الزواج عبر الإنتــرنت
يحل محل الخطـّابة
في المجتمــع الـعـربي
الطرح قــديم عام 2006
نقــلاً عن جريدة الجريدة
بدأت ظاهرة الزواج من خلال الانترنت تأخذ دورا أكبر في المجتمعات العربية
وتحل محل ( الخطـّابة ) مع ظهور العشرات من المواقع العربية على الإنترنت
تهدف إلى الإسهام في حل مشكلة تفاقمت داخل الوطن العربي
وطفت على السطح في الآونة الأخيرة بشكل بات يفزع الآباء والأمهات
إنها مشكلة العنوسة .
فهذه المواقع أصبحت تسهل عملية البحث لراغبي الزواج
وتوفر عليهم التردد والخجل أو الخوف من رفض الجنس الآخر.
ويرى بعضهم أن استخدام التقنية الحديثة في الزواج
ربما ساهم في حل هذه المشكلة التي ترتفع معدلاتها بنسب مطردة،
فقد كشفت بعض الدراسات الحديثة أن 35% من الفتيات في كل من
الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة
وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا
لتصل إلى 30%
بينما بلغت 20% في كل من
السودان والصومال
و 10% في سلطنة عُمان والمغرب
في حين أنها لم تتجاوز في كل من
سورية ولبنان والأردن نسبة 5%
وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين
حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج 1%
وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق
إذ وصلت إلى 85%.
من جهتهم يقول القائمون على هذه المواقع :
إنهم لا يختارون شريك العمر نيابة عن أحد
بل أن دورهم ينحصر في
* توفيــــــــــــــــــر الفرصة
* وتهيئــــــــــــــــــــــة المناخ النموذجي للاختيار
من بين الأعداد الهائلة من المتقدمين
وفى جو من السرية والكتمان الشديدين.
وفي تقرير نشرته وكالة رويترز
أكدت فيه إحدى العراقيات أنها وصلت إلى حالة يأس من الرجال
الذين يتقدمون لها وهم يتوقعون منها أن تكون "زوجة مسلمة صالحة تقدس الحياة الزوجية"
لذا قررت تجاهل نصيحة والديها والبحث عن زوج المستقبل
عبر أحد مواقع الزواج على الشبكة.
تعيش هالة في لندن
وكانت قد وصلت إلى المدة الحرجة من عمرها (28 سنة) توشك فيه أن تصبح "عانسة"
بحسب المعايير والتقاليد السائدة في المجتمعات العربية.
بعد أشهر عدة من البحث من خلال الشبكة
وجدت هالة أخيراً الزوج المناسب.
تقول هالة التي مضى على زواجها من زيد
بريطاني من أصل عراقي أكثر من سنتين :
" البحث عبر الانترنت وفر عليّ إحراج أسرتي لو لم يكن هناك نصيب
ووفر علي محاضرة والديّ عن مدى عنادي وصعوبة إرضائي".
تضيف هالة وهي جالسة بجوار زوجها:
" مع الإنترنت لم يكن علي أن أتحمل المتقدمين للزواج
والذين اشترك معهم فقط في القومية والدين والأصول العائلية.
ومعظمهم لا يتقبلون فكرة عمل المرأة وتحررها ".
والحق أن هالة وزيد هما من بين آلاف الشباب العربي والمسلم
الذين خرجوا على تقاليد الزواج و"الخطــّابة"
ليختاروا هم بأنفسهم الزوجة المستقبلية عبر العشرات من المواقع المتخصصة بهذا الشأن
حيث تقدم مساحة آمنة للتعارف والتواصل
غالباً ما تكون صعبة المنال في معظم المجتمعات العربية التقليدية
وتقدم خيارات واسعة ما يسهل عملية اختيار الشريك المستقبلي المناسب.
