اشعارات

مذكـــــرات آمال و آلام

...حيــــــاتي...



السيرة الذاتية لــ آمال و آلام


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..

...أما بعد...

هذه قصتي أنا الشاب/ وائل محمد سأرويها لكم منذ ولادتي إلى أن أصبحت في الثالثة والعشرين من عمري...
بدأت حياتي وليد السبعة أشهر خرجت إلى الحياة طفلا ناقص الأعضاء وكنت تحت رعاية الله وحفظه وبين يدي والداي العزيزين حيث كانت ولادتي متعسرة في الوقت ذاك مما سبب لي نقص في الأكسجين مع تشنج في الأطراف السفلى فلاحق ذالك شلل تشنجي حيث أن المستشفى كان في بداية التأسيس حيث كانت لا تتوفر لديه بعض الإمكانيات...
أكملت فترة النمو في مستشفى فرسان العام ولكن شاءت الأقدار أن أكون طفلا حرمته الأقدار نعمة الحركة منذ نعومة أظافره...
بدأت بالحبو وأنا دون الخامسة من عمري وبدأت أعراض الشلل تظهر على قدمي وبدأت رحلة العلاج الطويلة والتنقل من مكان إلى آخر بحثا عن العلاج...
عرضني والدي على مجموعة من الأطباء والأخصائيين قي كل من الرياض والدمام وأبو عريش فتابعوا حالتي عن طريق ممارسة العلاج الطبيعي ثم أرسل والدي تقاريري الطبية خارج المملكة ((مصــر)) فكان الترحيب بالحالة جيدا فذهبنا على الفور إلى مصر وتابعت العلاج إلى أن تقرر لي بعد قترة من المتابعة عمل عملية جراحية في أسفل ركبتي كمحاولة لتثبيت العروق المتقطعة فوافق أبي بعد اطمئنانه بأن نجاح العملية مضمونا والحمد لله...
ولكن كانت رغبتي بأن أجري العملية بين أهلي في مملكتي السعودية فرحب الطبيب بها وتم نقلي إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء العملية...
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

وقد تكللت والحمد لله بالنجاح وهذا بفضل الله تعالى ثم جهود والداي العزيزين والمتابعة الجيدة من المتخصصين في المستشفى وبعد ذلك عدت إلى مصر بناءا على طلب الطبيب لمتابعة العملية والإشراف عليها حيث
طلب الطبيب من والدي باستمرار المراجعة كل ثلاثة أشهر فوافق على أنه لن تطول المتابعة أكثر من سنة ولكنها طالت وكانت ظروف والدي الخاصة لا تهيئ له السفر كل ثلاثة أشهر علما بأن المراجعة كانت على نفقته الخاصة مما أدى ذلك إلى إغلاق الملف الخاص لي هناك وبالتالي إنتهاء المتابعة...
وبحمد الله تمكنت بعد فترة من المتابعة من الوقوف والمشي على قدمي ولكن مفقودة التوازن وكان ذلك في السابعة من عمري...
ولم تقف علي حالتي لتكون عائقا في سبيل تعليمي فقد التحقت بمؤسسة رعاية الأطفال المشلولين بمحافظة الطائف فدرست وتعلمت الكثير وكونت العلاقات الجميلة وسط مجتمع مغلق مع استمرارية العلاج وقد وصلت معهم إلى الصف الرابع الإبتدائي تحت رعاية واهتمام خاص من ولاة الأمر وحكومتنا الرشيدة حفظها الله
وكان الصف الرابع هو نهاية المسيرة في حضن هذه المؤسسة رغم أنني لم أكمل المرحلة الابتدائية ويعود ذلك إلى تأخر انضمامي لمراحل التعليم نظرا لظروفي الخاصة حيث أن المعهد يعيش في مجتمع مخلوط من الذكور والإناث من ذوي الإحتياجات الخاصة على اختلاف حالاتهم وكذلك النساء المعلمات والخادمات فلن استطع الإكمال كبر سني المعتاد والموضوع في أساسيات المعهد وكان ذلك في الرابعة عشر من عمري...
فسائني جدا فراق هذه المؤسسة وذكرياتها الجميلة مع أصدقائي ومعلماتي الاتي كن بمثابة الأمهات لنا ذلك الفراق الذي لم يكن متوقعا والذي كان صدمة مؤلمة لي ولكن هذه سنة الحياة ولا بد أن لكل بداية نهاية...
عدت إلى أهلي في مسقط راسي جزيرة فرسان لأواصل حياتي وانعم بحضن والداي العزيزان...
سأخرج عن إطار الحياة العلمية والعلاجية لأتحدث في صفحات أخرى من حياتي...
بعد أن عدت وسط أهلي كان الوضع الجديد صعبا بالنسبة لي من عدة جهات منها طريقة التعليم من مكان إلى آخر وطريقة عيش الناس واختلاف أطباعهم وطرق تفكيرهم فلم استطع التكيف مع هذه الظروف نظرا للواقع الجديد ذا الأفق الواسع بعد أن كان مجتمعي مغلق فكنت اعتبر

