الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

تقليص
موضوع مغلق
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجم الخط
    #1

    ( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

    آداب الطـــلاق في الإســــلام
    للأستاذ الدكتور محمد المهدي








    على الرغم من حرص الأديان كلها على رباط الزوجية


    وعلى الحفاظ على الأسرة وتماسكها


    إلا أنه مع ذلك شرعت الطلاق ووضعت له نظاما حتى يتم بأقل قدر من الخسائر
    ولكي تعطي فرصة للطرفين لحياة جديدة أكثر توافقا
    لكي يؤدي كل منهما وظيفته في ظروف أفضل.


    ومما يروى عن سيدنا إبراهيم
    أنه حين زار ولده إسماعيل ورأى زوجته على حال لم يسره
    ترك له رسالة بأن يغير عتبة البيت وهو يعني الطلاق


    ثم جاء الإسلام امتدادا لشريعة إبراهيم عليه السلام
    ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا )



    وقد كانت الأديان والتشريعات السماوية وغير السماوية تقر الطلاق
    مع اختلاف التسميات والطرق المؤدية إليه
    وما زال هذا الأمر قائما باستثناء بعض الطوائف الدينية التي وضعت قيودا شديدة على الطلاق
    بناءا على تفسيرات بعض علماء الدين أو المؤسسات الدينية
    وكان لهذا التقييد أو المنع آثارا سلبية هـــــائــــلة
    نتيجة استبقاء علاقة مضطربة بين زوجين يكره كل منهما الآخر وينفر منه
    ومن هنا ازدادت الصراعات والمشاحنات داخل البيت
    وعاش الأطفال في جو مسموم
    وربما اتجه كل من الزوجين إلى التعويض العاطفي والجنسي خارج إطار الزواج
    وأدى أيضا إلى عزوف الناس عن الزواج حتى لا يقعوا في هذا المأزق.





    ومن هنا نفهم أن الطلاق مخرج صحي
    لعلاقـة شـديدة الاضطـراب بين زوجين



    ولو لم يوجد هذا المخرج
    لكانت البدائل كلها مخارج سلبية ومرضية
    ولهذا نجد الطوائف التي منعت الطلاق أو قيدته تقييدا شديدا تواجه مأزقا صعب
    بين واقع الحياة وبين قيود وتعليمات
    لا تراعي الفطرة الإنسانية ولا تستقيم مع الحياة السوية.


    وهذا المنع والتقييد في أغلبه يعود إلى تفسيرات بشرية
    للنصوص الدينية التي تحتمل أكثر من تأويل
    والدليــــــــــــــــــــــل على ذلك إباحة الطلاق لدى طوائف أخرى
    تنتمي لنفس الدين بناءا على تفسيرات أكثر منطقية
    وأكثر رحابة للنص الديني.




    وهذا ما أشار إليه
    الفيلسوف الإنجليزي " بنتـــــــام " في كتابه " أصـــــول الشرائع "
    فقــــــــــــــــــــــال :

    " لو ألزم القانون الزوجين بالبقاء –على ما بينهما من جفاء- لأكلت الضغينة قلوبهما
    وكاد كلٌ منهما للآخر وسعى إلى الخلاص منه بأية وسيلة ممكنة
    وقد يهمل أحدهما صاحبه ويلتمس متعة الحياة عند غيره

    ولو أن أحد الزوجين اشترط على الآخر عند عقد الزواج ألا يفارقه
    ولو حل بينهما الكراهية والخصام محل الحب والوئام
    لكان ذلك أمراً منكراً مخالفاً للفطرة ومجافياً للحكمة

    وإذا جاز وقوع هذا بين شابين متحابين
    غمرهما شعور الشباب فظنا ألا افتراق بعد اجتماع ولا كراهة بعد محبة

    فإنه لا ينبغي اعتباره من مشرع خير الطباع
    ولو وضع المشرع قـــــانــــــــوناً
    يُحرم فض الشركات ويمنع رفع ولاية الأوصياء وعزل الشركاء ومفارقة الرفقاء
    لصـــــــــاح النــاس :
    هذا ظلم مبين.

    وإذا كان وقوع النفرة واستحكام الشقاق والعداء ليس بعيد الوقوع
    فأي الأمرين خير؟!؟
    أربط الزوجين بحبلٍ متين لتأكل الضغينة قلوبهما ويكيد كلٌ منهما للآخر؟
    أم حل ما بينهما من رباط وتمكين كلٌ منهما من بناء بيت جديد على دعائم قويمة

    أو ليس استبدال زوج بآخر
    خير من ضم خليلة إلى امرأة مهملة
    أو عشيق إلى زوج بغيض ؟ ".


