: 0
: 5
تويت
موضوع لي سابق في أحد المنتديات كتبته فيما مضى بعد تلك القصص التي رواها لي أحد أصدقائي الذي يعمل في إحدى المحاكم ، وقد ذهبت لزيارته هناك ولبعض المراجعات ،وكانت الأمور التي أشاهدها مؤسفة حقاً.
ولكن أبشركم أنه قد وافق على طلبي بوضع صورة من هذا الموضوع من أسفل باب مكتب ذلك القاضي قبل دوامه ، وقد سبب ذلك ربكة في المحكمة في ذلك اليوم حينما قرأ قاضينا الموقر هذا النصّ.
والجدير بالذكر بأن هذا القاضي قد تعامل مع امرأة مسكينة بقسوة ، فقد طردها من مكتبه بسبب رنّة هاتفها الجوال ، وهي تعاني مشاكل عديدة هي وأولادها بسبب والدهم المتمرّد الذي أراهم الويلات.
ولكن أبشركم أنه قد وافق على طلبي بوضع صورة من هذا الموضوع من أسفل باب مكتب ذلك القاضي قبل دوامه ، وقد سبب ذلك ربكة في المحكمة في ذلك اليوم حينما قرأ قاضينا الموقر هذا النصّ.
والجدير بالذكر بأن هذا القاضي قد تعامل مع امرأة مسكينة بقسوة ، فقد طردها من مكتبه بسبب رنّة هاتفها الجوال ، وهي تعاني مشاكل عديدة هي وأولادها بسبب والدهم المتمرّد الذي أراهم الويلات.
فضيلة القاضي الموقر خارج التغطية..!!
شؤون الخلق مزدحمة لا ينقصها ازدحام أهل النفسيات الفارغة ، فهناك لكل حق وراءه مطالب كبر أم صغر.
محكمة قضائية قد امتلأت بأصحاب الفضيلة من عدة قضاة يرون غيرهم من أهل الحقوق أنهم كأصحاب الرذيلة حاشا الله أهل الحقوق من الرذيلة ، قد جعلوا من فنائها موكباً لمراكبهم الفارهة ، تفوح لحظة خروجهم منها رائحة العود الهندي وكأنهم قد اجتمعوا لحفل عرس جماعي ، متفننين في أقمشة المشلح الذي راج سوقه على زمن هؤلاء أصحاب الفضيلة في عهدنا ، في لحظة قد هرع هناك نوع من الحاشية الوهمية لفتح أبواب تلك المراكب الألمانية والأمريكية الفارهة التي لم تغننا عنها حتى شعارات قد نشرها في الأمس القريب رهط منهم بأن نقاطع منتجات أهل الكفر، فحتى ملبسهم ومأكلهم من تلك الدول ، فلا غنى لنا عن أهل الكفر حتى في مشربنا من مياه البحار ، فذاك الشخص من تلك الحاشية قد همّ بفتح باب سيارته ، وآخر قد انتزع حقيبة صاحب الفضيلة القاضي ليحمل ما بها من مخططات التعالي على أهل الحقوق التي رسمها في ليلته ، وآخر قد انطلق ماسحاً الطريق عبر مسار فضيلته حتى يطمئن على سلامة قاضينا الموقر ، على الرغم أنه ليس هناك داعٍ للقلق فالأمر بسيط صدقوني ، حتى يصل ذلك الوفد الفارغ إلى بوابة المصعد الذي لا يصعد أحد من أهل الحقوق من خلاله ، فذلك يعتبر محرماً في أحكامهم ، فهو مخصص لقاضينا الذي عزم أن يصعد به وحاشيته فقط إلى غيم سمائه المفتعلة ، لحظة مروره على تلك البقعة السفلية قد وجد أن هناك جملة من أهل الحقوق قد ازدحموا عليه يطلبون توقيعاً من قلمه الذي جف حبره على معاملات عديدة امتلأت بكثير من المطالبات الحقوقية الشرعية متخللاً تلك الشوشرة بعض هتافات ترمي إلى ما وصل إليه بعضهم من الملل واليأس حتى كادوا أن يكونوا من المتنازلين عن مطالبهم على مضض وكره كما فعل غيرهم ، لم يعلموا حينها أنهم كادوا أن يعطلوا انطلاقة القاضي عبر مصعده فيعرج إلى سمائه الخاصة به ، فيتمكن فضيلته من الوصول أخيراً بعد عمليات فدائية قد قامت بها حاشيته دفاعاً عن ذلك الجسد المبارك الذي يخشى التصاقه بأحد المارّة فيصيبه الدّنس، حتى وصل المصعد وقد احمر وجهه غضباً لما تسبب به أولئك أهل المطالب من إزعاج لسير خطواته المباركة ، وما لبث حتى توارى عن الأنظار ، وأطبق الصمت على الحاضرين هناك وخيّم الهدوء بعد الصعود.
