ابو فواز
عضو مشارك

هاهو شهر رمضان يلُوح في الأُفق..
أيامٌ قلائل ويحلُّ علينا ضيفٌ لطالما انتظرناه..
ضيفٌ يحمل معه من الطمأنينة والروحانيَّة الشيءَ الكثير..
ضيف يقرِّبنا إلى الله أكثر، يقرِّبنا من الجنَّة أكثر..
فكم يشتاق له القلب، وتحنُّ له الروح!
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].. شهر الخير والغفران..
اختصَّه الله عزَّ وجلَّ بفضل أيامه ولياليه؛ ففيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر..
فيه ((تُفتح أبوابُ الجِنان، وتُغلق أبوابُ النِّيران، وتصفَّد الشياطين))..
ترى المصلِّين في المساجد ركَّعًا وسجَّدًا.. يدعون ربَّهم خوفًا وطمعًا.
تلهَج ألسنتُهم ما بين تلاوةٍ ودعاء.. يسألون ربَّهم العِتق من النار..
الكلُّ يريد أن يستغلَّ الدَّقائق المباركة من هذا الضَّيف قبل رحيله..
فـ((الكَيِّس من دَان نفسَه وعمِل لما بعد الموت)).
فـهنيئًا لمن استعدَّ لهذا الشَّهر المبارك؛ فتزوَّد من الطَّاعات، وتخفَّف من المحرَّمات، وقال: لن يسبِقني إلى الله أحدٌ.
هنيئًا لمن روَّض نفسَه؛ فصبرَت وتصبَّرَت، وخضعَت لربِّها وخشعَت، وتلمَّسَت حالَ الفقراء فمدَّت لهم يدَ العون!
هنيئًا لمن اغتنمَ كلَّ دقيقةٍ مرَّت ولم يُهمِلها!
هنيئًا لمن حصدَ الجوائز العِظام بالفوز بالجنَّة، والعتق من النَّار، واستلم جائزتَه يومَ عِيده!
يا رَب، بلِّغنا رمضان ونحن بأفضل حال.
م/ن