    ويقول ابن سيــــــــنا
    في كتاب الشــــــــــفاء:


    " ينبغي أن يكون إلى الفرقة سبيل ما
    وألا يسد ذلك من كل وجه

    لأن حسم أسباب التوصّل إلى الفرقة بالكلية
    يقتضي وجوها من الضرر والخلل منهــــــا:

    أن من الطبائع مالا يألف بعض الطبائع
    فكلما اجتهد في الجمع بينهما زاد الشر والنبوّ (أي الخلاف)
    وتنغصت المعايش.

    ومنهـــــــــــــــــا:
    أن من الناس من يمنى (أي يصاب) بزوج غير كفء
    ولا حسن المذاهب في العشرة أو بغيض تعافه الطبيعة
    فيصير ذلك داعية إلى الرغبة في غيره إذ الشهوة طبيعة

    ربما أدى ذلك إلى وجوه من الفساد
    وربما كان المتزوجان لا يتعاونان على النسل
    فإذا بدلا بزوجين آخرين تعاونا فيه
    فيجب أن يكون إلى المفارقة سبيل ولكنه يجب أن يكون مشدّدا فيه ".


    ويقول ابن قدامة
    في هذا المقـــــام :


    " فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين
    فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة
    وضررا مجردا بإلزام الزوج النفقة والسكنى وحبس المرأة
    مع سوء العشرة والخصومة الدائمة من غير فائدة

    فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح لتزول المفسدة الحاصلة منه "



    والحكمة من تشريع الزواج هي
    بناء الأسر على أساس سليم
    من السكن والمودة والرحمة


    ذلك البناء الذي يسمح بإشباع احتياجات الزوجين
    ويجعلهما في حالة من الراحة والطمأنينة
    وينعكس ذلك على الأطفال الذين ينعمون معهما بثمار تلك العلاقة السوية



    فإذا تعـــــذر قيام هـذا الأمر
    كان الطــــــــــلاق هو الحل


    لكي يفسح الطريق للطرفين أن يتحررا من علاقة مرضية
    ويعطيهما الفرصة لبناء حياة جديدة لكل منهما بعيدا عن الآخر
    حياة تتوافر فيها علامات التوافق والارتياح.



    وقبل الوصول إلى نقطة الطلاق
    نجد هناك خطوات ومحاولات للتوفيق بين الزوجين على مستوى الزوجين

    ثم على مستوى العائلتين الأكبر

    ثم على مستوى المجتمع وأولي الأمر

    على أمل أن تكون عوامل الخلاف بسيطة ومؤقتة
    ويمكن إزالتها ببعض التوجيهات أو الإرشادات أو تغيير بعض المفاهيم.


    وقد يحدث أن تتغير المشاعر من الزوج تجاه زوجته أو العكس
    وهنا يأمر الله تعالى الطرفين بالصبر والاحتمال
    على أمل أن تتغير المشاعر وتتحسن

    وعلى أمل أن يرى كل طرف في الآخر بعض جوانب الخير الظاهرة
    أو أن ينتظر بعض الجوانب الخيرية المستترة
    وفي هذا يقول الله تعالى : " ..... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
    فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً " (النساء: 19).





    وحين يثبت أن الخلاف عميق بدرجة لا يمكن تجاوزها
    وأن ثمة تنافر بين الطرفين لا يمكن علاجه
    وأن كل وسائل الإصلاح استنفذت
    وأن وقتا طويلا قد مر على هذا الحال المضطرب
    وأن الأمور تزداد سوءا مع الوقت

    هنا يصبح الطلاق مشروعا
    ولكـــــــــــــــــــــــن
    بضمانات وخطوات وآداب
    تحفظ للجميع حقوقهم المادية والمعنوية.





    كراهة الطلاق








    إن الطلاق مكروه رغم مشروعيته
    لأن عقد الزواج في الإسلام يهدف إلى الدوام والأبدية بين الزوجين
    لكي تتكون الأسرة وتعيش في بيت هادئ مطمئن يحتضن الأطفال حتى يكبروا


    ولهذا كانت الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات
    وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بالميثاق الغليظ ( وأخذن منكم ميثاقا غليظا )
    وأحاطها بكل ما يحفظ استمرارها ودوامها
    وجعل كل ما يفصم هذه العلاقة مكروها ومحرما.




    فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    " أبغض الحلال إلى الله – عز وجل – الطلاق "
    (رواه أبو داوود والحاكم وصححه).


    ويقول صلى الله عليه وسلم:
    " ليس منا من خبب (أي أفسد) امرأة على زوجها "
    (رواه أبو داوود والنسائي).


    وعن ثوبان
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    " أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس, فحرام عليها رائحة الجنة ".





    حكم الطلاق عند اليهود


    الذي دوّن في الشريعة عند اليهود
    أن الطلاق يباح بغير عذر
    كرغبة الرجل بالتزوج بأجمل من امرأته
    ولكنه لا يحسن بدون عذر

    والأعـــــــــــــــــذار
    عنــــــــدهم قسمان


    الأول /
    عيوب الخلقة :
    ومنها العمش والحول, والبخر والحدب, والعرج, والعقم.