كان من بين أولئك الذين أرادوا أن يحظوا بحبر توقيعه المبارك امرأة قد أصدر في حقها حكماً سريعاً يدل على حبه للإنجاز في معاملاته الخاصة التي تحكمها نفسيته في عالمه اللامع ، فبعد عناء الإجراءات وإذلالها لم يتبقى سوى توقيعه أثابه الله على ورقة فاصلة في قضية لها قد أرقتها وأرهقت أبناءها الثلاثة في صراع لهم مع والدهم المرود ، والذي قد نغص حياتهم مؤخراً بفصل الكهرباء عن منزلهم حتى يخرجوا منه ليهنأ هو وزوجته الأخرى بطيب المقام ، قد وصلت هذه المسكينة إلى قاضينا المبجل قبل أيام عديدة إلى باب سمائه وتمكنت بعد عناء من الدخول إلى ذلك العالم لحظة صمت وخوف ورهبة على الرغم أن الأمر بسيط صدقوني أيضاً ، وقفت مرتعبةً أمام صاحب الفضيلة حتى يبارك أوراقها بتوقيع الفصل النهائي في الحكم ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان ، لقد حدث هناك أمر جلل لم يكن متوقعاً قاضينا بأن يحصل في حقه مثل هذا الأمر الفظيع ، لقد وقعت كارثة في مكتبه السماوي ، فما هي إلا لحظات من وقوف هذه المرأة المضطهدة حتى دق هاتفها النقال بتلك النغمة التي أزعجت أحاسيس قاضينا في عالمه ، وما كان منه إلا أن أغمد قلمه الصارم ، آمراً تلك المرأة بالخروج على الفور من مكتبه الوثير ، في حكم سريع وفعال رأى أنها تستحقه لما قامت به من شناعة وفظاعة التصرف ، لم تعلم حينها تلك المرأة وأولادها أنهم ارتكبوا جرماً كبيراً في حق قاضينا أكبر بكثير مما فعله والدهم الغاوي بهم من جرم التجويع والتشريد.
لله درك أيها الموقر ، لله درك أيها الصارم القوي ، نحمد الله أن صرخ بك لهذه الأمة العظيمة ، حتى يعرف الناس قدرهم أمام هيبتكم ، وحتى يعرف الجميع الفرق الكبير بين أصحاب الفضيلة أمثالكم ، وبين أصحاب الرذيلة ممن قاموا بامتهانك في مقر علوّك ولم يقفلوا هواتفهم المتنقلة.
أيها الناس أقفلوا هواتفكم فالأمر أكبر بكثير من سخافات ارتباطاتكم واتصالاتكم ، وكونوا حذرين لحظة صعودكم إلى سماء قضاة الحق والعدل ، ولتكونوا حذرين حتى من أنفاسكم وخصوصاً إذا كان أحدكم مصاباً بالزكام، أيها الناس احذروا من جلجلة المفاتيح في جيوبكم ، وكونوا في مشيكم وكأنكم تهمسون بالأسرار ، ليكن شعاركم (الطير تقف على رؤوسنا أمامكم يا قضاة العدل الموقرين) ، ولا تكونوا من المجحفين على أمثال قاضينا بالتواجد اليومي في ردهات المحاكم وخصوصاً أمام مصاعدهم الخاصة ، وقوموا بصعود السلالم مراراً وتكراراً حتى تتحرك دماؤكم فتستفيد أجسامكم ، فقضاياكم وحقوقكم قد تكون سبباً في التقليل من شأن هؤلاء الأسود ، فتُقفل الأبواب دونكم ، ويصدر في حقكم أحكاماً عاجلة لعدم مداراتكم لبعض منازل القوم العالية ، تماماً كما حصل من ذلك الاتصال الذي استقبله هاتف تلك المرأة ، والذي كان جديراً بأن يرن هاتفها في العالم السفلي بدلاً من سماء قاضينا الموقر التي أراد أن يكون فيها خارجاً عن التغطية.
تعليق