[glow1=ffcc66]
قال أبو الفتح البستيّ :
1ـ زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ * ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخير خُسْرانُ
2ـ وكل وجدانِ حظٍّ لا ثباتَ لـه * فإنَّ معناه في التحقيق فِقْــدانُ
3ـ يا عامراً لخرابِ الدَّارِ مجتهداً * بالله هل لخراب العمر عمران ؟
4ـ وياحريصاً على الأموالِ تجمعُها * أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟
5ـ زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها * فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ
6ـ وأَرْعِ سَمْعَك أمثالاً أُفصِّلُهـا * كما يُفَصَّل ياقـوتٌ ومَرْجــانُ
7ـ أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ * فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسـانُ
8ـ يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخِدمتِه * أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ ؟
9ـ أقبل على النفس واستكمل فضائلها * فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسـانُ
10ـ وإن أساء مسيءٌ فليكُنْ لك في * عُروضِ زَلّتِه صَفْـحٌ وغُفـرانُ
11ـ وكن على الدهرِ مِعْواناً لذي أملٍ * يرجو نَـداك فإنَّ الحرَّ مِعْـوانُ
12ـ واشْدُدْ يديك بحبلِ الله مُعتصِماً * فإنه الرُّكـْنُ إن خانَتْكَ أرْكـانُ
13ـ من يتق الله يُحمَد في عواقبه * ويَكْفِه شرُّ من عزوا ومن هانوا
14ـ من استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ * فإنَّ ناصِـرَه عَجْـزٌ وخِـذْلانُ
15ـ من كان للخيرِ مَنَّاعاً فليس له * على الحقيقةِ إخـوانٌ وأخْـدانُ
16ـ من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً * إليه والمـالُ للإنسـانِ فَتَّـانُ
17ـ من سالَمَ الناسَ يَسلمْ من غوائِلِهم * وعاش وهو قَريرُ العينِ جَذْلانُ
18ـ من كان للعقلِ سلطانُ عليه غَدا * وما على نفسِهِ للحرصِ سُلطانُ
19ـ من مدَّ طَرْفاً لفَرْطِ الجهلِ نحوَ هَوىً * أغضى على الحقِِّ يوماً وهو خزيانُ
20ـ من عاشَرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً * لأن سـوسَهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدوانُ
21ـ ومن يُفَتِّشْ عن الإخوان يَقْلِهِمُ * فَجُـلُّ إخوانِ هذا العَصْرِ خَـوَّانُ
22ـ من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له *علـى حقيقـةِ طَبْـعِ الدهرِ بُرهانُ
23ـ من يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه * ندامـةً، ولِحَصْـدِ الـزَّرْعِ إبَّـانُ
24ـ من استَنام إلى الأشرارِ نامَ وفي * قميصِـهِ منهُـمُ صـلٌّ وثُعبــانُ
25ـ كن رَيِّق البِشْرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُه * صحيفـةٌ وعليهـا البِشْـرُ عُنْوانُ
26ـ ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلم * ينْـدَم رفيـقٌ ولـم يَذْمُمْـهُ إنسانُ
27ـ ولا يغرَّنَّكَ حَظٌّ جَرَّهُ خَرَقٌ * فالخُرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المـرءِ بُنْيـانُ