    الثاني /
    عيوب الأخلاق وذكروا منها:
    الوقاحة, والثرثرة, والوساخة, والشكاسة, والعناد, والإسراف, والنهمة
    والبطنة, والتأنق في المطاعم, والفخفخة.
    والزنا أقوى الأعذار عندهم فيكفي فيه الإشاعة, وإن لم تثبت.




    وأما المـــــــــــــــرأة فليس لها أن تطلب الطلاق !
    مهما تكن عيوب زوجها, ولو ثبت عليه الزنا ثبوتا.

    (عن كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق
    الجزء الثاني, دار الكتاب العربي, بيروت).




    حكم الطلاق
    في المذاهب المسيحية




    المذهب الكاثوليكي
    يحرم الطلاق تحريما باتا
    و لا يبيح فصم الزواج لأي سبب مهما عظم شأنه

    وحتى الخيانة الزوجية نفسها !
    لا تعد في نظره مبررا للطلاق


    وكل ما يبيحه في حالة الخيانة الزوجية
    هو التفرقة الجسمية بين شخصي الزوجين


    مع اعتبار الزوجية قائمة بينهما من الناحية الشرعية
    فلا يجوز لواحد منهما قي أثناء هذه الفرقة أن يعقد زواجه على شخص آخر
    لأن ذلك يعتبر تعددا للزوجات
    و الديانة المسيحية لا تبيح التعدد بحال.



    وتعتمد الكاثوليكية في مذهبها هذا
    على ما جاء في إنجيل مرقص على لسان المسيح
    إذ يقـــــــــــــــــــــــــــول:

    " ويكون الإثنان جسدا واحدا
    إذن ليسا بعد اثنين, بل جسد واحد
    فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان"

    (مرقص, إصحاح 10 , آيتي 8, 9).


    والمذهبان المسيحيان الآخران
    الأورثـــــوذكسي .. والبـــــــروتستانتي

    يبيحان الطلاق في بعض حالات محدودة
    من أهمها الخيانة الزوجية

    ولكنهما يحرمان على الرجل والمرأة كليهما
    أن يتزوجا بعد ذلك !




    وتعتمد المذاهب المسيحية
    التي تبيح الطلاق في حالة الخيانة الزوجية
    على ما ورد في إنجيل متى
    على لسان السيد المسيح إذ يقول :

    " من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني "
    (إنجيل متى ,الإصحاح الخامس).




    وتعتمد المذاهب المسيحية في تحريمها الزواج على المطلق والمطلقة
    على ما ورد في إنجيل مرقص إذ يقول :

    "من طلق امرأته, وتزوج بأخرى يزني عليها
    وإن طلقت امرأة زوجها, وتزوجت بآخر تزني"

    ( إنجيل مرقص, الإصحاح العاشر: 11 )




    (عن كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق
    دار الكتاب العربي, الجزء الثاني )



    حكم الطلاق في الإسلام


    اختلفت آراء الفقهاء في حكم الطلاق
    والأصـــــــــــــــــــــــــــــح من هذه الآراء,

    رأي الذين ذهبوا إلى حظره إلا لحاجة
    وهم الأحناف والحنابلة


    واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
    " لعن الله كل ذوّاق مطلاق ".

    ولأن في الطلاق كفرا لنعمة الله
    فإن الزواج نعمة من نعمه
    وكفران النعمة حــــــــــــــــــــــــــرام
    فلا يحل إلا لضرورة.


    ومن هذه الضرورة التي تبيحه ..
    أن يرتاب الرجل في سلوك زوجته
    أو أن يستقر في قلبه عدم اشتهائها ( فإن الله مقلب القلوب )

    فإن لم تكن هناك حاجة تدعو إلى الطلاق
    يكون حينئذ محض كفران نعمة الله وسوء أدب من الزوج
    فيكون مكروها محظورا.



    وللحنابلة تفصيل حسن
    نجمله فيـــــــــــما يلي :


    قد يكون الطلاق واجبا
    وقد يكون محرما
    وقد يكون مباحا
    وقد يكون مندوبا إليه.


    فأما الطلاق الواجب :
    فهو طلاق الحكمين في الشقاق بين الزوجين
    إذا رأيا أن الطلاق هو الوسيلة لقطع الشقاق.

    وأما الطلاق المحرم :
    فهو الطلاق من غير حاجة إليه
    وإنما كان حراما لأنه ضرر بنفس الزوج وضرر بزوجته
    وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما من غير حاجة إليه

    وفي رواية أخرى
    أن هذا النوع من الطلاق مكــــــــــروه.


    وأما الطلاق المباح :
    فإنما يكون عند الحاجة إليه
    لسوء خلق المرأة, وسوء عشرتها والتضرر بها
    من غير حصول الغرض منها.

    وأما الطلاق المندوب :
    فهو الطلاق الذي يكون عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها
    مثل الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها
    أو تكون غير عفيفة

    ( سيد سابق
    فقه السنة, دار الكتاب العربي ).



