الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان



    بـــــســـم الــلـه الـرحـــمـــن الــــــرحــــــــيــــم



    ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"..

    حكمة عظيمة نتناقلها فيما بيننا ،

    وتُوضع فوق مكاتب النخبة المشهورين وكثير من المفكرين والجمعيات الخيرية ،

    وقد يعيها البعض ولا يعيها آخرون ولا يعي مضمونها ناس بين هؤلاء وأولئك ..

    كنت دائماً أقرأ العبارة السابقة وأفهمها كما فهمها الكثيرون ،

    وهو أنها تشير إلى أهمية الجانب الروحي والمعنوي للإنسان في حياته ؛

    لكن تولد لديّ فهم جديد لها في ضوء حديث نبوي شريف جاء فيه :

    "الكلمة الطيبة صدقة"،
    ---

    الشاعر الألماني ريلكه يحكي عن جانب من حياته في باريس فيقول :

    " كنت أذهب للجامعة كل صباح بصحبة صديقة فرنسية ,

    وكانت هناك متسوّلة تجلس في أحد الجوانب تلتقط ما يلقى إليها من النقود المعدنية ..

    لم أفكر يوماً أن أعطيها شيئاً ؛

    ربما لأني لم أجد يوماً ما أقدّمه في ذلك الوقت ؛

    بينما كانت صديقتي تعطيها بضعة فرنكات ..

    فكرت أن أمنحها شيئاً يساعدها على مشقة الحياة وتستطيع الانتفاع به ،

    وبالفعل حملت زهرة لطيفة منحتها إياها في صباح يوم ما ؛

    لكن يا للعجب لقد كان أثر ذلك فوق التصور ؛

    لقد رفعت العجوز عينيها ونظرت إليّ بحنان ورقة غريبة ،

    ثم وقفت بصعوبة لتمسك بيدي وتقبّلها , ثم مضت وهي تضم الوردة إلى صدرها .


    وبعد ذلك غابت السيدة عن مكانها المعهود أياماً ثم عادت كسابق عهدها

    جامدة منكّسة الرأس تمد يدها لتلتقط ما يلقى إليها ؛

    فسألت صديقتي الفرنسية :

    "أين كانت طوال الأيام السابقة ؟

    وممّ كانت تعيش وتقتات ؟

    فأجابت : من الوردة".



    هل ما جاء في هذه القصة هو ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم

    حين ضم الكلمة الطيبة إلى مفهوم الصدقة

    التي هي مساعدة مادية ملموسة تعين المسلم الفقير على حياته ؛

    فهل الكلمة الطيبة بهذا الحجم وبتلك القيمة التي توازي القيمة المادية ؟

    ومثلها معانٍ أخرى روحية كالبسمة مثلاً كما قال صلى الله عليه وسلم :

    "تبسّمك في وجه أخيك صدقة

    وأمرنا تعالى حين ندفع القيمة المادية للفقير أن نقرنها بقول لطيف يرفع معنوياته

    ويعينه على الحياة ،

    أو بدعوة طيبة تنفعه ويسعد بها فقال :

    {وقولوا لهم قولاً معْرُوفًا} .

    لقد وعى عظماء المفكرين وعلى رأسهم النبيّون والعارفون معنى الكلمة ،

    ودورها في حياة الإنسان وإحيائه ،

    فتكون غذاء للجسد كما هي غذاء للروح ..

    بل إن العشاق في كل زمان يشعرون بقيمة هذه الكلمة في حياتهم ،

    قيمة قد تغنيهم عن الغذاء المادي ؛

    حين يسمع الحبيب صوت محبوبه أو يجلس معه أو يقرأ خطاباً منه

    أو يسمع خبراً عنه .

    فلا تبخل/ي -- بكلمة طيبة أو بسمة لطيفة أو نظرة حنون

    أو مسحة على رأس أو ربتة على كتف

    تُدخل بها السرور على قلب مَن حولك ،

    وتحمل في طياتها معاني المحبة والتآخي، وتكون لك ذخراً وصدقة .
    لإن الحياة لن تعتذر منك أبداً

    تعلم أن تتجاوز.
Loading...


يعمل...
X