الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

    معاكسة هاتفيه من فتاة باخر الليل - حوار جريء
    وانا

    رنين الهاتف يعلوا شيئاًفشيئا .. اغط في سبات عميق … لم يقطعه إلاذلك الرنين المزعج … فتحت عيني .. ونظرت في الساعة … فإذا بها تشير إلى الثانية والربع بعد منتصف الليل !!…


    وحيث انني انتظر مكالمةمهمة .. نهضت على الفور عن فراشي .. ورفعت سماعة الهاتف .. وبادرت قائلاً : نعم !! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    فسمعت على الطرف الآخرصوتاً أنثوياً ناعما يقول :


    لو سمحت !! .. هل من الممكنأن نسهر الليلة سوياً عبر سماعة الهاتف ؟!!


    فرددت عليها باستغراب ودهشةقائلا : ماذا تقولين ؟!! … من أنتِ ؟!! ..


    فردت علي بصوت ناعم متكسر : أنا اسمي ( أشواق ) .. وأرغب في التعرف عليك .. وأن نكون أصدقاء وزملاء ( !!! ) .. فهل عندك مانع ؟!!


    أدركت أن هذه فتاةتائهةحائرة .. لم يأتها النوم بالليل .. لأنها تعاني أزمة نفسية أو عاطفية .. فأرادت أنتهرب منها بالعبث بأرقام الهاتف !!


    فقلت لها : ولماذا لمتناميحتى الآن يا أختي ؟!!


    فأطلقت ضحكة مدوية وقالت : أنام بالليل ؟!!.. وهل سمعت بعاشق ينام بالليل ؟!!.. إن الليل هو نهارالعاشقين !!!
    فرددت عليها ببرود : أرجوك : إذا أردتِ أن نستمر في الحديث .. فابتعدي عن الضحكات المجلجلة والأصوات المتكسرة .. فلست ممن يتعلق قلبه بهذه التفاهات !!


    تلعثمت الفتاة قليلاً … ثمقالت : أنا آسفة … لم أكن أقصد !!


    فقلت لها ساخراً : ومن سعيدالحظ ( !!! ) الذي وقعتِ في عشقه وغرامه ؟!!
    فردت علي قائلة : أنتَبالطبع ( !!! )
    فقلت مستغرباً : أنا ؟!! .. وكيف تعلقتِ بي .. وأنتِ لا تعرفينني ولم تريني بعد ؟!!


    فقالت لي : لقد سمعت عنكالكثير من بعض زميلاتي في الكلية .. وقرأت لك بعض المؤلفات .. فأعجبني اسلوبهاالعاطفي الرقيق .. والأذن تعشق قبل العين أحيانا ( !!! )
    فقلت لها : إذن أخبرينيبصراحة …كيف تقضين الليل ؟!!


    فقالت: أنا ليلياً أكلمثلاثة أو أربعة شباب !! … أنتقل من رقم إلى رقم … ومن شاب إلى شاب عبر الهاتف .. أعاكس هذا .. وأضحك مع هذا .. وأمني هذا … وأعد هذا .. وأكذب على هذا .. وأسمعقصائد الغزل من هذا .. وأستمعإلى أغنية من هذا .. وهكذا دواليك حتى قرب الفجر !! .. وأردت الليلة أن أتصل عليك .. لأرى هل أنت مثلهم !! أم أنك تختلف عنهم؟!! ..


    فقلت لها : ومع من كنتِتتكلمين قبل أن تهاتفينني ؟!!…


    سكتت قليلاً .. ثم قالت: بصراحة .. كنتأتحدث مع ( وليد ) .. إنه عشيق جديد .. وشاب وسيم أنيق !! ..


    رمى لي الرقماليوم في السوق .. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة !!..


    فقلت لها على الفور : ثمماذا ؟!! .. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه ؟!!


    فقالت بنبرة جادة حزينة : بكل أسف .. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرينا لذين كلمتهم عبر الهاتف أوقابلتهم وجهاً لوجه … ما أبحث عنه ؟!! .. لم أجد عندهمما يشبع جوعي النفسي .. ويرويظمأي الداخلي !! ..


