الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التــوافــق السعـيــــد بيــن الــزوجــيـــن

تقليص
موضوع مغلق
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    التــوافــق السعـيــــد بيــن الــزوجــيـــن




    التوافق السعيد بين الزوجين






    زكريا وثريا زوجان منذ خمس سنوات
    وكلما دار بينهما خلاف
    فإن زكريا يكون أكثر حزمًا
    بينما تميل ثريا إلى التراجع وترك الساحة معتـــــــــــــــــــــــذرة
    بأن الحياة لا تتسع للقتال والنزاع وأن الانسحاب أسلم


    إلا أن زكريا قد تغير بعض الشيء في الآونة الأخيرة
    بسبب كثرة الخلافات بينهما

    ففي الأسبوع الماضي وعندما رأى زوجته
    قد دعت بعض الضيوف من دون أن تشاوره في الأمر
    دار بينهما الحوار التالي:



    زكريا: لماذا فعلت هذا؟

    ثريا (في حالة دفاع): ولماذا، إنك دومًا لا تشاورني في الأمور
    إنك دعوت صديقك إلى العشاء الجمعة الماضية من غير أن تسألني
    ثم ذهبت معه وتركتني وحدي مع الأولاد.

    زكريا: انتظري دقيقة إنني...

    ثريا: لا تقاطعني في الكلام!

    زكريا: إنك تضطريني لمقاطعتك
    لأنك دومًا تكثرين الكلام.



    ثريا: لا أدري متى ستنضج
    إنك كالولد الكبير.


    زكريا: وأنت كوالدتك تمامًا؟


    ثريا: وما هو العيب في والدتي؟

    زكريا: إنها دومًا تحاول فرض رأيها على الآخرين
    وأنت تفعلين مثلها!


    ثريا: فإذًا هذا ما تظنه عن أمي الآن ظهرت الحقيقة
    إنني لن أبقى في هذا المكان أبدًا!


    زكريا (ببرودة أعصاب):
    إنك تعلمين أين الباب، وأين الطريق، وأنا لن أمنعك.



    ثريا: (خارجة من المطبخ بغضب):
    لا أريد أن أراك ثانية)


    حتى يبقى الحب
    محمد محمد بدري، ص(408).



    يوميات زوجين







    كـــــــــــــــــلنا نأكل وننام ونشرب ونعمل ونضحك
    ولكـــــــــــــــــن نحن نفعل كل ذلك بطرق مختلفة

    ومن هنــــــــــــــــــــــــا !
    تتضارب الاحتياجات والأشياء المفضلة المختلفة
    لكل فرد عن الآخر


    ويكون الاختلاف أمرًا طبيعيًا بل ومتوقعًا
    لأن لكل من الزوجين في حيـــــــاته الأولــــــــــــــــى أنماط سلوكية
    وعادات ومفاهيم ومزاج خاص .

    فضلًا عن الثقافة وتأثير البيئة.


    ولذلك ...
    فإن كلا الزوجين يحتاج إلى أن يبذل جهدًا غير قليل
    بل غير متوقف في سبيل التكيف الزوجي

    بمعنى
    أن يقارب بين ذاته وشريك حياته فكريًا ووجدانيًا
    كما يقارب بينهما جسميًا وحسيًا

    ذلك أنـــــــــــــــه:

    عندما يلتقي الزوجان في بيت واحد
    بعد تنشئة أدت إلى أن يكون لكل منهما عالم مختلف

    يبدأ التصادم، ذلك التصادم الذي يرجع أيضًا إلى التوقعات المختلفة
    للدور الذي ينتظره كل منهما من الآخر

    فإذا نشأ الزوج على أن الزوجة هي مجرد وظيفة لتحضير المأكل والملبس
    و نشأت الزوجة بمطالب أخرى
    فالتصادم أمر ضمني في هذا الزواج

    والعلاقة الحميمة هي العلاقة الوحيدة في عالم الحياة
    التي نجد فيها خليتين تلتحمان دون أن تلتهم أي منهما الأخرى

    بل على العكس تزداد حجمًا وتكاثرًا
    لتعكس الحب بأسمى معانيه

    في ذوبان الذات والأنا في الأنا الأخرى
    دون اعتــــــــــــــــــداء أو تنــــــــــــــــــازل من أي من الطرفين.



    كيف تختلف مع شريك حياتك






    ليس مستغربًا أن نرى " زكريا " و " ثريا " يختلفان كثيرًا
    فرفض كل منهما للاعتراف بالفروق الفردية
    وعدم استعداده للإقرار باختلاف وجهات النظر
    من الأمور الشائعة في العلاقات الزوجية.


