اشعارات

صيد الفوائد (موضوع متجدد)

رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله


" وطالب الرئاسة ولو بالباطل ترضيه الكلمة التي فيها تعظيمه وإن كانت باطلاً وتغضبه الكلمة التي فيها ذمه وإن كانت حقًّا والمؤمن ترضيه كلمة الحق له وعليه وتغضبه كلمة الباطل له وعليه لأن الله يحب الحق والصدق والعدل ويبغض الكذب والظلم "



[ مجموع الفتاوى (10/600) ]
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال ابن القيم رحمه الله

" ولقد ناظرت بعض علماء النصارى معظم يوم ، فلما تبيَّن له الحق بَهت ، فقلت له – وأنا وهو خاليين – ما يَمنعك الآن من اتباع الحق ؟ فقال لي : إذا قدمت على هؤلاء الحمير – هكذا لفظه – فرشوا لنا الشقاق تحت حوافر دابتي ، وحكموني في أموالهم ونسائهم ، ولم يعصوني فيما آمرهم به ، وأنا لا أعرف صنعة ، ولا أحفظ قرآنًا ، ولا نحوًا ، ولا فقهًا ، فلو أسلمت لدرت في الأسواق أتكفف الناس ، فمن الذي يطيب نفسًا بهذا ؟! .
فقلت : هذا لا يكون ، وكيف تظن بالله أنك آثرت رضاه على هواك يخزيك ، ويذلك ويحوجك ؟! .
ولو فرضنا أن ذلك أصابك فما ظفرت به من الحق والنجاة من النار ، ومن سخط الله وغضبه فيه أتم العوض عما فاتك ، فقال : حتى يأذن الله ، قلت : القدر لا يحتج به ، ولو كان القدر حجة لكان حجة لليهود على تكذيب المسيح ، وحجة للمشركين على تكذيب الرسل ، لا سيما أنتم تكذِّبون بالقدر ، فكيف تحتج به ؟!
فقال : دعنا الآن من هذا وأمسك ! "


[ هداية الحيارى من أجوبة اليهود والنصارى ( 121 )
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

في العقيدة الطحاوية بعد نفي التشبيه , ذّكر ان الله حي لا يموت قيوم لا ينام, ثم ذكر الآية (( الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سِنة ولا نوم ))......
ثم قال (الشارح _اي ابن ابي العز رحمه الله _ لما نفى الشيخ رحمه الله التشبيه أشار إلى ما تقع به التفرقة بينه وبين خلقه, بما يتصف به تعالى , دون خلقه فإنهم يموتون . ومنه : أنه قيوم لا ينام , اذ هو مختص بعدم النوم والسِّنة , دون خلقه فانهم ينامون وفي ذالك اشارة الى أن نفي التشبيه ليس المراد منه نفي الصفات.
شرح الطحاوية لابن ابي العز 120
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه صيد الخاطر :
(( من أصلح سريرته فاح عبير فضله و عبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في السرائر فإنه لا ينفع مع فسادها صلاح الظاهر))
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال أبي الحسن بن إسماعيل الأشعري:

(ومما يدل علي بطلان كلام الجهمية،وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، أن أسماء الله

من القرآن، وقد قال الله عزوجل{سَبِح اسْمَ رَبكَ الأَعْلَى*الذِي خَلَقَ فَسوي}.

ولايجوز أن يكون اسم ربك الأعلي الذي خلق فسوى مخلوقاً،كما لايجوز أن يكون

جدُ ربنا مخلوقاً،قال الله تعالي في سورة الجن{وَأنَّهُ تَعالىَ جَدُّ رَبِّناَ}،وكما لايجوز أن

تكون عظمته مخلوقة،كذلك لايجوز أن يكون كلامه مخلوقاً)ا.هـ

الإبانة عن أصول الديانة ص 77
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

يقول الإمام ابن القيم (( إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله و الدار الآخرة و الموت يقطعك عن الدنيا و أهلها ))

و ها هو المقطع بصوت الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه؛ قال:

أتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع نوافع، فقال له عبد الله:

"لا تشرك به شيئًا وزل مع القرآن حيث زال،ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدًا بغيضًا ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإنكان حبيبًا قريبًا "

صفوة الصفوة لابن الجوزية
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالي . في الشرح الممتع 3/165

قال رحمه الله :

