حين قال مارتن لوثر كنق كلمته السائرة: " أنا لدي حلم " كان يتحدث بأكثر من لغة ، أهمها لغة الإنسان .
أحلام المنام ضرب من الخيال, ما زال الإنسان يدأب حتى حقق معظمها , فطار في الفضاء ، وأبدع وابتكر وذلل الصعاب وقهَر المستحيل .
الحلم فوق الطموح
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
حين يتحقق الحلم كأنه يتبخّر ، إذا قطفته مات ، فأجمل ما في العمر هو الانتظار ، لحظات الترقب مشحونة بتفاعل غريب هو ذروة الحياة .
سيظل الحلم حلماً , يُروى بدموعنا , ويقتات من سهرنا , ويستحوذ على يقظتنا ومنامنا .
كان مارتن لوثر كنق يقول :
" سأزرع شجرة التفاح , ولو كنت أعلم أن نهاية العالم هي الغد " .
وهو اقتباس من مكنون الحكمة الإنسانية الرفيعة .
مشكاة النبوة كانت أبلغ حين قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره : « إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ ». مقام النبوة ذكر النخل " الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل " .
وهي تشبه الرجل المؤمن ، رمز الصبر والانتظار والمقاومة واحتمال العطش !
إذا قِيل هَذا مَنْهلٌ قُلت قَدْ أَرى وَلَكنَّ نفسَ الحرَّ تحتملُ الظَّمَا !
الوعد الحق " الأجر " تغذية للطموح حتى في عمل الدنيا الذي يعلم أنه لا يثمر ، مجرد " الفعل " هو حفظ لإنسانية البشر من التلاشي والانهيار .
هذا سرّ الغيب في الثواب الأخروي ، وهو حافز آخر غير مجرد الإيمان بأهمية الفعل .
الحلم نقلة من ضيق اللحظة إلى سَعة المستقبل ، من الإحباط إلى الأمل والتفاؤل ، من الخوف إلى الرجاء والتطلع .
الطفل الفقير يحلم بتفاحة يقضمها ، أو فراش وثير ينام عليه ، أو دمية يلعب بها .
الخائف يحلم بالأمان ، ولا يفكّر بما سواه ، والمخاوف هي عدو الأحلام , وحينما يستحوذ الخوف يبدو المرء مكبلاً بالقيود .
قد يعيش المرء في زنزانة يراها ويلمس قضبانها ويحس بأنه محبوس .
وقد يعيش في زنزانة لا يراها , ولا يلمس قضبانها ويظن بأنه حرّ ، وهو قنٌّ مثقل بأوزار الحديد !
تأمّل لغتك .. كم مرة في اليوم تقول : نعم ولكن أخشى !
العائلة حلم جميل ، إشباع لرغبة الامتداد الإنساني ، ورؤية الذات في الآخر ، بشكل منفصل جسدياً ، متصل روحياً ووجدانياً .
قمة الهرم الثقة بالنفس وقدراتها ، والجرأة على بدء الخطوات الأولى نحو الحلم العظيم .
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
السعادة حلم
والنجاح حلم .
والسعادة نجاح ، والنجاح سعادة .
والحرية حلم , حتى لدى الطائر يضرب شباك القفص ويرنو إلى الفضاء ، أو القطّ يموء ويتمسح بالباب يطلب الانعتاق من ذل القيد .
والعدالة حلم المجموع , حين تذوب الفوارق المصطنعة ويتساوى الكل أمام سلطة الدنيا أو سلطة الآخرة ..
ولقد قُلت لِنفسي, وأنا بين المقابر..
هل رأيتِ الأمن والراحة إلا في الحفائر ؟
فأشارت, فإذا للدود عَيْثٌ في المحاجر
ثم قالت : أيها السّائل إني لست أدري !
انظري كيف تساوى الكل في هذا المكان
وتلاشى في بقايا العبد رب الصولجان
والتقى العاشق والقالي فما يفترقان .
مُنىً إِن تَكُن حَقّاً تَكُن أَحسَنَ المُنى وَإِلّا فَقَد عِشنا بِها زَمَناً رَغدا
أَمانِيُّ مِن سُعدى عِذابٌ كَأَنَّما سَقَتنا بِها سُعدى عَلى ظَمَإٍ بَردا
للدكتور الشيخ سلمان العودة ربي يحفظه
كما انها رآقت لي
اختكم ارآجيز
كما انها رآقت لي
اختكم ارآجيز
تعليق