    ولا يوجد حظر في الإسلام
    على زواج المطلق أو المطلقة.



    والطــــــــــــــــــــــلاق هو من حق الرجل فقط

    أما المرأة فإذا كرهت زوجها
    فقد أباح لها الإسلام أن تتخلص من الزوجية بطريق الخـــــــــــــــلــــع
    وذلك بأن ترد على الزوج ما كانت أخذت منه باسم الزوجية
    لينهي علاقته بها

    وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
    " ....وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً
    إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ
    فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ
    تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا
    وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"

    (البقرة: 229).



    آداب الطلاق



    الشريعة الإسلامية لم تترك الأمر غامضا أو مفتوحا للاجتهادات
    وإنما وضعت التفاصيل الدقيقة لذلك
    حتى تغــــــــــــــــلق الـــــبــــاب أمام الأهواء
    وأمام محاولات استغلال طرف للطرف الآخر
    أو محاولات الظلم التي تظهر في مثل هذه الأحوال.


    فالناس في ظروف الطلاق يخرج منهم أسوأ ما فيهم
    حيث تتملكهم مشاعر الكراهية والغضب
    وتستحوذ عليهم رغبة في الانتقام من الطرف الآخر
    أو إذلاله أو استغلاله أو الضغط عليه أو لي ذراعه

    ولهـــــــــــــــــــــــذااا
    نجد اتهامات متبادلة وسب وقذف وانتقاص لكل طرف من الآخر
    ونجد في المحاكم قضايا تحفل بالمغالطات وشهادات الزور
    والاتهامات الباطلة ومحاولات الابتزاز

    وهذا كله ليس من آداب الإسلام وليس من الخلق القويم
    وإنما يعكس دناءة في النفس وتلوث في الضمير.



    ولهذا وجب أن نورد آداب الإسلام في الطلاق
    تلك الآداب التي تحمي الطرفين من الظلم والاستغلال والتشويه

    وتحمي الأطفال من الوقوع تحت أقدام الطرفين المتصارعين
    اللذين كان من المفترض أن يكونا لهم أبوين رحيمين عطوفين راعيين.



    مـــــــــــــــــــــــــــــن هــــــــذه الآداب
    ما ذكره الأستاذ سلمان نصيف الدحدوح في كتابه
    " الإســـــــــــــــلام أدبـــــــه وآدابـــــــــه "



    * أن يكون الطلاق رجعياً
    أي طلقة واحدة فلا يجمع بين الثلاث
    لأن الطلقة الواحدة بعد العدة تفيد المقصود
    ويستفيد بها الرجعة إن ندم في العدة وتجديد النكاح
    إن أراد بعد العدة أن يقع الطلاق في حالة هدوء لا غضباً فيه ولا شقاق



    * أن يقع في طهر
    لم يسبقه جماع
    فإن لم تكن الزوجة كذلك فاصـــــــــــبر حتى تطهر
    ثم إن شئت طلقتها وإن شئت أمسكتها



    * لا تغلظ لها القول
    بل تلطف في النطق بالطلاق
    والتمس الأعذار المسببة له
    واطلب به سعادة الطرفين



    * لا تخرجها من بيتك إلا إذا أتمت العدة
    وتبيـــن لك من نفســــك بانقضائها
    صدق رغبتك في طلاقها والإصرار على فراقها

    قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ
    وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ
    إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ
    وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
    لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً " (الطلاق:1)




    * أن يتلطف في التعلـــــــيل بتطليقها
    من غير تعنيف أو استخفاف
    والإبقاء على ودها وتطييب قلبها بهدية على سبيل الإمتاع والجبر لخاطرها
    لما فجعها به من أذى الطلاق

    يقول الله تعالى: " لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء
    مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً
    وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ
    مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ " (البقرة:236)



    * أن لا يبخسها أي حق من حقوقها
    يقول الله تعالى:
    " وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ
    وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً
    فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً "
    (النساء:20)



    * أن يكون رجلاً في موقفه منها
    وأن يكون شهماً في معاملته لها بعد الطلاق

    فلا يلوكها بلسانه بما يسيء إليها بحق أو بباطل
    ولا يلجئها إلى المحاكم في سبيل الحصول على حقوقها
    من نفقة أو حضانة
    امتثــــــــــــــــــــــالاً لقول الله تعالى :
    ".....وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
    (البقرة:237)



    * ألا يفشي ســـــــــرها
    لا في الطلاق ولا عند النكاح

    فقد روي عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-
    أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:
    " إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة
    الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه "
    رواه مسلم وأبو داود وغيرهما


    وروي عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق امرأته فقيل له :
    ما الذي يريبك فيها ؟
    فقــــــــــــــــــال : العاقل لا يهتك ستر امرأته
    فلما طلقها قيـــــــــــــــــل: لم طلقتها ؟
    فقــــــــــــــــــــال: مالي لامرأة غيري