وإني والله وأشهد الله أننا لو أقمنا الصلاة كما ينبغي لكنا كلما خرجنا من صلاة نخرج
بإيمان جديد قوي ، لأن الله يقول {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }
لكن نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ندخل فيها بقلب ونخرج بقلب ،= هو نفس الأول
لأننا لا نأتي بما ينبغي أن نأتي به من خضوع القلب وحضوره وشعوره بهذه التنقلات
التي هي رياض متنوعة وأفعال مختلفة ،وأقوال هي ما بين قراءة كلام الله عز وجل ،
وذكره وتعظيمة ، وتكبيره ،ودعائه ، والثناء عليه ، ووصفه بأكمل الصفات التحيات لله والصلوات ..... إلخ فهي رياض عظيمة لكن فينا قصور من جهة مراعاة هذه الأسرار.
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

فائدة : الناس على ثلاثة أقسام

والعامي من الموحدين يغلب ألفاً من علماء هؤلاء المشركين ،
قال تعالى : (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ )
هذا من العجائب أن العامي غير المتعلم من الموحدين يغلب ألفاً من علماء المشركين ، ذلك لأن العامي عنده الفطرة السليمة التي لم تتلوث بالشكوك والأوهام وقواعد المنطق وعلم الكلام .
أما العالم المشرك فليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح ، وصاحب الفطرة السليمة يتغلب على الذي ليس عنده فطرة ولا علم ، لأن علمه جهل .
إذاً فالناس ثلاثة أقسام :
القسم الأول : من عنده علم صحيح وفطرة سليمة ، وهذا أعلى الطبقات ، وهذا هو الذي أقبل على ربه وأصغى إلى حججه وبيناته ، فصار عنده علم صحيح وفطرة سليمة .
القسم الثاني : من ليس عنده علم لكن عنده فطرة سليمة ، وهو العامي من الموحدين .
القسم الثالث : من ليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح ، وإنما عنده سراب لا حقيقة له ، فهذا يهزم أمام العامي فكيف أمام العالم الذي عنده علم صحيح وفطرة سليمة ؟ فهذا مما يدلك على أن تعلم العلم النافع يكون سلاحاً للمؤمن أمام أعداء الله ورسوله .

" شرح كتاب كشف الشبهات "
لفضيلة العلامة صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله ووفقه ورعاه
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

نتائج المعصية من كتاب فوائد الفوائد لابن القيم

قلة التوفيق, و فساد الرأي, و خفاء الحق, و فساد القلب, و خمول الذكر, و إضاعة الوقت, و نفرة الخلق, و الوحشة بين العبد و بين ربه, و منع إجابة الدعاء, و قسوة القلب, و محق البركة في الرزق و العمر, و حرمان العلم, و لباس الذل, و إهانة العدو, و ضيق الصدر, و الابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب و يضيعون الوقت, و طول الهم و الغم, و ضنك المعيشة و كسف البال ...
تتولد من المعصية الغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع عن الماء, و الإحراق عن النار, و أضداد هذه تتولد عن الطاعة.
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين:

...من انتظر الفرج واصدق مع الله، فسيجعل الله بعد العسر يسرا، وقد قال الله تعالى : " فإن مع العسر يسرا*إن مع العسر يسرا" ولن يغلب عسر يسرين .
وقال تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[الأنفال:70].
فهذه الآية تقيد عموم قوله:
(سيجعل الله بعد عسر يسرا) ، وعموم قوله : ( فإن مع العسر يسرا*إن مع العسر يسرا).
يعني : هذا الوعد إنما يكون لمن انتظر الفرج من الله ، ووثق بوعده.
أما رجل أعسر الله عليه ، فيئس من رحمة الله ، واستبعد الفرج – والعياذ بالله- فهذا لا ييسر له الأمر ، ولهذا قال :
"سيجعل الله بعد عسر يسرا" اهــــ

شرح كتاب الطلاق من صحيح البخاري
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

التزام السلفية منجاةٌ من الفُرقة
«ولا يقف بالجميع عند حدٍّ واحد إلاّ دليلٌ واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان عليه أصحابه، فكلّ قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسَّع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كلّ عقيدة، فلا نقول في ديننا إلاّ ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلاّ ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلاّ ما عملوا، ونسكت عمّا سكتوا فيه... ونرى كلّ فتنة كانت بين الفرق الإسلامية ناشئةً عن مخالفة هذا الأصل»
[عبد الحميد بن باديس «مجلة الشهاب»: (5/ 570)]
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