28ـ أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ * فلن يَدومَ على الإحســانِ إمكـانُ
29ـ فالروض يزدان بالأنوار فاغمة * والحـرُّ بالعَـدْلِ والإحسـانِ يَزْدانُ
30ـ صُنْ حُرَّ وجهِك لا تَهْتِك غِلالَتَه * فكـلُّ حـرِّ لحـرِّ الوَجْـهِ صَـوّانُ
31ـ فإنْ لقيـتَ عَدُواً فالْقَـهُ أبـداً * والوَجْـهُ بالبِشْرِ والإشراقِ غَضّـانُ
32ـ دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُها * فليـس يسـعدُ بالخيـراتِ كسـلانُ
33ـ لا ظِلَّ للمَرْءِ يَعْرى من تُقىً ونُهىً * وإنْ أظلَّتــــه أوراقٌ وأفْنـــانُ
34ـ والناسُ أعوانُ من والتْهُ دَولَتُهُ *وهــم عليـه إذا عادَتْـهُ أعــوانُ
35ـ (سَحْبانُ) من غيرِ مالِ (باقِلٌ) حَصِرٌ * و(باقِـلٌ) فـي ثـراءِ المالِ (سَحْبانُ)
36ـ لا تودِعِ السِّـر وشَّـاءً يبوحُ بهِ * فمـا رَعـى غنماً في الدَّوِّ سِرْحـانُ
37ـ لا تحسبِ الناسَ طبعاً واحداً فلهم *غرائـزٌ لسـتَ تُحْصيهـنَّ ألــوانُ
38ـ وما كلُّ مـاءٍ كصـدّاءٍ لـوارِدِهِ * نَعَـمْ، ولا كـلُّ نَبْـتٍ فهو سَعْــدانُ
39ـ لا تَخْدِشَنَّ بمَطْلٍ وَجْـهَ عارِفـةٍ * فالبِـرُّ يَخْدِشُــه مَطْــلٌ ولَيـّـانُ
40ـ لا تَسْتشِرْ غيرَ نَدْبٍ حازمٍ يقظٍ * قد استَـوى فيـه إســرارٌ وإعلانُ
41ـ فللتدابير فرسان إذا ركضـوا * فيهـا أبـروا، كمـا للحـرب فرسان
42ـ وللأمـور مواقيـتٌ مقـدرةٌ * وكــل أمـر لـه حـد وميــزان
43ـ فلا تكُنْ عَجِلاً بالأمـر تَطْلبُـه * فليـس يُحمَـدُ قبـلَ النُّضْج بُحْرانُ
44ـ كفى من العيش ما قد سَدَّ مِن عَوَزٍ * ففيـه للحُـرِّ إن حقَّقْــتَ غُنْيـانُ
45ـ وذو القناعةِ راضٍ من معيشتِـهِ * وصاحبُ الحِرصِ إن أثْرى فغضبانُ!
46ـ حَسْبُ الفتى عَقْـلُه خِلاًّ يُعاشِرُه * إذا تحــامـاه إخـوانٌ وخُــلاَّنُ
47ـ هما رَضيعا لِبانٍ: حِكمةٌ وتُقًى، * وساكِنـاً وطـنٍ: مـالٌ وطغيــانُ
48ـ إذا نَبـا بكريـم مَوْطِـنٌ فلـه * وراءَهُ في بسيـطِ الأرضِ أوطـانُ
49ـ يا ظالِماً فرِحاً بالعـزِّ سـاعَدَهُ * إن كنـتَ في سِنَـةٍ فالـدَّهرُ يقظانُ
50ـ ما استمرأ الظَّلمَ لو أنصفتَ آكِلُهُ * وهـل يَلـذُّ مـذاقَ الـمرءِ خُطْبانُ
51ـ يا أيها العالِمُ المَرْضِـيُّ سيرَتُـهُ * أبشِـرْ فأنـتَ بغيـرِ المـاءِ ريانُ
52ـ وياأخا الجهلِ لو أصبحتَ في لُجَجٍ * فأنـت ما بينهمـا لا شـكَّ ظمآنُ
53ـ لا تَحسبـنَّ سُـروراً دائمـاً أبداً * مَن سَـرَّه زمـنٌ ساءَتْـهُ أزمانُ
54ـ إذا جَفَاك خليـلٌ كنـتَ تـألَفُـه * فاطلُـبْ سِواهُ فكلُّ الناسِ إخوانُ
55ـ وإنْ نَبَتْ بك أوطانٌ نشأتَ بهـا * فارحـلْ فكـلُّ بـلادِ اللهِ أوطـانُ
56ـ يا رافلاً في الشَّبابِ الرَّحبِ مُنْتَشِياً * مِن كأسِهِ، هل أصاب الرشدَ نشوانُ ؟
57ـ لا تَغترِرْ بشبـابٍ رائـقٍ نَضِـرٍ * فكـم تقـدم قبـلَ الشّيـبِ شُبّـانُ
58ـ وياأخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم * يكـن لِمثلِـكَ فـي اللَّذَّاتِ إمعـانُ
59ـ هَبِ الشَّبيبةَ تُبدي عُذرَ صاحِبِها * ما عُذرُ أشْيبَ يَستهويه شيطـانُ ؟!
