ماذا يريد الحاسبيون من للغويين .

ذا يريد الحاسوبيون من اللغويين؟
البسومي: دراسة اللغة العربية على نحو يتمكن الحاسوب من فهمها السبيل الوحيد للتقدم في العديد من التطبيقات اللغوية الحاسوبية المتنوعة

1244017628464331600.jpg


استطلاع - د.هند الخليفة
من المعروف أن علم اللغة الحاسوبية هو علم يؤصل له خبراء من الجانبين (اللغة العربية والحاسب الآلي)، فلا يستطيع خبراء اللغة التفرد بهذا العلم لوحده وكذا بالنسبة لعلماء الحاسب. وثمة سؤال يثار في كل مرة يقوم به متخصصي علوم الحاسب الخوض في غمار علم اللغة الحاسوبي (أو ما يطلق عليه أيضا باللسانيات الحاسوبية) وهو: متى ولماذا يحتاج الحاسوبيون الاستعانة بخبرة المتخصصين في اللغة العربية؟
وحتى تتضح الإجابة على هذا السؤال، علينا أولا فهم كيف يعمل الحاسوبيون في بناء تطبيقاتهم الحاسوبية عامة والمهتمة باللغة العربية منها خاصة، لعلنا نمسك بأول الخيط الذي سيقودنا للإجابة على التساؤل المطروح (ماذا يريد الحاسوبيون من اللغويين؟).
من المعروف أنه لبناء أي تطبيق حاسوبي فإن هذا التطبيق يتكون من مدخلات ومخرجات وكذلك معطيات. فلا يستقيم بناء أي تطبيق حاسوبي ما لم تكن مدخلاته معروفة ومعطياته واضحة ومخرجاته سليمة. فعند بناء تطبيقات مخصصة لمعالجة اللغة العربية، لابد من معرفة ما هي المادة التي ستدخل على التطبيق وما هي النتائج المتوقعة مؤطرة بمعطيات ستجعل من نتائج عملية المعالجة تتوافق مع المطلوب. وبالطبع فإن دور المتخصصين في اللغة العربية يظهر جلياً في كل مرحلة من مراحل بناء التطبيق الحاسوبي بدءاً بإعداد المدخلات وتمثيل المعطيات وانتهاء بقياس المخرجات.
هذه النظرة الشمولية لدور متخصصي اللغة العربية في المساهمة في بناء تطبيقات حاسوبية، لا يهمش الأدوار والوظائف الأخرى التي يمكنهم الاضطلاع بها. وحتى تتبين هذه الوظائف قمنا بطرح استفتاء على مجموعة من المتخصصين والمهتمين في مجال الحاسب الآلي للإجابة على سؤال (ماذا يريد الحاسوبيون من اللغويين؟). وبناء على الإجابات التي تلقيناها من العينة المستهدفة، حاولنا إيجاد أنماط مشتركة في هذه الإجابات بحيث يمكن تشكيل إطار تتبلور فيه احتياجات الحاسوبيين من خبراء اللغة والتي لخصناها في النقاط الأربع التالية:
1- فهم كيف تعمل اللغة العربية، أي فهم آلية النظام اللغوي، وبالتالي توظيف اللغة العربية كأداة ممكنة للحوسبة. فكما قال حسين البسومي "إن دراسة اللغة العربية على نحو يتمكن الحاسوب من فهمها والتعامل معها على جميع مستوياتها هو السبيل الوحيد للتقدم في العديد من التطبيقات اللغوية الحاسوبية المتنوعة، مثل: برنامج التعرف الآلي على الصوت، وبرنامج تحويل النص المكتوب إلى منطوق، وكذلك تقنيات التحليل الصرفي والنحوي والدلالي، وما يؤسس عليها من برامج تخدم الفهرسة والتصنيف والاختصار والعنونة والترجمة... " من مقالة بعنوان "حوسبة اللغة العربية... ضرورة علمية وثقافية"، مجلة المجتمع.
2- التعريب وترجمة المصطلحات الحاسوبية العربية وبناء المعاجم والمدونات:
يعاني المتخصصون في مجال الحاسب الآلي من عدم وجود معجم موحد للألفاظ الحاسوبية أو في بعض الأحيان لا يوجد حتى رديف عربي لمعظم الكلمات. وعليه فإن بناء قواميس ومعاجم متطورة من الإنجليزية للعربية والعكس لجميع المصطلحات العلمية المستخدمة في مجال الحاسب، يضاف إلى ذلك حاجة الحاسوبيين إلى مدونات عربية (Corpus) مهتمة بجمع مجموعة كبيرة من النصوص بمختلف استعمالاتها وخلال مراحل زمنية معينة، ستساعد في قيام بعض الأبحاث والدراسات المتطورة.
كما أشارت مجموعة من إجابات المتخصصين إلى ضرورة القيام بترجمة الكتب المتخصصة في الحاسب والمساعدة في مراجعة التراجم للتأكد من سلامة اللغة وسلاستها.
3- التقويم والمراجعة:
تقييم المنتجات الحالية وبناء الاختبارات المناسبة لقياس جودتها ومراجعتها.
4- طرح المشكلة تبدأ من اللغويين:
هل لدى الخبراء والمتخصصين في مجال اللغة العربية أية مشاكل أو أفكار يمكن تحويلها إلى تطبيقات محوسبة للغة؟ يرى متخصصو علوم الحاسب أن بناء أي تطبيق حاسوبي يعالج أو يتناول اللغة العربية يبدأ من مشكلة، والمشكلة في الغالب يطرحها اللغويين. لذا علينا إعادة صياغة السؤال ليكون (ماذا يريد اللغويون من الحاسوبيين؟).
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى