كلفر 881
عضو مشارك
[glow1=00ff00]
[/glow1]
:41:
:thumbup1:
:thumbup1:
لأن المعاق إنسان كما السليم تماما فإنه يعتل ويسقم ويمرض ويتألم! غير أن الفارق بين الأول والثاني في حال هبوط المرض عليهما أن الثاني بمقدوره الهرولة إلى آخر بقعة في الأرض في أول طائرة مغادرة للبحث عمن يداري مرضه بأحدث الأجهزة وأفضلها، بغض النظر عن تكاليف العلاج التي تكفي لبناء مجمع صحي متكامل, فيما يظل الأول هنا رهنا لموعد مستشفى حكومي ربما يأتي بعد أكثر من ثمانية أشهر! أقول ربما لأنني لست متأكدا إن كانت روح المعوق قوية بما فيه الكفاية للبقاء داخل جسده المثخن بالآلام قبل أن تكتحل عيناه بمشاهدة الطبيب عن قرب (الا من كان لديه شفاعة من المعوقين فهو لا يقل بأي حال من الأحوال عن الأصحاء)
وإذا كان الثاني يحجز سريره في أرقى المصحات العالمية والمشافي المتخصصة قبل أن تقلع طائرته من أرض المطار لاستكمال رحلته العلاجية! فإن الأول يظل «يبترم» يمينا ويسارا بحثا عمن يمن عليه ولو بنصف سرير بغض النظر عن كونه محشورا في غرفة صغيرة يشاركه فيها عدد يصل إلى الثمانية من نظرائه، أو حتى في أحد الممرات الخلفية للمستشفى
ولأن المعاق يصبح عاجزا أمام مواعيد المستشفيات الحكومية ((طويلة الأجل)) ويصبح أكثر عجزا أمام فواتير المستشفيات الأهلية المتخصصة التي ستقضي على ما في جيبه بعد انتهائه من دفع فاتورة أول «حقنة» معطاة فإنه لم يتبق للمعاق غير خيار واحد فقط وهو أن يصبح جسده حقل تجارب لمدعي الطب البديل وأصحاب الخلطات الفتاكة التي قد تتكفل بالقضاء على المرض وتصيبه بآخر أو تتكفل بالقضاء على المرض وعلى صاحب المرض معا
وكما للصحة من ضرائب فإن للإعاقة محاسن، فرغم أن جسد المعاق معرض لكل الأوبئة والأمراض من ضغط وسكر وأمراض تنفسية وباطنية ونفسية وتناسلية حتى إن جسده النحيل يصبح ذا مناعية ذاتية ضد بعضها ويعقد اتفاقا غير معلن مع البعض الآخر بأن تزوره وتغادره دون ضجيج! إلا أن بعض الأمراض لا يسرها أن يكون من بين ضحاياها معوق واحد، خذوا عندكم النقرس مثلا. هل سمعتم بمعاق مصاب بمرض النقرس؟
لست هنا ضد ما يفعله السليم , إلا أنني ضد ما يُفعل بالمعوقين
لست هنا ضد ما يفعله السليم , إلا أنني ضد ما يُفعل بالمعوقين
[/glow1]