الضمان الاجتماعي: ليس ضماناً من الفقر!

عايض بن مساعد

عندما اطلعت على جدول مخصصات مستفيدي الضمان الاجتماعي تساءلت: هل تكفي هذه المبالغ لسد حاجة أولئك المحتاجين؟
باعتقادي أن الإجابة لا تحتاج إلى كثيرٍ من الجهد؛ فالجدول يوضح أنّ المخصص الشهري للفرد الواحد لا يزيد عن (862) ريالاً لا غير، بينما تحصل الأسرة المكونة من (15) فرداً “درزن + ثلاثة أفراد” على مخصصٍ شهري قدره أربعة آلاف و840 ريالاً فقط، وفيما يبدو أن هذا المبلغ هو الحد الأعلى لمخصصات الضمان الاجتماعي حتى وإن زادت الأسرة عن الـ15 فرداً، وفي كل الأحوال لا يمكن أن تكون هذه المبالغ الزهيدة كافيةً للوفاء باحتياجات المستفيدين في ظل الغلاء الفاحش الذي نعيشه هذه الأيام وعلى جميع الأصعدة، الذي يشتكي منه الأغنياء ذوو الدخول المرتفعة، فكيف بهؤلاء الفقراء الذين لا يملكون من حطام الدنيا إلا ما تجود به مكائن الصراف في أوائل كل شهر؟! وأكاد أجزم أنه لا يفي إلا بأقل القليل من احتياجاتهم ومتطلباتهم؛ خصوصاً أنّ معظمهم لا يملكون مساكن خاصة بهم، ليذهب جزءٌ كبير مما يتقاضونه من الضمان لسداد إيجار منازلهم المستأجرة، ويذهب الجزء الضئيل المتبقي في مكابدة أعباء الحياة والتزاماتها التي لا ترحم، والمؤلم حقاً في كل ذلك أنّ أوضاعهم المعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، لتتكالب عليهم الظروف وتطحنهم عجلة الفقر والغلاء والإهمال.
ولهذا كله فإنّ من حقهم -وليس فضلاً ولا منّة من أحد- أن يُعاد النظر في أوضاعهم، وأن تُراجع مخصصاتهم، لتتم “مضاعفتها” على أقل تقدير، ليعيشوا حياةً كريمة، بعيداً عن الفقر والبؤس في هذا الوطن الكريم.






نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٨٨) صفحة (٩) بتاريخ (٠١-٠٣-٢٠١٢)