    سكتت قليلاً .. ثم تابعت : إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون !! .. خونة .. كذبة .. مشاعرهم مصطنعة .. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة .. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها .. تخرج من طرف اللسانلا من القلب .. ألفاظهم أحلى من العسل .. وقلوبهم قلوب الذئاب المفترسة .. هدفكلواحد منهم .. أن يقضي شهوته القذرة معي .. ثم يرميني كما يرمى الحذاء البالي .. كلهم تهمهم أنفسهم فقط ..!!
    إن حياتي معهمحياة خداعووهم وتزييف !! .. كل منا يخادع الآخر .. ويوهمه بأنه يحبه !!


    وهنا قلت لها : ولكنأخبريني : ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة .. عند أولئك الشباب التائهين التافهين .. فهل من المعقول أن تجديها عندي؟!! .. أنا ليس عندي كلمات غرام .. ولا عباراتهيام .. ولا أشعار غزل .. ولا رسائل معطرة !!


    فقاطعتني قائلة : بالعكس .. أشعر – ومثلي كثير من الفتيات – أن مانبحث عنه .. هو موجود لدى الصالحين أمثالك ؟!! .. إننا نبحث عن العطاء والوفاء .. نبحث عن الأمان .. نطلب الدفء والحنان .. نبحثعن الكلمة الصادقة التي تخرج منالقلب لتصل إلى أعماق قلوبنا .. نبحث عمن يهتم بناويراعي مشاعرنا .. دون أن يقصدمن وراء ذلك .. هدفاً شهوانياً خسيساً .. نبحث عمنيكون لنا أخاً رحيما .. وأباًحنونا .. وزوجاً صالحا !!
    إننا باختصار نبحث عنالسعادة الحقيقية في هذهالدنيا !! .. نبحث عن معنى الراحة النفسية .. نبحث عنالصفاء .. عن الوفاء .. عنالبذل والعطاء !!
    فقالت لها والدموع تحتبس فيعيني حزناً على هذهالفتاة التائهة الحائرة : يبدو أنكِ تعانين أزمة نفسية .. وفراغاً روحياً .. وتشتكين هماً وضيقاً داخلياً مريرا .. وحيرة وتيهاً وتخبطا .. وتواجهين مأساةعائلية .. وتفككاً أسريا !!
    فقالت : أنت أول شخص .. يفهم نفسيتي ويدركما أعانيه من داخلي !!


    فقلت : إذن حدثيني عنك وعنأسرتك قليلا .. لتتضحالصورة عندي أكثر


    فقالت الفتاة : أنا أبلغ منالعمر عشرين عاما .. وأسكنمع عائلتي المكونة من أبي وأمي .. وثلاثة أخوة وثلاثأخوات .. واخوتي وأخواتي جميعهم تزوجوا إلا أنا وأخي الذي يكبرني بعامين .. وأناأدرس في كلية...
    فقلت لها : وماذا عن أمك ؟وماذا عن أبيك ؟
    فقالت : أبي رجل غنيمقتدرماليا .. أكثر وقته مشغول عنا .. بأعماله التجارية … وهو يخرج من الصباح .. ولاأراه إلا قليلا في المساء .. وقلما يجلس معنا .. والبيت عنده مجرد أكل وشربونومفقط


    ومنذ أن بلغت .. لم أذكرأنني جلست مع أبي لوحدنا .. أو أنهزارني في غرفتي .. مع أنني في هذه السن الخطيرةفي أشد الحاجة إلى حنانه وعطفه .. آه !! كم أتمنى أن أجلس في حضنه .. وأرتمي علىصدره .. ثم أبكي وأبكي وأبكي !!! لتستريح نفسي ويهدأ قلبي !!!


