اللسان وما أدراك ما اللسان .. هو لا شك بأنه نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان ..واللسان عضو صغير .. لكن أفعاله عظيمة ..وآثاره جسيمة ..وهو سلاح ذو الحدين قوي التأثير .. وطعمه خاص .. فإن كان خيرا فخير وإن كان شراً فشر ..به تقوم الحروب .. وتدق طبولها ..
به يهجر الصديق صديقه .. والزوج زوجته .. والأخ أخاه ..
به تفتت المجتمعات وتفرقت الدول وتناحرت الشعوب ..
لكن من يتقن استخدامه فيما رضي الله .. ستجد الشيء العجيب ..
به يُذكر الله .. ويُثنى عليه .. به تُفصل النزاعات .. وتُؤلف القلوب ..
به تجتمع الشعوب والمجتمعات على مائدة واحدة ..
إذاً فاللسان .. له مجالات شتى .. فمن استخدمه في خير فاز وربح ..
ومن استخدمه في الشر خاب وانتكس ..
فجوارح الإنسان ملزومة بلسانك بحسب ما تقول من خير أو شر ..
تجد أفعالها عياناً واضحاً .
لذا حرّص النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الجانب ..
فقد روى الأمام الترمذي وحسنه الألباني عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال ( إذا اصبح ابن أدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول :اتق الله فينا فإنما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا ) .
وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم ) متفق عليه
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه :
( كف عليك هذا . فقُلْت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
قال : ثكلتك أمك يا مُعاذٍ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي
وجاء التأكيد الأكيد من قول الله تعالى :
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .
ومن أورع ما قيل : قول يحيى بن معاذ : ( القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض وعذب وأجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه )
فيا من غرست الآلالم والأحزان في قلب والديك بكلامك القاتل والمسيء ..
هل تذوقت طعم ما تقول ؟!
يا من خذلت من يحبك .. هل تذوقت طعم ما تقول ؟!
يا من تشتم زملائك .. هل تذوقت طعم ما تقول ؟!
لأكاد أجزم .. لو كنت تتذوق ما تقوله .. لوجدت فيه اختلافاً كثيراً .
منقووول
تعليق