    ولكن هذا لا يعني قبول الخلافات الكثيرة
    فهذه الخلافات الكثيرة أمر غير صحي بل ومخرب للعلاقة بينهما

    ومن ثم
    لابد أن يتعلم كلاهما كيـــــــــــــــــف يختلف مع الآخر.


    فالإنسان حين يضع قطعة أثاث جديدة في المنزل
    فإنه قد يرتطم بها عدة مرات قبل أن يتعلم أن يتجنبها كلما مر بها،

    ولكن الكثير من الأزواج
    قد لا يتعلمون من أخطاء الحوار والتخاطب بينهم


    ونراهم يعيدون الخطأ يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع !
    ويحاول كل منهما الانتصار لموقفه والجدال مع الآخر
    وربما جرحه مرة بعد أخرى

    وبدل أن يتعلم فإنه يصبح أكثر سلبية
    وربما ارتفع الصوت أكثر وكثرت العبارات الجارحة.


    وبدل أن يجلس الزوجان للحديث عن الصعوبات والمشكلات
    يلجأ الواحد منهما إلى ردود الأفعال والجدال بدون تفكير فيما يقول أو يفعل
    ويحاول كل طرف أن يلجأ لأقصر الطرق للانتقام وكسب الانتصار
    فإذا به يلجأ إلى الكلمات والعبارات
    التي يعرف يقينًا من مواقف سابقة أنها ستزعج الآخر وتؤلمه.


    حالة إنسحاب





    من السهل علينا نحن أن نعترف أن هناك بعض الأزواج
    يخاف من الاعتراف بوجود الاختلافات والفروق
    كي لا يعرقلوا العلاقة بينهما

    ولذلك يتجنب هؤلاء أي منطقة توتر
    عن طريق دفن الاختلافات ورفض رؤيتها


    ولكـــــــــــــــــــــــن
    هل هذه الطريقة في الحياة الزوجية هي الطريقة الأصوب؟


    غالبًا أنها ليست الطريقة الصحيحة
    ذلك أن تجاهل المشكلات والاختلافات ليس صحيًا

    لســـــــــــبب بسيــــط
    أنه مهما كان الرابط الزوجي قويًا
    فإنه لابد من وجود بعض الفروق الفردية والاختلافات بين الزوجين
    بل إن الزواج غالبًا يجمع بين فردين لكل منهما شخصيته وأفكاره وميوله
    وذوقه وعواطفه واحتياجاته وما يحب وما يكره.


    ( والأفضـــــــــــــل من دفن هذه الفروق
    هو النضج والتكيف للتعامل معها بحكمة وموضوعية

    إن المشكــــــــلة الكــــــــــــــبرى في هذا التجنب للاختلافات
    أنه لا يقوم بأكثر من إخفاء التوتر تحت السطح
    أو تأجيله إلى وقت آخر يظهر فيه
    وربما بشكل آخر كالانفجار العنيف وبشكل تصعب السيطرة عليه )

    التفاهم في الحياة الزوجية، مأمون مبيض، ص(186)، بتصرف


    كل من الزوجين يمر بحالة نفسية غريبة
    ليست عقلًا ولا جنونًا .. وليست صحوًا ولا ذهولًا.


    ( وقد يستمر هذا الأسلوب في التعامل بين الزوجين سنوات وسنوات
    وهذا يؤدي إلى تآكــــــــــــــــــــــــــل الأحاسيس الطيبة
    ويقلل من رصيـــــــــــــــد الذكريات الزوجية الحلوة
    ويزيـــــــــــــــــــــد من الرصيد السلبي المر

    فيعتاد الزوجان على حياة خالية من المشاركة الزوجية
    ويصبح البيت فعلًا قطعة من الجحيم

    فتنطوي الزوجة على نفسها واهتماماتها الخاصة
    ويهرب الزوج من البيت

    وتتســـــــــــــــــع الهوة
    وكان من الممكن ألا توجد لو كان هناك أسلوب إيجابي للتفاهم )
    متاعب الزواج، عادل صادق، ص(178).




    عندما يكون التفاهم سببًا للنجاح





    لننظر معًا أيها الأزواج إلى هذه القصة الرائعة
    والتي إذا تأملها الزوج والزوج كانت حياتهما في أتم سعادة ونشوة


    تبدأ القصة بهذا الشـــــــــــاب الميـــــــــــكانيكي
    الذي استخدمته شركة الإضاءة الكهربائية في (ديترويت)
    وكانت تقدم أحد عشر دولاراً في الأسبوع
    لقاء عشر ساعات من العمل المتواصل كل يوم


    وكان هذا الشاب إذ يعود إلى بيته مساء
    يقضي نصف الليل في حظيرة خلف منزله
    عاكفاً على محاولة صنع نوع جديد من المحركات.

