زيارة الأهل والأقارب.. هل أصبحت عبئاً في زمن الماديات وادعاء كثرة المشاغل؟؟
السؤال عن الآخرين وتبادل الزيارات معهم أمر مطلوب وخاصة الاقارب لان الله عز وجل أوصى بصلة الرحم، وذلك في الحديث القدسي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الرحم معلقة في العرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله».
وعلى الرغم من انتشار وسائل الاتصال المختلفة مثل البريد والهاتف والانترنت التي قد تساعدنا في الاطمئنان على من نحب إلا أن ذلك لا يغني عن زيارتهم.
ولكن في زمن بدأت فيه العلاقات الاجتماعية تضعف وتتقلص نجد أنفسنا أمام عدد من الاسئلة فمثلاً منذ متى لم تقم بزيارة والديك او أحد أقاربك..؟
الى متى ونحن نعتذر بحجة الانشغال في العمل..؟
هل هناك أسباب أخرى تدفعنا الى مقاطعة الآخرين..؟
حول هذا الموضوع كان ل «الرياض» وقفة مع عدد من الأشخاص الذين لم تسمح لهم الظروف بزيارة أقاربهم..؟
يقول «محمد العصيمي» موظف حكومي
«أعمل في مدينة الرياض وطبيعة عملي تمنعني من رؤية الأهل المقيمين خارج الرياض، لذلك اكتفي الاتصال الهاتفي يومياً للاطمئنان عليهم ولا استطيع زيارتهم إلا خلال إجازتي السنوية»
أما «عبدالرحمن اليوسف» البالغ من العمر خمسة وخمسين عاماً فيقول « أقيم مع ابنائي الثلاثة في الرياض وجميعهم لم أرهم منذ ستة أشهر وكلما حاولت الاتصال بهم لا أجد من يجيب».
ويضيف قائلاً «لا أراهم الا في المناسبات وعندما يشاهدونني فإنهم يهرعون لي ويقدمون اعتذارهم على تقصيرهم في زيارتي بحجة انشغالهم في أعمالهم»
تتحدث «دليل فرح» معلمة بالمرحلة الابتدائية قائلة:
«احرص على زيارة والدي أسبوعياً اما أقاربي فلا أشاهدهم الا في مناسبات الزواج لان ارتباطاتي الأسرية والعملية تمنعني من الاتصال بهم».
وتواصل قائلة: «عندما أصادف أحدا من قريباتي فإنهن يوجهن اللوم نحوي لا أنني لا أقوم بزيارتهن متناسيات أنني عاملة ولدي أسرة.»
تشاركنا «فوزية النفيعي» البالغة من العمر خمسين عاماً قائلة: «لقد اختلف الناس ففي الماضي جميع الأقارب متواصلون ومترابطون فلا يكاد تحصل مناسبة او عزاء لا قدر الله الا وتجدهم مجتمعين حولك، أما الآن فلا ترين من يقوم بطرق باب منزلك إلا نادراً».
وتتابع قائلة: «لا يوجد أي سبب يمنع قريبا من زيارة أي قريب له فإذا كان على المشاغل فهي لا تنتهي ولكن عمر الإنسان ينتهي، ولكن ما فائدة ذلك العمر إذا لم يستغل يومياً لزيارة الأحبة»
يقول: «مصيبيح العازمي» «لدي من الاخوة خمسة و جميعاً نجتمع كل نهاية أسبوع لدى والدي ووالدتي ويحرص كل منا على إحضار جميع ابنائه للسلام عليهما كذلك الوضع بالنسبة للأقارب ففي نهاية كل شهر نقوم باستئجار استراحة ودعوة جميع الأقارب للاجتماع ورؤية بعضنا».
ويضيف قائلاً: «لقد تعلمنا ذلك من والدي وأعمامي حفظهم الله الذين كان لهم دور في تعليمنا أهمية صلة الرحم والسؤال عن الآخر.»
يتحدث «سعد الشراري» قائلاً : أعلم انه يمكنني الحصول على إجازة لزيارة الأهل والأقارب، ولكن كلما أريد ذلك اتراجع واقول لنفسي لماذا لا يكون ذلك بعد أسبوعين أفضل وأصبحت على هذا الحال إلا إن تلقيت مكالمة من والدي يخبرني بضرورة الحضور فوراً.
ويضيف قائلاً «شعرت بخوف شديد لا صوت والدي كان مختلفاً وعندما حضرت وجدت جموعاً من الأقارب في منزلنا يقدمون لوالدي التعازي في وفاة شقيقتي الكبرى التي توفيت إثر حادث مروري تعرضت له اثناء عودتها من العمل».
ويتابع قائلا: «لم أرها منذ سنة ولكنني شاهدتها أثناء وضعها في القبر».
أما «عبدالمحسن فهد» موظف حكومي فيقول:
«لا أجيد الكذب لذلك سوف اخبرك بأنني لم أر أقاربي وخاصة اعمامي وابنائهم منذ ثلاث سنوات».
ويضيف قائلاً: «يعود السبب إلى مشاجرة وقعت بيني وبين احد أبناء عمومتي الذي يحرص على حضور أي اجتماع يتواجد فيه والدي مع اخوته، أما أنا فإنني لا احضر لهم ابداً لكي أتحاشى لقاءه لأنني لا أحبه.»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منقول من جريدة الرياض
ونحتاج تعليقات أكثر
على الموضوع
السؤال عن الآخرين وتبادل الزيارات معهم أمر مطلوب وخاصة الاقارب لان الله عز وجل أوصى بصلة الرحم، وذلك في الحديث القدسي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الرحم معلقة في العرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله».