بسم الله الرحمن الرحيم
ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
وما تواضع أحدٌ لله إلاَّ رفعهُ الله، ما تواضع أحدٌ لله يرجُو بهذا التَّواضُع ثواب الله -جل وعلا-، ما تواضع من أجلِ ثناءِ النَّاس عليه، ولا تواضَع للأغنياء كي يَصِلُوهُ بشيءٍ من أموالِهِم؛ إنَّما يتواضع لله -جل وعلا-، إذا تواضَع لله -جل وعلا-، والمُتواضِع والتَّواضُع خُضُوع وقُرب حسِّي، وإنْ كان من حيث النَّاحية المَعنويَّة رِفعة عند الله -جل وعلا- وعند خلقِهِ، وهذا شيءٌ مُجرَّب، بعضُ النََّاس لا يُطيق رُؤية المُتكبِّر؛ بل وُجد من يعتدي عليهِ، مُتكبِّر في مِشيتِهِ، في كلامِهِ، في تعامُلِهِ مع النَّاس، هذا لا يُطاق، مثل هذا وإنْ رفع نفسهُ أذَلَّهُ الله -جل وعلا-، يقول الشَّاعر:

تواضع تكُن كالنَّجم لاحَ لناظرٍ *** على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ

ولا تكُ كالدُّخانِ يعلُو بنفسِهِ *** إلى طبقاتِ الجوِّ وهُو وضيعُ

لا شكَّ أنَّ المُتكبِّر مثل الدُّخان رافعٍ نفسُهُ؛ لكنْ لاشيء، رُؤيتُهُ تُزكم الأُنُوف مثل الدخان، وتقضي العيُون، وأمَّا بالنِّسبة للمُتواضع المُتحبِّب الأليف لاشكَّ أنَّ النَّاس يألفُونهُ ويُحبُّونهُ، وشواهِد الأحوال على ذلك كثيرة، والتَّواضُع لاشكَّ أنَّهُ قرينٌ للدِّينِ والعِلم، كُلَّما زادت عِبادةُ الشَّخص، وقُربِهِ من الله -جل وعلا- تواضَعَ لله، وخَضَعَ لهُ، وكُلَّما زاد عِلْمُ الإنسانِ بِرَبِّهِ، وبِأحكامِهِ، زادت معرفتهُ بِنفسِهِ، ثُمَّ دعاهُ ذلك إلى التَّواضع، والله المُستعان
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

حدثنا محمد بن مسلم قال : سمعت أبا زياد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : الناس على وجوه فمنهم من هو إمام في السنة إمام في الحديث ومنهم من هو إمام في السنة وليس بإمام في الحديث ومنهم من هو إمام في الحديث ليس بإمام في السنة فأما من هو إمام في السنة وإمام في الحديث فسفيان الثوري . سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : أئمة الناس في زمانـهم أربعة سفيان الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام وحماد بن زيد بالبصرة . قال سمعت يحيى بن معين يقول : سفيان أمير المؤمنين في الحديث
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة - الأحاديث رقم (31 - 32):

استفاضت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بإقامة الصفوف وتسويتها ، بحيث يندر أن تخفى على أحد من طلاب العلم فضلاً عن الشيوخ ، ولكن ربما يخفى على الكثيرين منهم أن إقامة الصف تسويته بالأقدام ، وليس فقط بالمناكب ، بل لقد سمعنا مراراً من بعض أئمة المساجد – حين يأمرون بالتسوية – التنبيه على أن السنة فيها إنما هي بالمناكب فقط دون الأقدام ، ولما كان ذلك خلاف الثابت في السنة الصحيحة ، رأيت أنه لا بد من ذكر ماورد من الحديث ، تذكيراً لمن أراد أن يعمل بما صح من السنة ، غير مغتر بالعادات والتقاليد الفاشية في الأمة.
فأقول :
لقد صح في ذلك حديثان:
الأول : من حديث أنس.
والآخر : من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما .

أما حديث أنس فهو:
31- (أَقِيمُوا صُفُوفَكُم ْ وتراصوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي).

رواه البخاري ،وأحمد من طرق عن حميد الطويل : ثنا أنس بن مالك قال : (أقيمت الصلاة ، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه ، فقال : (فذكره).
زاد البخاري في رواية : (قبل أن يكبر) ، وزاد أيضا في آخره : (وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه ، وقدمه بقدمه).

وهي عند المخلص ، وكذا ابن ابي شيبة بلفظ : (قال أنس : فلقد رأيت احدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه ، فلو ذهبت تفعل هذا اليوم ، لنفر أحدكم كأنه بغل شموس).

وترجم البخاري لهذا الحديث بقوله (باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف).


وأما حديث النعمان فهو:
32- (أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ [ثَلَاثًا] وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ).
وفي هذين الحديثين فوائد هامة:

الأولى :
وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها ، للأمر بذلك ، والأصل فيه الوجوب ، إلا لقرينة ، كما هو مقرر في الأصول ، والقرينة هنا تؤكد الوجوب ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم (أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) ، فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب ، كما لا يخفى.
الثانية :
أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب بالمنكب ، وحافة القدم بالقدم ، لأن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم حين أمروا بإقامة الصفوف ، والتراص فيها ، ولهذا قال الحافظ في (الفتح) بعد أن ساق الزيادة التي أوردتها في الحديث الأول من قول أنس:
(وأفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف وتسويته).