    ولكن كان والده الفلاح الكهل
    يرى أن هذا الذي يفعله ابنه مستغرقاً فيه شطراً كبيراً من الليل
    إنما هو ضرب من العبث
    بل لقد كان هذا هو رأي الجيران و أهل الحي أيضاً
    فكانوا يسخرون منه ويهزءون به
    ولم يتصور أحد منهم أن ما يفعله الشاب قد يسفر عن شيء ذي بال.


    سخر الجميع منه وضحكوا عليه كلهم إلا زوجتـــــــــــــــــــــــــــه
    فقد كان تقضي مـــــــــــعـــــــــه طيلة الوقت في الحظيرة
    وتشد أزره وتلهب من حماسه

    وعندم يحل فصل الشتاء كانت تحمل له في يدها مصباح الغاز لتضيء له
    بينما أسنانها تصطك ويداها تسري فيهما الزرقة من شدة البرد

    ولكنها كانت عامرة القلب بالإيمان بنجاح زوجها
    واثقة بأن ما يفعله زوجها سينتهي إلى شيء رائع فريد
    حتى لقد كان زوجها يطلق عليها لقب (المــــــــؤمنة)

    واستمرت معه على هذا الحال ثـــــ ( 3 ) ـــلاث سنوات.
    وفي سنة 1893م أشرف العمل على نهايته
    وكان الشاب يومئذ قد قارب الثـــ ( 30 ) ـــلاثين من عمره



    وفي يوم من أيام السنة تناهي إلى سمع الجيران صوتاً غريباً
    لم يألفوه من قبل !!!

    فهرعوا على أثره إلى نوافذهم فرأوا عجــــــــــــــــــباً
    رأوا الشاب الذي هزئوا منه (هنــــــــــــــــــــرى فـــــــــــورد) وزوجتــــــــــــــه
    يركبان عربة تجري بلا خيول

    وشاهدوا بأعينهم المحملقة المذهولة
    تلك العربة العجيبة تصل إلى نهاية الشارع ثم تعود

    ويومئذ شهد العالم الحديث مولد اختراع جديد
    كان له أبلغ الأثر في تطور المدينة



    وإذا كان (هنري فورد) هو أبو هذا الاختراع
    فقد استحقت زوجته عن جدارة أن تكون (أم هذا الاختراع).


    وقد سُئل (هنري فورد) بعد أكثر من أربعــ ( 40 ) ــين عاماً
    من تاريخ اختراعه
    ماذا ينشد أن يكون لو عاش على الأرض مرة أخرى؟!؟

    أتدرون ماذا قال أيها الأزواج ؟


    أجاب بقوله:


    ( لا يهمني ماذا أكون
    بقدر ما يهمني أن تكون زوجتي بجانبي في هذه الحياة الثانية. )



    ماذا بعد الكلام





    إن مفتاح التغيير للحياة الزوجية هــــــــــــــــو
    أن يتعلم كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية
    أن يفعل بـــــــدلًا من ردة الفعل


    والحب بين الزوجين هــــــــــــــــــــو

    ( أن يكون الزوج أحب الناس إلى زوجته
    والزوجة أحب الناس إلى زوجها
    وهذا يختلف عن مجرد الحب المتبادل الذي يكون بين الناس


    إن الحب بين الزوجين ليس مجرد سبب لقيام العلاقة الزوجية فقط
    بل إن العلاقة الزوجية تعتبر مصدرًا ذاتيًا لهذا الحب

    وهذا معـــــــــــــــــــــــناه
    أن مشاعر الحب تزداد بين الزوجين باستمرار هذه العلاقة
    وهذا هو الذي يجعل الحب سببًا أصليًا لحماية العلاقة الزوجية )

    بيت الدعوة، رفاعي سرور، ص(63).




    وحتى نختم
    كلامـــــنا بـــــــــشيء عــــــــملي


    1- اجلسي مع زوجك أيتها الزوجة الحبيبة
    وتعرفي على مواضع حبه ومواضع كرهه.


    2- لا يخلو بيت من اختلاف الزوجين في أمر من الأمور
    فبدلًا من ترك الملفات مفتوحة
    حدد مع زوجتك نقاط الاتفاق بينكما ثم توصلا إلى الحل المناسب.






    تم بفضل الله النـقـــــــــــــــــل
    بالمصادر
    فتح ربي على من صاغ و وعى



    اهلاً بمن حضر
    كل الشكــــــر



    المصادر:
    · حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري.
    · التفاهم في الحياة الزوجية، مأمون مبيض.
    · متاعب الزواج، عادل صادق.
    · بيت الدعوة، رفاعي سرور.
Loading...


يعمل...
X