    وروي أيضاً أن رجلاً طلق زوجته فسأله أحد الناس
    عن السبب في طلاقها فقــــــــــــــــــــــال:
    كنت أصون لساني عند ذكر عيوبها وهي زوجتي
    فكيف أستبيح ذلك وقد صارت أجنبية عني؟"



    ولنأخذ بعض النقاط
    بشيء من التفصيل:


    أن يكون الطلاق رجعيا وذلك لإعطاء الفرصة للعودة مرة أخرى
    بعد أن تهدأ المشاعر وتستقر النفوس

    وذلك بأن يكون الطلاق طلقة واحدة
    تسمح بالرجوع في فترة العدة,
    وهذا يتفق مع ما هو معروف من الاندفاع في قرارات – ومنها الطلاق –
    في لحظات الغضب أو الثورة
    ثم الندم على ذلك في حالة الهدوء والاستقرار النفسي.


    أن لا يطلق الزوج وهو في حالة غضب
    وللأئمة آراء مختلفة في حكم وقوع طلاق الغضبان من عدمه
    نورد منه قول الإمام ابن القيم رحمه الله:

    " الغضب ثلاثة أقسام
    أحــــــــــــــدهما:
    أن يحصل للإنسان مبادئه وأوائله
    بحيث لا يتغير عليه عقله ولا ذهنه
    ويعلم ما يقول ويقصده فهذا لا إشكال في وقوع طلاقه.

    القســـــــــــــــــــم الثاني:
    أن يبلغ به الغضب نهايته بحيث ينغلق عليه باب العلم والإرادة
    فلا يعلم ما يقول ولا يريده.
    فهذا لا يتوجه خلاف في عدم وقوع طلاقه. والغضب غول العقل
    فإذا اغتال الغضب عقله حتى لم يعلم ما يقول
    فلا ريب أنه لا ينفذ شيء من أقواله في هذه الحالة.

    القســـــــــــــــــــم الثالث:
    من توسط في الغضب بين المرتبتين
    فتعدى مبادئه ولم ينته إلى آخره بحيث صار كالمجنون
    فهذا موضع الخلاف ومحل النظر.
    والأدلة الشرعية تدل على عدم نفوذ طلاقه "

    ( إغاثة اللهفان ص 14).

    أن يقع الطلاق في طهر
    وذلك لتكون هناك فرصة في اللقاء الزوجي في تلك الفترة
    مع احتمالات أن يبدد هذا اللقاء ما في النفوس من وحشة وغضب

    وأيضا لنتجنب فترة الحيض وما يكون فيها من نفور لدى بعض الرجال
    ومن عصبية لدى بعض النساء.

    ووقوع الطلاق في طهر
    لم تحدث فيه علاقة زوجية يستبعد وجود الحمل.


    وعــــــــلى الـــــــــــزوج
    أن يراعي حقوق العشرة بينه وبين زوجته
    فيتلطف معها في القول ولا يجرح مشاعرها بكلمات قاسية
    ولا يخرجها من بيته قبل أن تنتهي عدتها
    ولا يفشي ما يعرفه عنها من أسرار
    ولا يشوه صورتها أمام الناس ولا يهينها أو يظلمها
    ولا يبخس حقوقها, ولا يضغط عليها بهدف إذلالها أو استغلالها
    وأن يتعامل معها بالفضل لا بالعدل.




    ويحرس هذه الآداب كلها
    قوله تعالى : " وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
    (البقرة:227)


    أي أن الله يسمع ما يقال في مثل هذه الظروف ويعلم بالنوايا
    إن كانت حسنة أو سيئة
    وهذا السماع وذلك العلم من الله
    تحـــــــــذير للطــــــــــــــــرفين
    حتى لا يجور أحدهما على الآخر

    وأن يتقوا الله في بعضهما
    وأن يتذكرا بأن الله رقيب عليهم.