 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

نفسي ضيفا في جزيرتي وبين أهلي لأني لا اعرف فيها أحدا إلا القليل وقد كان والدي يلح علي مرارا بالخروج إلى الناس والتعرف عليهم وتكوين العلاقات كسابق عهدي فلم ارغب في بادئ الأمر لما كان ينتابني من الخوف أنني لن أكون مقبولا من مجتمع الجزيرة ولكن بعد تفكير طويل أدركت أن كلام والدي وطلبه إلي أساسا من أساسيات الحياة...
فخرجت خارج المنزل لأتعرف على أهل حارتي الصغيرة ولكني لم أشعر بمتعة ما أفعله لإختلاف الجو من حولي من حيث كثرة العدد الذي كنت لا استوعبه من البشر مع تغير اللهجة التي كنت لا أفهم الكثير من مصطلحاتها لأن لساني قد أخذ على حديث المدينة وازدادت معارفي حين التحقت بالدراسة مجددا في فرسان وكانت خيرة الشباب الذين تعرفت عليهم تعرفت عليهم في ساحات المدرسة من خلال تبادل الحوار والمجالسة اليومية على مقاعد الصف وكان هذا النوع من الشباب ليس لهم أي احتكاك بالعالم خارج أسوار المدرسة فكيفت نفسي على وضعهم فجالست المنزل ولا أخرج منه إلا لقضاء حاجة أقضي وقتي قارئا للكتب المدرسية ممارسا لبعض الهوايات التي أتمتع بها مشاهدا التلفاز وكانت حياتي محصورة ما بين البيت والمدرسة والمستشفى لممارسة العلاج الطبيعي.. متنقلا من عش إلى عش إما لبيت جدتي أو بيت أعمامي أو بيت خالتي التي كانت خلال سكنها في الطائف إي قبل انتقالها إلى فرسان تأتي إلي إلى المؤسسة لتصحبني معها إلى بيت جدي حاملتني على طهرها الذي لو نطق لكان حكى عنها وعن قلبها الكبير الذي كان يغمرني حبا وحنانا ذاهبة بي إلى البيت لأجد فرحا أكبر وسعادة أغمر.
فلم يعجبني وضعي في التنقل من منزل لآخر وأردت التغير من هذا الوضع بالمخالطة مع الناس فتمكنت من ذلك وكان يتبين لي أنهم شباب طيبون ولكن كان البعض عكس ذلك تماما كانت تشتعل بينهم الغيرة كل واحد يريد الإنفراد بصديق وحده وأنا واقف وحائر ومتعجب من تصرفاتهم وقد كان الشاب {ألأمرد} كنز ثمين لمن يتمكن من الحصول عليه ويصبح يباهي به أمام الناس وقد يتصرفان كعشيقين في أيام الخطوبة فرجعت إلى وضعي السابق ملازما المنزل مما أثر ذلك في نفسي عند ما يطغى جانب الجمال الفاحش على أخلاق الإسلام وقيمه السامية التي تأمر بمحبة الأخ لأخيه المسلم والحرص على الجليس الصالح وطيب الحديث وأنا في فقدان كل ذلك أعيش حزينا فاتحا لليأس طريقا للسيطرة على قلبي وعقلي لأني لا أجد من يفهمني يحس بما أحس به ويهون علي ويعيد إلي الأمل بأني سؤصبح في يوم مثله ولو من باب المجاملة مما أدى

 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

إلى هبوط مستواي العلمي لأني لا أجد إلا الكتب أمامي هي التي لا يمكن أن تختفي من أمامي حتى في يوم إجازتي أجد نفسي مضطرا إلى أن أقرأها مما سبب لي الملل وعدم الرغبة قي فعل إي شيء يذكر...
فلم أجد حلا لطريقة عيشي إلا الرضا بما كتبه الله لي ولا أحاول الإنشغال إلا بالعلم وقد كنت متفوقا في دراستي حائزا على المراتب الأولى ومساهما في النشاطات المدرسية ومكرم ومحبوب من قبل منسوبي المدرسة...
وبالطبع بأن كل شخص في حياته يمر بظروف لا يستطيع التحدث بها مع والديه وإخوته ويريد شخصا يشكي له ما يمر به يشاركه همه وفرحه فلم أحس إني استطعت تحقيق ذلك كما كنت أريد حيث أن الهاتف الجوال كان المصدر الأول والحل الأول الذي يمكن أن أبث منه همي ليسمعني من أتحدث إليه وبالقليل النادر إذا كان يأتي ليتحدث لي وجها لوجه إما لبعد المسافة بيني وبينه حيث أنه لا يزال هناك تواصل بيني وبين أصدقاء الطفولة والدراسة في محافظة الطائف الذي مر على فراقهم قرابة التسع سنوات ولم أرى منهم أحدا حتى الآن وإما قي نفس الجزيرة يتحجج بحجج واهية ليس لها تبرير مقنع ومنها قولهم أن منزلك بعيد علما بأننا نعيش في جزيرة ومن المعروف بأن الجزيرة قد لا تكون كبيرة وكثيرة الشوارع التي يصعب الوصول من خلالها إلى غرض ما ومن هذه الحجج هي أنه لا يمتلك السيارة التي يستطيع أن يحملني بها قولا منه بأنه لا يريد أن يتعبني ويشق علي عند ما أقوم بالسير معه علما ويقيننا منه بأنني أستطيع ذلك وكان يراني بعينه أجول في الشوارع وقت ما أريد ذلك ولكن وجود السيارة أصبح شيئا أشبه بالمرض في هذه الجزيرة وخصوصا عند الشباب فإن الذي يمتلك سيارتا يعيش فرحا لكثرة محبيه الذين يكثرون من حوله ويواعدونه للذهاب معه للتجوال وتكثر عليه الإتصالات الواردة للسؤال عنه حرصا منهم للوصول إليه والإستفادة مما يمتلك...
أنا لا أقول أنني لا أخرج ولا أذهب مع رفقاء بل أذهب ولكن تكون علاقات سطحية من خلال ساحات المدرسة التي تضج ساحاتها بالكثرة أو سلام في وسط شارع أو مسجد رغم محاولتي المستمرة في الوصول إلى قلب الشخص المناسب ولكن يأبى القدر أن يمنحني ذلك ولم أعرف ما هو السبب لماذا لم أستطع تحقيق هذا الحلم؟ هل هو تقصير أم أن حالتي الصحية تلعب دورا في ذلك؟؟
فالجواب مجهولا ويحتاج إلى بحث...



