رد: آية و حكاية
[img]https://a.*******.net/p_538a6ml92.png[/img]
موقع القصة في القرآن الكريم :
ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5.
قال تعالى :
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ))
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
القصة :
كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة . وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة ،
وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب . فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام .
فكتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ,
ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب . إلا أن العرب أبوا ذلك،
وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم . فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل ،
فكيف يتركون البيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني !
وقيل أن رجلا من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها .
وأنا بنو كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
فعزم أبرهة على هدم الكعبة . وجهّز جيشا جرارا ، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود .
فعزمت العرب على تقال أبرهة . وكان أول من خرج للقاءه ، رجل من أشراف من اليمن يقال له ذو نفر .
دعى قومه فأجابوه ، والتحموا بجيش أبرهة . لكنه هُزِم وسيق أسيرا إلى أبرهة .
ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي ، وحارب أبرهة . فهزمهم أبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا ،
وصار دليلا لجيش أبرهة . حتى وصلوا للطائف ، فخرج رجال من ثقيف ،
وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة – حتى لا يهدم بيت اللات الذي بنوه في الطائف -
وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم على الكعبة ! وكان اسم الرجل أبو رغال .
توفي في الطريق ودفن فيها ، وصار قبره مرجما عند العرب . فقال الشاعر :
وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة ، أرسل أبرهة كتيبة من جنده ، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل .
وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ، كبير قريش وسيّدها .
فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة . ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .
وبعث أبرهة رسولا إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد , ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم هذا البيت ,
فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم ! فإذا كان سيد البلد لا يريد الحرب جاء به إلى الملك .
فلما أخب الرسول عبد المطلب برسالة الملك ، أجابه : والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة .
هذا بيت الله الحرام . وبيت خليله إبراهيم عليه السلام .. فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه ,
وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
ثم انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة . وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم .
فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه , وأكرمه عن أن يجلسه تحته , وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه .
فنزل أبرهة عن سريره , فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه .
ثم قال لترجمانه : قل له : ما حاجتك ؟ فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي .
فلما قال ذلك , قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك , ثم قد زهدت فيك حين كلمتني !
أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ؟
قال له عبد المطلب : إني أنا رب الإبل . وإن للبيت رب سيمنعه .
فاستكبر أبرهة وقال : ما كان ليمتنع مني . قال : أنت وذاك ! .. فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث ، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها .
ثم توجه وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها ، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه . ثم ذهب هو ومن معه للجبل .
ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة . إلا أن الفيل برك ولم يتحرك . فضربوه ووخزوه ،
لكنه لم يقم من مكانه . فوجّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول . ثم وجّهوه ناحية الشام ، فتوجّه .
ثم وجّهوه جهة الشرق ، فتحرّك . فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك .
ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده , فأرسل عليهم جماعات من الطير ،
مع كل طائر منها ثلاثة أحجار : حجر في منقاره , وحجران في رجليه , أمثال الحمص والعدس ,
لا تصيب منهم أحدا إلا هلك . فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة . فهاج الجيش وماج ،
وبدوا يسألون عن نفيل بن حبيب ; ليدلهم على الطريق إلى اليمن .
فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته :
أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب .
وقال أيضا :
حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا
فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا
وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى ،
حتى وصلوا إلى صنعاء , فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفها الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه ( في ظلال القرآن ) :
فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . .
وأول ما توحي به أن الله - سبحانه - لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين ،
ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت , ويحمونه ويحتمون به .
فلما أراد أن يصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوة المعتدية .
وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام , حتى لا تتكون للمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته , بحميتهم الجاهلية .
كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده -
أن يحطموا البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة . حتى والشرك يدنسه , والمشركون هم سدنته .
ليبقي هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين , مصونا من كيد الكائدين .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن ,
إزاء ما نعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالمية والصهيونية العالمية ,
ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذه الأطماع الفاجرة الماكرة .
فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنته مشركون , سيحفظه إن شاء الله ,
ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكر الماكرين !
والإيحاء الثالث هو أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض . بل لم يكن لهم كيان قبل الإسلام .
كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة . وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحيانا تقوم تحت حماية الفرس .
وفي الشمال كانت الشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام حكومة عربية تحت حماية الرومان .
ولم ينج إلا قلب الجزيرة من تحكم الأجانب فيه .
ولكنه ظل في حالة تفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية .
وكان يمكن أن تقوم الحروب بين القبائل أربعين سنة ,
ولكن لم تكن هذه القبائل متفرقة ولا مجتمعة ذات وزن عند الدول القوية المجاورة .
وما حدث في عام الفيل كان مقياسا لحقيقة هذه القوة حين تتعرض لغزو أجنبي .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
موقع القصة في القرآن الكريم :
ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5.
