الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آية و حكاية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #16
    رد: آية و حكاية

    [img]https://a.*******.net/p_538a6ml92.png[/img]


    موقع القصة في القرآن الكريم :

    ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5.

    قال تعالى :

    (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)
    وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
    ))


    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]

    القصة :

    كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة . وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة ،

    وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب . فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام .

    فكتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ,

    ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب . إلا أن العرب أبوا ذلك،

    وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم . فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل ،

    فكيف يتركون البيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني !

    وقيل أن رجلا من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها .

    وأنا بنو كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة .

    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]


    فعزم أبرهة على هدم الكعبة . وجهّز جيشا جرارا ، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود .

    فعزمت العرب على تقال أبرهة . وكان أول من خرج للقاءه ، رجل من أشراف من اليمن يقال له ذو نفر .

    دعى قومه فأجابوه ، والتحموا بجيش أبرهة . لكنه هُزِم وسيق أسيرا إلى أبرهة .

    ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي ، وحارب أبرهة . فهزمهم أبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا ،

    وصار دليلا لجيش أبرهة . حتى وصلوا للطائف ، فخرج رجال من ثقيف ،

    وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة – حتى لا يهدم بيت اللات الذي بنوه في الطائف -

    وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم على الكعبة ! وكان اسم الرجل أبو رغال .

    توفي في الطريق ودفن فيها ، وصار قبره مرجما عند العرب . فقال الشاعر :

    وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال

    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]


    وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة ، أرسل أبرهة كتيبة من جنده ، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل .

    وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ، كبير قريش وسيّدها .

    فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة . ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .

    وبعث أبرهة رسولا إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد , ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم هذا البيت ,

    فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم ! فإذا كان سيد البلد لا يريد الحرب جاء به إلى الملك .

    فلما أخب الرسول عبد المطلب برسالة الملك ، أجابه : والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة .

    هذا بيت الله الحرام . وبيت خليله إبراهيم عليه السلام .. فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه ,

    وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه .

    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]


    ثم انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة . وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم .

    فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه , وأكرمه عن أن يجلسه تحته , وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه .

    فنزل أبرهة عن سريره , فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه .

    ثم قال لترجمانه : قل له : ما حاجتك ؟ فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي .

    فلما قال ذلك , قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك , ثم قد زهدت فيك حين كلمتني !

    أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ؟

    قال له عبد المطلب : إني أنا رب الإبل . وإن للبيت رب سيمنعه .

    فاستكبر أبرهة وقال : ما كان ليمتنع مني . قال : أنت وذاك ! .. فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله .


    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]


    ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث ، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها .

    ثم توجه وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها ، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه . ثم ذهب هو ومن معه للجبل .

    ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة . إلا أن الفيل برك ولم يتحرك . فضربوه ووخزوه ،

    لكنه لم يقم من مكانه . فوجّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول . ثم وجّهوه ناحية الشام ، فتوجّه .

    ثم وجّهوه جهة الشرق ، فتحرّك . فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك .

    ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده , فأرسل عليهم جماعات من الطير ،

    مع كل طائر منها ثلاثة أحجار : حجر في منقاره , وحجران في رجليه , أمثال الحمص والعدس ,

    لا تصيب منهم أحدا إلا هلك . فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة . فهاج الجيش وماج ،

    وبدوا يسألون عن نفيل بن حبيب ; ليدلهم على الطريق إلى اليمن .

    فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته :

    أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب .

    وقال أيضا :

    حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا

    فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا


    وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى ،

    حتى وصلوا إلى صنعاء , فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات .


    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]


    إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفها الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه ( في ظلال القرآن ) :

    فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . .

    وأول ما توحي به أن الله - سبحانه - لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين ،

    ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت , ويحمونه ويحتمون به .