 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

ويزداد حزني عند ما أذهب إلى مكان ما وأجده خاليا من الناس بعد ما كان ممتلئا وكل قد ركب سيارته أو دراجته النارية ومعه أصدقاؤه وأخذوا يجولون في الشوارع وأنا عاجز عن فعل ما يفعلون لا أستطيع القيادة لأجول مثل ما يجولون ولا دراجة لألعب مثل ما يلعبون ولا وسيلة أقضي بها حاجتي بالرغم أن والدي وإخوتي لا يعجزون عن خدمتي ولكني أحب الإعتماد على نفسي فأذهب مشيا على قدمي دون تفكير بعناء التعب وخطورة الطريق أو كلام المارة الذين يقفون ويأخذونني ويذهبون بي حيث أريد وقد يبادلوني الحديث لماذا أذهب مشيا ؟ لماذا لا انتظر؟ فأقول أحب الإعتماد على نفسي أتظاهر أمامهم بالسعادة لما أفعل وفي داخلي شيء من الحزن لا أظهره لأي شخص خوفا بأن ينظروا إلي بنظرة الشفقة أو يتعرضوا بالإساءة إلى والدي إلى غيره من الأمور التي لا تذكر...
ولكن الحمد لله على كل حال سبحانه قدر لي كل شيء فأحكم قدره.. ولكن سعادتي الحقيقية تكمن في تحقيق حلمي الذي أعتبره طفولي رغم كبر سني وهو أن تصبح أقدامي غزالا وأن أجري مع صحبي نملأ الدنيا ضجيجا وشغب فمتى تصبح أحلامي صدقا لا محالة ؟ ومنى أجري كما تجرون في كل طريق وعلى الكف زغاريد اللهب متى سؤصبح قادرا على الإعتماد الكلي على نفسي علما بأني وفي يوم الثلاثاء 26/5/1427هـ أجريت عملية جراحية قي الحوض وفي أسفل الركبتين في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة على يد د/ عبد الظاهر ساعاتي وها أنا الآن أتمتع بنجاح العملية شيئا فشيئا وقد أنهيت هذا العام مرحلة الثانوية العامة وأنا على مشارف الوصول إلى المرحلة الجامعية بعد الإنضمام إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية{قسم الإعـــلام} أصبح حلم الدراسة طوال هذه السنين في خطوات على طريق التحقق وسأعود مجددا إلى الدخول إل السكن الحكومي وأنا واثق بأنه لم يكن بالشيء الغريب وسأستطيع التكيف بسرعة مع الجو السكني لأنه شيء ليس بالجديد بالنسبة لي...



ولكن حصلت لي ظروف سأرويها
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

...ماســــــاه جامعــــية...




بعد أن أنهيت المرحلة الثانوية قررت مواصلة الدراسة والالتحاق بالجامعة وكنت شغوفا بدراسة الإعلام ذلك الحلم الصاعد معي منذ دخولي المرحلة الثانوية ورغم ظروفي الصحية إلا أني كنت مصمما لمواصلة دراستي وتحقيق حلمي..
وما إن بدأت صفحات الإنترنت تستقبل بيانات التسجيل سارعت للتسجيل فسجلت في جامعة جازان بداية لأنها هي الجامعة الأقرب بالنسبة لي ورغم أنها لا تحتوي على قسم إعلام ولكن من باب الاحتياط خشية إني لم أقبل في أي جامعة أخرى ومن ثم سجلت في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ومن ثم انتقلت إلى جامعة الملك سعود بالرياض وسجلت بها بيانات جديدة أيضا وكنت بانتظار رسائل نصية لموافاتي بمواعيد الحضور للجامعة ثم أخذت أتجول في صفحات الجامعات ابحث واستطلع كيف هي ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعات وفي جامعة جازان لا توجد أي تفاصيل بخصوص هذه الناحية فانتقلت إلى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وإذ بي أقرأ بأن هناك عناية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وكل ما يحتاجونه متوفر من خدمات سكنية ووسائل نقل مريحة وغيره من الخدمات مقابل رسم مادي يدفعه الطالب الملتحق بالجامعة وكانت المادة لا تهمني لأنها ميسورة ولله الحمد فشعرت بالفرح مما قرأته وأزداد حماسي للتقديم والدراسة وكنت راسما في مخيلتي بأنني سأعيش براحة وسأستعيد أيامي التي قضيتها سابقا في مركز رعاية الأطفال المشلولين بالطائف وربما التقي بإخواني في المركز الذين لم أرهم منذ أن غادرتهم قبل تسع سنوات تقريبا وسأعيش في جو عائلي ممتع في جو يعيشه أشخاص معاناتهم واحدة وهمهم واحد يحس كل منهم بأخيه لأنه يعيش معاناته ويعرفها فحدثت أهلي بما قرأته وقد عرض علي جدي الالتحاق بجامعة الطائف والعيش عنده فرفضت رغبة في الحرية والاعتماد على النفس وشدة رغبتي في العيش في الأجواء السكنية في جامعة جدة وقد قلت لهم إنني سأذهب للدراسة في كلية الإعلام فوقفوا جميعا في وجهي وبصوت واحد{لا يا وائل لا} لا تدرس إعلام فإنه تخصص غير مرغوب فيه ووظائفه صعبة وليست متوفرة وانظر إلى فلان تخصص ولم ينجح وانظر إلى فلان قد انتهى وحتى الآن لم يوظف وانظر إلى هذا الذي يقول بأنه قد شعر بالندم بعد دخوله كلية الإعلام وأخذ كل منهم يقترح ويختار لي ماذا سأدرس وما هو الشيء المناسب ذا الوظيفة المضمونة فمنهم من
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

يقول لي فالتلتحق بكلية الحاسب الآلي تخصص جميل ومرغوب به في الساحات الوظيفية ومنهم من يقول لي لا لا يا وائل فالتدرس English‏ فهو تخصص سهل وجميل ودراسته سهلة وهو أقرب للتوظيف من غيره من التخصصات ومن يقول لي الأفضل أن تدرس إدارة واقتصاد ومن ثم تتوظف في إحدى ساحات الإعلام المتعلقة بهذا التخصص ومنهم من يقول فالتدرس تربية خاصة فهي ذات شهادات عالية ورواتبها ضخمة ولها زوايا خاصة في ساحات الإعلام وقال آخرهم وكان أبي فالتدرس لغة عربية فهي طريق للوصول إلى رغبتك..
الكل تحدث وأبدى رأيه وأنا استمع وقد حان دوري لأتحدث فقلت أما بالنسبة إلى الذي درس ولم يتوفق أو لم يحظى بوظيفة أريد أن اسأله أسأله هل دخل برغبته الشخصية؟ أم دخل مجبورا من ذويه وأقاربه؟ أم دخل بمشورة أحد من أصدقائه؟ أم هي تحصيل حاصل تخصص وحيد مفتوح فلندخله؟ فاليجيبني علي هذه الأسئلة لأقتنع بما تقولون..
أما بخصوص التوظيف فأجبت بأنها أرزاق من رب العالمين مكتوبة لأجلها لا يعلمها إلا مدبرها ومصرفها..



أما بخصوص اختيار التخصص الدراسي فإنني لا أرغب إلا بدراسة الإعلام بأصوله وأساسياته وفروعه المتنوعة الواسعة فإن قمت بدراسة الحاسب فكلية الحاسب لا تقبل بطالب يحمل شهادة علوم شرعية وعربية لما تحتويه دراسة المادة من أساسيات علمية لم أقم بدراستها مثلا كالرياضيات‎ ‎‏ ومجال التخصص الـ English‏ فإني لست هاويا لهذه المادة في الأصل فكيف ادرس شيئا لا ارغب به أصلا وإذا درسته فلا أظن نفسي قادرا على التفوق والإنتاج..