    وهنا أجهشت الفتاة بالبكاءولم اتمالك نفسي … فشاركتها بدموعها الحزينة .
    بعد أن هدأت الفتاة .. واصلت حديثها قائلة :


    لقد حاولت أن أقتربمنهكثيرا .. ولكنه كان يبتعد عني .. بل إنني في ذات مرة .. جلست بجواره واقتربتمنه .. ليضمني إلى صدره .. وقلت له : أبي محتاجة إليك يا أبي … فلا تتركنيأضيع


    فعاتبني قائلا : لقد وفرتلكِ كل ما تتمناه أي فتاة في الدنيا !! .. فأنتِ لديك أحسن أكل وشرب ولباس … وأرقىوسائل الترفيه الحديثة .. فما الذي ينقصك؟!!..
    سكتُّ قليلا .. وتخيلتحينها أنني أصرخ بأعلى صوتي قائلة : أبي : أنالا أريد منك طعاماً ولا شرابا ولالباسا .. ولا ترفاً ولا ترفيها .. إنني أريد منكحنانا .. أريد منك أمانا … أريدصدراً حنونا .. أريد قلباً رحيما .. فلا تضيعني ياأبي !!
    ولما أفقت من تخيلاتي .. وجدت أبي قد قام عني .. وذهب لتناول طعامالغداء


    قلت لها هوني عليك .. فلعلأباكِ نشأ منذ صغره .. محروما من الحنان والعواطف الرقيقة .. وتعلمين أن فاقد الشيءلا يعطيه !! .. ولكنماذا عن أمك ؟ أكيد أنها حنونة رحيمة ؟ فإن الأنثى بطبعها رقيقةمرهفة الحس ..
    قالت الفتاة : أمي أهون منأبي قليلا .. ولكنها بكلأسف .. تظن الحياة أكلا وشربا ولبسا وزيارات فقط .. لايعجبها شيء من تصرفاتي .. وليس لديها إلا إصدار الأوامر بقسوة .. والويل كل الويللي .. إن خالفت شيئا منأوامرها ..و( قاموس شتائمها ) أصبح محفوظاً عندي .. لقد تخلتعن كل شيء في البيتووضعته على كاهلي وعلى كاهل الخادمة .. وليت الأمر وقف عند هذا .. بل إنها لا يكاديرضيها شيء .. ولا هم لها إلا تصيد العيوب والأخطاء .. ودائماتعيرني بزميلاتيوبنات الجيران .. الناجحات في دراستهن .. أو الماهرات في الطبخوأعمال البيت .. وأغلب وقتها تقضيه في النوم .. أو زيارة الجيران وبعض الأقارب .. أو مشاهدة التلفاز … ولا أذكر منذ سنين .. أنها ضمتني مرة إلى صدرها .. أو فتحت ليقلبها


    فقلت لها : وكيف هي العلاقةبين أبيك وأمك ؟


    فقالت الفتاة : أحس وكأنكلا منهما لا يبالي بالآخر .. وكل منهما يعيش في عالم مختلف .. وكأن بيتنامجرد فندق ( !!! ) .. نجتمع فيه للأكل والشرب والنوم فقط ….


    حاولت أنابرر لأمها قائلا : على كل حال .. هي أمك التي ربتك .. ولعلها هي الأخرى تعاني منمشكلة مع أبيك .. فانعكس ذلك على تعاملها معك … فالتمسي لها العذر .. ولكن هلحاولتِ أن تفتحي لهاقلبك وتقفي إلى جانبها ؟ فهي بالتأكيد مثلك …. تمر بأزمةداخلية نفسية ؟ !!!


    فقالت الفتاة مستغربة : أناأفتح لها صدري … وهل فتحتهي لي قلبها ؟ … إنها هي الأم ولست أنا .. إنها وبكل أسف .. قد جعلت بيني وبينها – بمعاملتها السيئة لي – جداراً وحاجزاً لا يمكناختراقه !!


    فقلت لها ) ولماذا تنتظرينأن تبادر هي .. إلى تحطيم ذلك الجدار ؟!! .. لماذا لا تكونين أنتِالمبادرة ؟!!… لماذا لا تحاولين الاقتراب منها أكثر ؟!!