وعلى الرغم من انتشار وسائل الاتصال المختلفة مثل البريد والهاتف والانترنت التي قد تساعدنا في الاطمئنان على من نحب إلا أن ذلك لا يغني عن زيارتهم.
ولكن في زمن بدأت فيه العلاقات الاجتماعية تضعف وتتقلص نجد أنفسنا أمام عدد من الاسئلة فمثلاً منذ متى لم تقم بزيارة والديك او أحد أقاربك..؟
الى متى ونحن نعتذر بحجة الانشغال في العمل..؟
هل هناك أسباب أخرى تدفعنا الى مقاطعة الآخرين..؟
حول هذا الموضوع كان ل «الرياض» وقفة مع عدد من الأشخاص الذين لم تسمح لهم الظروف بزيارة أقاربهم..؟
يقول «محمد العصيمي» موظف حكومي
«أعمل في مدينة الرياض وطبيعة عملي تمنعني من رؤية الأهل المقيمين خارج الرياض، لذلك اكتفي الاتصال الهاتفي يومياً للاطمئنان عليهم ولا استطيع زيارتهم إلا خلال إجازتي السنوية»
أما «عبدالرحمن اليوسف» البالغ من العمر خمسة وخمسين عاماً فيقول « أقيم مع ابنائي الثلاثة في الرياض وجميعهم لم أرهم منذ ستة أشهر وكلما حاولت الاتصال بهم لا أجد من يجيب».
ويضيف قائلاً «لا أراهم الا في المناسبات وعندما يشاهدونني فإنهم يهرعون لي ويقدمون اعتذارهم على تقصيرهم في زيارتي بحجة انشغالهم في أعمالهم»
تتحدث «دليل فرح» معلمة بالمرحلة الابتدائية قائلة:
«احرص على زيارة والدي أسبوعياً اما أقاربي فلا أشاهدهم الا في مناسبات الزواج لان ارتباطاتي الأسرية والعملية تمنعني من الاتصال بهم».
وتواصل قائلة: «عندما أصادف أحدا من قريباتي فإنهن يوجهن اللوم نحوي لا أنني لا أقوم بزيارتهن متناسيات أنني عاملة ولدي أسرة.»
تشاركنا «فوزية النفيعي» البالغة من العمر خمسين عاماً قائلة: «لقد اختلف الناس ففي الماضي جميع الأقارب متواصلون ومترابطون فلا يكاد تحصل مناسبة او عزاء لا قدر الله الا وتجدهم مجتمعين حولك، أما الآن فلا ترين من يقوم بطرق باب منزلك إلا نادراً».
وتتابع قائلة: «لا يوجد أي سبب يمنع قريبا من زيارة أي قريب له فإذا كان على المشاغل فهي لا تنتهي ولكن عمر الإنسان ينتهي، ولكن ما فائدة ذلك العمر إذا لم يستغل يومياً لزيارة الأحبة»
يقول: «مصيبيح العازمي» «لدي من الاخوة خمسة و جميعاً نجتمع كل نهاية أسبوع لدى والدي ووالدتي ويحرص كل منا على إحضار جميع ابنائه للسلام عليهما كذلك الوضع بالنسبة للأقارب ففي نهاية كل شهر نقوم باستئجار استراحة ودعوة جميع الأقارب للاجتماع ورؤية بعضنا».
ويضيف قائلاً: «لقد تعلمنا ذلك من والدي وأعمامي حفظهم الله الذين كان لهم دور في تعليمنا أهمية صلة الرحم والسؤال عن الآخر.»
يتحدث «سعد الشراري» قائلاً : أعلم انه يمكنني الحصول على إجازة لزيارة الأهل والأقارب، ولكن كلما أريد ذلك اتراجع واقول لنفسي لماذا لا يكون ذلك بعد أسبوعين أفضل وأصبحت على هذا الحال إلا إن تلقيت مكالمة من والدي يخبرني بضرورة الحضور فوراً.
ويضيف قائلاً «شعرت بخوف شديد لا صوت والدي كان مختلفاً وعندما حضرت وجدت جموعاً من الأقارب في منزلنا يقدمون لوالدي التعازي في وفاة شقيقتي الكبرى التي توفيت إثر حادث مروري تعرضت له اثناء عودتها من العمل».
ويتابع قائلا: «لم أرها منذ سنة ولكنني شاهدتها أثناء وضعها في القبر».
أما «عبدالمحسن فهد» موظف حكومي فيقول:
«لا أجيد الكذب لذلك سوف اخبرك بأنني لم أر أقاربي وخاصة اعمامي وابنائهم منذ ثلاث سنوات».
ويضيف قائلاً: «يعود السبب إلى مشاجرة وقعت بيني وبين احد أبناء عمومتي الذي يحرص على حضور أي اجتماع يتواجد فيه والدي مع اخوته، أما أنا فإنني لا احضر لهم ابداً لكي أتحاشى لقاءه لأنني لا أحبه.»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منقول من جريدة الرياض
ونحتاج تعليقات أكثر
على الموضوع
تعليق