    فلما أراد أن يصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوة المعتدية .

    وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام , حتى لا تتكون للمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته , بحميتهم الجاهلية .

    كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده -

    أن يحطموا البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة . حتى والشرك يدنسه , والمشركون هم سدنته .

    ليبقي هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين , مصونا من كيد الكائدين .


    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]

    ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن ,

    إزاء ما نعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالمية والصهيونية العالمية ,

    ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذه الأطماع الفاجرة الماكرة .

    فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنته مشركون , سيحفظه إن شاء الله ,

    ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكر الماكرين !

    والإيحاء الثالث هو أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض . بل لم يكن لهم كيان قبل الإسلام .

    كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة . وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحيانا تقوم تحت حماية الفرس .

    وفي الشمال كانت الشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام حكومة عربية تحت حماية الرومان .

    ولم ينج إلا قلب الجزيرة من تحكم الأجانب فيه .

    ولكنه ظل في حالة تفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية .

    وكان يمكن أن تقوم الحروب بين القبائل أربعين سنة ,

    ولكن لم تكن هذه القبائل متفرقة ولا مجتمعة ذات وزن عند الدول القوية المجاورة .

    وما حدث في عام الفيل كان مقياسا لحقيقة هذه القوة حين تتعرض لغزو أجنبي .


    [img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
    لإن الحياة لن تعتذر منك أبداً

    تعلم أن تتجاوز.

    تعليق


    • حجم الخط
      #17
      رد: آية و حكاية

      [img]https://e.*******.net/p_539h9ff92.png[/img]


      موقع القصة في القرآن الكريم :

      وقال تعالى في سورة هود :

      { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
      هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ،
      قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ،
      قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ،
      فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ، وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ،
      فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ،
      فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ،
      وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِثَمُودَ
      } .

      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]

      ورد ذكر القصة في مواضع عدة :
      فى سور الأعراف - هود - الحجر - النمل - السجدة -إبراهيم - الاسراء -
      القمر - براءة -الفرقان - سورة ص - سورة ق - النجم - والفجر - الشعراء ....


      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]


      في سنة 9 من الهجرة.. كانَ الجيشُ الإسلاميّ بقيادة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم

      يُواصلُ زَحفَهُ باتّجاهِ منطقةِ تَبُوك ، وذلك لمواجهةِ حُشودِ الرُّومانِ العسكرية في شَمالِ شِبهِ الجزيرةِ العربية .

      كانت الرِّحلةُ شاقّة جداً.. وكان جنودُ الإسلام يَشعُرونَ بالتَّعبِ والظَّمأ .

      مِن أجل هذا أمَرَ سيّدُنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم بالتوقّفِ في « وادي القرى » قريباً من منطقةِ تَبُوك .

      عَسْكرَ الجيشُ الإسلاميّ قربَ الجِبال ، وكانت هناك منطقةٌ أثريّة وخرائبُ وآبارٌ للمياه .

      تساءلَ البعضُ عن هذه الآثار ، فقيل إنها تَعود إلى قبيلةِ ثَمود التي كانت تَقطِنُ في هذا المكان .

      نهى سيّدُنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم المسلمينَ عن شربِ مياهِ تلك الآبار ،

      دَلّهم على عَينٍ قُربَ الجبال ... وقالَ لهم إنها العَينُ التي كانت ناقةُ صالح تَشرَبُ منها .

      حَذّرَ رسولُ الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم جنودَه من دخولِ تلك الآثار

      إلاّ للاعتبار من مصيرِ تلك القبييلةِ التي حَلَّت بها اللعنةُ فأصبحت أثراً بَعدَ عَيْن .

      فمَن هي قبيلةُ ثَمود ؟

      قبيلة مشهورة ، يقال لهم ثمود باسم جدهم ثمود أخي جديس ، وهما ابنا عاثر بن ارم بن سام بن نوح .

      وكانوا عرباً من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك .

      وكانوا بعد قوم عاد ، وكانوا يعبدون الأصنام كأولئك .

      فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو عبد الله ورسوله : صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح .

      ما هي قصةُ سيّدنا صالح عليه السّلام ؟


      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]


      القصة :

      في تلك الوِديانِ الفسيحةِ التي تُدعى « وادي القرى »

      في شَمالِ شبهِ جزيرةِ العرب وفي عصورِ ما قبلَ التاريخ عاشت قبيلةُ ثَمود .

      وقبيلةُ ثَمود من القبائل العربية البائدة التي لم يَرِد لها ذِكرٌ في التاريخ الانساني .

      سوى ما وَرَد من قصّتهم في القرآن الكريم أو في أحاديث سيّدنا محمد صلّى الله عليه وآله وسلم .

      ظَهَرت هذه القبيلةُ بعد أن بادَت قبائلُ عادٍ في وادي الأحقاف .

      اشتَغل أهلُها بالزراعة ، يَحفرون الآبارَ ويَحرِثون الحُقول ، ويَنحِتُون بيوتَهم في قلبِ الجبال .

      وكانت مَواشيهم ترعى في المُروج بسلام . فازدهرت بساتينُهم ومزارعُهم وأصبحت مُحمّلةً بالثمار .

      هكذا كانت تعيش قبيلةُ ثَمود .

      وبدلَ أن يَشكُروا الله ويَعبُدوه . طغى الأثرياءُ والمُترَفونَ ،

      واتَّجه أفرادُ تلك القبيلةِ إلى عبادةِ الأوثان مِن دُونِ الله .

      وفي تلك الفترة عاشَ سيّدنا صالح عليه السّلام . كان إنساناً طيّباً وحكيماً .

      وكان الناسُ يُحبّونه كثيراً لِما عُرِف عنه من الخِصال الحَميدة والصفات الحَسَنة .

      وكانَ بعضُ أفرادِ القبيلة يفكّرونَ بأنّ صالحاً سيكون له شأنٌ ومنزلة ، وربّما سَيَرأس قبيلةَ ثَمود القويّة .

      اللهُ سبحانه اختارَ سيّدَنا صالح ليكونَ رسولاً إلى قبيلتِه ، لينهى الناسَ عن عبادةِ الأوثان ويعبدوا الله وحدَه .

      سيّدنا صالح كان يَعرِفُ أنّ عبادةَ الأوثان مُتأصِّلة في قلوبهم ؛ لأنها عبادةُ الآباءِ والأجداد .

      وكان يَعرِفُ أنّ زُعَماءَ القبيلةِ أُناسٌ مُفسِدون لا يُحبّون الخير .

      وهم يَبطِشون بكلِّ مَن يدعو الناسَ إلى الانصرافِ عن عبادةِ الأصنام .

      ولكن سيّدنا صالح عليه السّلام هو نبيُّ الله ورسولُه وهو لا يخاف أحداً غير الله عزّوجلّ .

      لهذا أعلَنَ سيّدُنا صالح دعوتَهُ وبَشّر برسالته ، ومِن هُنا بدأ الصراع .

      بدأ الخيرُ صراعَهُ ضدَّ الشرّ ، وبدأ النبيُّ المؤمنُ صراعَهُ ضدَّ الأشرارِ الكافرين .

      وكان في قبيلةِ ثَمود تِسعةُ رجالٍ أقوياء ، وكانوا جميعاً يُفسِدون في الأرضِ ولا يُصلِحون .

      كانوا يَكرَهونَ الخَير ويَميلون إلى الشرّ .

      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]

      الصخرةُ المقدّسة :


      ذاتَ يومٍ .. ذهبَ أفرادُ القبيلةِ إلى صخرةٍ كبيرة في الجبل كانوا يَعبُدونها منذ زمنٍ بعيد .

      الأطفالُ كانوا يشاهدونَ آباءهم يعبدونَ تلك الصخرةَ فعَبَدوها مِثلَهُم . وعندما كَبروا ظلّوا يعبدونها أيضاً .