    فقالت : لقد حاولتذلك .. واقتربت منها ذات مرة .. وارتميت في حضنها .. وأخذت أبكي وأبكي .. وهي تنظرإليباستغراب !! .. وقلت لها :
    أماه : أنا محطمة من داخليإنني أنزف منأعماقي !! .. قفي معي .. ولا تتركيني وحدي … إنني أحتاجك أكثر من أيوقت مضى … !!
    فنظرت إلي مندهشة !!.. ووضعت يدها على رأسي تتحسس حرارتي … ثم قالت :
    ما هذا الكلام الذي تقولينه؟! … إما أنكِ مريضة !! .. وقد أثر المرض علىتفكيرك .. وإما أنكِ تتظاهرين بالمرض .. لأعفيكِ من بعض أعمال المنزل .. وهذامستحيل جداً … ثم قامت عني ورفعت سماعةالتليفون .. تحادث إحدى جاراتها .. فتركتهاوعدت إلى غرفتي .. أبكي دماً في داخليقبل أن أبكي دموعاً !!..


    ثم انخرطتالفتاة في بكاءمرير !!
    حاولت أن اغير مجرى الحديثفسألتها : ومادور أخواتك وأخوتك الآخرين ؟


    فقالت : إنه دور سلبيللغاية !! .. فالإخوانوالأخوات المتزوجات .. كل منهم مشغول بنفسه .. وإذا تحدثتمعهم عن مأساتي .. سمعتمنهم الجواب المعهود :
    وماذا ينقصك ؟ احمدي ربكعلى الحياة المترفة … التيتعيشين فيها


    وأما أخي غير المتزوج … فهومثلي حائر تائه .. أغلب وقته يقضيه خارج المنزل .. مع شلل السوء ورفقاء الفساد .. يتسكع في الأسواق وعلى الأرصفة !!


    أردت أن استكشف شيئاً منخبايا نفسية تلك الفتاة … فسألها :


    إن من طلب شيئاً بحث عنهوسعى إلى تحصيله … وما دمت تطلبين السعادة والأمان .. الذي يسد جوعك النفسي .. فهلبحثتِ عن هذه السعادة ؟؟


    فقالت الفتاة بنبرة جادة : لقد بحثت عن السعادة … في كل شيء .. فما وجدتها !!!


    لقد كنت ألبس أفخر الملابسوأفخمها … من أرقى بيوت الأزياء العالمية .. ظناً مني أن السعادة حين تشير إلىملابسي فلانة .. أو تمدحها وتثني عليها فلانة … أو تتابعني نظرات الإعجاب من فلانةولكنني سرعان ما اكتشفت الحقيقة الأليمة …. إنها سعادة زائفة وهمية .. لا تبقىإلا ساعة بل أقل … ثم يصبح ذلك الفستان الجديدالذي كنت أظن السعادة فيه … مثل سائرملابسي القديمة .. ويعود الهم والضيق والمرارةإلى نفسي … وأشعر بالفراغ والوحدةتحاصرني من كل جانب .. ولو كان حولي مئات الزميلات والصديقات !!
    ظننت السعادة في الرحلاتوالسفرات .. والتنقل من بلدلآخر .. ومن شاطئ لآخر .. ومن فندق لفندق .. فكنت أسافرمع والدي وعائلتي .. لنطوفالعالم في الإجازات .. ولكني كنت أعود من كل رحلة .. وقدازداد همي وضيقي .. وازدادت الوحشة التي أشعر بها تجتاح كياني …..


    وظننت السعادة فيالغناءوالموسيقى … فكنت أشتري أغلب ألبومات الأغاني العربية والغربية التي تنزلإلىالأسواق … فور نزولها .. وأقضي الساعات الطوال في غرفتي … في سماعها والرقصعلىأنغامها … طمعاً في تذوق معنى السعادة الحقيقية .. ورغبة في إشباع الجوعالنفسيالذي أشعر به .. وظناً مني أن السعادة في الغناء والرقص والتمايل مع الأنغامولكنني اكتشفت أنها سعادة وهمية … لا تمكث إلا دقائق معدودة أثناء الأغنية … ثمبعدالانتهاء منها .. يزداد همي .. وتشتعل نار غريبة في داخلي .. وتنقبض نفسيأكثروأكثر .. فعمدت إلى كل تلك الأشرطة فأحرقتها بالنار .. عسى أن تطفئ النارالتيبداخلي