60ـ كلُّ الذنـوبِ فـإن الله يغفرهـا * إن شَيّـعَ المـرءَ إخلاصٌ وإيمـانُ
61ـ وكلُّ كسرٍ فـإن الدِّيـنَ يَجْبُـرُهُ * وما لكسـرِ قنـاةِ الدِّيـن جُبــرانُ
62ـ خُذهـا سوائـرَ أمثـالٍ مهذبـةً * فيهـا لمـن يَبتَغـي التِّبيـان تِبيانُ
63ـ ما ضَرَّ حَسّانَها - والطبعُ صائِغُها - * إن لـم يَصُغْهـا قَريعُ الشِّعرِ حَسّانُ
[/glow1]
قال أبو الفتح البستيّ :
1ـ زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ * ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخير خُسْرانُ
2ـ وكل وجدانِ حظٍّ لا ثباتَ لـه * فإنَّ معناه في التحقيق فِقْــدانُ
3ـ يا عامراً لخرابِ الدَّارِ مجتهداً * بالله هل لخراب العمر عمران ؟
4ـ وياحريصاً على الأموالِ تجمعُها * أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟
5ـ زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها * فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ
6ـ وأَرْعِ سَمْعَك أمثالاً أُفصِّلُهـا * كما يُفَصَّل ياقـوتٌ ومَرْجــانُ
7ـ أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ * فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسـانُ
8ـ يا خادمَ الجسم كم تشقى بِخِدمتِه * أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ ؟
9ـ أقبل على النفس واستكمل فضائلها * فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسـانُ
10ـ وإن أساء مسيءٌ فليكُنْ لك في * عُروضِ زَلّتِه صَفْـحٌ وغُفـرانُ
11ـ وكن على الدهرِ مِعْواناً لذي أملٍ * يرجو نَـداك فإنَّ الحرَّ مِعْـوانُ
12ـ واشْدُدْ يديك بحبلِ الله مُعتصِماً * فإنه الرُّكـْنُ إن خانَتْكَ أرْكـانُ
13ـ من يتق الله يُحمَد في عواقبه * ويَكْفِه شرُّ من عزوا ومن هانوا
14ـ من استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ * فإنَّ ناصِـرَه عَجْـزٌ وخِـذْلانُ
15ـ من كان للخيرِ مَنَّاعاً فليس له * على الحقيقةِ إخـوانٌ وأخْـدانُ
16ـ من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً * إليه والمـالُ للإنسـانِ فَتَّـانُ
17ـ من سالَمَ الناسَ يَسلمْ من غوائِلِهم * وعاش وهو قَريرُ العينِ جَذْلانُ
18ـ من كان للعقلِ سلطانُ عليه غَدا * وما على نفسِهِ للحرصِ سُلطانُ
19ـ من مدَّ طَرْفاً لفَرْطِ الجهلِ نحوَ هَوىً * أغضى على الحقِِّ يوماً وهو خزيانُ
20ـ من عاشَرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً * لأن سـوسَهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدوانُ
21ـ ومن يُفَتِّشْ عن الإخوان يَقْلِهِمُ * فَجُـلُّ إخوانِ هذا العَصْرِ خَـوَّانُ
22ـ من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له *علـى حقيقـةِ طَبْـعِ الدهرِ بُرهانُ
23ـ من يزرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه * ندامـةً، ولِحَصْـدِ الـزَّرْعِ إبَّـانُ
24ـ من استَنام إلى الأشرارِ نامَ وفي * قميصِـهِ منهُـمُ صـلٌّ وثُعبــانُ
25ـ كن رَيِّق البِشْرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُه * صحيفـةٌ وعليهـا البِشْـرُ عُنْوانُ
26ـ ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلم * ينْـدَم رفيـقٌ ولـم يَذْمُمْـهُ إنسانُ
27ـ ولا يغرَّنَّكَ حَظٌّ جَرَّهُ خَرَقٌ * فالخُرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المـرءِ بُنْيـانُ
