في البدايه عندما نناقش موضوع لابد أن يكون متعلق بذوي الإحتياجات الخاصة .
ومن الملاحظ أننا نُغفل الجانب الإجتماعي ، وتعودنا ألا نخوض في نقاش يخص مجتمعنا من جانب ديني وتقاليديّ وعُرفي .
نحنُ أدرجنا هذا الموضوع للنقاش الفكري بعيداً عن التهيُج والتعصب ، والهدف من ذلك هو تنمية الحوار وتأصيل لآداب المشاركة وإبداء الآراء حسب الرؤية الشخصية للمنطلق العقدي .. دون التمجُج في إطلاق الفتاوى على غير علمٍ أو فقه .
في هذه الأيام تدور رحى الحرب الضروس بين العلماء الربانيين وبين الليبراليين والذين لهم منطلق فكري تحرُري من كل مبدأ يجعل الحياة مبنيةً على الدين ، فهُم يعتقدون بأن الدين هو عبارةٌ عن ممارسة الشعائر في دور العباده وفي أوقاتها كالصيام والحج وغيره .
ويعتقدون بأن دورة الحياة اليومية لابد وأن تكون خالية من الأحكام الشرعية وتُبنى على المنطق ، أي أن الإنسان حرٌ بكُلِ شيء ولو خالف الدين ،، وذلك لإيمانهم العميق وتشرُبهم بهذا الفكر التغريبي .
كانت الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب هي الحلقة التي ظهر فيها الشيخ العلامة الجليل / سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء سابقاً والذي أُقيل بسبب الهجمة الليبرالية التي تشنها الصحف اليوميةِ ،، عندما سُئل من قِبل أحد المشاهدين الغيورين على بلاد الحرمين الشريفين حيث كان السؤال عن جامعة الملك عبدالله ((كاوست)) والإختلاط ..؟
وكان رد الشيخ / سعد الشثري .. على سؤاله بأن لا يجوز ذلك ولا يمكن أن يكون مثل هذا الأمر في بلاد تُحكم الشريعة الإسلامية ، وذكر بأن الملك لا يرضى بذلك ولكن رُبما لُبس عليه من قِبل بعض البطانه الفاسدة حوله . وطالب بتشكيل لجنةٍ شرعيةٍ للإشراف على أنشطة الجامعة ومدى تواؤمها مع تعاليم ديننا الحنيف .
لكن الصاعقة أتت في اليوم التالي من هذه التصريحات ، والكل يعلم بأن الصحف اليومية قد إتفقت على شن هجوم صارخ ضد الشيخ بأنه ضد قرارات الملك وأنه متعصب ضد التقدم والعلم ويحمل الفكر الإسلامي المتشدد بعكس ماهو عليه ديننا من يسر .
وللأسف نالوا مبتغاهم وتمكنوا من إسقاطه ظُلماً .. وتم إعفائه من منصبه ..
وأعجب كل العجب من موقف هيئة كبار العلماء وصمتهم الذي يجعلهم صاغرين في أعيننا ، لم نسمع منهم أي تعقيب سواءً بخطأ الشيخ سعد أو بصحة منهجه .
لا أريد أن يذهب أحدٌ بالتفكير ويقول ماذا تريد أن يقول هيئة كبار العلماء ،، هل تُريدهم أن يخرجوا علناً ويتحدون الملك أم ماذا .؟
بالعكس نحن ضد من يتجرأ على مواجهة الملك ..!
لكن ما يؤلمنا هو هل الشيخ / سعد الشثري أخطأ عندما أنكر الإختلاط في هذه البلاد ..؟
هل أخطأ خطأً يستوجب معاملته بهذه الطريقة وكأنه خائن للأمانه . أم أنه قال الحق ولا تلومه في الله لومةَ لائم ..
نحن نتشبث بالفكر الوسطي ونبحث عن الحق ولا يُمكن أن نبتاع ذممنا لكي ترضى عنا الدول الغربية ،
نعم لا يُمكن بحالٍ من الأحوال قبول المجون والتعري في هذه البقعة المباركة ..
ولا نستغرب من الشللية الليبرالية التمتُع بذلك والسعي لتحقيق هذا التوجه ، والذي هو داءٌ ينهش في جسد الأُمةَ إلى أن تهلك بهلاك قيمها وآدابها الدينية وتقاليدها العربية والذي جاء الإسلام ليُعززها ولم ينكرها .
لكننا نستغرب ماحدث بالأمس القريب في خطبة الجمعة للحرم المكي ..!
حيث خصصت خطبة الجمعة في مكة المكرمة والتي تتوجه لها أنظار ملايين المسلمين من كل الأقطار كل جُمعةٍ لإيمانهم بأنه لم يبقى في بقاع الدنيا من يقيم شعائر الإسلام إلا هذه البلاد ولإعتقادهم بأنه لا يُمكن أن يُسمح بأي شيء ينافي الدين على هذه الأرض ..
العجب هو في كيفية الإستخفاف بعقول المسلمين إلى هذه الدرجة ، ما شأن المسلمين خارج هذه البلاد وجامعة الملك ((كاوست)) ، ولماذا يسترسل الخطيب في الثناء والمديح لهذه الجامعة ووصفها بأنها ( شجرةٌ مباركةٌ في جنةٍ غناء ) .
والعجب العُجاب كذلك .. هل يُفهم من هذه الخطبة بأن علمائنا يقبلون الإختلاط ولا يُجرمونه ، وبهذه الخطبةِ يدعون لقبوله .؟
أليس هذا مدعاة للتهكم على علمائنا ووصفهم بالمرتزقه ،، وأعوذ بالله أن أصفهم بذلك ..!
نحنُ نرى هذا التناقض الرهيب في المواقف ولم نعد نعلمُ مالحق ومالباطل ..
شيخان جليلان أحدهم دفع ثمن غيرته على دينه ولا زال ثابت على موقفه ،، والآخر على المنابرَ يدعو للقبول بذلك ويباركها .
برأيكم من هو أقرب للصواب ومن هو أولى بأن نتبعه ..؟
ومن سيدفع الثمن ويتحمل إزر هذه الأمة ..؟؟؟
********************************
اتمنى المناقشة بعقلانيه .
ليل
تعليق