    وظننت أن السعادة في مشاهدةالمسلسلات والأفلام والتنقل بين الفضائيات .. فعكفت على أكثر من ثلاثين قناة .. أتنقل بينها طوال يومي .. وكنت أركزعلى المسلسلات والأفلام الكوميدية المضحكة .. ظناً مني أن السعادة هي في الضحكوالفرفشة والمرح
    وبالفعل كنت أضحك كثيراًوأنا اشاهدها … وأنتقل من قناةلأخرى … لكنني في الحقيقة … كنت وأنا أضحك بفمي .. أنزف وأتألم من أعماق قلبي … وكلما ازددت ضحكاً وفرفشة .. ازداد النزيفالروحي
    وتعمقت الجراح في داخليوحاصرتني الهموم والآلام النفسية ….


    وسمعت من بعض الزميلات .. أن السعادةفي أن ارتبط مع شاب وسيم أنيق .. يبادلني كلمات الغرام .. ويبثني عباراتالعشقوالهيام .. ويتغزل بمحاسني كل ليلة عبر الهاتف … وسلكت هذا الطريق .. وأخذتأتنقلمن شاب لآخر .. بحثاً عن السعادة والراحة النفسية … ومع ذلك لم أشعر بطعمالسعادةالحقيقية .. بل بالعكس .. مع انتهاء كل مقابلة أو مكالمة هاتفية .. أشعربالقلقوالاضطراب يسيطر على روحيوأشعر بنار المعصية تشتعل فيداخلي .. وأدخل في دوامةمن التفكير المضني والشرود الدائم … وأشعر بالخوف منالمستقبل المجهول .. يملأ عليكياني .. فكأنني في حقيقة الأمر .. هربت من جحيم إلىجحيم أبشع منه وأشنع ..
    سكتت الفتاة قليلا .. ثمتابعت قائلة :


    ولذلك لابد أنتفهمواوتعرفوا .. نفسية ودوافع أولئك الفتيات .. اللاتي ترونهن في الأسواق .. وهنيستعرضنبملابسهن المثيرة .. ويغازلن ويعاكسن ويتضاحكن بصوت مرتفع .. ويعرضنلحومهنومحاسنهن ومفاتنهن .. للذئاب الجائعة العاوية من الشباب التافهين … إنهن فيالحقيقةضحايا ولسن بمجرمات ..إنهن في الحقيقة مقتولات لا قاتلات .. إنهن ضحاياالظلمالعائلي .. إنهن حصاد القسوة والإهمال العاطفي من الوالدين .. إنهن نتائجالتفككالأسري والجفاف الإيماني .. إن كل واحدة منهن … تحمل في داخلها مأساة مؤلمةدامية .. هي التي دفعتها إلى مثل هذه التصرفات الحمقاء .. .. وتهدر شرفها بالخلودمع فلان ….


