اشعارات

السيرة النبوية متجدد

رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة 16:
(قبل الأخيرة)

645- فلما أشرف النبي ﷺ على المدينة قال :
" هذه طيبة أو طابة ".
فلما رأى جبل أُحُد قال : "هذا جبل نُحِبُّه ويُحبُّنا".

646- وتسامع الناس بمقدم النبي ﷺ فخرجوا إلى ثَنيَّة الوداع يَتلقَّونه بحفاوةٍ وفرحٍ وسُرورٍ بالغ.

647- قال السائب بن يزيد : أذكر أنَّي خرجت مع الصبيان نَتلقَّى النبي ﷺ إلى ثَنيَّة الوداع مقدمه من غزوة تبوك. رواه البخاري

648- انقسم من لم يحضر غزوة تبوك إلى 4 أقسام :
1- مأمورين مأجورين كعلي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة وابن أم مكتوم .
2- معذورين: وهم الضُّعفاء والمرضى.
3- عُصاة مُذنبين : كالثلاثة الذين خلفوا.
4- ملومين مذمومين : وهم المنافقون.

649- فأمرالنبي ﷺ بمقاطعة كل مَن تَخلَّف عن غزوة تبوك ممن لا عُذر له ، فأعرض عنهم النبي ﷺ والمؤمنون.

650- جاء الأعراب إلى النبي ﷺ يعتذرون بأعذار واهية عن تخلفهم عن غزوة تبوك فعذرهم النبي ﷺ وَوَكِلَ سرائرهم إلى الله.

651- وأرجأ النبي ﷺ أمر 3 من الصحابة الصادقين وهم :
كعب بن مالك
هلال بن أمية
مرارة بن الربيع
رضي الله عنهم أجمعين.

652- هؤلاء الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم اعترفوا للنبي ﷺ أن ليس لهم عذر بتخلفهم عن غزوة تبوك.

653- قال الله عن الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك : {وآخرون مُرجون لأمر الله إما يُعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم}.

654- ثم إن الله تاب على هؤلاء الثلاثة لصدقهم رضي الله عنهم ، فأنزل في توبته عليهم الآية رقم 117 - 118 من سورة التوبة.

655- لما استقر النبي ﷺ في المدينة بعد عودته من آخر غزوة غزاها - وهي تبوك - سارعت القبائل إليه في المدينة لِتُعلن إسلامها.

656- في أواخر العام التاسع الهجري تُوفيت أم كلثوم بنت النبي ﷺ.

567- كذلك تُوفي رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول قَبّحه الله.

658- في أواخر شهر ذي القعدة سنة 9 هـ بعث النبي ﷺ أبا بكر الصديق أميراً على الحج لِيُقيم للمسلمين حجهم.

659- وأمر النبي ﷺ أبا بكر بأمور يُعلنها بالحج: لا يَحجنَّ بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن.

660- في ربيع الأول سنة 10 هـ تُوفي إبراهيم ابن النبي ﷺ وعُمُره سنة وأربعة أشهر ودخل عليه النبي ﷺ وعيناه تدمعان.

661- قال النبي ﷺ : "إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي - أي في فترة الرضاع - وإن له لَظِئْرَين تُكملان رضاعه في الجنة".

662- ودُفِنَ إبراهيم في مقبرة البقيع، وانكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن النبي ﷺ، فقال الناس : إنما انكسفت لموت إبراهيم.

663- فقال النبي ﷺ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموها فادعوا وصلّوا".

664- في ذي القعدة من السنة 10 للهجرة أُذِّن في الناس أن النبي ﷺ يريد الحج هذه السنة.

665- فقدم المدينة بشرٌ كثير ، كلهم يلتمس أن يأتَمَّ بالنبي ﷺ.
قال جابر : فلم يَبْقَ أحد يقدر على أن يأتي إلا قَدِمَ.

666- سُمِّيت هذه الحجة باسم حجة الوداع لأن النبي ﷺ ودَّع الناس فيها ولم يحج بعدها.