28ـ أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ * فلن يَدومَ على الإحســانِ إمكـانُ
29ـ فالروض يزدان بالأنوار فاغمة * والحـرُّ بالعَـدْلِ والإحسـانِ يَزْدانُ
30ـ صُنْ حُرَّ وجهِك لا تَهْتِك غِلالَتَه * فكـلُّ حـرِّ لحـرِّ الوَجْـهِ صَـوّانُ
31ـ فإنْ لقيـتَ عَدُواً فالْقَـهُ أبـداً * والوَجْـهُ بالبِشْرِ والإشراقِ غَضّـانُ
32ـ دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُها * فليـس يسـعدُ بالخيـراتِ كسـلانُ
33ـ لا ظِلَّ للمَرْءِ يَعْرى من تُقىً ونُهىً * وإنْ أظلَّتــــه أوراقٌ وأفْنـــانُ
34ـ والناسُ أعوانُ من والتْهُ دَولَتُهُ *وهــم عليـه إذا عادَتْـهُ أعــوانُ
35ـ (سَحْبانُ) من غيرِ مالِ (باقِلٌ) حَصِرٌ * و(باقِـلٌ) فـي ثـراءِ المالِ (سَحْبانُ)
36ـ لا تودِعِ السِّـر وشَّـاءً يبوحُ بهِ * فمـا رَعـى غنماً في الدَّوِّ سِرْحـانُ
37ـ لا تحسبِ الناسَ طبعاً واحداً فلهم *غرائـزٌ لسـتَ تُحْصيهـنَّ ألــوانُ
38ـ وما كلُّ مـاءٍ كصـدّاءٍ لـوارِدِهِ * نَعَـمْ، ولا كـلُّ نَبْـتٍ فهو سَعْــدانُ
39ـ لا تَخْدِشَنَّ بمَطْلٍ وَجْـهَ عارِفـةٍ * فالبِـرُّ يَخْدِشُــه مَطْــلٌ ولَيـّـانُ
40ـ لا تَسْتشِرْ غيرَ نَدْبٍ حازمٍ يقظٍ * قد استَـوى فيـه إســرارٌ وإعلانُ
41ـ فللتدابير فرسان إذا ركضـوا * فيهـا أبـروا، كمـا للحـرب فرسان
42ـ وللأمـور مواقيـتٌ مقـدرةٌ * وكــل أمـر لـه حـد وميــزان
43ـ فلا تكُنْ عَجِلاً بالأمـر تَطْلبُـه * فليـس يُحمَـدُ قبـلَ النُّضْج بُحْرانُ
44ـ كفى من العيش ما قد سَدَّ مِن عَوَزٍ * ففيـه للحُـرِّ إن حقَّقْــتَ غُنْيـانُ
45ـ وذو القناعةِ راضٍ من معيشتِـهِ * وصاحبُ الحِرصِ إن أثْرى فغضبانُ!
46ـ حَسْبُ الفتى عَقْـلُه خِلاًّ يُعاشِرُه * إذا تحــامـاه إخـوانٌ وخُــلاَّنُ
47ـ هما رَضيعا لِبانٍ: حِكمةٌ وتُقًى، * وساكِنـاً وطـنٍ: مـالٌ وطغيــانُ
48ـ إذا نَبـا بكريـم مَوْطِـنٌ فلـه * وراءَهُ في بسيـطِ الأرضِ أوطـانُ
49ـ يا ظالِماً فرِحاً بالعـزِّ سـاعَدَهُ * إن كنـتَ في سِنَـةٍ فالـدَّهرُ يقظانُ
50ـ ما استمرأ الظَّلمَ لو أنصفتَ آكِلُهُ * وهـل يَلـذُّ مـذاقَ الـمرءِ خُطْبانُ
51ـ يا أيها العالِمُ المَرْضِـيُّ سيرَتُـهُ * أبشِـرْ فأنـتَ بغيـرِ المـاءِ ريانُ
52ـ وياأخا الجهلِ لو أصبحتَ في لُجَجٍ * فأنـت ما بينهمـا لا شـكَّ ظمآنُ
53ـ لا تَحسبـنَّ سُـروراً دائمـاً أبداً * مَن سَـرَّه زمـنٌ ساءَتْـهُ أزمانُ
54ـ إذا جَفَاك خليـلٌ كنـتَ تـألَفُـه * فاطلُـبْ سِواهُ فكلُّ الناسِ إخوانُ
55ـ وإنْ نَبَتْ بك أوطانٌ نشأتَ بهـا * فارحـلْ فكـلُّ بـلادِ اللهِ أوطـانُ
56ـ يا رافلاً في الشَّبابِ الرَّحبِ مُنْتَشِياً * مِن كأسِهِ، هل أصاب الرشدَ نشوانُ ؟
57ـ لا تَغترِرْ بشبـابٍ رائـقٍ نَضِـرٍ * فكـم تقـدم قبـلَ الشّيـبِ شُبّـانُ
58ـ وياأخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم * يكـن لِمثلِـكَ فـي اللَّذَّاتِ إمعـانُ
59ـ هَبِ الشَّبيبةَ تُبدي عُذرَ صاحِبِها * ما عُذرُ أشْيبَ يَستهويه شيطـانُ ؟!
60ـ كلُّ الذنـوبِ فـإن الله يغفرهـا * إن شَيّـعَ المـرءَ إخلاصٌ وإيمـانُ
61ـ وكلُّ كسرٍ فـإن الدِّيـنَ يَجْبُـرُهُ * وما لكسـرِ قنـاةِ الدِّيـن جُبــرانُ
62ـ خُذهـا سوائـرَ أمثـالٍ مهذبـةً * فيهـا لمـن يَبتَغـي التِّبيـان تِبيانُ
63ـ ما ضَرَّ حَسّانَها - والطبعُ صائِغُها - * إن لـم يَصُغْهـا قَريعُ الشِّعرِ حَسّانُ
[/glow1]
تعليق