: 7
: 42
تويت
ارتفعت حرارة بنتي بشدة بعد منتصف الليل ، فخرجت هائماً على
وجهي إلى أقرب مستشفى لمعالجة بنتي .. أدخلتها المستشفى ،
بعد المعاينة تمت معالجتها بحمد لله ، ثم دخلت صيدلية
المستشفى وأثناء شراء الدواء دخل رجل إلى الصيدلية ، وقال
للصيدلي أريد أرخص دواء مخفض للحرارة ، وأصغر علبة حليب
أطفال .. ثم بدأ يفتش جميع جيوبه ليجمع قيمة الدواء والحليب ،
وبعد جهد جهيد جمع المبلغ كاملاً واعطاها الصيدلي ثم خرج
مسرعاً .. المنظر بالنسبة لي كان محزناً ، شعرت ألم شديد في
قلبي .. كان يبدو متعبا ومنهكا ومنكسرا الخاطر .. بعد فترة
خرجت من الصيدلية فإذا بي المح نفس الشاب ، كان يقف على
طرف الشارع ينتظر سيارة أجرة ، أوقف السيارة الأولى وأخرى
وثالثة ورابعة وهو يحاول أن يصل إلى أجرة مخفضة تناسب ما
معه في جيبه .. وأنا أتأمل المنظر ، فلما طال الوقت ، تقدمت
وسلمت عليه ثم أوقفت له سيارة أجرة ودفعت له الأجرة ،
وأعطيته ما تيسر .. نظر إلى بصمت مستغرباً من صنيعي في
زمن الكل يلث وراء الدنيا في تسابق سريع مع عجلة الزمن
ليوفر له ولأسرته لقمت العيش .. ابتسمت له وقلت ادعي لي
بتسيير أموري وتفريج كربتي ، قال : الله يوسع عليك ويرزقك من
حيث لا تحتسب ، قلت آمين .. هذا الموقف أذكره لكم لا
لتمدحوني ، أو لأني إنسان مميز .. أو رجل كريم .. بل لأني
إنسان ، ولو لم أتحرك وأتأثر وأتفاعل لكنت أنا والصخرة الصماء
سواء .. وكلكم لو كان مكاني لفعل مثلي وأكثر ، وأنا أعرف
الكثير من الفضلاء أصحاب الأيادي البيضاء ممن يتعاونون معي
في مساعدة المحتاجين ، والله يكتب لي ولكم الأجر والمثوبة
والإخلاص في القول العمل .. وعندما عدت إلى منزلي .. سألت
نفسي ماذا سيفعل هذا الرجل مع الحياة ؟
تخيلت زوجته وأولاده والحياة التي يعيشونها .. والظروف
التي يحيونها .. فقلت .. أين المليارات التي تذهب في البذخ
والكماليات .. أين الأغنياء من الفقراء .. أين الميسورين من
المحتاجين .. أين زكاتنا .. أين صدقاتنا .. أين إنفاقنا في الخير
.. أين وأين تساؤلات كثيرة تحتاج لإجابات من الكل ...؟؟؟؟
ومضة :
اللهم عليك بمن أهدر حق الإنسان الفقير والمسكين وكدر عيشه
وأشقى عياله وأفقر حاله .. اللهم انتصر لهذا وأمثاله .. آمين ...
بقلم/ صالح الريمي
وجهي إلى أقرب مستشفى لمعالجة بنتي .. أدخلتها المستشفى ،
بعد المعاينة تمت معالجتها بحمد لله ، ثم دخلت صيدلية
المستشفى وأثناء شراء الدواء دخل رجل إلى الصيدلية ، وقال
للصيدلي أريد أرخص دواء مخفض للحرارة ، وأصغر علبة حليب
أطفال .. ثم بدأ يفتش جميع جيوبه ليجمع قيمة الدواء والحليب ،
وبعد جهد جهيد جمع المبلغ كاملاً واعطاها الصيدلي ثم خرج
مسرعاً .. المنظر بالنسبة لي كان محزناً ، شعرت ألم شديد في
قلبي .. كان يبدو متعبا ومنهكا ومنكسرا الخاطر .. بعد فترة
خرجت من الصيدلية فإذا بي المح نفس الشاب ، كان يقف على
طرف الشارع ينتظر سيارة أجرة ، أوقف السيارة الأولى وأخرى
وثالثة ورابعة وهو يحاول أن يصل إلى أجرة مخفضة تناسب ما
معه في جيبه .. وأنا أتأمل المنظر ، فلما طال الوقت ، تقدمت
وسلمت عليه ثم أوقفت له سيارة أجرة ودفعت له الأجرة ،
وأعطيته ما تيسر .. نظر إلى بصمت مستغرباً من صنيعي في
زمن الكل يلث وراء الدنيا في تسابق سريع مع عجلة الزمن
ليوفر له ولأسرته لقمت العيش .. ابتسمت له وقلت ادعي لي
بتسيير أموري وتفريج كربتي ، قال : الله يوسع عليك ويرزقك من
حيث لا تحتسب ، قلت آمين .. هذا الموقف أذكره لكم لا
لتمدحوني ، أو لأني إنسان مميز .. أو رجل كريم .. بل لأني
إنسان ، ولو لم أتحرك وأتأثر وأتفاعل لكنت أنا والصخرة الصماء
سواء .. وكلكم لو كان مكاني لفعل مثلي وأكثر ، وأنا أعرف
الكثير من الفضلاء أصحاب الأيادي البيضاء ممن يتعاونون معي
في مساعدة المحتاجين ، والله يكتب لي ولكم الأجر والمثوبة
والإخلاص في القول العمل .. وعندما عدت إلى منزلي .. سألت
نفسي ماذا سيفعل هذا الرجل مع الحياة ؟
تخيلت زوجته وأولاده والحياة التي يعيشونها .. والظروف
التي يحيونها .. فقلت .. أين المليارات التي تذهب في البذخ
والكماليات .. أين الأغنياء من الفقراء .. أين الميسورين من
المحتاجين .. أين زكاتنا .. أين صدقاتنا .. أين إنفاقنا في الخير
.. أين وأين تساؤلات كثيرة تحتاج لإجابات من الكل ...؟؟؟؟
ومضة :
اللهم عليك بمن أهدر حق الإنسان الفقير والمسكين وكدر عيشه
وأشقى عياله وأفقر حاله .. اللهم انتصر لهذا وأمثاله .. آمين ...
بقلم/ صالح الريمي
تعليق