أريد أن أتفائل ، ولكن الأمور المحيطة لا تبشر بخير ..!
هذه هي العبارة التي بدأ بها زميلي " عايش " حديثه معي ..
ثم قال أريد أن أعيش حياة كريمة .. أرجو أن لاتعتقد بأني أبحث
عن حياة لايكدر صفوها شيء ...!!
ثمانية لابد منها على الفتى ** ولابدّ أن تجري عليه الثمانية
سرور و هم واجتماع وفرقة ** ويسر وعسر ثم سقم وعافية
ولكني وبعد أن ولدت في مكان يقال بأنه " مستشفى "
ودرست في " مطرسه " و جبر عظمي .. أريد أن أعيش يا أخي !!
هل معادلة الحياة صعبة إلى هذه الدرجة ؟ أرجوك أجبني ..
لا أريد ثروة ولا أريد تجارة ولا شهرة ولا ألقاب .. أريد أن أتوظف
وأستقر في منزلـ(ي) وهذه ياء الملكية لمن لا يعرفها !
ربما لم يسبق لنا أن نكتبها مرتبطة بالمنزل ، وكنا دائما
نقرأها ونسمعها .. ديوني التزاماتي مصاريفي !! أريد أن أعالج ابني
الذي حرم عيني وعين والدته من النوم كلما رأيناه
يبكي ألما من المرض ..!
تخيل بالأمس كنت أتحدث مع زوجتي عن الحياة ومصاعبها
والتزاماتها .. وأصرت زوجتي أن أبحث لها عن عمل ، هي لا
تملك فراغا هائلا وتريد أن تقضيه في العمل .. ولكنها تملك
هما ّ كبيرا وتريد أن تساعدني في تحمل المسؤولية ..
لم أقبل الفكرة ولم أرفضها .. ولكني قلت في نفسي : لم لا ؟؟
وجدت إعلانا في صحيفة يبدون فيه رغبتهم في توظيف
سعوديات بشروط معينة .. وبعد الاتصال تبيّن أنهم يبحثون
عن عاملات نظافة براتب 1500 ريال ! صدقني لا أبالغ ..
هذه الصحيفة أمامك .. اقرأ بنفسك !!
أريد أن أسد جوع أبنائي .. هل تدرك حجم ( الحزن ) الذي
يعتري قلبي حينما يقول لي إبني أريد أن آكل كذا وحينما تقول
لي ابنتي أشتهي كذا .. ثم تتفهم زوجتي الموقف وتلهيهم بأي
شيء في المنزل !! لماذا تنظر لي بدهشة ... قلت لك بأني لا أبالغ !!
في هذه الأثناء تواجد معنا صديقنا الثالث " مطيع "
واستمعت مع مطيع لحديث عايش بكل اهتمام .. ثم قال ..
لا أبحث عن رفاهية أبنائي ، ولا أبحث لهم عن وجبة لم يسبق
لأبناء أحد من الناس أن جربها .. فضلا عن التفكير في كمية
الملهيات الأخرى والتي يتسابق عليها الأبناء في هذا الزمان.
تخيلوا .. فنجان القهوة الذي اشربه مع زوجتي بعيدا ً
عن صعوبات الحياة ، نشربه ونحن نطالع شيئا من البرامج
والقنوات ولا نجد من ينقل صوت الألم في بيوتنا !! يا أخي
أصبحوا يركزون على القشور .. نريد من ذلك الرجل أن
يصدح بالحق وينطق بالمعاناة التي نعانيها .. تجمعاتهم
أصبحت تحبطنا .. وتجعل القهوة أكثر مرارة مما هي عليه !!
لا همّ لهم سوى قادت المرأة .. لم تصوّت المرأة !! أتمنى أن
يخرج أحدهم ويتفجر كما يتفجر حينما يتحدث عن المرأة ويقول ..
جاعت الفتاة .. مرض الإبن .. لم يتوظف الرجل !!
من الذي يمنع تحقيق معادلة العيش ؟ هكذا تسائل عايش ..؟
هل مطالبي صعبة .. إن كان ثمة أمور لا أفهمها أرشدوني .. ؟
ما أشاهده الآن في البلدان العربية هي ثورات خبز و ماء ..
ومطالب أساسية لحياة كريمة .. أحب وطني ومليكي ..
ولن أساوم على هذه الأرض أبدا .. أحب وطني ومليكي ...
أريد أن أعيش ... قالها عايش بحرقة!!
مطيع قطع ذلك الحديث الحزين .. بعبارة يشد فيها من أزر
رفيقه وكأنه يشكره على كلماته .... يعيش عايش يعيش عايش ..