667- خرج مع النبي ﷺ في هذه الحجة المباركة أكثر من 100 ألف حاج وخرج ﷺ بكل نسائه التسع رضي الله عنهن أجمعين.

668- انطلق النبي ﷺ إلى ميقات ذي الحُليفة فاغتسل لإحرامه ثم طيَّبته عائشة رضي الله عنها ثم لبس ﷺ إحرامه بأبي هو وأمي.

669- في ميقات ذي الحُليفة ولدت أسماء بنت عُميس زوجة أبي بكر الصديق ولدها محمد فأمرها النبي ﷺ أن تغتسل وتستثفر بثوب وتُحرم.

670- ثم لَبَّىٰ النبي ﷺ والناس معه يُلبون وجاء جبريل إلى النبي ﷺ وأمره أن يأمر أصحابه برفع أصواتهم بالتلبية.

671- حجّ النبي ﷺ قارناً فلما وصل ﷺ إلى منطقة سَرِف حاضت عائشة رضي الله عنها فأمرها النبي ﷺ أن تعمل كل شيء إلا الطواف.

672- وصل النبي ﷺ لمكة يوم الأحد لأربع ليال خلون من شهر ذي القعدة سنة 10 هـ دخل ﷺ المسجد الحرام يوم الأحد ضُحى.

673- ودخله ﷺ من باب عبد مناف وهو باب بني شيبة ، والمعروف اليوم بباب السلام ، ثم أدى العُمرة.

674- فلما انتهى النبي ﷺ من عمرته نزل الأبْطح شرقي مكة ، فلما كان يوم 8 من ذي الحجة ، وهو يوم التروية خرج النبي ﷺ إلى منى.

675- صلى النبي ﷺ بِمِنَى الظهر والعصر والمغرب والعشاء من يوم الخميس 8 ذي الحجة ، والفجر من يوم الجمعة 9 ذي الحجة.

676- فلما طلعت الشمس من يوم الجمعة 9 ذي الحجة نهض النبي ﷺ إلى عرفة حتى إذا زالت الشمس سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عرنة.

677- هناك بأرض عُرنة خطب رسول الله ﷺ خطبته الشهيرة خطبة عرفة وهو على راحلته القصواء.

678- خطب رسول الله ﷺ بعرفة خطبة عظيمة جامعة قرَّر فيها قواعد الإسلام وهدم فيها قواعد الشرك والجاهلية.

679- لا يسع المقام لذكر خطبة النبي ﷺ يوم عرفة ومَن أرادها بالتفصيل فليرجع لكتابنا اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون ﷺ.

680 فلما فرغ رسول الله ﷺ مِن خطبته بعرفة ، صلى الظهر والعصر جمعاً وقصراً ولم يُصل بينهما شيئاً.

681- ثم ركب النبي ﷺ ناقته القصواء حتى أتى الموقف واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً مشتغلاً بالدعاء والتضرع حتى غربت الشمس.

682- وأخبر النبي ﷺ الناس أن أفضل الدعاء دُعاء يوم عرفة ونزل عليه ﷺ وهو بعرفة قوله تعالى : {اليوم أكملت لكم دينكم}.

683- فلما غربت الشمس واستحكم غروبها أفاض رسول الله ﷺ من عرفة إلى مُزدلفة.

684- صلى النبي ﷺ المغرب والعشاء قصراً وجمعاً ثم اضطجع حتى طلع الفجر ثم قام فصلى الفجروذلك يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر.

685- ثم ركب رسول الله ﷺ ناقته القصواء ، فاستقبل القبلة ودعى الله وكبَّره وهلَّله ووحَّده ولم يزل كذلك حتى أسفر جداً.

686- وأمر رسول الله ﷺ ابن عباس غداة يوم النحر أن يلتقط له حصى الجمار فالتقط له سبع حصيات مِن حصى الخذف.

687- ثم دفع رسول الله ﷺ من المشعر الحرام قبل أن تطلع الشمس مُخالفاً للمشركين الذين كانوا لا يُفيضون حتى تطلع الشمس.