وبحسب ما نشره جوبيتير للأبحاث مؤخرا
من المتوقع أن تنمو صناعة خدمة الزواج عبر شبكة الإنترنت
بنسبة 9% على الصعيد العالمي أي ما يقدر بـ 516 مليون دولار خلال عام 2005
بعد أن كانت قد قفزت في السنة الماضية بنسبة 19%.
الانترنت يوفر خيارات واسعة
يقول نبيل وهو سوري يعمل حاليا في دبي في مجال تقنية المعلومات :
إنه لا يجد الوقت الكافي للتواصل الاجتماعي بسبب انشغاله المستمر في العمل
ما اضطره للجوء إلى أحد مواقع خدمة الزواج ليختار شريكة حياته المناسبة.
وقد وجد أن هذه المواقع أكثر مرونة وعملية
من اقتراحات والديه.
يقول نبيل
" في البداية استغربت الأمر ولكن استسلمت في النهاية
عندما وجدت أنها تقدم خيارت أكبر ما قد أحصل عليه في الأحوال العادية ".
ويقول سامي الجرفال أحد القائمين على موقع قران
إن عدد المسجلين في الموقع وصل إلى مليــوووون شخص
منذ أن بدء الموقع السنة الماضية.
ويضيــــــــــــــــــف :
"لقد أصبح إرضاءنا صعبا وأصبحنا أكثر تعقيدا مما كان عليه آبائنا.
فنحن نسافر أكثر ومرتبطون بالعالم ونتأثر بالأفكار القادمة إلينا من الخارج.
ومن هـــــــــــــــــــنا
فإن البحث عن شريك الحياة أضحى أمرا صعبا ونحتاج إلى المساعدة أحيانا ".
وأضـــــــــــــاف موضحا :
" العديد من المستخدمين في دول الخليج العربي هم من السعودية
حيث اختلاط الجنسين من غير المتزوجين يعد أمرا محرما.
بعض العائلات المحافظة لا تسمح لبناتهن مجالسة الغرباء.
ولكن إذا قابلت فتاة أحدهم في فضاء الانترنت
فإن هذا لا يعد تجاوزا للدين أو الأعراف !
طالما أنها ليست جسديا مع ذلك الشخص على انفراد".
لا يزال الكثير من العرب والمسلمين يشعرون بالحرج
للدخول إلى مواقع خدمة الزواج بحثا عن شريكة العمر.
والعديد من أولئك الذين نجحوا في الحياة الزوجية
اضطروا إلى الاعتراف بكيفية تعرفهم على زوجاتهم.
أجواء إجتماعية ضيقة
راجت هذه المواقع
بين المهاجرين العرب والمسلمين في الدول الغربية
حيث يصعب أن يجد المرء شريكا له أولها
من نفس البيئة والخلفية الاجتماعيتين.
وقد أسس كامران بيك عام 2003 في بريطانيا
شركة لتقديم خدمات الزواج تلبية لتزايد الطلبات على مثل هذه الخدمات.
ويمر مستخدمو الموقع باختبارات ومقابلات طويلة
قبل أن يتمكنوا من الاجتماع مع مسلمين أو مسلمات من نفس البيئة الاجتماعية.
وقد حقق حتى الآن 65 زيجة و 37 حالة خطوبة .
يقول كامران:
" في المجتمعات المسلمة في الخارج
يجد الفتاة والشاب صعوبات كبيرة في الحصول على شريك الحياة المناسب.
وكان هناك حاجة إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة.
ولكن رغم كل هذه الخدمات وكما هو الحال في الزواج التقليدي
ليس هناك ضمانة أن تنتهي هذه الزيجات بحياة أسرية ناجحة.
هذه المواقع تفتح الأبواب فقط
وما يتبقى يتكفل به النصيب. "
إنتهــــــــــــــــــــــــى النـــقـــــل
أمـــــــــــــــــــر
أحـبـبـت أن أقـف على بدايـتــهِ
و كيف نـشأ و تـطـور
بالتوفيق لكل من أقدم
و سعى لفعل الخير
موفقـيـن
تعليق