: 0
: 9
تويت
دنا من الروح فـ سكن
وغاب عن العين فـ بكى
رحل عن القوم فـ سها
طاف بالكون فـ طغى
حلق في السماء فـ هوى
كالطفلة تبكي لفقده في كل مساء تستعجل الغروب لتلتقي بوسادتها
وتناجيها وتكتب مذكراتها لتتلوها على مسامع الصوت عندما يعود …
ودّعها بالدموع في ليلةٍ ماطرة
اختلط الدمع بقطرات المطر
كان يمسح الدمع من خد الفراق ويقول:
من أجل عينيك سأعود..
من أجل ما وهبتيني من الحب سأعود..
كتب في كف المساء إسمه وإسمها..
وقبّل عطر كفيها وهويقول :
أخاف عليك في وحدتك وغربتي .,
أشعر بالشوق إليك وأنت معي ..
لم تثق بالقلوب إلا قلبه..
كان كتابها الذي تجد فيه غايتها ..
كان القصيد الذي يطرب ذائقتها ..
كان الصباح الذي يهديها أشعه الحياة وبريقها ..
كانت تلجأ اليه في صعاب الحياة ..
فكان مرشدها الوحيد…
انتهت أعوام من العمر انتظار ..
الزمن بطيئ وكئيب …
فكلما نظرت للمرآه وتتأمل ما وهبها الله من جمال
تتمنى يقف الزمن عند لحظات نظراته وعودته ..’
حان الموعد واللقاء ..
فكتست ذلك الثوب الذي كان يروق له ..
وابتسامة اللقاء يرسمها الربيع على أوراق الشجر المارة بها ..
وقطرات الندى ترسم قلبيهما بالحب على زجاج الحافلة …
وبدأ الأنتظار مع المنتظرين …
فـكم هي اللحظات قاتله…
ومع ذلك لم يبقى سوى القليل وتحصد نتائج الصبر المديد ..
ووقف القطار بهم ..
وفُُتحت الأبواب .. وأضاءت الأنوار ..
ونبضاتها تتسارع ..
وتنتظر.. وتنتظر..
وتسبقها نظراتها بشغف العاشق في عيون العائدين ..
لم تعد تحتمل… والخوف يتسلل الى أعماقها وينتشر في أنحاء جسدها المتهالك ..
آه وآه
ألف سؤال وسؤال في مخيلتها ..
كيف هذا ؟؟ ولماذا؟؟….
خيم الهدوء على المكان والحسرة تتلفظها شهيق مع الدموع …
ولم يتبقى أحد في محطة القطار إلا هي و ذلك شيخ العجوز ..
ذهبت اليه بخطواتها الثقيله المتثاقله .,
فكان عنوان بيده ..فناولها برعشة المسن …
فخفق القلب.. وتاه النظر ..
فسألت ماذا تريد من عنواني ..
فقال :
هناك رسالة من ارض البعاد تطوق الجراح ......,
قد وجدت العنوان أيها الشيخ وانا من تعنيها الرسالة .,
فأخذتها ..فكان نصها..
كنت في القطار المقابل وكنت أرقبك من نافذة القطار
وأنت تستقبلين المسافرين ..
فعرفتك بثوبك القديم وملامح الوجه البريئ..
فعذرا لم استطيع الوصول اليكِ والوفاء بالوعد
خوفا على مشاعر شريكتي وابنائي ولكن الوعد بأن تكون الذكر بداخلي... فالودااااااع ..,’
ورحل الحب وتوقف نبض القلب في محاريب ظلم الرجل
لأنثى الحياة.,
فعادت الى نقطة البداية تتجرع مرارة الغياب..
نسمة
تعليق