688- فلما أتى النبي ﷺ جمرة العقبة الكبرى وقف في أسفل الوادي وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه واستقبل الجمرة وهو على ناقته.

689- وكان الوقت ضُحى فرماها رسول الله ﷺ من بطن الوادي بسبع حصيات يُكبر مع كل حصاة منها وهو يقول:
"لتأخذوا مناسككم".

690- ثم انصرف النبي ﷺ إلى المنحر بمنى فنحر بيده الشريفة 63 ناقة وكانت النوق يتدافعن إليه ﷺ بأيتهن يبدأ!

691- فلما فرغ رسول الله من نَحْرِ هَدْيِهِ دعا الحلَّاق فحلق رأسه الشريف حلقه مَعْمَرُ بن عبدالله العدوي رضي الله عنه.

692- قال أنس : لقد رأيت رسول الله والحلاَّق يَحْلقه وأطاف به أصحابه فما يُريدُون أن تقع شَعْرة إلا في يَدِ رجل. رواه مسلم

693- فلما فرغ النبي ﷺ من حلق رأسه الشريف لبس ﷺ القميص وأصاب الطيب طيبته عائشة رضي الله عنها.

694- ثم ركب ﷺ فأفاض بالبيت قبل الظهر فطاف طواف الإفاضة على راحلته كي يراها الناس وليُشرف وليراه الناس.

695- ثم أتى زمزم وشرب منها ثم رجع إلى منى مِن يومه ذلك وكان رسول الله ﷺ يأتي الجمار في أيام التشريق الثلاثة بعد الزوال.

696- وختم رسول الله ﷺ حجته المباركة بطواف الوداع وقال للناس :
"لا يَنفرنَّ أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت". متفق عليه

697- ثم رجع النبي ﷺ إلى المدينة وقد استصحب معه شيئا من ماء زمزم.
فهذه حجة النبي ﷺ مختصرة جداً ، التي عُرفت بحجة الوداع .

698- في يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة 11 هـ أمر النبي ﷺ الصحابة للتجهز لغزو الروم ، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد.

699- كان عُمُر أسامة رضي الله عنه 18 سنة وفي جيشه كبار الصحابة كعمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم.

700- وقد تكلم الناس في إمْرَة أسامة رضي الله عنه لحداثة سِنِّه ، فلما بلغ النبي ﷺ ذلك قام في الناس خطيباً كما سيأتي.

701- ولما تكاملت الدعوة ، وسيطر الإسلام على كل الجزيرة العربية ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، أحس النبي ﷺ بدُنُوِّ أجله.

702- علامات دُنُوِّ أجل النبي ﷺ:
1- نزول سورة النصر
2- مدارسته ﷺ القرآن
3- اجتهاده ﷺ في العبادة
4- مضاعفته ﷺ اعتكاف رمضان.

703- بدأ مرض النبي ﷺ الذي قبضه الله فيه في أواخر ليالي صفر ، وكانت مدة مرضه ﷺ 13 يوم ، وأول ما بُدئ به ﷺ من مرضه الصُّداع.

704- وكان النبي ﷺ عند عائشة رضي الله عنها لما بدأ معه الصداع في رأسه ، ثم إنه ﷺ أراد أن يطوف على أزواجه.

705- فلما وصل ﷺ إلى بيت ميمونة رضي الله عنها اشتد به المرض ، فاستأذن رسول الله ﷺأزواجه أن يُمرض في بيت عائشة ، فأذنَّ له.

706- اشتدت وطأة المرض على رسول الله ﷺوهو في بيت عائشة رضي الله عنها ، وبدأت الحُمَّى تشتد عليه ، وارتفعت حرارة جسمه ﷺ.

بأبي هو وأمي ﷺ.


الحلقة قبل الأخيرة
 
رد: السيرة النبوية متجدد

السيرة النبوية . .

الحلقة 17 والأخيرة.

. . وداع الحبيب ﷺ . .

