الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابين ،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابين ،

    السؤال:
    أنا أذنب ذنوبا يشيب لها الرأس ، والله إني أشعر بالهم لدرجة أقول أنا أتوب كثيراً ، ماذا أفعل ؟ وكيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابين ، مع العلم أن ذنوبي كبيرة ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    تجب التوبة إلى الله تعالى من الذنوب جميعا ، قال الله عز وجل : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31 .

    وقال تعالى : ( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات / 11 .

    قال ابن القيم رحمه الله :
    " قسّم العباد إلى تائب وظالم ، وما ثم قسم ثالث ألبتة ، وأوقع اسم الظالم على من لم يتب ، ولا أظلم منه ؛ لجهله بربه وبحقه ، وبعيب نفسه ، وآفات أعماله " .
    انتهى من " مدارج السالكين" (1 /178) .

    ثانيا :
    ليس هناك ذنب ، الشرك فما دونه من الذنوب والخطايا والموبقات ، ليس من هذا كله شيء أعظم من مغفرة الله ، ورحمته ، وعفوه ؛ فقط كل ما هنالك أن ينيب العبد إلى ربه ، ويقبل إليه بقلبه ، ويصحح توبته من الذنوب والخطايا ؛ قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) الزمر/53-55 .

    عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( ... يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي : غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي !! يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا : لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ) رواه الترمذي (3540) ، وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي"

    قال ابن القيم رحمه الله :
    " وهو سبحانه يغفر الذنوب وإن تعاظمت ولا يبالى، فيبطلها ويبطل آثارها ، بأدنى سعى من العبد وتوبة نصوح وندم علي ما فعل ، وما ذاك إلا لوجود ما يحبه من توبة العبد وطاعته وتوحيده " انتهى من "الفوائد" (ص 126) .
    فالتوبة تجب ما قبلها ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب عليه .

    ثالثا :
    الواجب على المسلم ألا يصر على فعل الذنوب ، فإن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ، وقد قال تعالى في وصف عباده المتقين :
    (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/ 135 .

    قال ابن كثير رحمه الله :
    " قَوْلُهُ (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أَيْ تَابُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَرَجَعُوا إِلَى اللَّهِ عَنْ قَرِيبٍ ، وَلَمْ يَسْتَمِرُّوا عَلَى الْمَعْصِيَةِ وَيُصِرُّوا عَلَيْهَا غَيْرَ مُقْلِعِينَ عَنْهَا، وَلَوْ تَكَرَّرَ مِنْهُمُ الذَّنْبُ تَابُوا عَنْهُ " انتهى من " تفسير ابن كثير" (2/ 109) .

    قال النووي رحمه الله :
    " لَوْ تَكَرَّرَ الذَّنْبُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَلْفَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ وَتَابَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ وَسَقَطَتْ ذُنُوبُهُ ، وَلَوْ تَابَ عَنِ الْجَمِيعِ تَوْبَةً وَاحِدَةً بَعْدَ جَمِيعِهَا صَحَّتْ تَوْبَتُهُ " .
    انتهى " شرح النووي على مسلم " (17/ 75) .

    خامسا :
    من علامات إيمان العبد أن تسره حسنته ، وتسوؤه سيئته .

    روى أحمد (144) عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ) وصححه محققو المسند .

    فمحبة العبد للتوبة ، ورغبته في الاستقامة ، وبغضه للذنب الذي يفعله ، وشعوره بالهم والغم بارتكابه : من علامات صحة الإيمان ، ومن تصحيح التوبة والرجوع إلى الله .

    وقد روى البخاري (6308) عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا " .

    سادسا:
    الخوف الحقيقي من الله ، هو ما حجز عن محارم الله ، وأول التوبة عدم الإصرار على الذنب .
    قال ابن القيم رحمه الله :
    " الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ : مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
    قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: صِدْقُ الْخَوْفِ هُوَ الْوَرَعُ عَنِ الْآثَامِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.
    وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ رحمه الله يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ " انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 510) .
    فطريق التوبة : الاستقامة على طاعة الله ، وترك معصيته ، وعدم الإصرار على فعل الذنب ، وخير الخطائين التوابون ، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، فلا يكفي اعتراف العبد بالذنب مع تماديه فيه ، حتى يتوب إلى ربه ، ويسعى جاهدا في ذلك ، ويكثر من العمل الصالح ، فإن الحسنات يذهبن السيئات .