أما في مجال الإدارة والإقتصاد أنا أعرف بأنه تخصص جميل وأعلم أنني بدراسته قد أصل به إلى فرع من فروع الإعلام ولكنه سيكون مقتصرا على إدارة الإعلانات وتسويق المنتجات عبر شبكة الإنترنت أو في شاشات التلفاز أو في صفحات الجرائد اليومية وقد لا يكون لي ظهور تلفزيوني عبر الشاشة..
وأما في مجال التربية الخاصة ففرص التوظيف جيدة ومضمونة ولكن في الساحات الإعلامية قد تقتصر على زاوية في الناحية اليمنى في صورة مصغرة أترجم بحركات خاصة معان يتحدث بها من أنقل عنه وبدون أن أحرك شفتاي..

 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

وفي مجال اللغة العربية فشهادة البكلريوس قد تقتصر على أن أصبح مدرسا في إحدى المدارس فالتحضير لدراسة الإعلام قد يتطلب مني التحضير لشهادة الماجستير وقد يتأخر التعيين بشهادة البكلريوس لمدة سنة أو سنتين وبذلك تضيع دون أن أنتج أو أحقق شيئا وإذا حصل لي التعيين فالتحضير يتطلب دراسة أخرى لمدة سنتين ووقتها لا ادري لعل ظروفي الخاصة وظروف إعاقتي قد لا تهيئ لي ذلك وبذلك قد لا يتحقق الحلم..
ومع هذا التوضيح والإسراد لم يقتنع أحد ووصفوني بالعناد وعدم المبالاة وعدم تقبل النصيحة ثم قالوا لي لك الخيار والحرية..
ثم انتظرت فترة طويلة بانتظار رسالة نصية لجوالي توافيني بموعد الحضور حتى جاء ذلك اليوم الذي استقبلت به الرسالة الأولى من جامعة الملك عبدالعزيز توافيني بأن موعد حضورك سيكون في١٨/٧/١٤٢٨هـ فشعرت بفرحة عظيمة وفي اليوم التالي أتتني رسالة أخرى من جامعة جازان تبارك لي القبول في كلية المجتمع وبأن علي الحضور بتاريخ١٧/٧/١٤٢٨هـ فشعرت بفرحة أخرى وحمدت الله الذي فتح لي أبواب الخير وعوضني بصبري وطول انتظاري وبعد أيام وافتني جامعة الملك سعود بالرياض برسالة تبارك لي القبول في الجامعة وتطلبني للحضور في الموعد المحدد بتاريخ٦/٨/١٤٢٨هـ ولكن مع كل هذه السعادة فأقول يا فرحة ما تمت بقي علي الآن أن أقرر إلى أين سأذهب والتحق..
بدأت ساعات الصفر وبدأ الحديث معي بسؤال واحد هي
إلى أين تريد أن تذهب للدراسة فسكت قليلا ثم قلت أريد الذهاب إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فقالوا لي لا لن تذهب إلى جدة بل ستذهب إلى جامعة جازان هي الأقرب بالنسبة لك ولنا وسنكون مطمئنين عليك لأنك ستكون برفقة أخيك سيساعدك ويقف إلى جانبك فقلت لهم إن جامعة جازان قد اختارت لي كلية المجتمع وهذه الكلية تخصصاتها محدودة ولا تناسبني فقسم الأشعة أو العلاج الطبيعي أو المختبرات لست أهلا لها لظروف إعاقتي التي لا تساعدني أن اعمل في هذه التخصصات لأنها تحتاج إلى أشخاص أصحاء جسميا فقالوا طيب فالتدرس إدارة أعمال ومحاسبة فقلت إنها تمنح شهادة الدبلوم وأنا اطمح بأن أحصل على شهادة البكلريوس وليس بها قسم إعلام الذي اطمح لدراسته فقالوا فالتنتظر موعدك في جامعة الملك سعود بالرياض لتدرس عند أخيك أحمد فقلت لا أريد إلا جامعة جدة لأني لو درست عند أحمد في الرياض فنحن







وفي مجال اللغة العربية فشهادة البكلريوس قد تقتصر على أن أصبح مدرسا في إحدى المدارس فالتحضير لدراسة الإعلام قد يتطلب مني التحضير لشهادة الماجستير وقد يتأخر التعيين بشهادة البكلريوس لمدة سنة أو سنتين وبذلك تضيع دون أن أنتج أو أحقق شيئا وإذا حصل لي التعيين فالتحضير يتطلب دراسة أخرى لمدة سنتين ووقتها لا ادري لعل ظروفي الخاصة وظروف إعاقتي قد لا تهيئ لي ذلك وبذلك قد لا يتحقق الحلم..
ومع هذا التوضيح والإسراد لم يقتنع أحد ووصفوني بالعناد وعدم المبالاة وعدم تقبل النصيحة ثم قالوا لي لك الخيار والحرية..
ثم انتظرت فترة طويلة بانتظار رسالة نصية لجوالي توافيني بموعد الحضور حتى جاء ذلك اليوم الذي استقبلت به الرسالة الأولى من جامعة الملك عبدالعزيز توافيني بأن موعد حضورك سيكون في١٨/٧/١٤٢٨هـ فشعرت بفرحة عظيمة وفي اليوم التالي أتتني رسالة أخرى من جامعة جازان تبارك لي القبول في كلية المجتمع وبأن علي الحضور بتاريخ١٧/٧/١٤٢٨هـ فشعرت بفرحة أخرى وحمدت الله الذي فتح لي أبواب الخير وعوضني بصبري وطول انتظاري وبعد أيام وافتني جامعة الملك سعود بالرياض برسالة تبارك لي القبول في الجامعة وتطلبني للحضور في الموعد المحدد بتاريخ٦/٨/١٤٢٨هـ ولكن مع كل هذه السعادة فأقول يا فرحة ما تمت بقي علي الآن أن أقرر إلى أين سأذهب والتحق..
بدأت ساعات الصفر وبدأ الحديث معي بسؤال واحد هي
إلى أين تريد أن تذهب للدراسة فسكت قليلا ثم قلت أريد الذهاب إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فقالوا لي لا لن تذهب إلى جدة بل ستذهب إلى جامعة جازان هي الأقرب بالنسبة لك ولنا وسنكون مطمئنين عليك لأنك ستكون برفقة أخيك سيساعدك ويقف إلى جانبك فقلت لهم إن جامعة جازان قد اختارت لي كلية المجتمع وهذه الكلية تخصصاتها محدودة ولا تناسبني فقسم الأشعة أو العلاج الطبيعي أو المختبرات لست أهلا لها لظروف إعاقتي التي لا تساعدني أن اعمل في هذه التخصصات لأنها تحتاج إلى أشخاص أصحاء جسميا فقالوا طيب فالتدرس إدارة أعمال ومحاسبة فقلت إنها تمنح شهادة الدبلوم وأنا اطمح بأن أحصل على شهادة البكلريوس وليس بها قسم إعلام الذي اطمح لدراسته فقالوا فالتنتظر موعدك في جامعة الملك سعود بالرياض لتدرس عند أخيك أحمد فقلت لا أريد إلا جامعة جدة لأني لو درست عند أحمد في الرياض فنحن