707- قال أبو سعيد الخدري : يا رسول الله ما أشدها عليك - أي الحمى - فقال ﷺ : "إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء ويُضعف لنا الأجر".

708- وكان رسول الله ﷺ يُصلي بالناس ، فلما اشتد عليه المرض لم يستطع الخروج إلى المسجد ، فأمر أبا بكر الصديق أن يُصلي بالناس.

709- أحس النبي ﷺ بِخِفَّة ، فخرج إلى المسجد مُتوكأ على الفضل بن العباس ، وصعد المنبر ، وخطب الناس.
وهي آخر خطبة خطبها ﷺ.

710- فذكر ﷺ في خطبته فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفضل الأنصار وأوصى بهم ، وفضل أسامة بن زيد وأنه أهْلٌ للإمارة.

711- وقع في دلائل النبوة للبيهقي أن رسول الله ﷺ عرض نفسه للقصاص في خطبته ، وهي رواية لا تثبت، إسنادها ضعيف جداً.

712- وحَذَّر النبي ﷺ أمته من أن يتخذوا قبره مسجداً ، وأخبرهم أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

713- قال رسول الله ﷺ : "اللهم لا تجعل قبري وثناً ، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم عيدا".رواه أحمد

714- قال ابن القيم : هذا نَهْيٌ منه ﷺ لأمته أن يجعلوا قبره مجتمعاً كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصلاة.

715- ولم يزل النبي ﷺ حريصاً على أن يُصلي بالناس في المسجد مع ما به من شِدَّة الوجع حتى غلَبَهُ المرض ، وأعجزه عن الخروج.

716- فعندها أمر النبي ﷺ أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يَؤُمَّ الناس في الصلاة ، كما روى ذلك الشيخان في صحيحيهما.

717- قبل وفاته ﷺ بثلاثة أيام أوصى النبي ﷺ أصحابه بحُسن الظن بالله ، فقال ﷺ : "لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحْسن الظن بالله".

718- قال الإمام النووي : في هذا الحديث تحذير من القُنُوط ، ومعنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه.

719- وقبل وفاته ﷺ بيومين ، وَجَدَ النبي ﷺ من نفسه خِفَّة ، فخرج يُهادى بين رجلين ، ورجلاه تخُطَّان في الأرض من شدة المرض!
بأبي هو وأمي ﷺ.

720- وإذا بأبي بكر يُصلي بالناس فلما أحس أبو بكر به أراد الرجوع فأشار إليه النبي ﷺ أن مكانك ، وجلس ﷺ عن يسار أبي بكر.

721- أما صلاة عمر رضي الله عنه بالناس ، وقول النبي ﷺ : "يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر". فهو حديث ضعيف رواه أحمد وغيره

722- ولما كان يوم الأحد قبل وفاة النبي ﷺ بيوم اشتد به ﷺ المرض ، فوصلت الأخبار إلى جيش أسامة رضي الله عنه فرجع إلى المدينة.

723- بات النبي ﷺ ليلة الإثنين دَنِفاً - يعني اشتد مرضه حتى أشرف على الموت - فلما طلع الفجر أصبح مُفيقاً.

724- فكشف رسول الله ﷺ ستر حُجرته ، ونظر إلى الناس وهم صفوف في الصلاة خلف أبي بكر الصديق ، فتبسم لِمَا رأى من اجتماعهم!
بأبي هو وأمي ﷺ.

725- قال أنس : كأن وجهه ﷺ وَرَقَة ُمُصْحف - هو عبارة عن الجمال البارع - فهممنا أن نَفْتتن من الفرح برُؤية رسول الله ﷺ.

726- ثم أخبرهم رسول الله ﷺ بأنه لم يَبْق من أمر النبوة إلا المبشرات ، وهي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن في منامه. رواه مسلم.

727- فلما رأى الناس رسول الله ﷺ قد أصبح مُفيقا ظَنُّوا أنه قد بَرِئ من مرضه ، فانصرفوا إلى منازلهم وحوائجهم مستبشرين.