      الصخرةُ أصبحت مقدّسةً لدى القبيلة . الناسُ يَذبَحونَ عندها الخِراف .

      ويُقدّمون لها القَرابين ، ويَطلبون منها الرزقَ والبركة !!

      ورأى صالح عليه السّلام ما يفعلُ قومُه ، فحزَنَ من أجلهم . لهذا ذهبَ إليهم عند الصخرةِ المقدّسة !!

      قالَ لهم سيّدُنا صالح : يا قوم ، اعبُدوا الله ، ما لَكُم من إلهٍ غيرِه .

      قالَ بعضُهم : كيف نَعبدُه وحدَه ؟!

      قال صالح عليه السّلام : لأنّه هو الذي خَلَقَكُم وهو الذي يَرزُقُكم .

      قالوا : إن الله بَعيدٌ عنّا ونحن لا نَستطيعُ أن نَسأله . لهذا فنحن نعبدُ بعضَ مخلوقاتهِ الشريفة .

      وهو قد فَوّضَها أمرَنا ، فنحن نتقرّبُ إليها حتّى يَرضى عنا .

      قالَ صالح عليه السّلام بحزنٍ : يا قوم ،

      إنّ الله هو الذي أنشأكُم وهو الذي أرسَلَني إليكُم لِتَعبُدوه وحدَه ولا تُشرِكوا بعبادتهِ أحَداً .

      يا قوم ، استغفِروا ربَّكُم ثُمَّ تُوبوا إليه إن ربّي قريبٌ مُجيب .

      قالوا : « يا صالحُ قد كُنتَ فينا مَرْجُوّاً » . كنا نأمَلُ أن نُفيدَ مِن عقلِك وحِكمتِك .

      وها أنت تأتينا بالأعاجيب . كيف تَدْعونا أن نَترُكَ الآلهة .

      كيف تَدْعونا إلى أن نَترُكَ ما كانَ يَعبُدُ آباؤنا وأجدادُنا ؟!

      لقد أصبَحنا نَشُكُّ في أمرك . لقد جُنِنتَ يا صالح !!

      قالَ صالح عليه السّلام : لقد أرسَلَني الله إليكم لتعبدوه ،

      وأنا لا أطلبُ على ذلك أجراً من أحدٍ ولا أعبُدُ أحداً إلاّ الله الذي خَلَقني .

      قالوا : إذا كنتَ حقّاً رسولاً مِن الله تَستطَيعُ أن تُخرِجَ لنا مِن قلبِ هذه الصخرةِ الصمّاءِ ناقةً عَشْراء .

      قال لهم النبيُّ صالح عليه السّلام : إنّ الله قادرٌ على كل شيء وهو الذي خَلَقنا جميعاً من هذا التراب .

      قالوا : إنّا لا نؤمنُ برسالتِك حتى تُخرِج لنا ناقةً من قلبِ هذه الصخرة .

      وصاحَ بعضُهم : نعم . وأن تكونَ عَشْراء .

      أيْ في بَطنِها حَمل .

      قالَ سيّدُنا صالح : سأدعو الله ، فإذا فَعَل ذلك فهل تُوحّدون اللهوتؤمنون بأني رسولٌ منه إليكم ؟

      قالوا : نعم يا صالح ، فمتى المَوعد ؟

      قال لهم صالح عليه السّلام : غداً في هذا المكان .

      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]


      هذه ناقةُ الله :

      معَ أوّلِ خيوطِ الفجر . انطلَقَ صالحٌ صوبَ الجبلِ ، حيث تُوجَدُ الصخرة الكبيرة .

      إنّ ما سيفعلُه صالح عليه السّلام ليس أمراً سهلاً !! كيف يُمكن للجبلِ أن يَتمَخَّض عن ناقة ؟!