    تـمّ بفضل ِالله

    ألف الله بين القلوب و جمع بينها على خير
    و جعل مآلنا و مآلكم لخير

    صباح الفرح .. مساء الخير

  • حجم الخط
    #2
    رد: ( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

    اسأل الله في هذه الساعة المباركه ان يرفع قدرك في عليين وكما اسأله
    سبحانه ان يثبت جنانك ويسدد لسانك.. موضوع جا لي على الجرح الغائر..ولله الحمد والمنه..
    كم اتمنى الطلاق اتمناه مثل ماتمنى الصحه والعافيه..ولكن ماكتب ربي الى الان..
    وعسى ربي يجعل في الامرخيره..المرأه منا تريد زوج يخاف الله ويتقيه في المعامله
    والحقوق..لانريد شي فوق حاجتنا لا والله نريد مايغنينا عن الغير..نريد كلمه تزيل
    بل وتخفف الالم والمرض..نريده رجل موقف رجل قائم بحقوق الله عليه..ولكن..
    (انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)وللمعلوميه كم كنت اكره كلمة طلاق
    لاجل ضحاياه وهم الاولاد ..واخاف عليهم من الضياع وبعدهم عن احد والديهم ..(واللي اخاف منه حصل بدون طلاق)
    تكرار كلمة الطلاق على مسمعي اتعبتني كثييييييير ..الله يحفظ اولادي والمسلمين
    من كل سوء ومكروه ومن كل داء وبلاء..واسأله ان يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين..
    والله يكتب لي ولكل زوجين خيرة مافي الامور ..
    حفطك المولى سبحانه وسدد على الخير خطاك..
    عذرا على الاسهاب والاطاله..
    شكر الله سعيك واجتهادك..
    وفي انتظار جديدك المفيد..
    الإستغفار
    طوق للنجاااة
    إجعله دائمــــا معك ..

    تعليق


    • حجم الخط
      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة دمعة حرمان مشاهدة المشاركة


      اسأل الله في هذه الساعة المباركه
      ان يرفع قدرك في عليين

      وكما اسأله سبحانه
      ان يثبت جنانك ويسدد لسانك..



      أسأل ربي لكِ الجنة
      على عاطر دعواتك أختي

      و أسأل لك فرجا من عنده
      و لأختي أم نواف

      و لكل مـُحصنة

      و الله ماقصدت الجرح أختي
      لكنها آداب
      ( و من من الرجال ِ المهذبِ ! )

      و إني و الله لا أخفيك
      أتمنى لك طلاق و إنعتاق من عنده و بيده

      و مع كل من أيد
      ّفي طرحك و إستفسارك في أحد مواضيعك القديمة
      بذلك

      أريد أن أعقب بأكثر حول الأمر ...
      لكني سأكتفي بصادق و موصول الدعاء
      بإن يختار الله لك الخير
      و يقسمه لك و يرضّيكِ به

      دائما اهلا بك أختي
      و أعذري تأخري بالرد ماتبهت للعرض إلا الآن
      حفظ ربي لك كل غالينك و بارك لك فيهم

      اهلا و مرحبا بك



      تعليق


      • حجم الخط
        #4
        رد: ( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

        أسأل الله ان يعوض عليك اختي دمعه ويفرج همك ويعوض على كل مطلق ومطلقه بما يسر قلوبهم وتقر به عيونهم عآجلاً غير آجل يارب العالمين .
        الراقي
        طرحك راقي ومميز
        اشكرك عليه بارك الله فيك.
        ” اللّهٌمْ أجْمَعْ قٌلوّبنَا عَلى طَاعَتگ وَ إجْمَعْ نٌفٌوسَنَا عَلىِ خَشّيتگ

        وَ أجْمَعْ أرْواحَنا في جَنَتگ “

        تعليق


        • حجم الخط
          #5
          رد: ( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

          الله يفتح لك و يسعدك
          و اهلا كثيرا بك أختنا أكثر من إنسانة

          تعليق


          • حجم الخط
            #6
            رد: ( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

            الطلاق المثالي

            د. محمد بن إبراهيم الحمد







            كثير من الناس يتهاون بشأن الطلاق
            فتراه يرسل لسانه بكلمة الطلاق دونما النظر في العواقب.



            وكثيرًا ما يقع الطلاق لأسباب تافهة
            فيقوّض سعادة قائمة
            ويبدّد شمل أسرة متماسكة.




            ومن هذه الأسباب
            نزوة غضب رعناء تستبدّ بالمرء
            فتعمي بصره، وتشلّ تفكيره
            وتطيش بعقله، وتقوده إلى الطلاق.



            وكثيرًا ما يندم الزوج إذا طلّق
            فبعد أن كان آمنًا في سربه ترفرف عليه السعادة والطمأنينة
            إذا به يقلّب كفيه، ويقرع سنه ندمًا على تطليقه زوجتَه.




            ومن هنا تتنغّص حياته ويتكدّر عيشه
            فالطلاق حلّ عقدةٍ وبتُّ حبال وتمزيقُ شملٍ وزيالُ خليط، و انفضاض سامر
            ففيه كل هذه المركبات الإضافية التي استعملها العرب وجرت في آدابهم مجرى الأمثال
            من التياع وحرارة، وحسرة ومرارة،
            مع ما يصحب ذلك من الحقد، والبغض، والتألم، والتظلم.




            فلهذه الملابسات التي هي مقتضى الفطر السليمة والطباع الرقيقة
            شرع الإسلام الطلاق مقيدًا بقيود فطرية، وقيود شرعية
            فاعتمد في تنفيذ الطلاق -بعد فهم المراد - على إيمان المؤمن


            وشرع له من المخفّضات ما يهوِّن وقعه
            كالتمتيع، ومدِّ الأمل بالمراجعة، وتوسيع العصمة إلى الثلاث
            حتى تمكن الفيئة إلى العشرة.