    فبادرتها قائلا : هل مروركبأزمة نفسية .. ومأساة عائلية .. يبرر لكي أن تعصي الله تعالى .. وتبيع عفتك .. وتتخلىعن شرفك وطهرك .. وتعرضي نفسك لشياطين الإنس .. هل هذا هو الحل المناسبلمشكلتك ؟؟ هل هذا سيغير من واقعك المرير المؤلم شيئا؟؟
    فأجابت الفتاة : أنا أعترفبأنه لن يغير شيئا من واقعها المرير المؤلم .. بل سيزيد الأمر سوءاًومرارة .. وليسمقصودي الدفاع عن أولئك الفتيات .. إنما مقصودي : إذا رأيتموهنفارحموهن وأشفقواعليهن .. وادعوا لهن بالهداية ووجهوهن .. فإنهن تائهات حائرات … يحسبن أن هذا هوالطريق الموصل للسعادة التي يبحثن عنها ….
    سكتت الفتاةقليلا … ثمتابعت قائلة : لقد أصبحت أشك .. هل هناك سعادة حقيقية في هذه الدنيا ؟!! .. وإذاكانت موجودة بالفعل .. فأين هي ؟!!.. وما هو الطريق الموصل إليها .. فقدمللت من هذهالحياة الرتيبة الكئيبة
    فقلت لها : أختاه … لقدأخطأتِ طريق السعادة .. ولقد سلكتِ سبيلا غير سبيلها … فاسمعي مني .. لتعرفيطريق السعادة الحقة !! ….
    إن السعادة الحقيقية أنتلجأي إلى الله تعالى .. وتتضرعي له .. وتنكسري بين يديه .. وتقومي لمناجاته فيظلام الليل .. ليطرد عنك الهموم والغموم .. ويداويجراحك .. ويفيض على قلبك السكينةوالانشراح
    أختاه : إذا أردتِالسعادةفاقرعي أبواب السماء بالليل والنهار .. بدلا من قرع أرقام الهاتف .. علىأولئكالشباب التافهين الغافلين الضائعين ..
    صدقيني يا أختاه .. إنالناس كلهم لنيفهموك .. ولن يقدروا ظروفك .. ولن يفهموا أحاسيسك .. وحين تلجأينإليهم .. فمنهممن يشمت بك .. أو يسخر من أفكارك .. ومنهم من يحاول استغلالك لأغراضهومآربهالشخصية الخسيسة .. ومنهم من يرغب في مساعدتك .. ولكنه لا يملك لكِ نفعاً ولاضرا


    أختاه: إنكِ لن تجدي دواءً لمرضك النفسي .. لعطشك وجوعك الداخلي .. إلابالبكاء بين يدي الله تعالى .. ولن تشعري بالسكينة والطمأنينةوالراحة .. إلا وأنتِواقفة بين يديه .. تناجينه وتسكبين عبراتك الساخنة .. وتطلقينزفراتك المحترقة .. على أيام الغفلة الماضية


    قالت الفتاة .. والعبرةتخنقها : لقد فكرت فيذلك كثيرا … ولكن الخجل من الله .. والحياء من ذنوبي وتقصيرييمنعني من ذلك .. إذكيف ألجأ إلى الله وأطلب منه المعونة والتيسير .. وأنا مقصرة فيطاعته .. مبارزة لهبالذنوب والمعاصي


    فقالت : سبحان الله …ياأختاه : إن الناسإذا أغضبهم شخص وخالف أمرهم … غضبوا عليه ولم يسامحوه .. وأعرضواعنه ولم يقفوا معهفي الشدائد والنكبات … ولكن الله لا يغلق أبوابه في وجه أحد منعباده .. ولو كان منأكبر العصاة وأعتاهم .. بل متى تاب المرء وأناب … فتح له أبوابرحمته .. وتلقاهبالمغفرة والعفو .. بل حتى إذا لم يتب إليه … فإنه جل وعلا يمهلهولا يعاجلهبالعقوبة … بل ويناديه ويرغبه في التوبة والإنابة … أما علمت أن اللهتعالى يقول فيالحديث القدسي : «إني والجن والإنسفينبأ عظيم .. أتحبب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم ،ويتبغضون إلي بالمعاصي وهمالفقراء إلي !! من أقبل منهمإلي تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته منقريب، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ، فإنيأحبالتوابين والمتطهرين ، وإن تباعدوا عني فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم منالذنوب والمعايب ، رحمتيسبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ، وأناأرحم بعبادي من الوالدة بولدها»
    وما كدت انتهي من ذلكالحديث القدسي … حتى انفجرت الفتاة بالبكاء ..وابكتني حتى سالت دموعي وهي تردد : ماأحلم الله عنا … ما أرحم الله بنا …. بعد أن هدأت الفتاة .. واصلت حديثيقائلا :