      كيف يُمكن لهذه الصخرةِ الصمّاءِ أن تَتَشقَّقَ فتَخرُجَ منها ناقةٌ عَشراء ؟!

      اجتَمَعت قبيلةُ ثَمود بأسرها عند الجبل . كان بعضُهم يُشكِّك ، وكانَ بعضٌ ينظر إلى الجبل ،

      وآخرون كانوا يُراقبون ما يفعله صالح من بعيد .

      رأوَا صالحاً ينظرُ إلى السماء الزرقاء ، ويُتَمتِمُ بكلماتٍ ، كان ينظر بخشوعٍ وضَراعة ،

      وكانوا يَرَون يدَيه تُشيرانِ إلى الجبلِ وإلى قبيلةِ ثمود .

      أدركوا أنّ صالحاً يتضرّع إلى ربِّه يطلبُ منه آيةً على صِدقِ رسالته .

      كان يطلب شيئاً عجيباً ! يطلب ناقةً عشراء ،

      أي مضى على حَملِها عشرةُ أشهُر تَخرُج من قلب الجبل .

      سَيطَرت رهبةُ المكان على الجُموع وهي تُراقب صالحاً وتنظر إلى الجبل بصخوره الصمّاء .

      جَثا سيّدنا صالح ، ودَمِعَت عَيناهُ وهو يَطلبُ آيةً من ربّه ، فلعلّ قومَه يَهتدون .

      يَعودون إلى فِطرتِهم فيعبدون الله وحده .

      فجأة نهَضَ صالح ، وأشار بإصبعه إلى نقطةٍ في الجبل .

      سَمِع أفراد القبيلة جميعُهم صوتاً مَهيباً . صوتاً يُشبه تَشقُّقَ الصُّخور .

      كان الصوتُ قويّاً مُدَوّياً .

      تساقَطَت بعضُ الصخور إلى أسفلِ الوادي . ومِن بين الغُبار الخفيف ظهَرَت ناقةٌ جميلةٌ رائعة .

      كانت ناقةً عَشراء حقّاً .

      الناقةُ كانت وديعةً جدّاً يُحبّها المرء لأوّل نظرة .

      سَجَدَ سيّدُنا صالح لله شُكراً وتعظيماً . إنها قدرةُ الله المُطلَقةُ التي تقول للشيء : كن ، فيكون .

      طأطأ أفرادُ القبيلةِ رؤوسَهُم إجلالاً ، وسَجَدَ بعضُهم لله .

      ها هُم يَرَونَ آيةً عظيمة . أمامَ أعيُنِهم . إنّ ما قاله صالح هو الحقّ . إنّ الله واحدٌ لا شريكَ له .

      كانوا قليلين ، ولكنّ إيمانَهم كانَ إيماناً ثابتاً ثباتَ الجبل الذي خَرجَت من قلبه الناقة .

      كلُّ أفرادِ القبيلة كانوا يَنظُرونَ بانبهارٍ إلى تلك المعجزة .

      أصبَحَت الناقةُ رمَزاً لرسالةِ صالح .

      أصبَحَت رمزاً للتوحيدِ في مُقابِل الوَثَنيّة .

      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]


      الفَصيلُ الصَّغيرُ :

      مَرَّت ثلاثةُ أيام وأنجَبَت الناقةُ فَصيلاً جَميلاً محبوباً .

      كان يُرافِقُ أُمّه دائماً يَلعَبُ قُربَها في وَداعةٍ ، وكانت أُمّه ترعاه بِحَنان .

      أصبَحَت الناقةُ وفَصيلُها الوديعُ رَمزاً للمحبّة والرحمة .

      كلمّا شاهَدَها أحدٌ قال : هذه ناقةُ صالح .

      ولكنّ سيّدنا صالحاً قالَ لهم : هذه ناقةُ الله . إنّها آيةُ السماء .

      وإيّاكم أن تُؤذوها أو تمَسُّوها بِسُوءٍ ، سوف تَحِلُّ بكم لعنةُ الله إذا فَعَلتم ذلك .