            وكما أن هناك من يفرِّط فيستعجل في شأن الطلاق
            فهناك من يفرط من جهة أخرى فيمنع الطلاق
            ولا يُقْدِمُ عليه مهما كان الوضع
            ومهما توافرت الدواعي له !!!



            والحق قوام بين ذلك
            فلا الاستعجال في شأن الطلاق بالأمر المحمود
            ولا تركه إذا توافرت أسبابه بالمحمود كذلك.




            إن الطلاق في الإسلام لَمن أعظم الأدلة على أن هذا الدين
            من لدن حكيم عليم

            فالله -عز وجل- إنما شرع الطلاق لحكمة بالغة
            ومصلحة راجحة ظاهرة

            فلماذا نمنعه إذا تحققت دواعيه وتوافرت أسبابة
            فيكون ذلك المنع سببًا في عذاب شخصين وشقائهما؟




            فلماذا هذا العذاب؟
            ولمصلحة مَنْ ذلك الشقاء؟
            وإلى متى يظل البيت جحيمًا ملهبًا
            كلما خبت ناره زادها الخلاف سعيرًا؟




            إن الزواج نعمة عظمى
            وقد امتن الله به على عباده في غير موضع من كتابه

            فالزواج عقد بين قلبين ومزْج بين روحين
            وفي الأخير تقريب بين جسمين

            فإذا تراخت عراه بين القلبين
            ذهب السكون والمودة والرحمة.




            ومن هنا
            يُسعى في محاولة الجمع، والإصلاح، ورأب الصدع.



            فإذا زاغت الفطرة من أحد الزوجين عن محورها
            أو طغت الغرائز الحيوانية على الفضائل الإنسانية في أحدهما أو كليهما
            وباءت محاولات الإصلاح بالإخفاق

            فالله أرحم من أن يكلف عبادة تحمّل هذا النوع من العذاب النفسي
            وهذا الجمع بين قلبين لم يأتلفا وطبعين لم يتّحدا
            وروحين تناكرا، ولم يتعارفا.




            ثم إن من الأزواج من لا يكتفي بالتسريح الجميل
            إذا لم يتوافق مع زوجته !
            فتراه إذا فارقها بطلاق أو خلع يُسفُّ في ذمها ويسرف في ذكر مساوئها

            وربما رماها بما هي براء منه
            وربما نفَّر منها من أراد الزواج بها.



            وربما ذمّها عند أولادها منه
            وحثّهم على عقوقها وهجرانها.



            وهذا
            من الظلم المبين والعدوان العظيم



            ذلك أن الشارع أمر الزوج إذا فارق زوجته
            أن يُسَرِّحَها سراحًا جميلاً وأن يسرحها بإحسان


            فيستر ما وقف عليه من عيوب زوجته
            ويمسك عما لا يجوز ذكره.




            ثم إن ملك الله واسع
            وفضله عظيم
            فله عنها متّسع، ولها عنه متّسع.




            ثم إن رغبات الناس تتباين
            فما لا يناسب الزوج الأول قد يناسب غيره
            وما يُعدّ عيبًا ربما كان في نظر الآخرين مزية.




            هذا وأعرف قصة طلاق حصلت لأحد الناس الذي أعرفهم تمامًا
            ولو أنني لم أقف على تلك القصة
            لربما ظننت أنها ضرب من الخيال.




            هذا الرجل مكث مع زوجته سنوات
            ورُزق منها بأولاد
            وكان هو من مدينة وزوجته من مدينة أخرى.




            وصار بينهما شيء من الخلاف
            بسبب اختلاف طبيعتهما
            فطبيعته تميل إلى البرود .. وطبيعتها تميل إلى الحرارة.




            وفي يوم من الأيام جلس معها وقال لها:

            يا أم فلان لا ينبغي أن تستمر حالنا هكذا في نزاع وشدّ وجذب
            فإما أن نتفق؛ أو نفترق
            إما إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان


            فقالت:

            دعني أفكر في أمري وأستخير ربي
            وآمل منك أن تقوم بذلك.




            وبعد مدة قالت له :
            أرى أن المناسب لي ولك أن نفترق
            فلعل الله يغني كلَّ واحد منا من سعته

            فقال لها:
            إذًا نفكر على بركة الله في طلاقنا.



            وفي يوم من الأيام ذهب بها إلى بيت أهلها
            وتوجَّه إلى المحكمة، وأثبت الطلاق
            ورجع إليهم وأخبرهم بذلك
            وتناول الغداء معهم !!!
            ثم ودّعهم.




            يقـــــــــــــــــول:

            فرجعت إلى بيتي
            وبكيت حتى أفرغت أكثر ما عندي
            حزنًا على تلك العشرة الطويلة



            ثم اتصلت بمطلقتي وأمِّها
            لأن والدها متوفى وقلت لها:


            الأولاد بيننا
            إن أردتم أن يكونوا عندي فبها ونعمت
            وإن أردتم أن يكونوا عندكم فالأمر كذلك.