    وعلى ذلك يفهم قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني .

    قال القاري في "المرقاة" (4/ 1622):
    " أَيِ: الرَّجَّاعُونَ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ ، أَوْ بِالْإِنَابَةِ مِنَ الْغَفْلَةِ إِلَى الذِّكْرِ " انتهى .
    وقال السندي في "حاشيته على ابن ماجة" (2/ 562):
    " أَيْ: دُونَ الْمُصِرِّينَ ، فَإِنَّ الْإِصْرَارَ عَلَى الصَّغِيرَةِ يَجْعَلُهَا كَبِيرَةً ؛ فَكَيْفَ عَلَى الْكَبِيرَةِ ؟ " انتهى .
    فالمصر على الذنوب ، المكثر منها ، ليس من التوابين في شيء ، بل هو من "الخطائين" فقط ، فليحذر العبد ما عند الله من غضب وعقاب ، أن يحل به ، قبل أن يبادر بتوبته ، أو يأتيه أجله .

    وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (46683) ، (23491) .

    والله تعالى أعلم .

    موقع الإسلام سؤال وجواب

  • حجم الخط
    #2
    رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي


    بــارك الله فيك اخي عبدالرحمن
    ونفع بك وبـ علمك وعملك إن شـــاء الله
    تقييمي وتقديــري لك

    اللهم اغفر لي ولوالدي
    وللمسلمين والمسلمـات والمؤمنين والمؤمنــات
    الأحيــاء منهم والأموات ..


    [mark=#000000] " حسبي الله لآ إله إلآ هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "[/mark]

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

      جزاك الله خير
      برد المشاعر جمد اطراف الحكي

      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

        جزاك الله اخي عبد الرحمن عنا كل خير وبارك الله فيك على هذا المجهود الطيب والرائع ووفقك الله لكل خير ورحم الله والديك
        [imgr]http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/jiVKqfPhn2wgirbqRdyzDg--/YXBwaWQ9bWti/http://saaid.net/twage3/161.gif[/imgr]sigpic]{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}

        http://www.youtube.com/watch?v=Ktync4j_nmA


        http://www.youtube.com/watch?v=xxNoHmB9Sio

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

          جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وفي والديكم واهلكم اللهم أمين

          تقبل الله مروركم

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

            جزاك الله خير
            وبارك الله فيك

            تعليق


            • حجم الخط
              #7
              رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

              جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسانتك والله يرحمنا برحمته

              تعليق


              • حجم الخط
                #8
                رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

                جزاك الله خير
                وبارك الله فيك

                تعليق


                • حجم الخط
                  #9
                  رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

                  جزاك الله كل خير في ميزان حسناتك يارب

                  تعليق


                  • حجم الخط
                    #10
                    رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

                    جعلها الله في موازين حسناتك
                    اللهم صل على محمد وعلى ال محمد عدد ماذكره الذاكرون وصل وسلم وبارك على محمد وعلى ال محمد عدد ماغفل عنه الغافلون

                    تعليق


                    • حجم الخط
                      #11
                      رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

                      بارك الله بك
                      اللهم صل على محمد وعلى ال محمد عدد ماذكره الذاكرون وصل وسلم وبارك على محمد وعلى ال محمد عدد ماغفل عنه الغافلون

                      تعليق


                      • حجم الخط
                        #12
                        رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

                        الله يعطيك العافيه
                        اللهم صل على محمد وعلى ال محمد عدد ماذكره الذاكرون وصل وسلم وبارك على محمد وعلى ال محمد عدد ماغفل عنه الغافلون

                        تعليق


                        • حجم الخط
                          #13
                          رد: كيف التوبة والثبات ؟ هل يمكن أن أكون من الخطائين التوابي

                          جزاك الله كل خير في ميزان حسناتك يارب

                          تعليق

                          Loading...


                          يعمل...
                          X