      وتَمُرّ الأيّامُ والناقةُ تعيشُ في تلك الوديانِ الفسيحةِ . تأكُل من أعشابِ الوادي ،

      وتقصد بعضَ العُيونِ فتشرب الماء وتَرتَوي .

      كانت تَهَبُ اللبنَ لكلّ النّاس . وكان لَبَنُها طيّباً مُبارَكاً .

      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]

      الصِّراع :

      أصبَحَت قبيلةُ ثمود جَبهتَينِ مُتَصارعتَين .

      جبهة الإيمان ، وجبهة الأوثان .

      في كلِّ يوم كانَ الكفّارُ يؤذون المؤمنينَ ، يَسخَرونَ من إيمانهم ،

      يقولون لهم : هل حَقّاً أنّكم تُؤمنون بأنّ صالحاً رسولٌ من الله ؟!

      وكانَ المؤمنونَ يقولون : نعم إنّنا نؤمن برسالتهِ وبما جاء به من عند الله ولا نعبد غير الله .

      عندها يقول الكافرون بعناد : إنّنا بما آمنتم به كافرون !

      كانوا يُعلنون بصراحةٍ كُفرَهُم برسالةِ الله .

      كانوا أثرياءَ أبطَرَتْهُمُ النعمة . كانوا يتَصوّرون أنّهم أقوياء جداً .

      وكان أكثرَهُم كُفراً تِسعَةُ رجالٍ قُساةِ القُلوب . ليس في نُفوسِهِم رحمةٌ لأحد .

      لا يعرفون شيئاً سوى مَصالحهم . أدركوا أنّ صالحاً سيكونُ خَطَراً على نُفوذِهم . لهذا حَقَدوا عليه .

      حَقَدوا على الناقة ؛ لأنها أصبَحَت رمزاً لنبوّة صالح وصدقِ رسالته .


      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]


      المؤامرة :

      ذاتَ ليلةٍ وبعد أن نامَ الناسُ . اجتمَعَ أولئك الرجالُ التسعةُ . راحوا يأكلون الطَّعام بِشَراهَة .

      أكلَوا حتى امتلأت بُطونُهم .

      ثمّ راحُوا يَشربونَ الخمرَ حتى سَكِروا . أصبَحَت عيونُهم حمراء .

      كانوا يَتحدّثون عن شيء واحد ، هو خَطَرُ النبيّ صالح .

      تساءلوا : ماذا نفعل ؟ كيف نتخلّصُ من صالح ؟

      قالَ أحدُهم : الأفضلُ أن نتخلّص من ناقته .

      قالَ آخر : نَعَم، نَقتلُها ، إنها الدَّليلُ على رسالتهِ .وعندما نَقتُلها سيكونُ ضَعيفاً أمامنا .

      قالَ ثالث : ونَقتلُه هو الآخر .

      وقالَ الرابعُ : ومَن الذي يَقتلُها ؟

      الرجلُ الخامسُ قالَ : نَعَم ، مَن الذي يستطيعُ قَتلَها ؟

      قالَ الرجلُ السادس : أنا أعرفُ من يُمكِنهُ قَتلُها .

      سألَ الرجلُ السابعُ : مَن هو ؟

      تساءل الجميعُ : مَن هو ؟

      قالَ الرجلُ : إنه قِيدارُ الشَّقيّ .

      صاحَ الجميعُ : نَعَم ، قِيدارُ الذي لا يَرحَمُ أحداً .


      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]

      الجريمة :

      بَرقت العيونُ بالغدرِ والجريمة والقتل . وخرجَ أحدُهم ليستدعي قيدارَ الشَّقي .

      كانَ الوقتُ بعد مُنتَصفِ الليل . وجاء قيدارُ يحملُ معه سيفَ الغدر .

      سَكِرَ قيدارُ واحْمَرّت عَيناه . كان هو الآخر يَحقِدُ على الناقة . إنّها رمزُ الخير وهو يَكره الخير .