قال تعالى :
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ))
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
القصة :
كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة . وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة ،
وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب . فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام .
فكتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ,
ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب . إلا أن العرب أبوا ذلك،
وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم . فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل ،
فكيف يتركون البيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني !
وقيل أن رجلا من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها .
وأنا بنو كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
فعزم أبرهة على هدم الكعبة . وجهّز جيشا جرارا ، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود .
فعزمت العرب على تقال أبرهة . وكان أول من خرج للقاءه ، رجل من أشراف من اليمن يقال له ذو نفر .
دعى قومه فأجابوه ، والتحموا بجيش أبرهة . لكنه هُزِم وسيق أسيرا إلى أبرهة .
ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي ، وحارب أبرهة . فهزمهم أبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا ،
وصار دليلا لجيش أبرهة . حتى وصلوا للطائف ، فخرج رجال من ثقيف ،
وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة – حتى لا يهدم بيت اللات الذي بنوه في الطائف -
وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم على الكعبة ! وكان اسم الرجل أبو رغال .
توفي في الطريق ودفن فيها ، وصار قبره مرجما عند العرب . فقال الشاعر :
وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة ، أرسل أبرهة كتيبة من جنده ، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل .
وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ، كبير قريش وسيّدها .
فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة . ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .
وبعث أبرهة رسولا إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد , ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم هذا البيت ,
فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم ! فإذا كان سيد البلد لا يريد الحرب جاء به إلى الملك .
فلما أخب الرسول عبد المطلب برسالة الملك ، أجابه : والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة .
هذا بيت الله الحرام . وبيت خليله إبراهيم عليه السلام .. فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه ,
وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
ثم انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة . وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم .
فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه , وأكرمه عن أن يجلسه تحته , وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه .
فنزل أبرهة عن سريره , فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه .
ثم قال لترجمانه : قل له : ما حاجتك ؟ فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي .
فلما قال ذلك , قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك , ثم قد زهدت فيك حين كلمتني !
أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ؟
قال له عبد المطلب : إني أنا رب الإبل . وإن للبيت رب سيمنعه .
فاستكبر أبرهة وقال : ما كان ليمتنع مني . قال : أنت وذاك ! .. فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث ، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها .
ثم توجه وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها ، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه . ثم ذهب هو ومن معه للجبل .
ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة . إلا أن الفيل برك ولم يتحرك . فضربوه ووخزوه ،
لكنه لم يقم من مكانه . فوجّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول . ثم وجّهوه ناحية الشام ، فتوجّه .
ثم وجّهوه جهة الشرق ، فتحرّك . فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك .
ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده , فأرسل عليهم جماعات من الطير ،
مع كل طائر منها ثلاثة أحجار : حجر في منقاره , وحجران في رجليه , أمثال الحمص والعدس ,
لا تصيب منهم أحدا إلا هلك . فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة . فهاج الجيش وماج ،
وبدوا يسألون عن نفيل بن حبيب ; ليدلهم على الطريق إلى اليمن .
فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته :
أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب .
وقال أيضا :
حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا
فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا
وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى ،
حتى وصلوا إلى صنعاء , فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفها الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه ( في ظلال القرآن ) :
فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . .
وأول ما توحي به أن الله - سبحانه - لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين ،
ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت , ويحمونه ويحتمون به .
فلما أراد أن يصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوة المعتدية .
وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام , حتى لا تتكون للمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته , بحميتهم الجاهلية .
كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده -
أن يحطموا البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة . حتى والشرك يدنسه , والمشركون هم سدنته .
ليبقي هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين , مصونا من كيد الكائدين .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن ,
إزاء ما نعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالمية والصهيونية العالمية ,
ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذه الأطماع الفاجرة الماكرة .
فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنته مشركون , سيحفظه إن شاء الله ,
ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكر الماكرين !
والإيحاء الثالث هو أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض . بل لم يكن لهم كيان قبل الإسلام .
كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة . وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحيانا تقوم تحت حماية الفرس .
وفي الشمال كانت الشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام حكومة عربية تحت حماية الرومان .
ولم ينج إلا قلب الجزيرة من تحكم الأجانب فيه .
ولكنه ظل في حالة تفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية .
وكان يمكن أن تقوم الحروب بين القبائل أربعين سنة ,
ولكن لم تكن هذه القبائل متفرقة ولا مجتمعة ذات وزن عند الدول القوية المجاورة .
وما حدث في عام الفيل كان مقياسا لحقيقة هذه القوة حين تتعرض لغزو أجنبي .
[img]https://e.*******.net/p_538cc8c31.gif[/img]
تعليق