    أختاه : إنني مثلك أبحث عنالسعادة الحقيقية في هذهالدنيا .. ولقد وجدتها أخيرا .. وجدتها في طاعة الله … فيالحياة مع الله وفي ظلمرضاته .. وجدتها في التوبة والأوبة .. وجدتها في الإستغفارمن الحوبة … وجدتها فيدموع الأسحار .. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار … وجدتهافي بكاء التائبين .. وجدتها في أنين المذنبين .. وجدتها في استغفار العاصين .. وجدتها في تسبيحالمستغفرين .. وجدتها في الخشوع والركوع .. وجدتها في الانكسار للهوالخضوع .. وجدتها في البكاء من خشية الله والدموع .. وجدتها في الصيام والقيام .. وجدتها فيامتثال شرع الملك العلام .. وجدتها في تلاوة القرآن … وجدتها فيهجر
    المسلسلاتوالألحان


    أختاه : لقد بحثت عن الحبالحقيقي الصادق .. فوجدت أن الناس إذا احبوا أخذوا .. وإذا منحوا طلبوا .. وإذاأعطوا سلبوا .. ولكنالله تعالى .. إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب .. وإذا أطيع جازىوأثاب ..


    أيتها الغالية : إن الناسلا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان .. وما نطلبه من رقة وحنان .. ونتعطشإليه من دفء وسلوان .. لأن كل منهم مشغول بنفسه .. مهتم بذاته .. ثم إن أكثرهممحروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة .. ولا يعرف معناها فضلا عن أنيتذوق طعمها .. ومن كان هذا حاله .. فهو عاجز عن منحهاللآخرين .. لأن فاقد الشيء لايعطيه كما هو معروف


    أختاه : لن تجدي أحدايمنحكما تبحثين عنه .. إلا ربك ومولاك .. فإن الناس يغلقون أبوابهم .. وبابهسبحانه مفتوحللسائلين .. وهو باسط يده بالليل والنهار .. ينادي عباده : تعالوا إلي؟ هلموا إلىطاعتي .. لأقضي حاجتكم .. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان .. كما قالتعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذادعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }


    أختاه : إن السعادةالحقيقية .. لا تكون إلا بالحياة مع الله .. والعيش في كنفه سبحانه وتعالى .. لأنفي النفسالبشرية عامة .. ظمأ وعطشاً داخلياً .. لا يرويه عطف الوالدين .. ولا يسدهحنانالإخوة والأقارب .. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة .. ولاتملأهمودة الزميلات والصديقات .. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ .. ويسقي بعض العطش .. لأنكل إنسان مشغول بظمأ نفسه .. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري الكامل لغيره .. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا باللجوء إلى الله تعالى .. والعيش فيظلطاعته .. والحياة تحت أوامره .. والسير في طريق هدايته ونوره .. فحينهاتشعرينبالسعادة التامة .. وتتذوقين معنى الحب الحقيقي .. وتحسين بمذاق اللذةالصافية .. الخالية من المنغصات والمكدرات .. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة .. وحينهاستشعرين بالفرق العظيم … وسترين النتيجة بنفسك


    فأجابت الفتاةودموعالتوبة تنهمر من عينيها : نعم .. هذا والله هو الطريق !! وهذا هو ما كنت أبحثعنه .. وكم تمنيت أنني سمعت هذا الكلام .. منذ سنين بعيدة .. ليوقظني من غفلتي .. وينتشلني من تيهي وحيرتي .. ويلهمني طريق الصواب والرشد


    فبادرتها قائلا .. إذنفلنبدأ الطريق .. من هذه اللحظة .. وهاهو الفجر ظهر وبزغ .. وهاهيخيوط الفجرالمتألقة تتسرب إلى الكون قليلاً قليلا .. وهاهي أصوات المؤذنين تتعالىفي كل مكان .. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة .. أن تعود إلى ربها ومولاها .. وهاهينسمات الفجر الدافئة الرقيقة .. تناديك أن عودي إلى ربك .. عودي إلى مولاك .. فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمركوليكن هذا الفجر هو يوم ميلادكالجديد .. وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة .. ركعتان تقفين بهما بينيدي الله تعالى .. وتسكبين فيها العبرات .. وتطلقين فيها الزفرات والآهات .. علىالمعاصي والذنوبالسالفات ..
    وأرجوا أن تهاتفيني بعدأسبوعين من الآن … لنرى هل وجدت طعمالسعادة الحقيقية أم لا؟
    ثم أغلقت السماعة … وأنهيتالمكالمة
    منقول