      كان مخلوقاً شَقيّاً شرّيراً ، والشرّيرُ لا يُحبّ الخير .

      وعندما أغرَوهُ بالمالِ نهَضَ لينفّذَ جريمتَه .

      قالَ المتآمرونَ : إلى أين يا قيدار ؟

      قالَ قيدار : سأقتُلُها الليلة .

      قالَ الرجالُ التسعةُ المُفسِدون : كلاّ انتظرْ حتى يطلعَ الفجر .

      وعندما تذهبُ الناقة إلى الينبوعِ فإنّك تستطيعُ قَتلَها بسهولة .

      طَلَع الفجرُ . وكان قيدارُ الشّقيُّ قد أمضى الليلَ كلّه يسَكر ويُعَربِد .

      أصبَح وجهُه مَخيفاً . أصبحَ أكثرَ حُمرةً ، وكانت عُروقُ وجههِ زرقاءَ فأصبح وجهَه مُرعِباً .

      لو رآه إنسانٌ في تلك الحالةِ لَعَرف أن قيدار سَيَرتكبُ جريمة !

      استَيقظَت الناقةُ ، واستيقَظ فَصيلُها الوديعُ . وانطَلَقا إلى النَّبعِ ليشرَبا الماء .

      كان الفصيلُ سعيداً يَمرَح . وكانت الشمسُ قد أشرَقَت قليلاً ، فبَدَت المُروجُ الخُضرُ مَلاعِبَ جميلة .

      كان فَصيلُ الناقة يُحبُّ اللعبَ في تلك المُروجِ الخضراء ، وكانت أمّه تأخُذه إلى هناك كلَّ صباح .

      ولكنْ ماذا حَدَث ذلك الصباح ؟ لماذا لم يَذهَبِ الفَصيلُ الصغيرُ ليلعب ؟

      ماذا يرى ؟!

      شَعَر بالخوف . نَعَم ، لقد ظَهَر قيدارُ الشَّقيُّ بوجهِه المُخيف .

      ظَهَر فجأةً واعترَضَ طريقَهُما .

      كانَ في يَدِه سيفٌآ . أرادت الأُمُّ ان تبتَعد ، ولكن قيدار بادَرَها بضربةٍ غادرة .

      هَوَتِ الناقةُ المسكينةُ فوق الأرض .

      وعاجَلَها قيدارُ ليطعنها في رَقَبتها . كانت تَنظُر بحزنٍ إلى فَصيلها .

      تُريدُ أن تَقول له : أُنْجُ بنفسِك . كانَ الفَصيلُ خائفاً مذعوراً فَرّ باتّجاه الجبل .

      جاء الرجالُ التسعةُ وراحوا يَطعنونَ الناقَة بالسكاكين والخناجر .

      وراحت الدِّماءُ تَسيل ، تُلوّنُ الأرضَ وتصبغُ الصُّخور .


      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]

      الطفولة البريئة :

      لَم يَكْتَفِ المجرمونَ من قبيلةِ ثمود بما فَعَلوه .كانت أيديهم مُلطَّخةً بدماء الناقةِ البَريئة .

      وراحَ الوَثَنيّون يَتخَطّفون لَحمَها مثلَ الذّئاب المُتَوحِّشة .

      لَم يَكتفوا بذلك ، وراحوا يُطاردون الفَصيل الصغير . كان ما يزال طفلاً . كان خائفاً مذعوراً .

      راح يَتَسلّقُ صُخورَ الجبل .

      كانَ يبحثُ عن مَلجأ من هذهِ الوحوِش التي تُطارده . وحوشٌ أشرَسُ من الذئاب .

      وقَفَ طفلُ الناقةِ الصغير فوق قِمّةِ الجبل ينظرُ إلى أُمّه التي مَزَّقتها السكاكين ،

      وينظر إلى المُجرمين بأيديهم الخناجرُ وهم يَتَسلّقون الجبلَ لقتله .