فأدركت أنه قد تكلم بما كان ينوي أن يتكلم به مطيع
تحيتي للجميع
بقلم / صالح المرزوق
هذه هي العبارة التي بدأ بها زميلي " عايش " حديثه معي ..
ثم قال أريد أن أعيش حياة كريمة .. أرجو أن لاتعتقد بأني أبحث
عن حياة لايكدر صفوها شيء ...!!
ثمانية لابد منها على الفتى ** ولابدّ أن تجري عليه الثمانية
سرور و هم واجتماع وفرقة ** ويسر وعسر ثم سقم وعافية
ولكني وبعد أن ولدت في مكان يقال بأنه " مستشفى "
ودرست في " مطرسه " و جبر عظمي .. أريد أن أعيش يا أخي !!
هل معادلة الحياة صعبة إلى هذه الدرجة ؟ أرجوك أجبني ..
لا أريد ثروة ولا أريد تجارة ولا شهرة ولا ألقاب .. أريد أن أتوظف
وأستقر في منزلـ(ي) وهذه ياء الملكية لمن لا يعرفها !
ربما لم يسبق لنا أن نكتبها مرتبطة بالمنزل ، وكنا دائما
نقرأها ونسمعها .. ديوني التزاماتي مصاريفي !! أريد أن أعالج ابني
الذي حرم عيني وعين والدته من النوم كلما رأيناه
يبكي ألما من المرض ..!
تخيل بالأمس كنت أتحدث مع زوجتي عن الحياة ومصاعبها
والتزاماتها .. وأصرت زوجتي أن أبحث لها عن عمل ، هي لا
تملك فراغا هائلا وتريد أن تقضيه في العمل .. ولكنها تملك
هما ّ كبيرا وتريد أن تساعدني في تحمل المسؤولية ..
لم أقبل الفكرة ولم أرفضها .. ولكني قلت في نفسي : لم لا ؟؟
وجدت إعلانا في صحيفة يبدون فيه رغبتهم في توظيف
سعوديات بشروط معينة .. وبعد الاتصال تبيّن أنهم يبحثون
عن عاملات نظافة براتب 1500 ريال ! صدقني لا أبالغ ..
هذه الصحيفة أمامك .. اقرأ بنفسك !!
أريد أن أسد جوع أبنائي .. هل تدرك حجم ( الحزن ) الذي
يعتري قلبي حينما يقول لي إبني أريد أن آكل كذا وحينما تقول
لي ابنتي أشتهي كذا .. ثم تتفهم زوجتي الموقف وتلهيهم بأي
شيء في المنزل !! لماذا تنظر لي بدهشة ... قلت لك بأني لا أبالغ !!
في هذه الأثناء تواجد معنا صديقنا الثالث " مطيع "
واستمعت مع مطيع لحديث عايش بكل اهتمام .. ثم قال ..
لا أبحث عن رفاهية أبنائي ، ولا أبحث لهم عن وجبة لم يسبق
لأبناء أحد من الناس أن جربها .. فضلا عن التفكير في كمية
الملهيات الأخرى والتي يتسابق عليها الأبناء في هذا الزمان.
تخيلوا .. فنجان القهوة الذي اشربه مع زوجتي بعيدا ً
عن صعوبات الحياة ، نشربه ونحن نطالع شيئا من البرامج
والقنوات ولا نجد من ينقل صوت الألم في بيوتنا !! يا أخي
أصبحوا يركزون على القشور .. نريد من ذلك الرجل أن
يصدح بالحق وينطق بالمعاناة التي نعانيها .. تجمعاتهم
أصبحت تحبطنا .. وتجعل القهوة أكثر مرارة مما هي عليه !!
لا همّ لهم سوى قادت المرأة .. لم تصوّت المرأة !! أتمنى أن
يخرج أحدهم ويتفجر كما يتفجر حينما يتحدث عن المرأة ويقول ..
جاعت الفتاة .. مرض الإبن .. لم يتوظف الرجل !!
من الذي يمنع تحقيق معادلة العيش ؟ هكذا تسائل عايش ..؟
هل مطالبي صعبة .. إن كان ثمة أمور لا أفهمها أرشدوني .. ؟
ما أشاهده الآن في البلدان العربية هي ثورات خبز و ماء ..
ومطالب أساسية لحياة كريمة .. أحب وطني ومليكي ..
ولن أساوم على هذه الأرض أبدا .. أحب وطني ومليكي ...
أريد أن أعيش ... قالها عايش بحرقة!!
مطيع قطع ذلك الحديث الحزين .. بعبارة يشد فيها من أزر
رفيقه وكأنه يشكره على كلماته .... يعيش عايش يعيش عايش ..
فأدركت أنه قد تكلم بما كان ينوي أن يتكلم به مطيع
تحيتي للجميع
بقلم / صالح المرزوق
تعليق