القران الكريم ( اسلوبه)

[ابو عمور]

نزل القران منجما في نحو ثلاث وعشرون سنة على حسب ما يعرض من الحوادث منها ثلاث عشرة سنة في مكة نزل في خلالها ثلاث وتسعون سورة وعشرة بالمدينة بعد الهجرة نزل فيها احدى وعشرون هذه السور الاربع عشرة ومائةتختلف في موضوعهاواسلوبها بختلاف الزمان والمكان والحادث فكان من الحوادث والقضايامانزل فيه الاية والآيات ومنها مانزل فيه السورة. تشتمل السور المكية وهي ثلثا القران على اصول الدين وتشتمل المدنية على اصول الأحكام واصول الدين جماعها الإيمان بالله ورسوله واليوم الاخر وإلا ئتمار بالمعروف والانتهاء عن المنكر وهي امور تتصل بالعاطفة والوجدان فالدعوة إليها والحث عليها يقتضيان الأسلوب الشعري القوي الموثق الفعال بالقلب بقصصه الواعظة وحكمه البالغة وامثاله الساميه ووعده الخالب ووعيده المخيف ولذلك تجد اسلوبها قصير ألاي كثير السجع رائع التشبيه قوي المجاز واما اصول الاحكام من عبادات ومعاملات في موضوع السور المدنية والتعبيرعنها يقتضي الاسلوب المحكم الجزل الهادئ وهدوء البيان يستلزم طول الجمل وتفصيل الاي ووضوح الغرض على أن القران لا يصطنع في التشريع اساليب الفقه ولاتعريفات القانون وانما يسوق الاحكام في معارض الدعاية والهداية لأن قصده الأول انما هو إعلان التوحيد وإظهار الدين وتطهير القلوب من أوضار الضلالة والشرك ...ودمتم بخير.