 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

مضطرين إلى التأجير وسأكون في منزل صغير وكذلك ستكون طريقة تنقلنا إلى الجامعة صعبة لاختلاف جداولنا وأوقات محاضراتنا ففهموا عكس ما أريد أن أوصله لهم بل قالوا انك لا تريد أن تعيش مع إخوانك ولا تريد الاختلاط بهم ووو...الخ..من الكلام الذي لا يحتمله من يسمعه..
وأنا والله لم أكن أقصد ما كانوا يتحدثون به بل كان قصدي أن جامعة جدة وحسب ما قرأته في شبكة الإنترنت أنها مجهزة ومهيئة بكل ما يحتاجه المعاق من مسكن ووسيلة مواصلات توصله إلى مقر المحاضرة بسهولة وفي وقت قصير وسأعيش في السكن في جو عائلي سأجد فيه السعادة وأنا أعاشر إخوانا ظروفي هي ظروفهم همنا واحد وحالتنا واحدة وهدفنا واحد هو الحول على الشهادة في جو أكاديمي نملؤه سعادة وفرح يشعر كل منا بغيره إضافة إلى أني كنت أريد الاعتماد على نفسي وبدون أن أشغل أحدا بهمي أو أحس بأنني ثقيلا على أحد ما وهذا هو ما قصدته في حديثي السابق مع أهلي وهي الفرصة الوحيدة المتاحة أمامي ولو أني انتظرت إلى موعدي في جامعة الملك سعود في الرياض فقد لا أحضى بالقبول النهائي وبذلك أكون قد أضعت على نفسي كل شيء وخسرت هذا الترم الدراسي الأول بانتظار موعد جديد للتسجيل

وكنت متحمس لذلك اليوم الذي سأذهب فيه إلى جدة حتى أتى ذلك اليوم المنتظر..
ذهبت بصحبة أخي الكبير أحمد وأخي الأوسط علي إلى جدة لإنهاء إجراءات القبول وأنا تملؤني السعادة والفرحة حتى وصلنا إلى الجامعة وكان مقر المقابلة في مبنى رقم ١٢٥ وبعد دخولنا دهشت بما رأيته من مساحة الجامعة الكبيرة ومبانيها الكثيرة والمترامية وأخذنا نبحث عن المقر المطلوب حتى تمكنا من العثور عليه فدخلناه وكنت أشاهد عددا من القاعات التي كانت أشبه بفصول الدراسة سابقا وكيف كانت كل قاعة في المبنى تضج بعد كبير من الطلاب المستجدين فدخلت في قاعتي المخصصة للموعد المقرر لي وهو الساعة الثامنة صباحا فكل قاعة لها وقتها وكان مقري هو أول المقرات خدمة فدخلت ومي أخي الأكبر أحمد فجلست في مقدمة الصف وكان عدد الأشخاص تقريبا٧٠ طالبا وأنا أتلفت يمنة ويسرة أبحث عن أحد من ذوي الاحتياجات
الخاصة فلم أجد إلا نفسي بينهم وقلت ربما يكونوا في قاعات أخرى ثم طال بنا الانتظار حتى دخل علينا أحد منسوبي الجامعة يأمرنا بتجهيز أوراقنا وترتيبها استعدادا للصعود إلى قاعة القبول والتسجيل في الدور الثاني فسألته عن هل هناك عناية بذوي الاحتياجات الخاصة؟ فأجاب واثقا
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

نعم وفجأة أقبل علي أحدهم وسألني هل أنت الذي تريد التسجيل؟ فقلت نعم أنا! فقال أعطني ملفك وسأقوم أنا بخدمتك فالتسترح ولكن بأي كلية تريد الالتحاق؟
فقلت كلية الإعلام فقال لي نعم فشعرت بفرحة عظيمة وما هي بدقائق معدودة إلا ويقبل علي مجددا ليسلمني بطاقتي الجامعية ودفتر البنك لأفتح حساب الجامعة فشكرته فعرفني على نفسه وقال أنا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي تحمل تخصصك وقد سررت بخدمتك والله يبارك لك ويفتح عليك فشكرته ثم قلت له بقي علي الآن التسجيل في الوحدة السكنية فأرسلني إلى أحد من الأشخاص وكلفه بتولي هذه المهمة فذهب معه أخي أحمد وتركني في القاعة خشية أن أشعر بالتعب وأخذا يتبادلان الحدث وأخذ أخي يسأله عن الوضع السكني فقال له إنه مهيأ بكل ما يحتاجه بل توجد هناك أندية ومسابح يستطيع الاستمتاع بها إضافة إلى خط هاتفي يستطيع به الاتصال على المغسلة أو المطعم وستكون في خدمته على الفور وأعطاه إستبانة ليكتب بها هواياتي ورقما هاتفي أتصل به لمتابعة التسجيل السكني ثم عدنا إلى السيارة من جديد وفي السيارة أخذنا بالاتصال بالرقم فحدثنا رجل فقال له أحمد: إنني مرسول إليك من....بخصوص تسجيل أخي المعاق فقال نعم وستكون له الأولوية عن غيره فما عليه سوى الحضور مع بداية السنة وفي أول يوم دراسي ليدفع الرسوم السكنية فقال له أحمد:وكم هي الرسوم السكنية؟ فقال له:يدفع الطالب الملتحق بالوحدة مبلغ١٥٠٠ريال ١٠٠٠للسكن و٥٠٠تكون تأمينا على الممتلكات الموجودة بمقره تعاد له في حالة سلامتها وخلوها من العيوب...
فانطلقنا في طريق العودة وبين يدي حقيبة الجامعة وقد كانت تحتوي على كتيبات تعريفية عن الجامعة ثم أخذنا نطمئن الأهل بالقبول وبدأت الاتصالات الهاتفية تتوالى للتهاني وكان المتصل يقول مبروك عليك القبول فأشعر بسعادة كبيرة وعندما يسألني مالتخصص الذي اخترته قلت الإعلام فقال لي{وع وع} فأشعر بإحباط كبير جدا بسبب عدم تقبل الجميع لهذا التخصص ولكني كنت أقول لهم إنها رغبة شديدة وسترون كيف أني سأبدع وسأصبح نجما صاعدا بإذن الله وإن غدا لناظره قريب...
عدت مرة أخرى إلى جزيرة فرسان وسعادتي لا توصف وأحكي بما دار في الجامعة وما هي التساهيل التي فزت بها وإني بإذن الله سأشعر بالراحة التي هي أساس حصولي على الشهادة العليا التي أتشرف بحملها لأرفع بها رأسي ورأس أبي وأمي وعائلتي وأد لهم الجميل الذي صنعوه معي طوال هذه السنين وأعلم أنه قليل في حقهم..


 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

لقد توارد خبر قبولي في الجزيرة وأخذت أستقبل التهاني وكل يناديني أيها الإعلامي الصاعد قريبا سننظر إليك في شاشة التلفاز تذيع لنا الأخبار ومنهم من يقول: أول ما يأتي تعينك فأكون أول شخص تستضيفه ويسألوني كيف كانت مراحل التقديم السابقة فأحكي وابتسامتي لا تفارقني فيشعرون بما أحس به من السعادة ويباركون لي هذا الكفاح وهذا الجهد المبذول...
أنقضت الإجازة يوما بعد يوم وفي كل أمني نفسي وأحلم بالحصول على الشهادة وأتمنى انقضاء الإجازة كي أذهب إلى الجامعة التي كان في مقدمتها دخول السكن الجامعي والتعرف على عائلتي ومجتمعي الجديد وكان إخوتي يوصونني باحترام زملائي والحرص على نظافة غرفتي وملابسي والاقتصاد في المأكل والمشرب وغيره من التوصيات وأنا أقول نعم نعم..
وعندما شاهد أبي حماسي وشدة رغبتي تحمس والدي وقرر الذهاب معي بنفسه لكي يرى بعينه ما كنت أحكي عنه وليطمئن نفسه علي ويعرف ماهية وضعي الجديد حتى حان موعد السفر..وعندها بدأت

...المـأســـــــــاة...
ساكمل فيما بعد
كونو في انتظاري ...



 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

[align=center]
الأخ الكريم .. آمال وآلام

لا أخفيك سراً وأنا أقرأ قصتك ومشوار حياتك

الذي بجد احييك على هذا الإصرار وقوة العزيمة

التي ليست بغريبة من ذوي الاعاقة ،

عادت بي الذاكرة لأرى شريط ذكرياتي أيام الدراسة

الجامعية .. نفس السيناريو تقريباً ..مع بعض الاختلاف

هنيئاً لنا بك ..

انتظر البقية بشغف ..


إلى الآن أقرأ وأنا مسرورة بماخطته يدك هنا .

إلاّ أنني اخشى أن أقرأ مايؤلم خاصة بعد ما عنونت

القادم بــ ( المأساة ) :(
[/align]
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

أحييك على اصرارك و قوة العزيمه
انتظر باقي القصه خيو
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

[align=center]
اخي امال ولن اقول الالم بل اقول الامل
علق املك بالله وثق بأنك لن تخسر
مهما صادفك من مصاعب والم
دعواتي لك بتوفيق
وننتظر البقيه
بلاتأخير
[/align]
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

في صباح يوم السفر وفي يوم الجمعة منع السفر من فرسان إلى جازان لسوء الأحوال الجوية وكانت رحلتي من جازان إلى جدة في تمام الساعة الخامسة والنصف عصرا ولم يسمح بالسفر إلا بعد صلاة الجمعة وبالعبارة التي تقلع من فرسان في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا وتصل إلى شاطئ جازان في تمام الساعة السادسة مساء وبذلك فإن الرحلة ستفوتني ويجب علي البحث عن حجز آخر فذهبنا مع العبارة ووصلنا إلى جازان وذهبنا مباشرة إلى المطار للحجر على أقرب
رحلة وقد حصلنا على مقعد انتظار لرحلة الساعة الثانية والنصف صباحا فحجزنا..






ثم ذهبنا إلى أحد الأقارب وأقمنا عنده وأنا كلي قلق بأن لا تتأكد الرحلة وبذلك يتأخر حضوري للجامعة فطرأ في بالي سؤالا مهما لم استفسر عنه مسبقا وهو أين توجد الوحدة السكنية وكيف سأنتقل إليها؟ فقمت فورا بالاتصال على إدارة الإسكان بالجامعة فخاطبني السنترال فسألته فأجاب: أنت لا عليك فالتأتي أولا للجامعة ولتنهي إجراءات السكن وتدفع المبلغ ومن ثم يقوم باص الجامعة بحمل الطلاب إلى الوحدة السكنية فالتطمئن ولا تقلق فطمأنيت وبقي لي هم آخر هو توكيد الحجز لجدة وبينما كنت جالسا في الشقة وإذا بي أتذكر صديقا تعرفت عليه عن طريق رسالة Bluetoothقد قمت بتوزيعها مسبقا وهي تحتوي على مجموعة من الأحداث التي صادفتني فقمت بطبعتها في هاتفي ووزعتها ووضعت عليها رقم هاتفي تكون لي فرصة في كسب صداقات جديدة ومتفرقة ولأعرف ردود وانتقادات قد تساعدني في تطوير موهبتي وتحسينها مثل هذه التي بين يديكم فصادفت أن وصلت لهذا الصديق الذي قد هاتفني بعد الانتهاء من قراءة الملاحظة وعرفني بنفسه وقال لي إنه قريب مني وهو يعمل في مطار جازان وقد تواعدنا باللقاء فكانت لي فرصة بأن أتعرف عليه أولا وليساعدني في الحصول على حجز مؤكد على الرحلة المنتظرة..
فهاتفته على الفور وأخبرته بأنني موجود في جازان ولدي مشكلة قصيتها عليه فقال لي: سنتقابل في المطار بإذن الله وما هي بساعات إلا وحان موعد الحضور إلى المطار فاتصلت به وأخبرته بأنني ذاهب إلى المطار فقال وأنا سألحق بك حالا انتظرني..
وحين وصلنا للمطار وما هي بدقائق انتظار إلا وهل علي بوجهه الكريم الذي رأيته لأول مرة في ذلك الوقت فسلم علي وعلى والدي ورحب بنا ثم ذهب ليكمل إجراءات السفر وبالفعل قد انتهت وتمكنا أخيرا من صعود الطائرة فودعته على أمل بلقاء جديد في مناسبة أجمل بإذن الله...
صعدنا على متن الطائرة وأنا أناظر السحاب وأرسم في مخيلتي صورة لي في أسوار الجامعة لقطة بقاعة ومشهد بجمعة وصورة بغرفتي