ومن المؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تهاون بها المسلمون ، بل أضاعوها ، إلا القليل منهم ، فإني لم أرها عند طائفة منهم إلا أهل الحديث ، فإني رأيتهم في مكة سنة (1368هـ) حريصين على التمسك بها كغيرها من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام ، بخلاف غيرهم من أتباع المذاهب الأربعة – لا أستثني منهم حتى الحنابلة – فقد صارت هذه السنة عندهم نسياً منسياً ، بل إنهم تتابعوا على هجرها والإعراض عنها ، ذلك لأن أكثر مذاهبهم نصت على أن السنة في القيام التفريج بين القدمين بقدر أربع أصابع ، فإن زاد كره ، كما جاء مفصلاً في (الفقه على المذاهب الأربعة)(1\ 207) ، والتقدير المذكور لا أصل له في السنة ، وإنما هو مجرد رأي ، ولو صح لوجب تقييده بالإمام والمنفرد حتى لا يعارض به هذه السنة الصحيحة ، كما تقتضيه القواعد الأصولية.
وخلاصة القول : إنني أهيب بالمسلمين – وبخاصة أئمة المساجد – الحريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم ، واكتساب فضلية إحياء سنته صلى الله عليه وسلم ، أن يعملوا بهذه السنة ، ويحرصوا عليها ، ويدعوا الناس إليها ، حتى يجتمعوا عليها جميعاً ، وبذلك ينجون من تهديد : (أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ).
وأزيد في هذه الطبعة فأقول:
لقد بلغني عن أحد الدعاة أنه يهون من شأن هذه السنة العملية التي جرى عليها الصحابة ، وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليها ، ويلمح إلى أنه لم يكن من تعليمه صلى الله عليه وسلم إياهم ، ولم ينتبه – والله أعلم – إلى ذلك فهم منهم أولاً ، وأنه صلى الله عليه وسلم قد أقرهم عليه ثانياً ، وذلك كاف عند أهل السنة في إثبات شرعية ذلك ، لأن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، وهم القوم لا يشقى متبع سبيلهم.

الثالثة :
في الحديث الأول معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهي رؤيته صلى الله عليه وسلم من ورائه ، ولكن ينبغي أن يعلم أنها خاصة في حالة كونه صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، إذ لم يرد في شئ من السنة أنه كان يرى كذلك خارج الصلاة أيضاً ، والله أعلم.

الرابعة :
في الحديثين دليل واضح على أمر لا يعلمه كثير من الناس ، وأن كان صار معروفاً في علم النفس ، وهو أن فساد الظاهر يؤثر في فساد الباطن ، والعكس بالعكس ، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ، لعلنا نتعرض لجمعها وتخريجها في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .
الخامسة :
أن شروع الإمام في تكبيرة الإحرام عند قول المؤذن : (قد قامت الصلاة) بدعة ، لمخالفتها للسنة الصحيحة ، كما يدل على ذلك هذان الحديثان ، لا سيما الأول منهما ، فإنهما يفيدان أن على الإمام بعد إقامة الصلاة واجباً ينبغي عليه القيام به ، وهو أمر الناس بالتسوية ، مذكراً لهم بها ، فإنه مسؤول عنهم : (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .........).
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

كيف يفعل من أصابه هم أو غم

في المسند وصحيح أبي حاتم من حديث عبدالله بن مسعود, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب عبدا هم ولا حزن, فقال اللهم : اني عبدك, وابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضى فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هم لك سمّت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي, الا أذهب الله همّه وغمّه, وأبدله مكانه فرحا".. قالوا يارسول الله أفلا نتعلّمهن؟ قال: "بلى, ينبغيلمن سمعهن أن يتعلّمهن".و صححه الألباني في الكلم ص81.

فتضمّن هذا الحديث العظيم أمورا من المعرفة والتوحيد والعبوديّة. منها أن الداعي به صدّر سؤاله بقوله: "اني عبدك ابن عبدك ابن أمتك", وهذا يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته الى أبويه آدم وحوّاء, وفي ذلك تملّق (تودد وتلطّف) له واستخذاء بين يديه واعترافه بأنه مملوكه وآبائه مماليكه وان العبد ليس له باب غير باب سيّده وفضله واحسانه, وأن سيّده ان أهمله وتخلّى عنه هلك, ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه, بل يضيع أعظم ضيعة. وتحت هذا الاعتراف: أني لا غنى عنك طرفة عين, وليس لي أن أعوذ به وألوذ به غير سيّدي الذي أنا عبده, وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبّر مأمور منهي, انما يتصرّف بحكم العبوديّة لا بحكم الاختيار لنفسه.

