّدور؛ فقط كي نتباهى به في المجالس؟


    كم نحتاج إلى وقفةٍ جادَّة مع أنفُسنا، فلن ننتفع بالعلم إلاَّ إذا رافقه عمل، وعْي يعقبه سعْي ثمَّ ثبات على الدَّرب حتَّى النّهاية بالدُّعاء والرَّجاء.

    وكم نفتقد - يا أخيَّة - إلى الاقتداء بأمَّهاتِنا المؤْمِنات، اللَّواتي زيَّنَّ الدّنيا بأخلاقهنَّ الرَّاقية، فخلَّد الله ذِكْرَهنَّ في محكم كتابه إلى يوم الدّين.


    سؤالك أيقظ الحسَّ الدَّفين بالتَّقصير والحاجة إلى التَّغيير، فكم تضجّ مكتباتُنا وأجهِزتنا وهواتفُنا بالأذْكار والأدْعية والآيات! وكم تفتقِد قلوبُنا أن تتمعَّن فيها وتنعم بها!

    ألَم موجع للتَّوّ بدأ يمزِّق كياني، واستكانة آنية لتغريدة عصفور ذكَّرتني بالله - سبحانه وتعالى.

    كلّ شيء يؤجّج نار شوقي إلى الاقتِراب، فقد طال النَّوى وقست القلوب، وبعدت بيْننا وبين أسلافنا الشُّقَّة.

    شيء ما يصرخ عاليًا بداخلي: إنّي أتألَّم!

    أتجرَّع الألم قطرة قطرة، ويتغلغل مع مسامّ الجلد مع كلّ نسمة هواء, وتكبر حيرتي وسؤالي: أهذا حال مَن يؤمن بالله إيمانًا راسخًا؟!

    أمِن عرَضٍ زائلٍ يكتسحنا الحزنُ والهمُّ والغمّ، ثمَّ نبتعِد وواسع الرَّحمات أبوابُه المشرعة تضمُّ كلَّ الحائرين؟!

    ويتملْمل الجواب يهرب يفرّ من مواجهة الحقيقة, مرآة الحقّ تكشف الكامن في الأعماق.

    أيا أختاه الغالية:
    إن حُرِمت من الزَّوج والولد، فكوني واثقة من أنَّ الله لن يضيِّعَك ولن يخْذُلك إن أنتِ صبرْتِ واحتسبْتِ، ثمَّ بالله استعنتِ وطرقْتِ بابَه - سبحانه وتعالى.

    كونِي التَّقيَّة النَّقيَّة الشَّامخة، بِحالها تذكّر كلَّ مَن زلَّت قدَمُه في بحر الهمّ والغمّ.

    "إذًا لن يضيّعنا"، قالتْها أمُّنا هاجر المؤمنة الصَّابرة، فأدركتِ السَّعادة في الدّنيا والآخرة، والرفعة والسمو، وما جعلتها مؤمنةٌ بالله شعارًا لها وحالاً ومقالاً إلاَّ كفاها اللهُ ما همَّها، وفرَّج عنها وعوَّضها خيرًا ممَّا أخذ منها.

    أخيتي الحزينة:
    الَّتي كبلها الهمّ وأقعدها عن التَّسابُق إلى جنَّات عرضها السَّموات والأرض، هلمّي إلى جنات نتنسَّم ريحَها هنا وننعم بها هناك، في مقعد صِدْق عند مليك مقتدِر.

    ومثَلُك ومثَلي كمن قال الله فيهم، كي يذكّرهم بأنَّ الدّنيا ما هي إلاَّ مرحلة قصيرة جدًّا، اسمعي وعِي وتذكَّري قولَه - سبحانه وتعالى -: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الأحقاف: 35].

    أختكم في الله :الندى " حسنية تدركيت ":)
    أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه

  • حجم الخط
    #2
    رد: إني أتألم وأتعلم

    اهلا وسهلا فيك اختي الكريمه ......
    وجزاك الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتك .....وبصراحه كلام جميل ورائع ومشكووووره الطرح السامي اذا كان ذلك من نسج افكارك ،، ومشكوره على النقل اذا كان الموضوع منقول دمتي بود وتقبل الله منا ومكنم الصلاه والصيام والقيام وسائر الاعمال ...
    لسنا متخلفون عن الغرب ، ولكننا متخلفون عن الإسلام

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: إني أتألم وأتعلم

      المشاركة الأصلية بواسطة مشجع شبابي مشاهدة المشاركة
      اهلا وسهلا فيك اختي الكريمه ......
      وجزاك الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتك .....وبصراحه كلام جميل ورائع ومشكووووره الطرح السامي اذا كان ذلك من نسج افكارك ،، ومشكوره على النقل اذا كان الموضوع منقول دمتي بود وتقبل الله منا ومكنم الصلاه والصيام والقيام وسائر الاعمال ...
      اهلا بك اخي الكريم جزاك الله خيرا على المرور الطيب

      المقال ليس منقولا انا صاحبته ولله الحمد وهو منشور في موقع الالوكة
      أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه

      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: إني أتألم وأتعلم

        ** لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين **

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: إني أتألم وأتعلم

          كلمات جميله

          يسلمووووووالندى
          برد المشاعر جمد اطراف الحكي

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: إني أتألم وأتعلم

            طرح رائع
            يعطيك العافية

            تعليق

            Loading...


            يعمل...
            X