الخاصة وخزانة ملابسي وأشاهد نفسي في صالة النادي الرياضي أتدرب وغطسه في مسبح كل هذا الفيلم الرائع رسمته وأنا أناظر السحاب وفجأة وإذا شخص بجواري يحدثني فالتفت إليه فسلمت عليه فسألني من اسمك؟ أسمي وائل من أين أنت؟ من جزيرة فرسان.فطلب مني أن أحدثه عنها قليلا ثم سألني؟ وما الذي أتى بك في جدة؟ أتيت للإلتحاق بالجامعة فقال: هل تعرف أحدا هناك؟ فقلت لا فقال: إن لي أخا يدرس بها ويسكن بها فسألته ومن متى؟ فقال منذ سنتين أو ثلاث لا أذكر بالضبط عددها وهو بإذن الله قادر على مساعدتك وعونك خذ هذا رقمه....فسجلته وأعطيته رقمي فقال: سؤوصيه عليك وإذا خاطبته فلتقل إنني مرسول إليك من أخيك....فشكرته على خدمته وحين وصولنا قمت بوداعه ثم نزت وكان الوقت متأخرا جدا وكان يجب علينا أن نقوم فورا بتأجير سيارة كي نذهب بها غدا إلى الجامعة...
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

ذهبنا على الفور إلى مكتب تأجير السيارات في المطار لطلب سيارة لمدة يومين وبعد أن تمت تعبئة الإجراءات ودفع العربون بقي علينا أن نذهب للفرع لاستلامها فخرجنا خارج المطار بانتظار سيارة نقل الركاب وأمتعتهم وأخذنا ننتظر قرابة الربع ساعة تقريبا حتى وقفت لنا السيارة ونقلتنا إلى الفرع وقام أبي باستلام السيارة وخرجنا وذهبنا إلى أحد الفنادق المشهورة لنستأجر غرفة فأجرنا ودخلنا الغرفة قرابة الساعة الثانية والنصف صباحا وأنا في شدة التعب فخمدت للنوم مباشرة من بعد هذه الرحلة وقد أيقظني والدي فجرا لأداء صلاة الفجر وبعد صلاة الفجر قمت بتجهيز ملابسي وحاجياتي ثم عدت للنوم مجددا حتى الساعة الثامنة وحين أن أتت الساعة الثامنة قمت وارتديت ملابسي استعدادا للذهاب وبعد الانتهاء من ملبسنا أرى والدي وقد أغلق حقيبتي وأخذ يسحبها وراءه لأذهب وإياها إلى مقرنا الجديد وأنا أرى لأبي وفي عيني عبرة ودمعة وألم بأنني لن أعود معه مجددا ولن أستطيع أن أره إلا بعد فترة من الزمن ثم أغلقت باب الغرفة ثم لحقت بأبي وذهبنا ومن هنا بدأت
...مـــــأســاتي الحقيقـــــية...



..معــــــاناة في جامـــــــعة...




في صباح يوم السبت الموافق ٢٦/٨/١٤٢٨هـ ذهبت بصحبة أبي إلى الجامعة وفي طريقنا للذهاب أضاع أبي طريق الجامعة فما وجدنا طريقة للوصول إلى الجامعة بسرعة إلا تأجير سيارة تسير أمامنا في طريق الجامعة ففعلنا ذلك وعند وصولنا لبوابة الجامعة وقفنا في زحمة أشبه بموكب عريس طلاب في طريق الدخول ثم دخلنا فاستقبلنا أحد الشباب بحلوى ثم قال:كل عام وانتم بخير ثم استقبلنا آخر وفي يده كيس جميل بداخله دفتر الجامعة وكأس عليه شعار الجامعة وكاب وفنيلا مكتوب عليها مع تحيات عمادة شؤون الطلاب وقال: مرحبا بكم في جامعة الملك عبدالعزيز ثم سألناه إلى أين يذهب الطلاب المستجدون فقال إلى مبنى١٢٥ وكان هو نفسه المبنى الذي قدمت به ملفي أول مرة فسألني أبي عن موقعه فقلت لا أذكره فتبسم ثم أخذنا نجول نتتبع اللوحات حتى وجدناه فدخلنا فتابعوا من قد أنهى إجراءات قبوله ثم سألنا من وقفنا عنده عن السكن فقال أذهبوا إلى عمادة شؤون الطلاب فقال أبي: أين هي؟ فوصف لنا فأضعنا الوصف لحجم الجامعة الكبير فقال أبي: الحمد لله الذي ألهمنا تأجير السيارة فلولاها لكنا تهنا..
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