    :

    [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

  • حجم الخط
    #2
    رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

    حوار رائع
    موضوع متميز
    [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_01309911933.swf]WIDTH=450 HEIGHT=88[/flash]

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

      حوار رائع

      طرح مميز

      يسلموووووووحمزة
      برد المشاعر جمد اطراف الحكي

      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

        راااااائع جدا
        يسلمووو خيوو..

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

          حفظنا الله وجميع المسلمين

          اللهم ارحم والدي واغفر لة واعف عنة .. اللهم اوسع مدخلة وانس وحشتة وتقبلة واسكنة فسيح جناتة




          بصمة فتاة سابقا

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

            جزاك الله خير على هالطرح
            الله يصلح بنات وشباب المسلمين

            تعليق


            • حجم الخط
              #7
              رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

              جزاك الله خير

              تعليق


              • حجم الخط
                #8
                رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                الله يعطيك الف عافيه على الطرح الرائع
                لاتدع اليأس يستولي عليك ، انظر الى حيث تشرق الشمس كل فجر جديد ، لتتعلم الدرس الذي أراد الله للناس أن يتعلموه .. ان الغروب لا يحول دون شروق مرة أخرى في كل صبح جديد


                __________________http://www.youtube.com/watch?v=x1JCpcv-vT8____________________
                سبحان الله وبحمده *** سبحان الله العظيم

                تعليق


                • حجم الخط
                  #9
                  رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                  المشاركة الأصلية بواسطة زهرة الياسمين مشاهدة المشاركة
                  حوار رائع
                  موضوع متميز
                  اسعدني مرور ك زهره الياسمين يعطيكي العافية
                  [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #10
                    رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                    المشاركة الأصلية بواسطة الحنان كله مشاهدة المشاركة
                    حوار رائع

                    طرح مميز

                    يسلموووووووحمزة
                    اسعدني مرورك اختي الحنان كله يعطيكي العافيه
                    [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #11
                      رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                      المشاركة الأصلية بواسطة بيشوو مشاهدة المشاركة
                      راااااائع جدا
                      يسلمووو خيوو..
                      اسعدني مرورك اختي بيشوو يعطيكي العافيه
                      [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #12
                        رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                        المشاركة الأصلية بواسطة بصمة خير مشاهدة المشاركة
                        حفظنا الله وجميع المسلمين
                        اسعدني مرورك اختي بصمه خير يعطيكي العافيه
                        [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

                        تعليق


                        • حجم الخط
                          #13
                          رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                          المشاركة الأصلية بواسطة الغادة مشاهدة المشاركة
                          جزاك الله خير على هالطرح
                          الله يصلح بنات وشباب المسلمين
                          اسعدني مرورك الغاده يعطيكي العافيه
                          [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

                          تعليق


                          • حجم الخط
                            #14
                            رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                            المشاركة الأصلية بواسطة ام المعاقين مشاهدة المشاركة
                            جزاك الله خير
                            اسعدني مرورك ام المعاقين يعطيكي العافيه
                            [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

                            تعليق


                            • حجم الخط
                              #15
                              رد: معاكسه هاتفيه من فتاه باخر الليل ...حوار جريء

                              المشاركة الأصلية بواسطة اللهم احفظني مشاهدة المشاركة
                              الله يعطيك الف عافيه على الطرح الرائع
                              اسعدني مرورك اختي اللهم احفظني يعطيكي العافيه
                              [flash=http://m3aq.net/vb/uploaded/5955_11309909697.swf]WIDTH=250 HEIGHT=450[/flash]

                              تعليق

                              Loading...


                              يعمل...
                              X