      لم يكن هناكَ من طريقٍ للنجاة . نَظَر إلى السماء وَرَغا . رَغا ثلاثَ مرّاتٍ قبل أن يَطعنَهُ أحدُ الوثنيّين بسكّينٍ حادّة .

      وقَع الفصيلُ الصغيرُ فوق الصخور . ونَزَفت دِماؤه لِتصبَغَ الصخورَ بلونٍ أحمرَ رائق .

      انهالَ عليهِ المجرمونَ بالسَّكاكينِ الحادّةِ ومَزَّقوه بوحشيّة . حتّى الذئابُ كانت أرحمَ من أولئك القتلةِ الكافرين .

      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]


      الانتقام الإلهي :

      استَيقَظ سيّدنا صالح والمؤمنون على هَوْلِ الجريمة . ومضى صالح والذين آمنوا ليشاهدوا ما حَلّ بناقةِ الله .

      لَم يَجِدوا سِوى الدماءِ تُلوّن الأرضَ وقمّةَ الجبل .

      ظَهَرت غيومٌ سَوداء في الأُفق . وأصبَحَ الجوُّ مَشحوناً بالخَطَر .

      فَرَّت كلُّ الأشياءِ الجميلة . فهؤلاء الأشرارُ لا يُحِبّونَ الخيرَ . قَتَلوا حيواناً وديعاً يَهَبهُم اللَّبنَ كلَّ يوم .

      قَتَلوا الناقةَ ؛ لأنها آيةُ الله والدليلُ على صدقِ رسالةِ صالح .

      قالَ سيّدنا صالح لهم : تَمَتَّعوا في داركم ثلاثةَ أيّام فقط . لَسَوف يَحِلُّ بِكمُ العذابُ لأنّكم قومٌ ظالمون .

      تَكفُرونَ برسالةِ اللهِ وتَقتلونَ ناقةَ اللهِ ولا تُحبّون الخير .

      لَم يَعتذر أهلُ ثمود . لم يَتُوبوا بل فَكّروا أيضاً بقتلِ سيّدنا صالح . فكّروا بقتلِ أُسرته أيضاً .

      مرّةً أخرى اجتَمعوا وقرّروا أن يُهاجِموا منزلَ صالح ليقتلوه هو الآخر ، وبعدها يُمكِنهُم قَهرُ المؤمنينَ المُستضعَفين .

      ولكنْ ماذا حصل ؟

      قبلَ أن يُنفّذوا جريمتَهم الأُخرى حَدَث شيءٌ رَهيب . كانَت الغيومُ السوداءُ تَتجمّعُ في السماء .

      حَجَبَت النجومَ والقمرَ والكواكبَ ، وغَرَقت الوِديانُ والجبالُ في ظُلمةٍ كثيفة .

      وفي منتصفِ تلك الليلة .

      إنقَضَّتْ صاعقةٌ سماويّةٌ جبّارة دَمَّرت قبيلةَ ثَمود . فقد استَيقَظَ الظالمونَ على صَيحةٍ مُدوّيةٍ انخَلَعت لها القلوبُ ،

      وكانت الصَّواعقُ المُدمِّرةُ تَنقَضُّ على مَضاربِ تلك القبيلةِ المُجرمة فتَهاوَت القصورُ والمنازلُ ، وامتلأت الوِديانُ ناراً .

      لَم يَنْجُ أحدٌ سوى سيّدنا صالح والذينَ آمنوا معه .

      وهكذا كانت نهايةُ قبيلةِ ثمود . فلَم تُشرِقْ شمسُ اليومِ الرابع من قَتلِ الناقةِ ،

      إلاّ على خرائبِ أُولئك الظالمين ، فأصبَحوا في ديارِهم جاثمين .

      [img]https://d.*******.net/p_539utjc61.gif[/img]
      لإن الحياة لن تعتذر منك أبداً

      تعلم أن تتجاوز.

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X