728- واستأذن أبو بكر الصديق رسول الله ﷺ في الخروج إلى أهله في منطقة السُّنْح في عوالي المدينة ، فأذن له النبي ﷺ.

729- فلما كان ضُحى يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ ، اشتد على رسول الله ﷺ مرضه وجعل الكرب الشديد يتغشاه.
بأبي هو وأمي.

730- فقالت فاطمة : واكَرْبَ أبتاه ، فقال ﷺ : " لا كَرْب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتاركٍ منه أحداً".

731- وبينما رسول الله ﷺ يُعالج سكرات الموت ، وعائشة رضي الله عنها مُسندته صدرها ، وبين يديهﷺ إناء فيه ماء.

732- فجعل النبي ﷺ يُدخل يَدَيه في الماء فيمسح بهما وجهه ، ويقول : "لا إله إلا الله إن للموت سكرات". !!!

733- ثم نَصَبَ ﷺ يَده ، فجعل يقول : "في الرفيق الأعلى" . .
. . فَقُبض . . !!
. . ومالَتْ يده . . !!
ﷺ بأبي هو وأمي.

734- وفي رواية قالت عائشة : كنت مُسندته إلى صدري ، فدعا بطَسْت ، فلقد انْخَنَثَ - أي مال - في حِجْري ، فما شعرت أنه مات.

735- وفي رواية الإمام أحمد قالت عائشة: فبينما رأسه ﷺ على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي ، فظننت أنه غُشي عليه.

736- وفي رواية أخرى قالت عائشة: قُبض النبي ﷺ ورأسه بين سَحْري ونَحْري ، فلما خرجت نفسه لم أجد ريحاً قط أطيب منها.

737- وكانت وفاته ﷺ بأبي هو وأمي ضُحى يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ ، وعمره 63.

738- وشاع خبر وفاة النبي ﷺ في المدينة ، ونزل خبر وفاته ﷺ على الصحابة رضي الله عنهم كالصاعقة ، لشدة حُبِّهم له.

739- ودخل الصحابة على النبي ﷺ في بيت عائشة ، ينظرون إليه وقالوا : كيف يموت وهو شهيد علينا ونحن شهداء على الناس.

740- وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودخل على النبي ﷺ فلما رآه قال : واغَشَيَاه ما أشَدَّ غَشْي رسول الله ﷺ.

741- ثم خرج عمر من عند النبي ﷺ سالاً سيفه ويتوعد الناس ويقول: والله لا أسمع أحداً يقول: مات رسول الله إلا ضربته بالسيف.

742- وقال أيضا رضي الله عنه: إن رسول الله ﷺ ما مات ، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ، والله ليرجعن رسول الله ﷺ ...

743-كما رجع موسى، فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجُلَهم زعموا أنه مات.
وهكذا لم يتمالك عمر رضي الله عنه من هول مصيبة موت النبي ﷺ!!

744- كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه غائبا لما مات رسول الله ﷺ ، كان قد استأذن النبي ﷺ في الذهاب لمنطقة السُّنْح.

745- فانطلق أحد الصحابة إليه وأخبره خبر موت النبي ﷺ ، وأن الناس في حال لا يعلمه إلا الله سبحانه.

746- فانطلق أبو بكر الصديق مُسرعاً على فرسه حتى دخل المسجد النبوي ، وإذا بالناس يَبكون ، وعُمر شاهراً سيفه يُكلم الناس.

747- فلم يَلتفت أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى شيء من ذلك ، ودخل على النبي ﷺ وهو مُسجى على سريره ، وكشف عن وجهه الطاهر.

748- وقال رضي الله عنه :
إنا لله وإنا إليه راجعون ،
ثم أكبَّ عليه فقبله وهو يبكي ويقول: طبت حيا وميتا يا رسول الله ... !!!

749- والله لا يجمع الله موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يُصيبك بعدها موتة أبدا. ثم غطى النبي ﷺ.

750- ثم خرج رضي الله عنه للناس ، وهم ما بين منكر وحائر من هول المصيبة ، ورأى عمر وهو يُهدد ويتوعّد من يقول بموت النبي ﷺ.