فذهبنا إلى العمادة وقد عثرنا عليها من بعد جهد جهيد وسؤال طويل فوقفنا في المواقف عند بوابة العمادة التي كانت أشبه تماما بمدرسة بحالها إنها كبيرة جدا وبها عددا من الأدوار فأخذنا نسير بدون أن نعرف أين الطريق ونحن نسير بأرجلنا وأنا في غاية التعب حتى وصلنا إلى البوابة الثانية وعندها قمنا بالسؤال عن الإسكان الجامعي فقالوا فالتذهبوا إلى إدارة الإسكان في الدور الثاني فذهبنا نبحث عن مصعد لنصعد عليه إلى الدور الثاني لأن الدرج الجامعي كان مجهدا بالنسبة لي فذهبنا نسير ونسير ونقطع الممرات والشمس تلفح والعرق يتصبصب وأنا أصبحت غير قادر على الحركة وبدأ يشعر أبي بألام في ظهره ولم ينظر إلينا أحدا أو يساعدنا بل أخذ كل ينظر إلي وأنا امشي وأميل يمنة ويسره وأسقط هنا وهنا وأبي يتعصر من آلام ظهره ويقولون: الله يكون بعونك.. فقلت حسبي الله ونعم الوكيل ترى أين هي الإعانة ومساعدة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة كما يزعمون وجودها؟حسبي الله وحده ونعم الوكيل...
وصلنا إلى وحدة الإسكان وقمنا بالدخول ورأيت أفواجا من الناس أشبه بحجاج على صعيد عرفات وأخذت ألتفت يمنة ويسرة أبحث من بين هؤلاء عن شخص واحد ذوي احتياجات خاصة مثلي أعمى مكفوف مشلول مقعد أي كانت حالته المهم ذوي احتياجات خاصة فلن أجد إلا نفسي بينهم فشعرت بضيقة شديدة لأني وحتى ذلك الوقت لم أحصل على تلك العناية المتحدث عنها وبقيت أقف بانتظار الدور من بينهم وبقيت أنتظر من الساعة التاسعة إلى أذان صلاة الظهر وأنا أقف مثلي مثلهم وأبي ينظر إلي ويصبرني دخلنا إلى السكرتير فنظر إلي وقال: هل انتظرت طويلا هنا قلت نعم فقال لماذا لم تتقدم؟ قلت لم أستطع ولم ينظر لي أحد منكم وأنا واقف متعب في الممر فسألني كم هو رقمك السكني قلت رقمي ٥٩ فنظر إلى القائمة وقال نعم رقمك موجود وبقي عليك القيام بالإجراءات التالية:
*إحضار صورة من شهادة الثانوية العامة.
*إحضار أربع صور شمسية.
*إحضار صورة من بطاقة الجامعة وبطاقة الأحوال.
*دفع المبلغ السكني.



وأنا لم أحضر معي أي من هذه الأشياء لأنه لم يقل أحد عنها مسبقا إلا الرسم المادي فقط فقالوا: لا لابد من توفرها فقلت نعم.فبحثت في محفظتي فوجدت ثلاث صور شمسية وبقي واحدة وبطاقتي الشخصية والجامعية أصول وليست صور والمبلغ ولم أحصل على شهادة الثانوية ثم عدت إليه مجددا وأعطيته الصور فقال ناقصة فقلت لا أملك غيرها وأعطيته البطاقة
 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام


فأجرنا سيارة تسير أمامنا حتى دخلنا إل مكتب الإشراف السكني فنزل أبي لاستلام مفتاح غرفتي الخاصة بي فقالوا نعم ولكن لا بد من نزوله للتوقيع واستلام البطاقة السكنية فعاد لي أبي وطلب مني النزول فوقعت على الورق وأنا لم أجد حتى ذاك الوقت أي شخص ذا إحتياجة خاصة إلا أنا وأي عناية خاصة بي بل أقف مثلي مثلهم ما كان يسري عليهم يسري علي فوقعت واستلمت مفتاح والبطاقة الشخصية في آخر مبنى في السكن رقم ١٠٩ ثم ذهبنا إلى المبنى ووقفنا أمام الغرفة مسكنا بالباب فوجدنا الغرفة مفتوحة بغير مفتاح ووجدنا بها عدد من الأشخاص النائمون فعدنا إلى المكتب مجددا وقلنا لهم إن الغرفة يسكنها أشخاص فقال: فالتذهب إلى الغرفة المجاورة وهذا مفتاحها فعدنا واتجهنا إلى الغرفة الجديدة ففتحناها فوجدنا فيها أمتعة شخصية وكمبيوتر وتلفاز وممتلكات غيرها يال هذا الإهمال وسوء الخدمة..عدنا مجددا إليهم وقلنا إن الغرفة بها أمتعة وهي ملك لصاحب الغرفة قال: إنه قد قام بتقديم إخلاء طرف ولم يقم بالخروج فلتقم بإلقائها خارج الغرفة ولتغلق غرفتك فقال أبي في غضب! وكيف تريدني أن أفعل ذلك ألا يعد ذلك عيبا؟ وكيف يصل بك التفكير والقول في هذا؟ فقال: هذا مفتاح الغرفة التي بجوارها فالتذهب إليها فذهبنا إليها وقمنا بفتحها فوجدناها غاية في الجمال والروعة ومهيئة بجميع وسائل الراحة وفرها نزيل الغرفة الذي يسكنها فالشرط هو أن يسكن اثنان في كل غرفة فدخلت إليها ووجدت بها شاب نائم فأوقظته وسلمت عليه ثم قال أبي: هذا نزيل عندك في هذه الغرفة فقال: هذه الغرفة ليست لي وإنها لصديقي وأنا مجرد ضيف وأنه موجود الآن في الجامعة فقال أبي: فالنخرج الآن ونعود لاحقا لا يصح لك دخولها وصاحبها غير موجود فخرجنا...

 
رد: مذكـــــرات آمال و آلام

فالنذهب إلى مطعم ما لنتغدا ثم نرجع للفندق ونعود ليلا فركبت السيارة وأنا مخنوق وأشعر برغبة شديدة للبكاء والصياح بأعلى صوتي وأقول إني ضحية إني ضحية كذب وصفحات مزيفة حتى وصلنا إلى المطعم وقد سدت شهيتي عن ألأكل ولساني عن الكلام بينما عيني فلن تيأس من الدمع وصدري من الضيقة والحرقة وبعد خروجنا من المطعم أذن لصلاة العصر.من الصباح المبكر وحتى صلاة العصر ونحن ندور ونسير بدون أي راحة وبدون فرحة أو ابتسامة
[]عدنا إلى الفندق وأدينا صلاة العصر ثم ذهبنا لنسترح قليلا على فرشنا ما هي دقائق إلا وأنظر لأبي وقد ذهب في سبات عميق وصوت شخيره يرتفع


سأكمل بعد الشخير ما حصل

فيما بعد
 

عودة
أعلى