            فقالا:
            نريد أن يكونوا عندنا


            فقلت: إذًا أخبروني عن النفقة التي تناسب
            حتى أرسلها بين الفينة والأخرى


            فاتفقنا على مبلغ وصرت أرسله لهم وأتابع أولادي
            ويزورونني بين الفينة والأخرى وأزورهم أنا كذلك
            وأتواصل مع والدتهم في شأنهم.




            وبعد مدة تزوّجتُ ورزقتُ بأولاد
            وتزَّوجَتْ مطلقتي ورُزقت بأولاد
            واستمرت الصلة بيننا بشأن الأولاد
            وإذا ذهبتُ إلى مدينتهم وحدي أو بصحبة أحد زملائي -أزور جدة أولادي
            وأتناول عندهم الغداء أو العشاء
            وأسلّم على أولادي ثم أرجع إلى بلدي.




            وإلى يومنا هذا وأنا سعيد بزواجي الأخير
            وهي كذلك
            وأولادنا يسيرون في دراستهم وشتى أمورهم
            وكأنهم بين والديهم.




            فقلت له:
            ألم يحدث بينكما خلاف طيلة تلك الفترة؟

            قال: لا
            بل أنا شاكر لهم حسن تربيتهم لأولادي
            ويكفي ما حصل من طلاق بيننا
            فلا داعي أن نزيده سعيرًا بالقيل والقال
            وبكل ما ينغّص عيشنا، ويؤذي أولادنا.




            هذه قصة صاحبنا
            الذي أعرفه تمام المعرفة
            وأعرف حاله إلى يومنا هذا.




            وهي تعطينا درسًا في حسن التعامل مع الخلاف
            بل مع صورة من أعظم صور الخلاف ألا وهي الطلاق


            فمع بالغ الأسف أن الطلاق -غالبًا- إذا حصل
            لم يكتف كلّ طرف من الأطراف بلوعة الفراق وآثاره
            بل تراهم يُطْعِمون نار الخلاف جَزْلَ الحطبِ
            فكلما خبت زادوها سعيرًا !



            والنتيجة
            أنهم يخسرون جميعًا خسارة فادحة تَطَال صحتهم وأوقاتهم
            وربما أموالهم، وأديانهم.




            ولو أنهم امتثلوا أمر ربهم -جل وعلا-
            بالإمساك بالمعروف، أو التسريح بالإحسان
            لكان ذلك خيرًا وأحسن تأويلاً.


            تعليق


            • حجم الخط
              #7
              رد: ( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

              المشاركة الأصلية بواسطة الراقي مشاهدة المشاركة
              الطلاق المثالي




              إن الطلاق في الإسلام لَمن أعظم الأدلة على أن هذا الدين
              من لدن حكيم عليم

              فالله -عز وجل- إنما شرع الطلاق لحكمة بالغة
              ومصلحة راجحة ظاهرة

              فلماذا نمنعه إذا تحققت دواعيه وتوافرت أسبابة
              فيكون ذلك المنع سببًا في عذاب شخصين وشقائهما؟





              فلماذا هذا العذاب؟
              ولمصلحة مَنْ ذلك الشقاء؟
              وإلى متى يظل البيت جحيمًا ملهبًا
              كلما خبت ناره زادها الخلاف سعيرًا؟



              فالله أرحم من أن يكلف عبادة تحمّل هذا النوع من العذاب النفسي
              وهذا الجمع بين قلبين لم يأتلفا وطبعين لم يتّحدا
              وروحين تناكرا، ولم يتعارفا.




              ثم إن من الأزواج من لا يكتفي بالتسريح الجميل

              وهذا
              من الظلم المبين والعدوان العظيم



              ذلك أن الشارع أمر الزوج إذا فارق زوجته
              أن يُسَرِّحَها سراحًا جميلاً وأن يسرحها بإحسان


              اخي القدير
              كما عهدتك اطروحات قيّمه وفي الصميم
              اسأل الله ان يمن علي وعلى اخيتي(ام نواف)
              بخيري الدنيا والاخره وان يثلج صدورنا بسكينة المؤمنين
              ويكتب لنا مايجعلنا اكثر طمأنينه
              رفع الله قدرك وثبت جنانك ونفع بك واثابك
              تقديري وتقييمي ولايفي
              دمت بخير ياوجه الخير .
              الإستغفار
              طوق للنجاااة
              إجعله دائمــــا معك ..

              تعليق


              • حجم الخط
                #8
                رد: ( آداب الطـــلاق في الإســــلام ) للأستاذ الدكتور محمد المهدي

                موصول و متصل دعواتي
                أخواتي

                قسم ربي لك خيري الدنيا و الآخرة
                ياخيرة

                عاطر المنى أختي أم عبدالله

                تعليق

                Loading...


                يعمل...
                X