751- فقال أبو بكر رضي الله عنه: على رِسلك - يعني مهلك - يا عمر. فأبي عمر أن يسكت، فلما رآه لا ينصت أقبل أبوبكر على الناس.

752- وبدأ أبو بكر رضي الله عنه يخطب في الناس ، فلما سمعوا كلامه أقبلوا عليه ، وتركوا عمر رضي الله عنه.

753- فقال أبو بكر رضي الله عنه كلماته العظيمة:
"أيها الناس، مَن كان يعبد محمداً فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ...

754- قال الله تعالى : {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...}.

755- قال ابن عباس : والله لكأنَّ الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه!

756- وأخذ البكاء والنشيج في المدينة على موت النبي ﷺ ، ولم تَمر بالأمة مُصيبة أعظم من موت النبي ﷺ.

757- فلما بُويع أبو بكر الصديق بالخلافة ، وذلك يوم الثلاثاء ، أراد آل النبي ﷺ غَسْله ، واختلفوا في ذلك.

758- فقالوا : والله ماندري كيف نَصنع ، أنُجرد رسول الله ﷺ كما نُجرد موتانا أم نَغْسِله وعليه ثيابه.

759- فأصابهم كلهم النُّعاس فناموا جميعا ، وسُمِع صوتٌ يقول لهم : اغْسِلوا رسول الله ﷺ وعليه ثيابه.

760- فلما استيقظوا ، أخبر بعضهم بعضاً بالذي سَمِعوا ، فقاموا إليه ، فَغَسَلوا رسول الله ﷺ وعليه ملابسه بأبي هو وأمي.

761- وكان الذين تولُوا غَسْل النبي ﷺ:
1/علي بن أبي طالب.
2/العباس ، وأبناؤه الفضل وقثم.
5/أسامة بن زيد.
6/شُقران مولى النبي ﷺ.

762- فكان العباس والفضل وقُثم يُقلِّبون النبي ﷺ، وأسامة وشُقران يَصُبَّان الماء ، وعلي بن أبي طالب يَغْسِل النبي ﷺ.

763- فلما فرغوا من غَسْل رسول الله ﷺ كُفِّن بأبي هو وأمي في 3 أثواب بيض ، ثم وُضِع النبي ﷺ على سريره في بيت عائشة.

764- ثم أُذِن للناس بالدخول على رسول الله ﷺ ليُصلُوا عليه ، ولا يَؤمهم أحد.
وهذا أمر مُجمع عليه ولا خلاف فيه.

765- فلما فَرغوا من الصلاة على النبي ﷺ أخذ الصحابة يتشاورون أين يدفنونه؟ فاختلفوا في ذلك.

766- فأرسلوا إلى أبي بكر الصديق ، فقال : سمعت النبي ﷺ يقول :
"ما قَبض الله نَبيّاً إلا في الموضع الذي يُحب أن يُدفن فيه".

767- وحُفر قبر النبي ﷺ في الموضع الذي مات فيه ، وهو في بيت عائشة ، ودخل قبر النبي ﷺ العباس وعلي والفضل.

768- ووضَع شُقران مولى النبي ﷺ في قبر النبي ﷺ قَطيفة - أي كساء - حمراء ، ثم أنزلوا رسول الله ﷺ في قبره بأبي هو وأمي.

769- وكان آخر الناس عهدا بالنبي ﷺ هو قُثم بن العباس رضي الله عنه ، وتم دفن النبي ﷺ ليلة الأربعاء صلوات ربي وسلامه عليه.

770- وحزن الصحابة حزناً شديداً على وفاة النبي ﷺ. قال أنس: ما رأيت يوماً قط أظلم من اليوم الذي تُوفي فيه النبي ﷺ.

وفي الختام أسأل الله أن يرزقنا محبة نبينا محمد ﷺ واتباع سنته.

وجزى الله خيرا من كتب ومن لخص ومن نشر.

كانت رحلة ممتعة


شكرا لكل من مر من هنا . .
 

عودة
أعلى