حب «التصوير» يقود شاباً لمقاومة شلله الرباعي
السبت, 14 مايو 2011


الرياض - حسين النعمي


لم يفت شلل رباعي في عضد شاب، ولم يجعله يتخلى عن أهم أشيائه، فكان حبه لعمله في تصوير الحياة ومشاهدها النابضة حافزاً للانتفاضة في وجه الإعاقة، فمنذ بداية إصابته في حادثة سيارة، قرر عدم الاستسلام، وأخذ إجازة مفتوحة من عمله، على أمل العودة بعد رحلة علاج، ورغم أن الأقدار طاوعته إلى مرحلة شفاء الجزء الأعلى من الجسم فقط، عاد إلى كاميرته، وأصر أن يقود سيارته بنفسه، مقاوماً ظروف بعد السكن من مقر عمله، وامتلاء المسافة بالزحام المعهود عن العاصمة، إلا أنه لا يخفي قلقه من أن يصادفه يوماً شيء من الإرباك مثل حادثة أخرى أو تعطل لمربكته ولكنه يبقي أمله في الله.

وقال الشاب علي العمري الذي يعمل مصوراً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (24 عاماً): «تعرضت لحادثة بسيارتي على أحد الطرق السريعة في العاصمة، فقذفت من خارج الزجاج لمسافة طويلة، ما تسبب لي بشلل رباعي استمر لمدة سنتين ظللت معه ملازماً للسرير الأبيض، وخضعت لجراحات عدة في الظهر لتثبيت فقرات الظهر والحبل الشوكي، كانت كل لحظة وقتها تشعرني بصراع كبير بين جسدي المعوق وطموحي لتحقيق أهداف حياتي»، وأضاف: «تقدمت لعملي بإجازة مرضية مفتوحة، لأشتغل على طريقتين من العلاج هما العلاج الطبيعي أو الجراحي لتتحسن حالتي تدريجياً، وأصبح الجزء الأعلى من جسمي يتحرك وبقي الجزء السفلي تحت مشيئة الله، فقررت أن أواجه واقعي وأعود لعملي الذي يقع علي شمال العاصمة رغم سكني جنوبها ليتكفل أحد أشقائي بإيصالي للعمل وأحد أصدقائي بعودتي إلى المنزل».

وتابع «قررت حينها أن أعتمد على نفسي وألا أزعج أحداً بمشكلتي، فكنت أخشي خوض تلك التجربة لما قد يصادفني من تعطل السيارة أو تعرضي لأي حادثة، ولكني تحديت نفسي وخرجت من حالي النفسية لأبدأ بقيادة السيارة شيئاً فشيئاً، لدرجة أني الآن أسافر خارج الرياض وأزور إحدى الدول الخليجية، إلا أنني لا أعلم ماذا سيحدث إن تعطلت مركبتي في أحد الطرق، ربما سأنتظر معجزة إلهية لتنقذني».

علي العمري أثناء ركوبه سيارته.