فليس هذا في شأن العبد بل شأن الملوك والأحرار.

وأمّا العبيد فتصرّفهم على محض العبوديّة فهؤلاء عبيد الطاعة المضافون اليه سبحانه في قوله:{ انّ عبادي ليس لك عليهم سلطان} الحجر 42, وقوله:{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} الفرقان63, ومن عداهم عبيد القهر والربوبية, فاضافتهم اليه كاضافة سائر البيوت الى ملكه, واضافة أولئك كاضافة البيت الحرام اليه, واضافة ناقته اليه وداره التي هي الجنة اليه, واضافة عبودية رسوله اليه بقول: { وأنّه لمّا قام عبد الله يدعوه}. الجن 19.
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال العالم الهمام ابن قيم الجوزية : (أفضلُ ما اكتسبتْه النفوسُ وحصَّلتْهُ القلوب، ونال به العبدُ الرِّفْعةَ في الدُّنيا والآخرة هو العلم والإيمان)
الفوائد (ص 151 )
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد(القول المفيدعلى كتاب التوحيد)ص149ص150
في باب ما جاء في الذبح لغير الله وفي المسالة الثالثة عشرة :معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان:
ويقول الشيخ رحمه الله.
والحقيقة أن العمل مركب على القلب،والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان،والفرق بينهم قصدا ًوذلا أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية،لأنَّ من الناس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق،
وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق،لكن عنده نقص في القصد، فتجد عنده نوعاً من الرياء مثلاًَ.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله. وأقوال القلب هي اعتقاداية ، كا لإيمان بالله وملائكته ،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقدر خيره وشره.
وأعماله هي تحركاته، كالحب ،والخوف،والرجاء،والتوكل،والاستعانة،وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك: القرآن والسنة،والرجوع إلى سيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته،هذا مما يعين على جهاد القلب.ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.
نسأل الله الأخلاص له في القول والعمل
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

يقول ابن عباس رضي الله عنه : (إن للحسنة ضياء في الوجه ونور في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق ،وإن للسيئة سواداً في الوجة وظلمة في القلب ووهن في البدن وبغض في قلوب الخلق )


يقول يحي بن معاذ رحمه الله : (الذي حجر الناس عن التوبة طول الأمل)


ويقول أحدهم : (إني أحسن الظن بربي فكذب لو أحسن الظن بربه لأحسن العمل)


بكى الحسن البصري عند موته فقيل له:هل هذا خوفاً من الموت ؟فقال :لا ولكن تذكرت قول الله عز وجل (وبدى لهم من الله ماكانوا يحتسبون)


ابن مسعود رضي الله عنه يقول : (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال له هكذا)


بكى سفيان الثوري فقيل له:هل هذا خوفاً من الذنوب ؟ فقال: (الذنوب أهون من هذا وإنما أبكي بسوء الخاتمة)


يقول حبيبن محمد صلى الله عليه وسلم: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش، أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده)


سعة رحمة الله عز وجل وعفوه (أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أنه له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفر لك)، قال: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة:(اعمل ما شئت)


يقول بعض العارفين: (لو علم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف)


ويقول أحدهم (إني لتمر بي أوقات أقول :إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش ضيق)


(إن العبد ليعمل الخطيئة فيدخل بها الجنة ويعمل الحسنة فيدخل بها النار قالو كيف ؟


قال : يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينية : إذا ذكرها ندم وتضرع إلى الله وبادر إلى محوها وانكسر وذل لربه وزال عنه عجبه وكبره ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يراها ويمنُّ بها ويعتد بها ويتكبر بها حتى يدخل بها النار)


يقول يحي بن معاذ: (علامة التائب إسبال الدمعة وحب الخلوة والمحاسبة للنفس عند كل همة )
 
رد: صيد الفوائد (موضوع متجدد)

قال ابن القيم-رحمه الله-:

"أهل الإسلام فى الناس غرباء، و المؤمنون فى أهل الإسلام غرباء، و أهل العلم فى المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء و البدع هم غرباء، و الداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة و لكن هؤلاء هم أهل الله حقا. فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم:
{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} (الأنعام:116)

فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله و غربتهم هى الغربة الموحشة."


مدارج السالكين(3\195-196)
 

عودة
أعلى