حينما تشعر أن الامواج تتقاذفك من كل جهاتها الاربع .. بل حتى حينما تشعر بتيار ما
... يسحبك معه لأغواره ... تلك هي أنا
حينما تشعر بأن البحر لا يستسيغك ويحاول دوما أن يلفظك لأي شاطئ هرم ...
عله يبعدك عنه قصيا .... تلك هي أنا
حينما تنظر لمن هم حولك يتحركون .. يضحكون .. يعبرون ... ينامون يوهم ..
وليلك قاطب الجبين .. مكفهر الملامح معك ... ودموع تتسارع على ساحات خديك الذابلين ..
تلك هي أنا .....
حينما تتجمد أطرافك من برد الزمن الموحش ..
وتحاول أن تلتحف يداك بقية جسدك الناحل ..
وعواء الاحزان تغدو وتروح .... حـــولـك
وتصرخ .. انشلوني من قعر الظلمات المرعب .. فلا تجد ..
إلا صداك ... يرد ....... تلك هي أنا
حينما .. ترى آلاف السفن تهاجر شواطئا .. كنت تتمنى أن تلقى لزورقك الصغير محلا بينها في يوم ما .. لكنها رحلت دونك ..
فتجدف مسرعا علك تلحق بركبها ..
لتجد أنها قد قيدتك بسلاسل من حديد .. كي لا تلحق بها ... تلكــ هي أنا
صرختـ كثرا
وبكيتـ كثيرا
ودعوتـ كثرا
أن لا أكون كما أنا اليوم
مجرد تمثال بزاوية الغرفة الباردة في كل شيء .. في كل شيء
وحتى اللحظـــــــــــــــــ ـة .... لازلت كما أنا .....
من بقايا همسي المبحوح .................
تعليق