بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا حوار دار بين ابن معاق ووالده :

الابــــــــــــــــــــــــن :

( وجريمتي أني معاق )

أبتاه قد ذهب الرفــــــــــــــــــــــاق
وحز في قدمي الوثـــــــــــــــــــــاق

وتراكمت حولي من الحســـــــــرات
ظلمــــــــــــــــات طبـــــــــــــــــاق

لي أمنيات تذرف العبـــــــــــــــرات
يحفـــــــــــــــزها اشتيــــــــــــــاق

أترقب الأحزام كيـــــــــــــــــــــــف
يذيب شمعتهـــــــــــــا احتـــــــراق

فمتى أفارق مـــــــــا ركبــــــــت
وكيف يــــــــــا أبتِ انعتـــــــــاق

بيني و بيـــــــن مطامحـــــــــــي
نــوب ... تمر ولا تطــــــــــــــــاق

رباه .. من لطفــــــــــــــــــــــولة
تمحى وأحــــــلام تـــــــــــــراق ؟

من للأماني الخضر فـــــــــــــــي
عجلات مقعدهــــــــا تســــــــاق ؟

أمضي على أمل الصبــــــــــــاح
وكل أيـــــــــــــــــامي محــــاق

وأنال من فرص الحيــــــــــــاة
قذى .. وقد غبر السبـــــــــــــاق

وتهدني النظرات مشفــقـــــــــة
يكللــــها النفــــــــــــــــــــــــاق

سود كؤوس مصيبتـــــــــــــــي
مرَّ على فمي المـــــــــــــــــذاق

قدري حيـــــــــــاة معـــــــــذب
وجريمتي أني معــــــــــــــاق


ابــنـــــــــــــــــك
***********

ورق الخـــــــــــريف

الأب :

أدميت يا ولدي فؤادا مفعمـــــــــــا
وأقمت من نجوى قصيدك مأتمــــا

وحملت أوراق الخريف فلم تعــــــــد
تصغي إذا غنى الربيع ورنمـــــــــا

فارفق بروحك إنها ريحـــــــــــانة
أنقى وأطهر أن تداس وتحطمـــــا

وانظر إلى بلواك نظرة مؤمـــــــــن
أفضى لما كتب القضاء فسلمـــــا

وتأمل الدنيـــــا فبين سطورهـــــا
عبر تهزّ النفس كي تتعلمـــــــــــا

كم من صحيح الجسم أظلم قلبــــــه
فغدا .. بصحته أصماً أبكمــــــــــا

وافى الحياة فنام خلف ركابهــــا
فكأنها حسبته من بعض الدمــــى

ولكم أطلّ على الزمان معــــــــوق
ومضى وقد صنعت خطاه الأنجمـا

ولرب محروم ضياء عيـــــــــــــونه
هو إثمد الدنيا إذا انتشر العمـــــى

ولرب مفتقد الكلام وإنــــــــــــــــه
شفة الزمان إذا الزمان تكلمــــــــا

لا يا بني فليس في أجسادنـــــــا
شرف إذا عمي الفؤاد وأظلمــــــــا

فاحمل فؤادك وانطلق مبتسمــــــاً
واصعد وحي صباحك المتبسمـــــا

إن العزيمة أن تدوس على الأسى
وتشيد من أحطاب عجزك سلمـــا

عرف المعالي من إذا نادته لـــــم
يكسل .. وشدّ رحاله . . وتقدمـــا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